تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تلقى الاقتصاد الإسرائيلي ضربة قاسية بفعل الحرب المدمرة على قطاع غزة، لتكلفتها الهائلة وتداعياتها على قطاعات حيوية ما يزيد التقديرات بدخوله مرحلة ركود طويلة وغموض مستقبله، ويدعم ذلك فتح جبهة صراع جديدة مع حزب الله في لبنان.
وفي أحدث تقاريره، توقع صندوق النقد الدولي انكماش الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل 20 في المائة تقريبًا في الربع الرابع من 2023 بسبب تأثير الحرب التى تتم 12 شهرا بعد غد (الاثنين).


ودفعت هذه الحرب إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في إسرائيل وتراجع الاقتصاد ما سينتج عنهما حتما زيادة في الفقر، وفق تقديرات خبراء.
كما أطاحت بتوقعات تحسن نمو الاقتصاد الإسرائيلي، الذي بات الآن يعيش دوامة خسائر لقطاعات حيوية ضاعفها إنفاق مالي ضخم على الحرب ما تسبب في عجز كبير للموازنة وقرارات تقشفية في موازنة العام 2025.
وأصبحت تكلفة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة الأكثر كلفة بين جميع الحروب الإسرائيلية السابقة، إذ تشير تقديرات سابقة للبنك المركزي الإسرائيلي إلى أنها ستتجاوز 67 مليار دولار بحلول 2025.
وتعثر نمو الاقتصاد في الربع الثاني من 2024، واقتصر على نسبة 0،7 بالمئة. وخفّضت وكالات التصنيف الدولية الثلاث الكبرى تقييمها لديون إسرائيل.
وتوقعت وكالة "فيتش" في أغسطس أن الحرب في غزة، قد تمتد إلى سنة 2025، محذرة من "مخاطر اتساع هذه الحرب".
وتتركز موارد الاقتصاد الإسرائيلي على التكنولوجيا والسياحة والزراعة والبناء، وطالت تأثيرات الحرب تلك القطاعات فأصابتها بالتراجع العنيف.
فقد أعلنت العديد من شركات الطيران الأوروبية إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الحرب، كما علقت بعض شركات الطيران الأجنبية الأخرى رحلاتها.
وفي تل أبيب، تم تعليق أعمال الإنشاء ومشاريع النقل كما تراجعت السياحة منذ اندلاع الحرب، مع انخفاض أعداد الزوار القادمين لتمضية إجازات.
وضربت الخسائر مفاصل الاقتصاد الإسرائيلي، بداية من السياحة بخلاف تزايد هروب رأس المال مرورا بتراجع قيمة العملة المحلية- الشيكل- وخسائر المستثمرين في بورصة تل أبيب حتى إن مؤسسات التقييم الدولية خفضت تقييم الاقتصاد.
فقد خفضت وكالة التصنيف الائتماني الأمريكية "موديز" تصنيف إسرائيل للمرة الثانية هذا العام، وهذه المرة بدرجتين، وفي أبريل، خفضت وكالة "ستاندرد آند بورز" تصنيف إسرائيل إلى A+،وفي الشهر الماضي، خفضت أيضا وكالة "فيتش" تصنيف إسرائيل من A+ إلى A.
كما أعربت "موديز" أيضًا عن شكوكها بشأن قدرة إسرائيل على العودة إلى النمو الاقتصادي، كما حدث بعد النزاعات السابقة. 
وتوقعت الوكالة أن ينمو الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 0.5 في المئة فقط في العام 2024، وهو تعديل حاد عن توقعات النمو السابقة البالغة 4 في المئة.
وعبرت وكالات التصنيف عن مخاوف جدية بشأن الحرب على غزة وعلى طول الحدود اللبنانية، فضلًا عن الشكوك بشأن تخفيضات الميزانية التي اقترحتها الحكومة وفعاليتها في معالجة العجز المالي.
وتؤدي هذه التصنيفات السلبية إلى تراجع ثقة المستثمرين، سواء المحليين أو الأجانب، ما سيتسبب في انخفاض حاد في الاستثمارات، التي تعتبر المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.
وفي هذا الإطار، ذكرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن وتيرة فرار الأموال من بنوك إسرائيل إلى مؤسسات أجنبية تضاعفت في الفترة بين شهري مايو ويوليو الماضيين.
وبحسب المجلة، أفادت أكبر 3 بنوك إسرائيلية بزيادة كبيرة في عدد العملاء الذين يطلبون تحويل مدخراتهم إلى بلدان أخرى أو ربطها بالدولار، مضيفة أنهم مستسلمون لتدهور الأمور إلى الأسوأ.
ويشهد الاقتصاد الإسرائيلي تراجعا ملحوظًا، إذ بات المستثمرون غير واثقين من قدرة البلاد على التعافي، مع تقلبات كبيرة في سعر الشيكل، مقابل الدولار.
وتشير التقديرات إلى أن قيمة العملة الإسرائيلية تراجعت بنسبة 5% على الرغم من ضخ بنك إسرائيل (المركزي) قرابة 30 مليار دولار للحفاظ على قيمة الشيكل، وقد أثر ذلك على رصيد إسرائيل من احتياطيات النقد الأجنبي.
