سواليف:
2024-10-05@08:30:23 GMT

الكيان وأدواته .. ما بين نشوة أيلول وواقع أكتوبر

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

د. فاخر دعاس

لم يكن حدث اغتيال السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله في أواخر أيلول حدثًأ عاديًا بالنسبة للكيان. فهو الشخص الذي أذاقهم الهزيمة مرتين، وظل ندًا لهم حتى لحظة استشهاده. وهذا ما يفسر حجم الفرح العارم الذي أصاب الكيان قادة وجمهورًا.
ووجد قادة الكيان -وخاصة نتنياهو- في استشهاده فرصة تاريخية للقضاء على حزب الله، بل على محور المقاومة بأكمله وتفريغ إيران من كافة أدواتها بالمنطقة ما يجعلها معزولة تمامًا.

وهي فرصة لفرض الحل الصهيوني المتطرف للقضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي سيصبح أكثر سهولة في حال وصل ترامب إلى كرسي الرئاسة الأمريكية.
هذا السيناريو الصهيوني لم يكن مجرد أحلام أو أمنيات على الورق، بل إن الضربات المتتالية التي تلقتها المقاومة قبيل استئهاد السيد حسن وخاصة ما عرف بيوم البيجر والووكي توكي وقصف اليمن وسلسلة الاغتيالات المتتالية لقادة المقاومة، كل هذه الأحداث لعبت دورًا رئيسيًا في تشجيع نتنياهو وحكومته على “الاستعجال” في جني ثمار هذه الانتصارات. فتم اتخاذ قرار بعملية برية في جنوب لبناني عنوانه انسحاب الحزب إلى ما بعد شمال الليطاني، بل وطرح ملف تجريد الحزب من سلاحه، إضافة إلى الحديث عن التسريع بتسمية رئيس للبنان، يكون نتاج هذا الانتصار، إضافة إلى حديث وزير النقل الصهيوني عن النية بإعادة النظر باتفاقية تقسيم الحدود المائية مع لبنان.
بالتوازي، بدأ الإعلام العربي وقنواته الفضائية باستضافة “المحللين” الذين تسابقوا على الإشادة بإنجازات الكيان ووضع تصوراتهم للمنطقة “ما بعد إيران وحزب الله” والتسليم بأن هذا الكيان هو قدر وعلينا أن نستسلم ونسلم له. وبدأ توجيه اللوم وتحميل المسؤولية لحماس على عملية طوفان الأقصى وأن هذه العملية تحولت إلى وبال ودمار للشعب الفلسطيني وقضيته. وبدأت الأوساط الغربية والصهيونية بالحديث عن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، ولعب الدور الذي تقوم به في الضفة الغربية.
“أحلام أيلول” هذه تبخرت تمامًا مع دخول شهر أكتوبر المجيد. هذا الشهر الذي لم يكن يومًا إلا نذير شؤم للكيان وقادته. فبالتزامن مع بدء العمليةالبرية للجيش الصهيوني على الأراضي اللبنانية، نفذ المقاومون في الضفة الغربية عملية فدائية أسفرت عن مقتل 9 “إسرائيليين”،، ولم يستفق الكيان وقادته من صدمة عودة العمليات الفدائية وانخراط أهل الضفة الغربية بها، حتى جاءهم بعد ساعات محدودة الهجوم الإيراني على كافة أرجاء الكيان بالصواريخ في مشهد لم يعهده الكيان في تاريخه، وأدى إلى لجوء كافة السكان إلى الملاجىء.
وأتت الصربة القاصمة من الجنوب اللبناني. فمع بداية الهجوم البري تعرض جيش الكيان لكمائن من حزب الله أدت إلى مقتل ما يزيد على 15 ضابطًأ جنديًا وتدمير ثلاث دبابات ميركافا، وانسحاب من تبقى إلى شمال فلسطين. وأتى كل هذا مع استمرار القصف الصاروخي من قبل حزب الله لمناطق شمال ووسط الكيان، من ذ لحظة استشهاد الأمين العام للحزب وحتى لحظة كتابة هذا المقال.
نتنياهو الذي خرج على الملأ في أيلول ليتباهى بانتصاراته ويعد مواطنيه بأنه سيعيدهم إلى شمال إسرائيل وينهي أسطورة حزب الله، كان يمكن أن يكون أكثر ذكاءً وقراءة للتاريخ، بأن يوافق على وقف إطلاق النار، ويكتفي بتحقيق أهم إنجاز لرئيس حكومة صهيوني منذ عام 1996 وذلك باغتيال أمين عام حزب الله، إلا أن غطرسته وغباءه جراه إلى التمادي في الحماقة، فخسر كل المكتسبات اللحظية التي حققها، وارتدت عليه كافة إنجازاته.
ختامًا، المشهد في أكتوبر:

