"كل سندي بالحياة ذهبوا".. حكاية رغد الزرد وشقيقها المصاب تكسر صمت العالم على مجازر غزة
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
"ماما وبابا وأختي مستشهدين جنبي".. مكالمة تصرخ بآلام غزة وتكشف فصول المأساة
لم تكن تلك مجرد كلمات عابرة، بل صرخة من قلب شابة غزاوية مزقها العدوان الإسرائيلي، "ماما وبابا وأختي مستشهدين جنبي"، قالتها رغد الزرد، وهي تعيش صدمة فقدان أهلها، جملة تكثف معاناة أهل غزة تحت نيران الحصار والقصف، وتفضح التعتيم الإعلامي الذي يمارسه الإعلام الغربي حيال قصص الغزيين المأساوية.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، حاول الإعلام الغربي التغطية على ما يحدث، متجاهلًا قصص العائلات الفلسطينية التي تعيش كل يوم تحت وطأة القصف والدمار، لكن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية كسرت هذا الصمت في يناير الماضي، عندما سلطت الضوء على حياة سكان غزة الذين يضطرون للعيش وسط جثامين أحبائهم في المنازل، بسبب تواصل القصف وعدم التمكن من دفنهم.
القصف الذي سرق كل شيءرغد الزرد، شابة من خانيونس، كانت تعيش مع عائلتها حياة بسيطة، قبل أن تأتي ليلة القصف وتغير حياتهم إلى الأبد، جيش الاحتلال استهدف منزلهم، ليسفر الهجوم عن استشهاد والديها وشقيقتها، وإصابة آخرين بجروح بالغة، تركهم ينزفون وسط الأنقاض، بعد انتهاء القصف، حاولت رغد تفقد أفراد عائلتها، لكن الفاجعة كانت أكبر من احتمالها، معظمهم كان في حالة حرجة، ينزفون بصمت، والموت يقترب بسرعة.
الموت كان أسرعفي ذلك الظرف القاسي، لم تستسلم رغد، حاولت تقديم الإسعافات الأولية لأحبائها، لكن الموت كان أسرع، فقدت والديها وشقيقتها، رأتهما يستشهدون أمام عينيها، كانت أصواتهم لا تزال في أذنيها، تناديهم، تستجدي عودتهم، لكن الزمن لم يعد إلى الوراء، وجدت نفسها وحيدة في عالم غادر، مدركةً أن كل سندها في الحياة قد ذهب.
"لن أترك شقيقي ينزف"رغد، رغم أوجاعها، لم تفقد قوتها، عندما رأت شقيقها أحمد على قيد الحياة، لكنه ينزف بغزارة، تماسكت واتصلت بالإسعاف، كافحت من أجل إبقائه حيًا، كانت كلماتها مليئة بالحزن والقوة في آن واحد، "أبي وأمي استشهدا، كل سندي في الحياة ذهبوا"، قالتها والدموع تخنق صوتها، بينما حاول المسعفون مواساتها وتوجيهها لوقف النزيف، وسط فوضى المشاعر والحطام.
العيش مع الجثامين.. قصة صمودبقيت رغد في المنزل المدمر، تحتضن جثامين والديها وشقيقتها التي كانت على وشك التخرج من الجامعة، عاشت معها أيامًا، تنتظر وصول فرق الإنقاذ، لم تستطع دفنهم، ولم تستطع مغادرة المكان، كانت كلماتها المؤلمة وصورها المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي خير شاهد على حجم المأساة، وعلى معاناة أهالي غزة الذين يضطرون للعيش في منازلهم المتهاوية، محتضنين جثث أحبائهم.
صوت رغد يهز مواقع التواصل الاجتماعيانتشرت قصة رغد بسرعة، رواد مواقع التواصل الاجتماعي لم يتمالكوا أنفسهم أمام مشهد الرثاء، شاهدوا رغد وهي تحتضن جثمان والدها، وتقول: "هل ترون ما أحلى شعره"، جملة كشفت الحزن المخزون في قلوب الفلسطينيين، بينما تفاعل معها المغردون، معتبرين قصتها تجسيدًا للوجع الذي يعاني منه أهل غزة يوميًا تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المتواصل.
