لبنان ٢٤:
2024-10-05@05:29:17 GMT

الحزب يقاتل وجودياً : نكون أو لا نكون!

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

الحزب يقاتل وجودياً : نكون أو لا نكون!

كتب طوني عيسى في"الجمهورية": إذا كان صحيحاً أن السيد حسن نصرالله أعلن موافقته على وقف النار، عشية اغتياله، فسيكون مهماً حل اللغز: إذاً لماذا اتخذت إسرائيل قرارها العاجل بتنفيذ الاغتيال ؟
في لبنان، يريد نتنياهو الاستفادة من فرصة أميركية سانحة، تقدّر زمنياً بنحو 4 أشهر، أي حتى انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن لتنفيذ طموحاته الحيوية، أي بتوجيه ضربة قوية إلى «حزب الله»، على غرار الضربة التي وجهها إلى «حماس».

وفي اعتقاد نتنياهو وشركائه في السلطة أن هذه الفرصة قد لا تتكرّر في أي يوم، ولذلك لا يجوز تفويتها. وحتى الآن، نجح نتنياهو في جرّ الإدارة الأميركية إلى متراسه، عسكرياً وسياسياً.
فوافقت على ضرب «حزب الله» في لبنان، والأرجح أنها تقدم إليه الدعم بالسلاح والذخيرة، كما بالرصد والمعلومات. لذلك، تطمح إسرائيل اليوم إلى إضعاف «الحزب إلى الحد الأقصى، باستهدافه على 3 مستويات:
1- ضرب هيكليته القيادية، من أعلى الهرم إلى الكوادر الميدانيين، وتعطيل منظومة الاتصال التي تربط بين الأجهزة.
2- ضرب ترسانته في مختلف المناطق، لا في الجنوب فحسب، وقطع خطوط إمدادها من إيران وسوريا، وتدمير الأنفاق التي يتحرك فيها المقاتلون، سواء عبر الحدود السورية أو في موازاة الخط الأزرق.
3- المضي في عملية التدمير الممنهجة للمنطقة الحدودية بالغارات الجوية، لتتمكن القوات البرية لاحقاً من التوغل بأقل مقدار من الخسائر، بعدما أظهرت تجربة التقدم البري في الأيام الأولى أن الدخول سيكون مكلفاً خلافاً لما توقعه البعض. وهذا الأمر يثير مخاوف الجنوبيين من لجوء إسرائيل إلى عمليات تدمير جنونية شاملة للقرى، خصوصاً في جنوب الليطاني، لتتحول أرضاً محروقة يتاح فيها دخول الجيش الإسرائيلي بمستوى أكبر من الأمان، كما حصل في بعض مناطق غزة.
إذا التحدي الذي يواجهه «الحزب اليوم يتعلق بمصيره فقادته وكوادره ينصرفون للاحتماء من عمليات الاغتيال التي تلاحقهم إلى أكثر الأماكن سرية وخصوصية، فيما مقاتلوه يستشرسون لمواجهة التقدّم الإسرائيلي، وهم يعانون صعوبات اتصالية وتموينية. وأما ترسانته فتتعرّض للقضم السريع، ويصعب عليه تعويضها بسببالحصار الناري وإقفال طرق الإمداد. إنه فعلاً تحدٍّ شرس، لم يكن أحد يتوقعه. والحزب نفسه يعتبر هذا التحدي مصيرياً. فبناء عليه سيتقرر ما إذا كان سيبقى تلك القوة المدججة بالسلاح الثقيل المتفوقة عسكرياً وسياسياً، صاحبة القرار النافذ في بيروت، والقادرة على التأثير في الإقليم أم سيتراجع ليصبح طرفاً سياسياً له تمثيله المحدد لفئة معينة في لبنان، كما تراجع آخرون قبله وتنازلوا عن ترساناتهم ذات يوم، وتحولوا أحزاباً تتعاطى العمل السياسي؟ ما تؤشر إليه التطورات الصاخبة المستمرة منذ أسبوعين، توحي بأن إسرائيل مصرة على تطبيق نموذج ضرب «حماس» على «حزب الله»، وتطبيق نموذج التدمير الشامل لبعض المناطق في غزة على المنطقة العازلة التي تعمل لها في جنوب لبنان، وتطبيق نموذج العزل وتقطيع الأوصال في لبنان كما في غزة. وفي الخلاصة، هي تلقنت الدرس في غزة وجاءت تستثمر نتائجه في لبنان.
في المقابل، «حزب الله» لا يريد التراجع تحت الضربات، وواضح أنه سيمضي في معركة البقاء مهما بلغت التضحيات. وفي الأيام والأسابيع المقبلة ستظهر نتائج هذه الحرب الشرسة، وسيتقرّر مصير «الحزب كقوة محلية وإقليمية استثنائية»: يكون أو لا يكون.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

