سواليف:
2025-01-20@11:26:33 GMT

الكيان وأدواته .. ما بين نشوة أيلول وواقع أكتوبر

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

د. فاخر دعاس

لم يكن حدث اغتيال السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله في أواخر أيلول حدثًأ عاديًا بالنسبة للكيان. فهو الشخص الذي أذاقهم الهزيمة مرتين، وظل ندًا لهم حتى لحظة استشهاده. وهذا ما يفسر حجم الفرح العارم الذي أصاب الكيان قادة وجمهورًا.
ووجد قادة الكيان -وخاصة نتنياهو- في استشهاده فرصة تاريخية للقضاء على حزب الله، بل على محور المقاومة بأكمله وتفريغ إيران من كافة أدواتها بالمنطقة ما يجعلها معزولة تمامًا.

وهي فرصة لفرض الحل الصهيوني المتطرف للقضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي سيصبح أكثر سهولة في حال وصل ترامب إلى كرسي الرئاسة الأمريكية.
هذا السيناريو الصهيوني لم يكن مجرد أحلام أو أمنيات على الورق، بل إن الضربات المتتالية التي تلقتها المقاومة قبيل استئهاد السيد حسن وخاصة ما عرف بيوم البيجر والووكي توكي وقصف اليمن وسلسلة الاغتيالات المتتالية لقادة المقاومة، كل هذه الأحداث لعبت دورًا رئيسيًا في تشجيع نتنياهو وحكومته على “الاستعجال” في جني ثمار هذه الانتصارات. فتم اتخاذ قرار بعملية برية في جنوب لبناني عنوانه انسحاب الحزب إلى ما بعد شمال الليطاني، بل وطرح ملف تجريد الحزب من سلاحه، إضافة إلى الحديث عن التسريع بتسمية رئيس للبنان، يكون نتاج هذا الانتصار، إضافة إلى حديث وزير النقل الصهيوني عن النية بإعادة النظر باتفاقية تقسيم الحدود المائية مع لبنان.
بالتوازي، بدأ الإعلام العربي وقنواته الفضائية باستضافة “المحللين” الذين تسابقوا على الإشادة بإنجازات الكيان ووضع تصوراتهم للمنطقة “ما بعد إيران وحزب الله” والتسليم بأن هذا الكيان هو قدر وعلينا أن نستسلم ونسلم له. وبدأ توجيه اللوم وتحميل المسؤولية لحماس على عملية طوفان الأقصى وأن هذه العملية تحولت إلى وبال ودمار للشعب الفلسطيني وقضيته. وبدأت الأوساط الغربية والصهيونية بالحديث عن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، ولعب الدور الذي تقوم به في الضفة الغربية.
“أحلام أيلول” هذه تبخرت تمامًا مع دخول شهر أكتوبر المجيد. هذا الشهر الذي لم يكن يومًا إلا نذير شؤم للكيان وقادته. فبالتزامن مع بدء العمليةالبرية للجيش الصهيوني على الأراضي اللبنانية، نفذ المقاومون في الضفة الغربية عملية فدائية أسفرت عن مقتل 9 “إسرائيليين”،، ولم يستفق الكيان وقادته من صدمة عودة العمليات الفدائية وانخراط أهل الضفة الغربية بها، حتى جاءهم بعد ساعات محدودة الهجوم الإيراني على كافة أرجاء الكيان بالصواريخ في مشهد لم يعهده الكيان في تاريخه، وأدى إلى لجوء كافة السكان إلى الملاجىء.
وأتت الصربة القاصمة من الجنوب اللبناني. فمع بداية الهجوم البري تعرض جيش الكيان لكمائن من حزب الله أدت إلى مقتل ما يزيد على 15 ضابطًأ جنديًا وتدمير ثلاث دبابات ميركافا، وانسحاب من تبقى إلى شمال فلسطين. وأتى كل هذا مع استمرار القصف الصاروخي من قبل حزب الله لمناطق شمال ووسط الكيان، من ذ لحظة استشهاد الأمين العام للحزب وحتى لحظة كتابة هذا المقال.
نتنياهو الذي خرج على الملأ في أيلول ليتباهى بانتصاراته ويعد مواطنيه بأنه سيعيدهم إلى شمال إسرائيل وينهي أسطورة حزب الله، كان يمكن أن يكون أكثر ذكاءً وقراءة للتاريخ، بأن يوافق على وقف إطلاق النار، ويكتفي بتحقيق أهم إنجاز لرئيس حكومة صهيوني منذ عام 1996 وذلك باغتيال أمين عام حزب الله، إلا أن غطرسته وغباءه جراه إلى التمادي في الحماقة، فخسر كل المكتسبات اللحظية التي حققها، وارتدت عليه كافة إنجازاته.
ختامًا، المشهد في أكتوبر:

