أدى عام ونصف من الحرب في السودان إلى كارثة إنسانية في واحدة من أكبر دول أفريقيا.

ويقول تقرير للإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر" الأميركية إن هذه الحرب أدت إلى مقتل نحو 150 شخص، وفقًا لبعض التقديرات. كما شردت المعارك 12 مليون شخص، وفقًا للأمم المتحدة، التي تصفها بأنها "أكبر أزمة نزوح في العالم، في ظل انهيار الخدمات الطبية في معظم أنحاء السودان.

مراسل "إن بي آر" أجرى جولة مؤخرا في إحدى مستشفيات منطقة أم درمان، قرب العاصمة الخرطوم، ونقل المشاكل التي تواجهها المستشفيات والكوادر الطبية.

ينقل التقرير عن الدكتور جمال محمد، 52 عاما، أن الحرب أجبرته على ترك منزله في العاصمة السودانية، لتهرب عائلته لاحقا إلى مصر بينما نزح هو إلى أم درمان ليعمل في مستشفى النعمان في تلك المنطقة.

ومثل جميع الكوادر الطبية هناك، يقول محمد أنه لم يستلم راتبا منذ بداية الحرب، بل يحصل فقط على مساعدات صغيرة.

وفقًا لمحمد، تعرض مستشفى النعمان للقصف خمس مرات على الأقل ويقول إن المستشفى كان مستهدفًا بشكل متعمد، مما يُعد جريمة حرب، بحسب تعبيره.

في اليوم الذي سبق وصول فريق "إن بي آر"، تعرض المستشفى للقصف من قبل قوات الدعم السريع، وأثناء وجود الفريق الصحفي هناك، تعرضت المنطقة المحيطة للقصف بشكل متكرر أيضًا.

خبير لـ "الحرة": السودان على حافة الكارثة بعد الفشل الدولي أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء عن "قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان".

يستقبل المستشفى يوميا جثثا لضحايا مجهولي الهوية، ويعالج العديد من حالات الإصابة ضمن الإمكانيات المتوفرة.

التقرير نشر مجموعة من الصور لهؤلاء الضحايا الذين تعرضوا إلى اعتداءات من قبل الأطراف المتصارعة أو أصيبوا جراء المعارك الدائرة، هذه الصور نقلت أيضا الحال الصعب الذي تمر به المستشفيات في السودان في ظل قلة المساعدات وأدوية العلاج، فضلا عن الاكتظاظ وقلة الكادر الطبي.

ممرات مستشفى النعمان في أم درمان أصبحت مليئة بالمصابين وجثث الضحايا، في حين ساد الحزن على أوجه عائلات الضحايا التي تنتظر في الردهات لمعرفة مصير أحبائها.

يضيف التقرير أنه كانت هناك العشرات من المراكز الطبية في أم درمان قبل الحرب، ولكن معظمها اضطرت إلى الإغلاق بسبب نقص الإمدادات أو الكوادر أو التمويل، أو لأنها تعرضت للتدمير بسبب القتال. 

والآن، لا تتواجد سوى سبعة مراكز في تلك المنطقة، ويعتبر مستشفى النعمان واحدًا من أكبر  تلك المراكز التي لا تزال تعمل.

وحذّر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، في سبتمبر الماضي، من أنّ الوضع في السودان "يائس" والمجتمع الدولي "لا يلاحظ ذلك".

وقال غراندي إنّ "هذه الأزمة الخطيرة للغاية، أزمة حقوق الإنسان وأزمة الاحتياجات الإنسانية، تمرّ دون أن يلحظها أحد تقريبا في مجتمعنا الدولي" المنشغل بأزمات أخرى، من أوكرانيا إلى غزة.

وأوضح أنّه منذ بدء الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل عام 2023 "نزح أكثر من 10 ملايين شخص من ديارهم"، بينهم أكثر من مليوني سوداني لجأوا إلى دول أخرى.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی السودان أم درمان

إقرأ أيضاً:

تعاون صحي بين المدينة الطبية و الصحة العالمية

العُمانية: بحثت المدينة الطبيّة الجامعية ومنظمة الصحة العالمية أوجه التعاون في مجال الخدمات الصحية والتعليم الطبي والبحث العلمي.

جاء ذلك خلال لقاء الدكتورة سهام بنت سالم السنانية الرئيسة التنفيذية للمدينة الطبيّة الجامعية اليوم مع سعادة الدكتورة حنان بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.