من فلسطين إلى لبنان: ملحمة الدم والمقاومة مستمرة

منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وإلى اليوم ونحن نشهد مرحلة جديدة في الصراع مع العدو الصهيوني لم يشهدها هذا الصراع منذ العام 1948، فبعد معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس في السابع من أكتوبر من قطاع غزة، ها نحن في مرحلة جديدة في المواجهة بين حزب الله والعدو الصهيوني، وتحول جبهة المساندة اللبنانية إلى حرب مفتوحة، وبعد أن قدّم الحزب وعدد كبير من قادته شهداء، ها هي ملحمة الدم تتوسع من فلسطين إلى لبنان واليمن والعراق ودول أخرى، وها هي المقاومة الإسلامية تخوض أشكالا جديدة من المواجهات والتحديات لإسقاط المشروع الإسرائيلي- الامريكي الهادف إلى إقامة نظام شرق أوسطي جديد وسحق قوى المقاومة.

فما هي صورة المواجهات اليوم من لبنان بعد استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وعدد من قادته العسكريين والأمنيين؟ وإلى أين تتجه الأوضاع بعد بدء الهجوم الإسرائيلي البري في جنوب لبنان؟ وماذا بعد عام على انطلاقة معركة طوفان الأقصى؟

بعد عام من معركة طوفان الأقصى وانطلاقة جبهة المساندة اللبنانية لفلسطين بقيادة حزب الله ومشاركة عدد من القوى الوطنية والإسلامية، شهدت هذه المعركة تطورات خطيرة تمثلت بقيام العدو الإسرائيلي باستهداف حزب الله بسلسلة عمليات عسكرية وأمنية وغارات جوية غير تقليدية أدت إلى استشهاد أمينه العام وعدد من القادة العسكريين والأمنيين، إضافة لاستهداف منظومة الاتصالات البديلة التي اعتمدها ومنها أجهزة البيجر واللاسلكي، والقيام بغارات كبيرة على كل المناطق اللبنانية مما أدى لتهجير حوالي مليون مواطن لبناني من الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع إلى مناطق أخرى، إضافة لاعتماد سياسة التدمير الممنهج للقرى والمدن والأماكن السكنية في أكثر من منطقة لبنانية، وصولا لإطلاق العملية البرية في جنوب لبنان والتي قد تتطور وتتدحرج لاحتلال مناطق لبنانية واسعة.

لكن رغم حجم الضربات القاسية التي تلقاها الحزب وبيئته، فإنه نجح في استيعاب الصدمات وإعادة ترتيب أوضاعه الداخلية وبنيته العسكرية والأمنية والاستعداد لمواجهة العدوان البري، مع الاستمرار في مساندة جبهة غزة وإطلاق الصواريخ على المدن والمستوطنات الإسرائيلية.

نحن إذن أمام مرحلة جديدة في المواجهة بين قوى المقاومة والعدو الإسرائيلي المدعوم أمريكيا، وكما نجحت حركة حماس في مواجهة العدوان الإسرائيلي في غزة رغم كل التضحيات واستشهاد عدد من قادتها وعلى رأسهم إسماعيل هنية وصالح العاروري، فإن حزب الله سيكون قادرا على مواجهة التحديات والحرب الجديدة رغم قسوة الضربات التي تلقاها الحزب.