المستوطنون القاطنون في مستوطنات الشمال لم يعودوا الى مستوطناتهم. قصف وصواريخ المقاومة اللبناتية ارتفعت وتيرتها من حيث العدد ونطاق استهدافها، لتدخل مدينة صفد ضمن بنك أهدافها. العملية البرية أتت بنتائج عكسية وساهمت برفع معنويات حزب الله والرهان على قدراتها بالتصدي لجيش الكيان، اليمن والحشدالشعبي مستمر بقصف الكيان. إيران ردت على اغتيال اسماعيل هنية وبشكل جدي وحاسم والأهم هو استمرار عجز جيش الكيان عن تحرير أسراه رغم مضي ما يقارب العام على الحرب التي شنها على غزة، ورغم كل البطش والتنكيل والمجازر، واحتلال قطاع غزة كاملًا، إلا أن هذا الجيش عجز عن تفكيك المقاومة أو تحزير أسراه.
أكتوبر المجيد .. أكتوبر الانتصار .. أكتوبر المقاومة .. ولا عزاء لقادة الكيان وأدواتهم في الإعلام العربي. مقالات ذات صلة حكومة … نسخ … لصق مع فلتر 2024/10/04

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

انتصار غزّة.. بسمة على وجه الشهيد الأقدس

ليلى عماشا

يُقرأ الخبر من غزّة، وعن غزّة، وفي خلفيّته صورة السيّد الشهيد الذي كان كلّما تحدّث عن غزّة، وصمود غزّة، وشجاعة غزّة، تكتسي الكلمات بعاطفة تفيض من عينيه وصوته. غُصّة مطرّزة بالعزّة.. ولهفة النّاصر حين عزّ النّاصرون.

تلقَى أهل المقاومة في لبنان الإعلان عن التوصّل لاتفاق إيقاف الحرب على غزّة بشوقٍ مجرّح بالفقد، وباعتزاز مسكون بالفداء، وبتبريكات جاءت على قدر البذل، البذل العظيم.. فجبهة الإسناد التي استمرت طوال سنة وثلاثة أشهر، وتلقّت ما تلقّت من ملامات وانتقادات وتشكيك، أثمرت نصرًا في فلسطين.. والدم العزيز المبذول حبًّا وطوعًا وبدون منّة، أزهر ابتسامات على وجه أطفال غزّة وكلّ أهلها بعد صمودهم الأسطوري الجبّار.

بكثير من الحبّ ومن الكلمات التي وجهتها روح شهيدنا الأقدس، زفّ النّاس نصر غزّة إلى سيّد شهداء الأمّة، السيّد حسن نصر الله، رضوان الله عليه.

تساءل كثيرون عن جدوى جبهة الإسناد طوال شهور، وأيضًا حين تحوّلت هذه الجبهة إلى معركة مشتعلة قدّم فيها أهل المقاومة دم خيرة شبابهم وقادتهم وسيّدهم، لم يستحِ أهل التخاذل لحظة، وظنّ المتآمرون المتأمركون أن بات بإمكانهم العيش في عالم ليس فيه حزب الله، ليس فيه مقاومة.. وانتظروا طوال شهرين عسى أن تتمكّن “إسرائيلهم” من القضاء على المقاومة في لبنان. وأكثر من ذلك، حين فشل “ربّهم الأميركي” في تحقيق أهداف هذه الحرب، بلغت بهم الوقاحة حدّ القول إن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان هو خذلان لغزّة وتخلّ عنها. والعجيب أنّ هؤلاء أنفسهم هم ممّن عارضوا بشدّة جبهة الإسناد وشكّكوا في جدواها وهزِئوا مرارًا من إنجازاتها. أما حين دخلنا في لبنان مرحلة “الستين يومًا” والتي ارتكب ويرتكب خلالها الصهاينة ما عجزوا عن فعله خلال المعركة، فقد سمعنا من يغيّب مقاومتنا عن أيّ ذكر في مساندة غزّة.. كأنّ كلّ الذي بُذل “على طريق القدس” في هذه المعركة، وهو أغلى ما لدينا، ليس يُرى!

