في لحظة تبدو كأنها أطول من الزمان نفسه، اختزلت الطفلة ياسمينا نصار كل أحلامها البريئة على قصاصة ورقية، كتبتها بيدها الصغيرة المرتجفة: "أمنيتي أن أبقى بخير أنا وعائلتي في الحرب"، هذه الكلمات الموجعة التي سطرتها قبل أن يطالها القصف الإسرائيلي، الذي لم يفرق بين منزل وعائلة، بين كبير وصغير، كان قدرها أن تتحول هذه الأمنية إلى ذكرى، بعد أن استشهدت في غارة طالت منزلها في النبطية جنوبي لبنان.

رعب الطفولة تحت القصف

ياسمينا، ابنة الأحلام البسيطة، التي لم تطلب شيئًا سوى النجاة، لخصت في رسالتها حالة الذعر والخوف الذي يعيشه أطفال لبنان وغزة وكل مناطق الصراع. أمنيتها الصغيرة أشعلت وسائل التواصل الاجتماعي، تداولها الآلاف، البعض قرأ فيها براءة الطفولة، والبعض الآخر رأى فيها صرخة ضد الحروب والاعتداءات.

لكن الأكيد، أن هذه الورقة حملت مشاعر طغت على كل الحدود، مشاعر امتزجت فيها البراءة بالخوف، بالحنين إلى الحياة، حتى أصبحت رمزا لمعاناة الطفولة في عالم يغلق عينيه عن الأوجاع اليومية.

غضب على مواقع التواصل.. وتساؤلات حول ضمائر العالم

صورة ياسمينا ورسالتها أيقظت الغضب لدى الكثيرين، الناشطة ليال علّقت على الصورة قائلة: "هذا هو بنك أهداف الكيان الصهيوني"، فيما عبّر المؤثر خالد صافي بمرارة عن حجم السخرية التي تُمارس في السياسة الدولية، قائلًا: "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، لذلك قتلت هؤلاء الأطفال في لبنان وما زالت تحصد الأرواح".

لم تكن ياسمينا وحدها، بل تمثل قصة ياسمينا "اللبنانية" قصة "ياسمينة" غزة والشام والضفة، الطفولة العربية التي تمزقت أحلامها أمام العنف. كما قال أيمن، أحد المغردين: "كان الياسمين في أرض العرب يتمنى حياة تليق بتلك الطفولة البريئة، إلا أن للإجرام رأيًا آخر".

وحشية الاحتلال وعنف الصمت الدولي

في ظل تصاعد الاعتداءات، أدرجت الأمم المتحدة إسرائيل في "قائمة العار" لارتكابها انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في غزة، واليوم يُعاد المشهد في لبنان، حيث أكدّت الأمم المتحدة أن خمسين طفلًا قضوا جراء الغارات الإسرائيلية، وهو أمر وصفته بالخطير، يبرز هذا التصريح حجم المأساة والانتهاكات المتكررة بحق الأطفال، الذين لم يكن لهم ذنب سوى أنهم ولدوا في مناطق النزاع.

الناشطة فاطمة سالاري صرحت بغضب: "إن الطبيعة الوحشية لإسرائيل وإيمانها بتفوقها على غيرها من الأمم يسمح لها بارتكاب أي جريمة، كما أن الدعم والغطاء غير المشروط من أميركا يسمح لها بغزو لبنان". كلمات فاطمة تأتي لتلخص مشاعر الغضب والإحباط من التواطؤ الدولي الذي يسمح بتمرير هذه الجرائم.

مشهد ياسمينا.. شهادة على الإنسانية المهدورة

قصة ياسمينا نصار هي قصة الآلاف من الأطفال الذين عاشوا وماتوا تحت القصف، رسالة ياسمينا الأخيرة ليست مجرد كلمات، بل صرخة إنسانية هزت الضمائر، وعرت القلوب التي تأقلمت مع مشهد الدماء، هذه القصاصة البسيطة المليئة ببراءة الطفولة، تدمرنا، وتبكينا، وتدفعنا لإعادة التفكير في واقع يبدو فيه الموت هو الإجابة الوحيدة لأحلام الحياة.