تؤكد المصادر القيادية في حزب الله، أن الحزب استوعب كل الصدمات وأعاد ترتيب هيكليته الداخلية، وقد حرصت قيادة الحزب على عدم انتخاب أمين عام جديد حاليا واعتماد القيادة الجماعية وفقا للنظام الداخلي للحزب
وتؤكد المصادر القيادية في حزب الله، أن الحزب استوعب كل الصدمات وأعاد ترتيب هيكليته الداخلية، وقد حرصت قيادة الحزب على عدم انتخاب أمين عام جديد حاليا واعتماد القيادة الجماعية وفقا للنظام الداخلي للحزب. وأطل نائب الأمين الشيخ نعيم قاسم لإعلان مواقف الحزب من كل التطورات الداخلية والخارجية وأن انتخاب الأمين العام سيتم في وقت لاحق.

ومن خلال المعطيات الداخلية في حزب الله يمكن التأكيد على النقاط التالية:

أولا: أن قيادة الحزب تعتبر أن المعركة مستمرة ومفتوحة على كل الاحتمالات، ولذا ستخاض المعركة بشكل متدرج في استخدام القدرات والإمكانيات العسكرية حسب التطورات الميدانية.

ثانيا: يواكب الحزب التطورات والاتصالات السياسية وهو يعتمد أسلوب المرونة في إدارة الشأن السياسي ولا يضع خيارا واحدا، وإن كان الهدف الاستراتيجي هو الربط بين الحرب في غزة والحرب على لبنان ولم يتخل عنه، وهو يؤكد على الترابط بين المعركة في فلسطين والمعركة في لبنان، وهذا ما أكده نائب الأمين العام في إطلالته الأولى بعد استشهاد السيد حسن نصر الله ورفاقه.

ثالثا: رغم قسوة المعركة العسكرية والأمنية فإن قيادة الحزب تتابع أيضا كل الملفات غير العسكرية وخصوصا هموم النازحين والانعكاسات الداخلية وكيفية استيعاب التداعيات السياسية والاجتماعية، وتتواصل مع كل الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة.

نحن أمام حرب طويلة مفتوحة على كل الاحتمالات والهدف الإسرائيلي- الأمريكي توسع كثيرا، وهو يريد القضاء على قوى المقاومة ومحاصرة إيران وإقامة نظام شرق أوسطي جديد
رابعا: بعكس ما يروج عن تخلي إيران عن دعم الحزب وإثارة الخلافات بين الحزب والقيادة الإيرانية، فإن التنسيق مع القيادة الإيرانية وقوى محور المقاومة قائم، وهناك توافق على كيفية إدارة المعركة والتعاون الميداني ولا توجد أية خلافات أو تباينات في وجهات نظر، والحزب يثق بالقيادة الإيرانية ودورها وهذا ما برز طيلة 42 عاما منذ تأسيس الحزب إلى اليوم.

خامسا: استفاد الحزب كثيرا من تجربة المعركة في غزة على الصعيد الميداني، وإن كان يواجه أشكالا جديدة من الحرب الإلكترونية والأمنية، وهو يحاول معالجة الثغرات التي برزت.

سادسا: الحزب حاضر في مواكبة الحرب ووصولها إلى مداها الواسع، وهناك حسابات كثيرة يأخذها بعين الاعتبار في إدارة المعركة ولا يكشفها.

سابعا: تركز قيادات الحزب على الميدان وأن الكلمة الفصل له.

على ضوء هذه المعطيات نحن أمام حرب طويلة مفتوحة على كل الاحتمالات والهدف الإسرائيلي- الأمريكي توسع كثيرا، وهو يريد القضاء على قوى المقاومة ومحاصرة إيران وإقامة نظام شرق أوسطي جديد، لكن كما فشل العدوان في حرب تموز 2006 وكما نجحت المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، فسيكون لبنان ساحة جديدة للمقاومة والصمود والانتصار.

x.com/kassirkassem

مقالات مشابهة

  • المسارات المحتملة للحرب الإسرائيلية على لبنان
  • الشاطر حسن
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • إلى أي مدى نجحت رهانات حزب الله؟
  • الأنفاق ظهرت.. ماذا كشفت كمائن حزب الله؟
  • حسن نصرالله.. شهيدا على طريق القدس
  • أسطورة "حزب الله"
  • حسن نصرالله.. شهيدٌ على طريق القدس
  • من فلسطين إلى لبنان: ملحمة الدم والمقاومة مستمرة