ويزداد قلق المستثمرين من وضع الاقتصاد الإسرائيلي وإدارة الحكومة للشؤون المالية، بالإضافة إلى مخاطر تصاعد الصراع، وهو ما يلقي بظلاله على أسواق المال.
في المقابل، كشفت وزارة المالية الإسرائيلية عن مشروع قانون "الترتيبات الاقتصادية" سيتم إرفاقه بميزانية العام المقبل 2025، تضمن فرض ضرائب جديدة على أرباح البنوك بخلاف خصخصة ميناء أشدود - الوحيد المملوك للحكومة- وقرارات تقشفية أخرى في وقت تخشى فيه دوائر الاقتصاد من اتساع نطاق الحرب بشكل أعنف مع حزب الله ما يزيد النفقات ويرفع العجز المالي.
وكانت بيانات حديثة صدرت عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، قد كشفت عن ارتفاع التضخم السنوي في إسرائيل إلى 3.6%، واستمرار أسعار العقارات في الارتفاع بشكل حاد.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلك في إسرائيل بنسبة 0.9% في أغسطس، وهو ما يفوق بكثير توقعات المحللين التي كانت تتراوح بين 0.5%-0.6%.
وبالنسبة لتكاليف حرب غزة على الاقتصاد الإسرائيلي، فقد نقلت وكالة بلومبيرج عن مسؤولين إسرائيليين تقديرات بأنها بلغت العام الماضي 66 مليار دولار، ما يعادل نسبة 12% من الناتج المحلي لإسرائيل.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشيكل بنوك إسرائيل إسرائيل غزة حزب الله لبنان الاقتصاد الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

الصامد الأكبر في لبنان

كالبركان الحارق، تتمدّد الحرب في جغرافيّة لبنان بسرعة قياسيّة. تطورات دراماتيكيّة صادمة وصلت إلى حدّ اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. في الوقت نفسه، لا توفّر الهمجيّة الإسرائيليّة مدنيين ولا مسعفين، يرفع العدو من هول فاتورة الأرواح البشريّة بالساعات والدقائق القليلة في أكثر من منطقة، يتمادى في إرهابه بوتيرة متصاعدة، يغالي في ترويع المدنيين في بيئة المقاومة وبيئات أخرى، معتمدًا سياسة الأرض المحروقة جنوبًا وبقاعًا، عن سابق تصوّر وتصميم، في مسعى لتأليب البيئة الحاضنة ضد المقاومة، وإحداث انشقاق داخلي بينها وبين باقي مكونات المجتمع اللبناني. بالتوازي مع الخسائر البشريّة الكبيرة، يضرب العدو بنيان الاقتصاد اللبناني الهزيل، يهدّد ما استطاعت الحكومة أن تحقّقه من استقرار اقتصادي واجتماعي ونقدي وصحي، رغم الفراغ المتمادي في موقع رئاسة الجهورية، ورغم الشلل التشريعي. خسائر الحرب تفوق ضعفي أرقام عدوان 2006
أرقام كبيرة للخسائر الاقتصادية، بلغت عشرة مليار دولار وفق تقديرات غير رسميّة، طيلة عام على الحرب .في السياق حذّر صندوق النقد الدولي من خسائر فادحة في لبنان، متوقّعًا أن تؤدي الحرب إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الكلّي والاجتماعي الهش بالفعل. كما توقّعت وكالة ستاندرد أند بورز أن تؤدي تداعيات الحرب على الاقتصاد اللبناني إلى خسارة تصل إلى 23% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة تفوق ضعفي ما نتج عن حرب تموز عام 2006. خوف على الدولار
"التحدي الأكبر يكمن في المحافظة على ثبات سعر الصرف والتواصل المالي في زمن الحرب" يقول الأمين العام لجمعية مصارف لبنان فادي خلف في افتتاحية التقرير الشهري للجمعية،مشيرًا إلى تحديات داخلية وخارجية، قد تواجهها الاحتياطيات من العملات الصعبة في هذه الفترة العصيبة، من شأنها أن تهدّد استقرار سعر الصرف "مما يجعل من المحافظة على هذا الاستقرار أولوية قصوى لدى حاكمية مصرف لبنان في الوقت الراهن". انطلاقًا من الضغوط المتصاعدة، يصبح الخوف من إعادة تفلّت الدولار مشروعًا، فهل ستطيح الحرب بثبات سعر الصرف؟ حتى الان لا زال مصرف لبنان قادرًا على التحكّم في السوق وضبط الأوضاع، والإجراءات المتّبعة نقديًّا لا زالت ضمن المعايير التي كانت قائمة سابقًا، وفق الخبير الاقتصادي الدكتور بلال علامة في اتصال مع "لبنان 24" لافتًا بالمقابل إلى جملة ضغوطات تفرضها التطورات المتسارعة، من شأنها أن تزيد الإنفاق الحكومي وتضغط على سعر صرف الدولار خصوصًا في حال لجأت الدولة إلى الإنفاق من خارج الموازنة، من الاحتياط أو من الكتلة النقديّة بالليرة التي كانت قد سحبتها من السوق، لتغطية خسائر الحرب الآخذة في التصاعد، والتي ستراكم خسائر هائلة إذا طال أمدها. هذه العمليّة ستؤثّر حكمًا على سعر الصرف الذي يتحرّك على وقع ازدياد الكتلة النقديّة بالليرة. كما أنّ الدخول في مرحلة جديدة من الإنفاق ترجمةً للمساعدات والعطاءات للقطاع العام في الأشهر الثلاثة المقبلة، سيؤدي إلى زيادة الإنفاق الشهري، آملًا أن يتمكّن المركزي من تغطية المبالغ بالدولار كي لا يضطر للدفع بالليرة".