كلّ هذا، وغزّة تنظر بعين الحزن إلى مصابنا.. تكمل طريق المقاومة بعزيمة وثبات، تواصل رفع قرابينها الأجمل، وتلقّن العالم كلّه معنى الصمود، وكيفيّة صناعة النّصر من قلب الألم.

يا سيّدنا، يا ناصر فلسطين وقد خذلها من خذل، وتآمر عليها من تآمر، وشمت بها من شمت، وعانت ظلم العدا، وظلم ذوي القربى، الأشدّ.. ها غزّة، الجريحة الصّابرة تنتصر بدمها، ومن قلب الإبادة والمجازر، تخرج مرفوعة الرأس.. ها هي، بعد أن جرى عليها ما ليس له مثيل في العدوانية والإرهاب في تاريخنا الحديث، تسطّر حكاية جديدة من حكايات الانتصار، وتطبع على وجه العدوّ علامة هزيمة لم تمسحها قدراته العسكرية المتقدّمة ولم يخفِها تطوّره التكنولوجي. تنهض من جمرها المتوقّد بالدم وبالتعب، وتقول للعالم، أنا هنا، لستُ أُهزم..

يا سيّدنا البهيّ، ويا قائدنا الأبيّ، ويا شهيدنا الأقدس، ها غزّة، مخضّبة بآلاف الشهداء، مجرّحة بمعالم الإبادة الهمجية، مرصّعة بآثار الدّمار الشامل، تنهي المعركة الأصعب، وتبقى حيث ظنّ العدوّ أنّه سينهيها، تحرّر الأسرى بالتبادل، وتلملم الجرح الغائر وتمضي إلى عالم بات يعلم أنّ المقاومة حقّ مقدّس، لا يُزال من الوجود. يا سيّدنا الذي قال ألّا عودة لمستوطني الشمال قبل إيقاف الحرب على غزّة، والذي آمن أن انتصار غزّة حتميّ مهما طالت أيام الحرب، والذي لم يترك فلسطين مهما كانت الأثمان، والذي أدرك الحقّ فما حاد عنه، غزّة انتصرت، وستتوقّف الحرب قبل أن يتمكّن مستوطنو الشمال من العودة، والدم المبذول حاشاه يذهب هدرًا.. والمعركة التي ستهدأ أصواتها عمّا قريب شكّلت خطوة كبيرة في الطريق إلى عالم خالٍ من “إسرائيل”.

إذًا، زفّ أهل المقاومة نصر غزّة إلى سيّدهم نصر الله.. أهدوه على وقع الخبر دمعات الشّوق والعزّة، وبعيون قلوبهم رأوا الخبر يرتسم بسمة طمأنينة على وجهه.. وأيّ الأشياء تسكّن هذه القلوب كبسمة السيّد.

 

مقالات مشابهة

  • إيران: التطورات الأخيرة في غزة بداية المتاعب لإسرائيل
  • مستوطنون يهاجمون مركبات الفلسطينيين ويغلقون عدة طرق بالضفة الغربية
  • مع بدء وقف إطلاق النار في غزة.. كم بلغت خسائر الضفة الغربية منذ «7 أكتوبر»؟
  • انتصار غزّة.. بسمة على وجه الشهيد الأقدس
  • إحباط إسرائيلي من فشل الحلول المطروحة لمواجهة تصاعد المقاومة بالضفة الغربية
  • هل انتصرت المقاومة؟
  • مجلس الشورى يبارك الانتصار التاريخي للشعب الفلسطيني ضد الكيان الغاصب وتوقيع وقف إطلاق النار
  • توجوا الخروج الشعبي الأضخم في العالم على مدى 15 شهراً بطوفان بشري “مع غزة.. ثبات وانتصار” اليمنيون يباركون الانتصار التاريخي للمقاومة الفلسطينية وهزيمة الكيان الصهيوني
  • هل يأكل الشيطان من طعام الشخص الذي لم يذكر التسمية؟ صحح معلوماتك
  • 4عمليات عسكرية تستهدف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وأهدافا في عمق الكيان