المساعي مستمرة للتوصل الى تفاهم رئاسي.. موقف اميركي لافت وزيارة ميقاتي لبكركي للتشاور
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
برزت في الفترة القليلة الماضية مؤشرات اضافية على انتقال البحث في الملف الرئاسي الى خطوات جديدة، وسط تأكيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي " ان زيارته الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تندرج في اطار التشاور مع صاحب الغبطة، وليس دور رئيس الحكومة ان يملي على غبطته او السادة النواب ما يجب القيام به"، وفق ما جاء في بيان المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة ردا على ما تردد عن حمله اقتراحين الى بكركي.
اضاف البيان"كما ان تصريح دولة الرئيس بعد الزيارة كان واضحا في التأكيد انه أطلع غبطتَه على ما تمّ التوافقُ عليه في لقاءِ عين التينة مع دولةِ الرئيس نبيه بري ومعالي وليد بيك جنبلاط على إلحاحيةِ القيام بما يمليهِ علينا جميعًا واجبنُا الوطني وما يحتّمُه الظرفُ الخطيرْ والدقيقْ الذي نمرُّ فيه جميعنا من دون استثناء".
وفي سياق متصل، علم " لبنان24" ان الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لم يتصل برئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولا صحة للأنباء التي نشرها موقع "آكسويس" عن انه ابلغ ميقاتي ان مقترح الحل الديبلوماسي لم يعد مطروحا وان الاولوية حاليا لانتخاب الرئيس ".
وكتبت" النهار":على أولوية رصد التطورات الميدانية المتصاعدة والملتهبة، برز للمرة الأولى تطور لافت استوقف المراقبين، وتمثل بما يُعتبر المؤشر العلني الأول لتعامل الولايات المتحدة مع الملف الرئاسي اللبناني من زاوية التطورات الحربية الجارية راهناً. إذ إن موقع أكسيوس الأميركي نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البيت الأبيض يريد استغلال ضعف "حزب الله" لانتخاب رئيس لبناني جديد، لافتين إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أن هناك فرصة لتقليص نفوذ "حزب الله" وانتخاب رئيس. وأشار الموقع إلى أن قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون يحظى بدعم الولايات المتحدة وفرنسا كمرشح للرئاسة.
وفي موازاة ذلك، تفيد مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين نقلاً عن مصادر فرنسية متابعة للوضع في لبنان، بأن إسرائيل تسعى إلى إقفال الحدود اللبنانية السورية في ظل الدعم الأميركي الذي يرى أن ما تقوم به إسرائيل حالياً هو "بمثابة لبنان جديد دون "حزب الله"، وإسرائيل مقتنعة بأنها تقوم بعمل سيؤدي إلى شرق أوسط جديد ولبنان جديد". ويتصاعد قلق فرنسا على لبنان والنازحين والأوضاع الإنسانية، وترى باريس أنه حان الوقت لانتخاب رئيس بسرعة في لبنان. وقد أثنت باريس على جهود وليد جنبلاط مع الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري لمحاولة توحيد المواقف الداخلية من أجل انتخاب رئيس توافقي. وتتكثف الاتصالات على أعلى المستويات بين الرئاسة الفرنسية ووزير الخارجية الفرنسي مع رئيسي المجلس والحكومة ووليد جنبلاط. ويجهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان، وقد وافقت الولايات المتحدة وبعض الدول العربية على المشاركة فيه، ويسعى ماكرون إلى أن يكون المؤتمر على مستوى عال.
وكتبت" الاخبار": تتصرف قوى لبنانية قريبة من فلك الأميركيين على أساس أن «هذا التغيير حاصل حتماً»، انطلاقاً من «اقتناعها بأن حزب الله يواجه أزمة كبيرة، وأن الأميركيين قالوا لهم إن الحزب خسر أكثر من 70 في المئة من موارده القيادية والعسكرية والمادية، ولن تحتاج إسرائيل الى وقت طويل حتى تجهز على مجموعاته العسكرية في الجنوب». ولفت في هذا السياق، الحديث عن اتصال هاتفي جرى بين النائبة ستريدا جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط، دعته الى السير في تسوية «تحفظ ما تبقى من الحزب»، فيما رد جنبلاط عليها بأن من يفكر بهذه العقلية «يعتقد أننا أمام تكرار لتجربة عام 1982، وهو أمر يخالف الوقائع». ونصح جنبلاط جعجع بالتركيز على سبل وقف الحرب قبل أيّ شيء آخر، محذّراً من «مغامرة التفكير في عزل أيّ فريق آخر، والتقليل من حجم حزب الله وقوته».
وفي هذا السياق، نقل موقع «إكسيوس» عن مسؤولين أميركيين أن «البيت الأبيض يُريد استغلال ضعف حزب الله لانتخاب رئيس جديد، وأن إدارة جو بايدن تعتقد أن بالإمكان فعل ذلك».
وفي وقت لاحق، قال هوكشتين، عبر موقع «أكس»، إن «هناك الكثير من التقارير الخاطئة وغير المسؤولة (التي انتشرت) خلال الأيام القليلة الماضية»، نافياً أن تكون الولايات المتحدة قد أعطت «الضوء الأخضر للعمليات العسكرية في لبنان». واعتبر هوكشتين أن «في النهاية، لن يسمح للسكان بالعودة إلى ديارهم غير الحل الدبلوماسي».
