هذا هو الردّ الوحيد والمجدي على العدوان الاسرائيلي
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
في حمأة هذا الجنون الإسرائيلي، الذي يحرق لبنان ببرودة أعصاب، ووسط انعدام فعالية التأثير الأميركي والأوروبي على تل أبيب لوقف عدوانها المستمرّ بوتيرة تصاعدية يومًا بعد يوم، فإن ما يتعرّض له اللبنانيون اليوم، وما تعرّض له الغزاويون بالأمس واليوم، يوحي بما لا يقبل الشك بأن ثمة مخطّطًا أكبر من جغرافية غزة ولبنان جاري تنفيذه، خصوصًا بعدما دخلت إيران بالمباشر على خط التصعيد بردّها على الاغتيالات الأخيرة، بالتزامن مع تأكيد حكومة حرب العدو بأنها ستردّ على الردّ الإيراني.
ولأن الوضع الميداني قد خرج عن السيطرة بعدما بذل كل ما يمكن أن يُبذل في لقاءات نيويورك والاتصالات اليومية بعواصم دول القرار لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان قرّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تحريك المياه الراكدة داخليًا في مسعىً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، وقبل أن يسبق السيف العزل، وذلك انطلاقًا من ايمانه الراسخ بأن الوحدة الداخلية، وبالأخصّ في الملمات الكبرى هي الوحيدة الباقية بعد أن تتوقف الحرب مهما طالت. وبهذه الوحدة، على رغم كل الخلافات السياسية بين مكونات النسيج الوطني، يستطيع لبنان أن يصمد في وجه آلة القتل الإسرائيلية، وأن يثبت لعالم، ولو بعد حين، أنه بهذه الوحدة قادر على صنع الاعاجيب.
قد يبدو هذا الكلام للبعض في مثل هذه الأجواء الهستيرية مستغربًا أو فيه بعض من مشاهد سوريالية بعيدة عن الواقع، ولكن ما يراه الرئيس ميقاتي من فوق غير ما يراه هذا البعض من تحت. وقد يكون في ما يراه الآخرون بعض من الحقيقة الواقعية، ولكن التفتيش عن الأمل الضائع في كومة من الأحقاد لا يبدو بالنسبة إلى المتمسك برجاء قيامة لبنان من تحت الردم ضربًا من ضروب المستحيلات.
وبهذا الايمان بالغد، وبهذه الثقة بأبناء وطنه، بادر إلى لقاء عُقد في عين التينة وضمّه إلى الرئيس نبيه بري والوزير السابق وليد جنبلاط كنواة للقاء أوسع وأشمل لا بدّ من أن ينضمّ إليه الأفرقاء الآخرون، وبالأخص المسيحيون، وذلك بهدف إيجاد آلية مشتركة لإنقاذ ما يجب إنقاذه قبل أن ينهار سقف المنزل على رؤوس الجميع. وقد يكون المخرج شبه الوحيد تحريك الملف الرئاسي على رغم أن المعطيات التي تطفو على السطح لا تؤّشر إلى أن ثمة دفعًا حقيقياً لإزالة الأسباب المعطلة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وخاصة لدى "المعارضة". ولكن هذه المؤشرات لم تمنع الرئيسين ميقاتي وبري وجنبلاط من توجيه ندائهم إلى اللبنانيين وأكدوا فيه "أهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة هذا العدوان وتضامنهم الوطني، وأعلنوا "التزام لبنان النداء الذي صدر في الاجتماعات التي جرت إبان انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالي الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار والشروع في الخطوات التي أعلنت الحكومة التزامها بها لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 وإرسال الجيش إلى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام في الجنوب، وذلك حماية للبنان من استمرار الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية، ودعوة المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر بحق لبنان وشعبه." ودعوا "الشركاء في الوطن إلى سلوك درب الوفاق والتلاقي تحت مظلة الوطن الواحد والدستور والمؤسسات الجامعة والاضطلاع بمسؤولياتنا الوطنية المشتركة عبر انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدّد هواجسهم المختلفة لنعيد صياغة أولوياتنا الوطنية في مؤسساتنا الدستورية التي تكفل مشاركة الجميع وحقوقهم، خاصة في وقف العدوان الإسرائيلي وسلوك درب الإصلاح والإنقاذ الاقتصادي والاجتماعي، وفي هذا المجال فإننا نأمل أن يشكل لقاؤنا هذا خطوة أولى للقاء والتقاء جميع القوى والشخصيات المكوّنة لنسيجنا الوطني للانطلاق في هذه المهمة، وندعو إلى البناء على الدينامية الإيجابية التي أطلقتها الاتصالات المتعددة التي قام ويقوم بها الرئيس نبيه بري مع مختلف الكتل النيابية لأجل إنجاز هذا الاتفاق".