جرى خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون بين الجانبين لدعم مبادرات منظمة الصحة العالمية الهادفة إلى تعزيز قدرات الكوادر الصحية في إقليم شرق المتوسط، وإمكانية الاستعانة بالكفاءات العُمانية والبرامج البحثية والتدريبية المتخصّصة التي تتميز بها المدينة الطبيّة الجامعية.

وأكّدت الرئيسة التنفيذية للمدينة الطبيّة الجامعية، حرص القائمين على الوحدات التابعة للمدينة الطبيّة الجامعية على تقديم خدمات طبيّة عالية الجودة وفق المعايير الدولية المعتمدة، ومواصلة الابتكار والتطوير في المجال البحثي والتدريب الأكاديمي للكوادر الطبيّة بالتعاون مع مؤسسات بحثية وأكاديمية مرموقة على المستويين الإقليمي والدولي.

وأشارت إلى اهتمام المدينة الطبيّة الجامعية بمشاركة المعارف والخبرات المتخصّصة لكوادرها مع أقرانهم في إقليم الشرق المتوسط، وذلك من خلال استقبال الباحثين والمتدربين ونشر البحوث العلمية وتقديم الدورات التدريبية في المجالات النوعية.

من جانبها وضّحت سعادة الدكتورة حنان البلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أنّ الزيارة تأتي بهدف تعزيز التعاون بين منظمة الصحة العالمية وسلطنة عُمان، في المجال البحثي والتدريبي، والاستفادة من الخبرات العُمانية من مختلف التخصصات الطبيّة على المستوى الإقليمي ومشاركة التجارب الناجحة لسلطنة عُمان في المجال الصحي على نطاق أوسع.

وأكّدت على سعي المنظمة إلى توطين الكفاءات العربية في المجال الطبيّ، وضمان استدامة الخدمات الصحية في دول الإقليم.

وتجوّلت سعادة الدكتورة حنان بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والوفد المرافق لها في مركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان، للتعرف على أبرز الخدمات العلاجية والتشخيصية المتكاملة التي يُقدمها المركز لمرضى السرطان بما في ذلك الخدمات النوعية لقسم العلاج الإشعاعي الذي زُوِدَ بأحدث أجهزة العلاج الإشعاعي وأبرز التقنيات العلاجية التي يقدمها من بينها خدمة علاج سرطان البروستات عبر زراعة البذور المشعة التي ينفرد بتقديمها في المنطقة إلى جانب عدد من الخدمات الأخرى.

كما تعرفوا على الأجهزة المتقدمة التي زُودَ بها قسم مختبرات الأبحاث لإجراء مختلف الأبحاث وتطوير الفحوص الجينية الدقيقة لمرضى السرطان، والتجهيزات المتكاملة لقسم الصيدلة الذي يُعنى بتحضير العلاجات الكيماوية والبيولوجية ومختلف العلاجات والخدمات الصيدلانية التخصُّصية في بيئة مُمكنة ومُجهزة بأحدث الأدوية والمعدات لتسهيل عملية الصرف والتحضير وجعلها أكثر دقة وأمان.

واستمعوا خلال الزيارة إلى شرحٍ موجزٍ حول أبرز الأبحاث والتجارب السريرية التي يعمل عليها المركز.

مقالات مشابهة

  • اسرائيل تبدأ حربها على المرافق الصحية و6 مستشفيات بين التوقف الكامل والموقّت
  • القصف الإسرائيلي يخرج 3 مستشفيات من الخدمة في لبنان
  • توقف خدمات 3 مستشفيات .. الاحتلال يكثف استهدافه للمسعفين في لبنان
  • غارات إسرائيلية قرب مستشفى تبنين بصور جنوبي لبنان.. و4 مستشفيات أصبحت خارج الخدمة
  • غارات إسرائيلية قرب مستشفى تبنين بصور جنوبي لبنان.. و 4 مستشفيات أصبحت خارج الخدمة
  • لبنان.. القصف الإسرائيلي يخرج 3 مستشفيات من الخدمة
  • بالأرقام.. جردة للاعتداءات الإسرائيلية على الطواقم الطبية والمراكز الصحية
  • محافظ المنيا: افتتاح مستشفيات «حميات وصدر ملوي» نهاية أكتوبر الجاري
  • تعاون صحي بين المدينة الطبية و الصحة العالمية