وقد لاقت قوى محلية التسريبات الأميركية حيال التسوية الرئاسية، ولا سيما «القوات اللبنانية» التي بدأت العمل على «عرقلة وتعطيل المحاولات التي أطلقها اجتماع عين التينة بمشاركة بري وميقاتي وجنبلاط»، مدّعية أن «الفريق الآخر هو من يتحمل مسؤولية التعطيل بوضعه الشروط». وقالت القوات في بيان لها «ما إن أبدت القوات والمعارضة كل إيجابية، كالعادة، حتى راح الفريق الآخر يتراجع شيئاً فشيئاً، بدءاً بربط الانتخابات الرئاسية بوقف إطلاق النار، مروراً بشرط تأمين توافق 86 نائباً، وهذا أمر مستحيل، وصولاً الى اعتبار النائب السابق سليمان فرنجية توافقياً». وعلّقت مصادر بارزة على هذا الكلام بأن «القوات والمعارضة حالياً تريدان تفخيخ أيّ مبادرة داخلية لأنهما تراهنان على نجاح إسرائيل في القضاء على الحزب وتعتقدان بأنّ أيّ مبادرة داخلية ستكون بمثابة خطوة تريح الحزب في الداخل وهذا ما لا تريده القوات ».
وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الحركة السياسية المحلية من أجل التوصل إلى اتفاق كبير بعناوين أساسية ابرزها العمل على وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار ١٧٠١ ووضع أسس في ملف النازحين من المناطق والبلدات جراء العدوان الإسرائيلي ضد لبنان، كما العمل على انتخاب رئيس توافقي، مسيرة إلى أن هذه الحركة متواصلة من أجل التقدم نحو مبادرة وطنية تحظى بالأجماع.
وقالت هذه المصادر أن الاسراع في التوصل إلى مبادرة يجمع عليها الأفرقاء يتيح العمل على الخطوات المطلوبة للأنقاذ مؤكدة أن العمل متواصل من أجل التفاهم والخروج به إلى الداخل والخارج على حد سواء على أن الأولوية هي وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن .
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الولایات المتحدة رئیس الحکومة العمل على حزب الله إلى أن من أجل
إقرأ أيضاً:
يهتز كل شيء من حولنا، إلا ثقتنا بالله
في خضم هذا العدوان الغاشم الذي يستهدف أرضنا وسماءنا، وبين أصوات الانفجارات التي تمزق سكون ليالينا وتزلزل أركان بيوتنا، تتجلى عظمة شعبنا اليمني الأبي في أبهى صور الصمود الأسطوري. تهتز الأرض من تحت أقدامنا، وتتصاعد ألسنة اللهب والدخان لتغطي سماءنا، لكن هناك قوة متأصلة في أرواحنا، عصية على الكسر، راسخة كثبات الجبال، ألا وهي الثقة المطلقة بالله عز وجل.
إن هذا الإيمان العميق، المتجذر في أعماق كل يمني حر، وهذا التوكل الصادق على خالق الكون، هما الدرع الحصين الذي يحمي قلوبنا من براثن اليأس والقنوط. هما السند الذي نستمد منه العزيمة والإصرار على مواجهة التحديات مهما بلغت عظمتها. ففي كل قصف يستهدف مدننا وقرانا، وفي كل دمار يطال ممتلكاتنا وأحلامنا، نزداد يقينًا بأن الله معنا، وأن نصره لعباده المؤمنين آت لا محالة.
هذه الثقة ليست مجرد كلمات جوفاء نتداولها، أو شعارات نرفعها، بل هي فعل يومي حي يتجسد في صبرنا الجميل، وفي تكاتفنا وتعاضدنا في وجه المحن، وفي إصرارنا العنيد على الحياة الكريمة رغم كل الصعاب. إنها النور الذي يضيء دروبنا المليئة بالتحديات في أحلك الظروف، وهي البوصلة التي توجه خطواتنا الثابتة نحو مستقبل أفضل بإذن الله.
ولم تقتصر هذه الروح الوثابة وهذا الإيمان الراسخ على مواجهة العدوان الذي يستهدفنا بشكل مباشر، بل يمتد ليشمل إخواننا في غزة العزة، الذين يسطرون أروع ملاحم الصمود في وجه عدوان صهيوني غاشم مدعوم قوى الاستكبار العالمي. إن موقف الشعب اليمني تجاه قضية فلسطين، وعلى رأسها غزة، هو موقف مبدئي ثابت، لا تزعزعه الغارات ولا تضعفه التحديات.
نشعر بآلامهم، ونتابع بشغف أخبار صمودهم، وندعو لهم في كل صلاة. نعتبر قضيتهم قضيتنا، وجرحهم جرحنا، ونؤمن بأن النصر حليفهم بإذن الله. هذا الشعور الأخوي الصادق ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لتاريخ طويل من التضامن والتآزر بين الشعبين الشقيقين.
إن استمرار هذا الموقف الثابت والداعم لإخواننا في غزة، رغم ما نعانيه من عدوان، لهو دليل قاطع على أصالة شعبنا وعمق إيمانه بقضايا أمته. إنه تعبير صادق عن رفض الظلم والعدوان أينما وقع، وعن الإيمان بوحدة المصير والأخوة الإسلامية والإنسانية.
فلتشهد الدنيا بأسرها، وليعلم القاصي والداني، أن شعب اليمن، ورغم كل ما يحيط به من أهوال وخطوب، يبقى شامخًا بعزته وإيمانه، قويًا بتلاحمه وتكاتفه، راسخًا كثبات الجبال بتوكله على الله الواحد القهار، ومؤازرًا لإخوانه في غزة حتى يتحقق النصر والتحرير. فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.