إن اللقاء الثلاثي أعطى شارة الانطلاق لمروحة من اتصالات داخلية وخارجية بشأن الإحاطة بالوضع الراهن والعمل على بلورة اتفاق بشأن ملفات ابرزها بذل ما يمكن لوقف الحرب ودرء الفتنة واحترام القرار ١٧٠١ ومعالجة ملف النازحين من المناطق التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي كما يجب، على أن للحديث تتمة لاسيما بالنسبة إلى عملية إتمام الاستحقاق الرئاسي، مع مكانية تفاهم على عناوين عريضة من أجل حماية البلد.
وما الزيارة التي قام بها الرئيس ميقاتي لبكركي وإطلاعه البطريرك الراعي على خلفية حقيقة "لقاء عين التينة"، والجولات المكوكية التي قام بها وفد "اللقاء الديمقراطي"على القيادات المسيحية سوى محاولة لرأب الصدع الداخلي وتقريب المسافات الرئاسية بين اللبنانيين. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ميقاتي في الجنوب مجددا اليوم وتراجع زخم الاتصالات السياسية على خط الملف الرئاسي
يقوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بزيارة الجنوب مجددا اليوم، بعدما كان رأس في السابع من الشهر الحالي جلسة لمجلس الوزراء في ثكنة الجيش في صور .
اما زيارة اليوم فتأتي في اطار الجهود المبذولة لوقف الخروقات الاسرائيلية تنفيذا لتفاهم على وقف اطلاق النار.
ويزور رئيس الحكومة وقائد الجيش جوزف عون ثكنة الجيش في جديدة مرجعيون للقاء كبار ضباط الجيش وقوات اليونيفل والاطّلاع ميدانياً على خطة انتشار الجيش في الخيام، على أن يتم وضع جدول زمني لاستكمال انتشار الجيش في الخيام والقطاع الشرقي.
وكان الجنوب شهد تطورات متسارعة تعكس خطورة الوضع على الحدود مع إسرائيل، حيث بذلت جهود واتصالات ديبلوماسية مكثفة يقودها رئيس الحكومة مع المسؤولين الأميركيين والفرنسيين والأمم المتحدة ودول عربية، في محاولة لمعالجة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية.
رئاسيا، دخلت البلاد عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة للطوائف التي تتبع التقويم الغربي، وتراجع زخم المشاورات والاتصالات السياسية على خط الملف الرئاسي من دون تلمس ما إذا كانت الاتصالات ستسمح بفتح ثغرة في الحائط الرئاسي المسدود، وسط مؤشرات بأن كشف كل القوى اوراقها ومرشحيها لن يحصل الا قبل الربع ساعة الأخيرة، التي تسبق جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل.
وبدا واضحاً أنّ قوى المعارضة لم تحسم بعد الاتجاه الذي ستسلكه في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، وتنكّب مكوناتها المختلفة على إجراء مشاوراتها الخاصة والمتعددة الاتجاهات. وحتى الآن لا مؤشرات إلى بلوغ هذا الفريق مرحلة توحيد الرؤية تجاه هذا الملف.
وقال مصدر نيابي معارض إنّ المعارضة عموماً منفتحة إيجاباً على فكرة انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية. لكن هذا الخيار لا يجوز اعتباره خياراً خاصاً بالمعارضة حصراً، بل هو خيار توافقي. ولذلك، إذا تمّ، فيجب أن يوازيه تشكيل حكومة توافقية أيضاً.
واشارت مصادر معنية الى ان الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين سيزور لبنان قبل رأس السنة لاستكمال البحث في الأوضاع الجنوبية.
وكان رئيس الحكومة بحث مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت امس التطورات الراهنة ولاسيما الوضع في الجنوب واستمرار الخروقات الاسرائيلية لتفاهم وقف اطلاق
النار.
كما استقبل رئيس الحكومة وكيل الامم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فلتشر وشكره على اهتمام الامم المتحدة الدائم بلبنان والعناية التي توليها للجانب الانساني ودعم المحتاجين بسبب العدوان الاسرائيلي.
كما نوّه باهتمام السيد توم فلتشر المستمر بلبنان منذ تولى مهام السفير في بيروت قبل سنوات.
واطلع فلتشر رئيس الحكومة على المساعدات الإنسانية المقدمة للبنان. كما تم البحث في التعاون بين الدولة اللبنانية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وعلى المشاريع المستقبلية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية في لبنان .
المصدر: لبنان 24