المستوطنون القاطنون في مستوطنات الشمال لم يعودوا الى مستوطناتهم. قصف وصواريخ المقاومة اللبناتية ارتفعت وتيرتها من حيث العدد ونطاق استهدافها، لتدخل مدينة صفد ضمن بنك أهدافها. العملية البرية أتت بنتائج عكسية وساهمت برفع معنويات حزب الله والرهان على قدراتها بالتصدي لجيش الكيان، اليمن والحشدالشعبي مستمر بقصف الكيان. إيران ردت على اغتيال اسماعيل هنية وبشكل جدي وحاسم والأهم هو استمرار عجز جيش الكيان عن تحرير أسراه رغم مضي ما يقارب العام على الحرب التي شنها على غزة، ورغم كل البطش والتنكيل والمجازر، واحتلال قطاع غزة كاملًا، إلا أن هذا الجيش عجز عن تفكيك المقاومة أو تحزير أسراه.
أكتوبر المجيد .. أكتوبر الانتصار .. أكتوبر المقاومة .. ولا عزاء لقادة الكيان وأدواتهم في الإعلام العربي. مقالات ذات صلة حكومة … نسخ … لصق مع فلتر 2024/10/04

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

الفريق الرويشان:دول محور المقاومة ستوقف لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يهدد المنطقة

الوحدة نيوز:

قال نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، اليوم الجمعة، أن دول محور المقاومة هي من ستوقف المشروع الصهيوني الذي يهدد المنطقة.

وأكد الرويشان في تصريحات  لقناة “المسيرة” خلال مشاركته بمسيرة وفاء لشهيد المسلمين.. مع غزة ولبنان معركة واحدة حتى النصر) التي خرجت اليوم بالعاصمة صنعاء، تقدم الرويشان بالعزاء في استشهاد السيد حسن نصرالله، مشددا على أن أن المدرسة التي بذرها ستظل قائمة وتستمر.

وشدد على أن الشعب اللبناني معني بالتماسك والتوحد لحماية أمنهم القومي المهدد من قبل العدو الصهيوني، مؤكدا أن  مقاومة حزب الله كانت أكثر فاعلية في المواجهة المباشرة حتى بعد استشهاد أمينه العام، مضيفا أن من يحتمي بمئات الدبابات هو من يخشى ويجبن عن المواجهة المباشرة.

وأشار إلى أن ما يتعرض له لبنان اليوم هو امتداد للعدوان الصهيوني على غزة والوحيد الذي وقف في وجه العدو الصهيوني هي قوى محور الجهاد والمقاومة.

وأضاف: “إن دول مصر والأردن والخليج العربي إذا كانت تعتقد أن العدو الصهيوني لا يهدد أمنها القومي فهي مخطئة فالعدو يتحدث عن معركة الشرق الأوسط الجديد، مؤكدا أن محور المقاومة هي من ستوقف المشروع الصهيوني الذي يهدد المنطقة”.

مقالات مشابهة

  • هكذا تطورت المقاومة بالضفة الغربية شعبيا وعسكريا بعد 7 أكتوبر
  • الفريق الرويشان:دول محور المقاومة ستوقف لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يهدد المنطقة
  • الرويشان: دول محور المقاومة من ستوقف المشروع الصهيوني الذي يهدد المنطقة
  • الجهاد الإسلامي: الكيان الصهيوني ينفذ حرب إبادة في الضفة الغربية
  • من يكون الفلسطيني الضحية الوحيد الذي سقط بصواريخ إيران في الضفة الغربية؟(صورة)
  • المقاومة العراقية تضرب الكيان بطائرات متطورة تستخدمها لاول مرة
  • أزهر الغربية يحتفي بنصر أكتوبر المجيد بكلية القرآن الكريم بطنطا
  • الرئيس الإيراني: أي خطأ يرتكبه الكيان الصهيوني سيلحقه رداً أكثر قسوة وتدميرا
  • لجنة نصرة الأقصى تبارك عملية الوعد الصادق (2) في عمق الكيان