الأطفال ليسوا أرقامًا في بيانات الحرب، ياسمينا لم تكن رقمًا، كانت روحًا نابضة، كانت أملًا، حلمت بالحياة، وذهبت ضحيةً لصراعٍ لم تختره.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الطفولة الحرب القصف الغارات لبنان دموع أمنية ياسمينا البراءة الرسالة الحلم ضحية الأطفال الانسانية الدمار النبطية الوجع القهر الاحتلال المأساة

إقرأ أيضاً:

لبنان يفتخر... عصمت غانم رئيساً للجمعية الفرنسية لجراحة عظام الأطفال

في خطوة مميزة، تم انتخاب البروفيسور عصمت غانم، الذي يشغل منصب رئيس قسم جراحة العظام في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" ورئيس قسم جراحة العظام في جامعة القديس يوسف، رئيسًا مستقبليًا للجمعية الفرنسية لجراحة العظام عند الأطفال (SOFOP). هذا التعيين يُعتبر إنجازًا بارزًا حيث يُصبح غانم أول طبيب غير فرنسي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس الجمعية قبل 48 عامًا.

ويعكس هذا التعيين الاعتراف العالمي الواسع بمسيرة البروفيسور غانم المهنية الاستثنائية. لقد كرس حياته لجراحة العظام، مع التركيز بشكل خاص على معالجة الأمراض المعقدة لدى الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، فإن التزامه بالابتكار الطبي والبحث العلمي وتدريب الجراحين الشباب قد أكسبه سمعة دولية مهمة في المجتمع الطبي. تأسست الجمعية الفرنسية لجراحة العظام للأطفال (SOFOP) بهدف تعزيز التميز في رعاية الأطفال الذين يعانون من مشاكل عظمية. وتحت قيادة البروفيسور غانم، من المتوقع أن تفتح الجمعية آفاقًا جديدة على الصعيد الدولي، مما يعزز من تبادل الخبرات والشراكات الطبية بين المتخصصين من جميع أنحاء العالم. يعتبر تعيين البروفيسور غانم بمثابة مصدر فخر للبنان ويعكس قدرة الأطباء اللبنانيين على تحقيق إنجازات كبيرة على المستوى الدولي. وقد هنأ المجتمع الطبي والتمريضي في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس وشبكته الاستشفائية وجامعة القديس يوسف البروفيسور غانم بهذا التعيين وتمنوا له النجاح والتوفيق في مسؤولياته الجديدة. إن انتخاب عصمت غانم لرئاسة الجمعية ليس مجرد إنجاز شخصي له، بل هو أيضاً إنجاز للبنان وللمجتمع الطبي العربي بشكل عام. ويمثل هذا الحدث علامة بارزة على الاعتراف العالمي بالمواهب والكفاءات اللبنانية في مجال الطب.           المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • ياسمينا لأحلام: صوتك وحش بالنسبة لناس كتير وبتنشزي .. فيديو
  • ما هو وضع تعليم السوريين في لبنان؟
  • لبنان يفتخر... عصمت غانم رئيساً للجمعية الفرنسية لجراحة عظام الأطفال
  • الفاو: 96% من الثروة الحيوانية في غزة دُمرت بفعل العدوان الإسرائيلي
  • قومي الطفولة: مصر اتخذت تدابير لتعزيز الإطار المؤسسي لنظام حماية الطفل
  • نشاط مسرحي لفرقة آمال الطفولة بمناسبة العطلة الانتصافية بطرطوس
  • الأمم المتحدة: مقتل أطفال في الهجوم على المستشفى السعودي في الفاشر
  • «الطفولة والأمومة»: مصر دعمت حق الأطفال اللاجئين وطالبي اللجوء للوصول إلى جميع الخدمات
  • لبنان.. مقتل 24 شخص وإصابة 134 جراء القصف الإسرائيلي
  • الأمم المتحدة تدعو لضمان عودة آمنة وكريمة للبنانيين إلى قراهم