كتب عمادي: "وما زالت الجريمة مستمرة، وها قد أتمت سنة من قتل الأبرياء، يا ويح من صنع هذا الاحتلال وهذا الإجرام، ويا قبح من سكت عنه". بينما تساءل طارق: "متى سيوقف العالم هذه المذبحة التي تُرتكب في حقنا؟"، وكتبت هبة خليف: "وتبقى نساء غزة مدارس للجهاد والنضال والشرف والصبر، ليس كمثلكن نساء".
رسالة للعالم.. كفى صمتًا!قصة رغد ليست مجرد حكاية مأساوية، بل هي صوت غزة، رسالة تنبض بالألم والصمود، تذكير بأن أهل غزة ليسوا أرقامًا في نشرات الأخبار، بل أناس يحاولون العيش رغم كل الظروف القاسية، رغد التي فقدت عائلتها ليست وحدها، فهناك آلاف الغزيين يواجهون المصير نفسه، كل يوم قصة جديدة تُكتب في ركام المنازل، وكل يوم صرخة جديدة تتردد في وجه العالم الذي يلتزم الصمت.
صوت رغد وصوت غزةرغد الزرد التي فقدت كل شيء في لحظات، لم تفقد صوتها، تروي قصتها للعالم، تكشف الوجه الحقيقي للعدوان، وتحمل في كلماتها رسالة واحدة: "كفى صمتًا، كفى تعتيمًا"، هي قصة فتاة من غزة، لكنها في الوقت نفسه حكاية كل فلسطيني يعيش تحت الحصار، ليذكرنا بأن غزة ليست مجرد عنوان، بل نبض حياة تحت القصف.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة الاحتلال الاسرائيلي العدوان الشهداء القصف جثامين الانسانية الحصار المعاناة المأساة المستشفى الأسعاف الاعلام الغربي الصمت الدولي الحياة تحت القصف معاناة الفلسطينيين المقاومة الصمود خانيونس الاستشهاد الحرب العدوان المستمر العائلات الفلسطينية المنازل المدمرة صوت غزة الشهداء الأطفال قصص مؤلمة الصبر
إقرأ أيضاً:
والي العيون: العالم الآخر يضغط لمقاطعة الانتخابات في الصحراء التي نبنيها دون السعي لنصبح قوة ضاربة
قال عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، اليوم الأربعاء بالعيون، إن المملكة تنظم انتخابات تشريعية وجماعية في الأقاليم الجنوبية، آخرها في سنة 2021، « وكان هناك ضغط من العالم الآخر على الساكنة لمقاطعة الانتخابات ».
وأضاف بكرات في استقبال رئيس برلمان أمريكا الوسطى والوفد المرافق له في مقر ولاية العيون، الذي يزور المغرب بدعوة من مجلس المستشارين، « المفاجأة أنه سجلت أعلى نسبة من المشاركة في الانتخابات في أقاليم الصحراء، بنحو 69 بالمائة، ولذلك دلالة سياسية قوية، أي إن مواطني الجهة منخرطون في تنمية الجهة ».
وشدد المسؤول الترابي أن « الجهوية المتقدمة تسعى لإعطاء إشارة واضحة فيما يتعلق بالقضية الوطنية ».
ويرى الوالي، أنه « بخلاق ما يقول البعض، فإن ساكنة الأقاليم الجنوبية ممثلة في جميع الجهات، والدليل أن رئيس المؤسسة التشريعية، الغرفة الثانية، ابن العيون ومن الذين ساهموا منذ استرجاع الاقاليم الجنوبية في بناء الجهة، والمغرب بلد واحد بتنوعه الثقافي والجغرافي ».
وأكد الوالي الجهة، أن « مستوى ما وصلت اليه الجهة يتجاوز بكثير ما تحقق في العديد من المدن والجهات في المملكة ».
وأضاف المتحدث، « ليست لدينا خطابات ديماغوجية وغير مرتبطين بإديولوحية بائدة، وبداية النزاغة كانت وليدة اللحظة، حين كان هناك قطبين، وفي العالم العربي كانت طرق الوصول والبقاء في السلطة هي الانقلابات، وكان العدو اللذةذ للانقلابات هي الملكيات ».
وقال بكرات أيضا، « نحن نبني والبلد سائر في طريقه بشكل آمن، دون البحث عن أن نكون قوة ضاربة، لنا تاريخنا ومؤسساتنا، وليس لدينا مرمب نقص ولا ننظر للآخر نظرة فوقية ».
كلمات دلالية الصحراء، أمريكا الوسطى، مجلس المستشارين