دراسة تكشف سبب سماع المرضى بالفصام أصوات الهلوسة
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
يسمع حوالي 40% من المرضى بالفصام أو الشيزوفرينيا أصواتاً، ولطالما حيرت هذه الهلوسة العلماء، وفي دراسة حديثة في الصين والولايات المتحدة، نجح الباحثون في حل جزء مهم من هذا اللغز القديم الذي يُساء فهمه.
وخلص فريق البحث من جامعتي شنغهاي ونيويورك إلى أن الهلوسة السمعية قد تكون نتيجة مجموعة من ضعفين متميزين في قدرة الدماغ على معالجة المعلومات الحسية والتنبؤ بها.وحسب "ستادي فايندز"، تشير النتائج إلى أن الهلوسة تنشأ من تفاعل معقد بين الأنظمة الحركية والحسية في الدماغ، وليست مجرد نتاج خيال مفرط النشاط، أو معالجة حسية خاطئة.
وركزت الدراسة على مجموعتين من المرضى بالفصام: الذين عانوا من الهلوسة اللفظية السمعية، ولذين لم يعانوا منها.
وبمقارنة هذه المجموعات مع بعضها، ومع الأصحاء، تمكن الباحثون من تحديد الاختلافات في وظائف المخ التي قد تساهم في سماع أصوات وهمية.
استجابات المخوصمم الباحثون تجارب ذكية سمحت بقياس استجابات المخ خلال مراحل مختلفة من تحضير الكلام وتنفيذه، بمراقبة نظامين في الدماغ للتحكم في الاستجابات والكلام. وطُلب من المشاركين الاستعداد للتحدث في سيناريوهين مختلفين. في إحدى المجموعتين، عرفوا ما سيقولونه، إعداد محدد، بينما في المجموعة الأخرى، عرفوا فقط أنهم سيتحدثون ولكنهم لم يعرفوا ماذا سيقولون، إعداد عام. وخلال مراحل الإعداد، شغل الباحثون الأصوات وقياس استجابات الدماغ باستخدام تخطيط كهربية الدماغ.
وبينت النتائج أنه بين الأصحاء والمرضى بالفصام الذين لا يعانون من الهلوسة، أدى الاستعداد لقول مقطع لفظي معين إلى تعزيز استجابات الدماغ لنفس المقطع عند سماعه. ومع ذلك، حدث العكس في المرضى الذين يعانون من الهلوسة السمعية، وأظهرت أدمغتهم استجابات محسنة لمقاطع لفظية مختلفة عن التي كانوا يستعدون لقولها.
تثبيط الكلاموترسم هذه النتائج صورة لنظام تثبيط الكلام "مكسوراً"، ما يسبب صعوبة في التمييز بين الأفكار الداخلية والخارجية. وفي الوقت نفسه، يعمل نظام إشارات الدماغ الآخر بشكل صاخب، ما يؤدي إلى الهلوسة في كثير من الأحيان.
ورغم تركيز الدراسة على الفصام، فإن آثارها قد تمتد إلى حالات أخرى، حيث يتغير إدراك الواقع، كما هو الحال في أشكال معينة من الخرف، أو الحالات الناجمة عن المخدرات.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الهلوسة
إقرأ أيضاً:
دراسة طبية حديثة تكشف عن لغز طول عمر "الفئران الخالدة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة قام بها العلماء الروس والأمريكيين عن لغز طول عمر خلايا ما يسمى بـ"الفئران الخالدة"، وأن هذه الخلايا تقوم بقمع عمل الحمض النووي غير المرغوب فيه وفقا لما نشرته مجلة PNAS العلمية.
وقال الباحثون إن ما يسمى بالنواقل الرجعية وهي أجزاء شبيهة بالفيروسات من الحمض النووي "غير المرغوب فيه" وتشغل ما يقرب من نصف طول جينوم الثدييات بالكامل، وأن تلك النواقل لا تزال في حالة سبات على مدى ملايين السنين، والأمر الذي يشير إلى وجود صلة بين نشاط مناطق الحمض النووي المتنقلة هذه وطول العمر ومقاومة السرطان.
وتوصل إلى هذا الاستنتاج فريق من الباحثين بقيادة أندريه غودكوف النائب الأول لرئيس مركز روزويل بارك لأبحاث السرطان عند دراسة بنية الجينوم لدى "الفئران الخالدة" وكذلك فئران المختبر والجرذان والقوارض الأخرى التي انفصلت أسلافها عن بعضها البعض منذ ملايين السنين.
وأراد العلماء معرفة كيف تؤثر عملية تطور هذه الحيوانات على النواقل الرجعية الخاصة بها وكيف تنتشر النسخ الجديدة من أشكال مختلفة للحمض النووي غير المرغوب فيه في جميع أنحاء الجينوم الخاص بها.
ومن أجل دراسة العواقب التطورية والبيولوجية لانتشارها طور العلماء خوارزمية PPG Finder التي تسمح لهم بتتبع ودراسة ما يسمى بالجينات الكاذبة والنواقل الرجعية السابقة التي فقدت القدرة على التكاثر. وباستخدام هذا البرنامج، قارن العلماء كيفية تغير نشاط النواقل الرجعية في جينومات لدى"الفئران الخالدة" العارية والقوارض الأخرى على مدى ملايين السنين الماضية.
وأظهر تحليلهم أن جميع الجينات الكاذبة الموجودة في جينوم "الفئران الخالدة" العارية تحتوي على عدد كبير من الطفرات، ما يميزها ليس عن الفئران والجرذان، فحسب بل عن جميع الثدييات الأخرى بما في ذلك البشر وهذا يعني أنه في الحمض النووي لهذه القوارض يقترب مستوى نشاط النواقل الرجعية وتكرار ظهور نسخ جديدة منها من الصفر على مدار عدة ملايين من السنين من وجود هذا النوع.
فمن المحتمل أن يفسر ذلك سبب عيش "الفئران الخالدة" العارية لفترة أطول بكثير من القوارض الأخرى ذات الحجم المماثل كما إنها لا تعاني إلا نادرا من السرطان نظرا لأن كل من عملية الشيخوخة وتكوين الأورام الخبيثة غالبا ما تكون مصحوبة بانتشار متسارع للناقلات الرجعية داخل خلايا الجينوم.
يذكر الباحثون أن "الفئران الخالدة" العارية هي قوارض ملساء دون شعر تعيش تحت الأرض وتزن 30-50 غراما ومنذ نصف قرن لاحظ علماء الأحياء أن هذه المخلوقات تعيش أطول بعشرات المرات من الحيوانات المثيلة ولا تصاب أبدا بالسرطان.