تراجع التحويلات
ثبات سعر الصرف نتج عن عدّة عوامل، ربطًا بانفاق الدولة بالدولار ، منها انخفاض الكتلة النقديةّ بأكثر من 25% منذ بداية العام 2023، ودولرة القطاعات، وعدم تمويل المركزي للانفاق الحكومي، يضاف إليها التحويلات من الخارج "قُدّرت بـ 6.7 مليار دولار العام الماضي، ولكن بفعل الحرب انخفضت هذا العام إلى ما دون  4 مليار، ليصبح الفارق 2.7 مليار دولار مقارنة بالعام الماضي، وهو ما سينتج عنه شحّ بالدولار، من شأنه أن ينعكس لاحقًا على سعر الصرف، في مرحلة مستقبليّة اذا طالت الحرب". عن امكانية ارتفاع فاتورة الاستيراد في الأسابيع المقبلة لتلبية متطلّبات المرحلة، لفت علامة إلى أنّ الإستيراد لمواجهة مخاطر الحرب قد تمّ بالفعل في الفترة السابقة، وامتلأت المخازن، والمخزون لم يُستهلك بفعل تقهقر الموسم السياحي. أما الاستهلاك المرتفع في مناطق النزوح، فيقابله تراجعٌ في الاستهلاك في المناطق التي شهدت نزوحًا، ما يُحدث توازنًا في السوق لناحية كمّية العرض والطلب. لا تصاعد مفاجئا في الدولار
رغم تبعات الحرب التي تفرض على الدولة تحدّيات هائلة، لا زال مصرف لبنان متحكّمًا في السوق، ولا امكانية لأنّ يتفلّت سعر الصرف بنسبٍ كبيرة، وإيّ ارتفاع نتيجة زيادة في الإنفاق سيكون بشكل تدريجي، وليس بشكل مباشر أو فوري، لا سيّما وأنّ سعر التسعين كان أكثر من السعر الحقيقي في السوق، وهناك هامش قبل أن يصل الى السعر الحقيقي ويتجاوز التسعين يخلص علامة "لتجنّب هذه المخاطر، وكي لا تتمّ الإطاحة بالاستقرار النقدي، نأمل وقف الحرب بأسرع ما يكون، والعمل على إعادة النازحين إلى قراهم، لأنّ الأخطر فيما لو انتهت الحرب وتهدّمت منازل هؤلاء، وهو ما سيؤدي إلى خراب البصرة والإطاحة بما تبقى من مقوّمات الدولة اللبنانية".
تحدّيات جسيمة يواجهها لبنان الرسمي والشعبي جرّاء الحرب المستعرة على أرضه، تبدأ بقدرة المستشفيات على استيعاب العدد الصادم من الجرحى يوميًّا، مرورًا بالأمن الغذائي والدوائي في حال طال أمد العدوان، وصولًا إلى تبعات قنبلة النزوح على أبواب فصل الشتاء بمستوياتها الاجتماعيّة الصحيّة والأمنيّة، وتحدّيات كثيرة أخرى لا بدّ أن تتكشف في القادم من الأيام العصيبة، وسط مشاهد الدمار والخراب في آلاف المنازل والمؤسسات والممتلكات، فضلًا عن خسائر زراعية لحقت بـ3 ملايين و200 ألف متر مربع من الأراضي التي تعرَّضت للحرائق، وطالت بساتين الزيتون والحمضيات والمناطق الحرجية. المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • عام على حرب غزة.. زلزال خسائر يضرب اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي وسط مستقبل غامض
  •  CNN: الاقتصاد الإسرائيلي يدفع ثمناً باهظاً مع توسّع الحرب على جبهات متعددة
  • ما هي خسائر فلسطين وإسرائيل الاقتصادية بعد عام على حرب غزة؟
  • الصامد الأكبر في لبنان
  • زلزال يضرب الفلبين بقوة 4.8 درجة
  • زلزال بقوة 4.8 درجات يضرب الفلبين
  • وزير الاقتصاد يفتتح منتدى مستقبل الصناعات الغذائية 2024
  • زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب جزر فيجي جنوب المحيط الهادئ
  • بقوة 4.5 درجة.. زلزال يضرب جزر فيجي جنوب المحيط الهادئ