طفلة غزة كتبت وصيتها قبل رحيلها.. رسائل بريئة تختصر أوجاع الحصار
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
في أحد أحياء غزة المنكوبة، جلست الطفلة رشا العرعير، ابنة العشرة أعوام، ببراءة وعفوية، تكتب وصيتها الأخيرة بخط يدها الصغير. لم تكن تعلم أن هذه الكلمات البسيطة ستتحول إلى رمز للألم والصمود. كتبت رشا وصيتها قبل استشهادها في قصف إسرائيلي على شرق مدينة غزة، وطلبت من عائلتها أمرًا واحدًا: "لا تبكوا عليّ، لأنني أتعذب عندما أراكم تبكون".
وجدت عائلتها تلك الورقة التي خطتها يدها بعد رحيلها، أوصت بتوزيع مقتنياتها بين بنات خالاتها وبنات أعمامها، ملابسها للمحتاجين، وإكسسواراتها إلى رهف ولانا ومروان وبتول، حتى صناديق الخرز، حرصت أن تذهب لبتول.
في تفاصيل وصيتها، كتبت رشا عن مصروفها الشهري البسيط الذي يبلغ 50 شيكلًا، وأوصت بتقسيمه، نصفه إلى رهف، والنصف الآخر إلى أحمد. أما ألعابها، فقد أرادت أن تحصل عليها بتول، وكانت آخر كلماتها مؤثرة للغاية: "من فضلكم، لا تصرخوا على أخي أحمد، أرجو الالتزام بالوصية".
استشهدت رشا وشقيقها أحمد (11 عامًا) معًا تحت أنقاض منزلهم، الذي استُهدف مجددًا في 30 سبتمبر/أيلول 2023. عُثر على وصيتها بين الركام، لتصبح كلماتها رسالة تحمل براءة الأطفال وسط أهوال الحرب.
طفلة غزة كتبت وصيتها قبل رحيلها.. رسائل بريئة تختصر أوجاع الحصارخال الطفلة، عاصم النبيه، شارك كلمات وصيتها على حسابه في "إنستغرام"، فانتشرت بسرعة، مؤثرة في قلوب الآلاف حول العالم. رشا التي خرجت من تحت الأنقاض مع شقيقها بعد قصف سابق، استشهدت في المرة الثانية، بينما كانت تحفظ القرآن مع أخيها.
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي كلمات الطفلة بلهفة، مُجسّدة ألم أطفال غزة، وتحدّيهم لأبشع أنواع العدوان، الأطفال الأبرياء الذين تحولوا إلى أهداف في الصراع الدامي.
في الوقت نفسه، يتواصل قصف المنازل والملاجئ في غزة منذ بداية الحرب على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. تقارير حقوقية كشفت عن نمط ممنهج لاستهداف الأطفال، مؤكدة أن الاحتلال ارتكب مجازر ضد العائلات. معاناة أطفال غزة لا تقتصر على الموت والتشريد، بل طالت حتى حقهم في التعليم، إذ فقدوا 14 شهرًا من الدراسة منذ عام 2019 بسبب الحصار و"كوفيد-19" والعدوان المستمر.
وحتى اليوم، تواصل أعداد الضحايا الارتفاع، حيث أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بارتكاب الاحتلال 8 مجازر جديدة، وحصيلة العدوان تجاوزت 41،788 شهيدًا و96،794 مصابًا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: طفلة فلسطينية غزة استشهاد الأطفال قصف اسرائيلي وصية الحرب على غزة اطفال غزة العدوان الإسرائيلي استهداف المدنيين حقوق الإنسان شهداء غزة التعليم في غزة
إقرأ أيضاً:
مدير مكتبة الإسكندرية: أهمية خاصة لـ الأطفال والشباب لأنهم عماد المستقبل
أكد مدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور أحمد زايد، أن العمل مع الأطفال والشباب أولوية بالنسبة لإدارة المكتبة لأنهم عماد المستقبل، موضحا أن عملية بناء الطفل لا تتوقف على الجانب المعرفي بل تتضمن جوانب جسمانية ونفسية وعقلية، ويدخل في نطاقها الاهتمام بالفن فهو ركيزة لبناء الإنسان، والمجتمع يحتاج إلى هذا البناء المتكامل، وأن تنمية الحس الفني لدى الإنسان تمنعه عن التطرف أو السلوك الانحرافي.
وبحسب بيان صحفي صدر عن المكتبة، اليوم/الخميس/؛ فقد جاء هذا خلال افتتاح، أحمد زايد معرضي "الورشة.. إبداعات الطفل والنشء" و"الأتيليه.. مساحة حرة للتعبير" ضمن فعاليات الاحتفالية السنوية التاسعة لمدرسة الفنون.
وأعرب زايد عن سعادته بتواجد الأطفال في الاحتفالية التي تتضمن عرض أعمالهم الفنية، مشيرا إلى أن الإنسان يولد ولديه ميول فنية وهنا تأتي مسئولية الأسرة إما بتنميتها أو كبتها، وفي المجتمعات التي تعتني بأفرادها يهتمون بتعليم الموسيقى وحث الأطفال على القراءة والكتابة، مما يجعلهم يدركون أهمية القراءة والفن، التي تجعلهم يفهمون العالم بشكل أعمق.
وأعلن زايد في ختام كلمته؛ عن إجراء مسابقة لتقييم القصص القصيرة للأطفال المشاركين في الاحتفالية وعقد مسابقة في نهاية الورشة لاختيار الفائزين، وتقديم جوائز لهم.
جدير بالذكر أن تلك الدورة الخامسة عشر لمعرض "الورشة.. إبداعات الطفل والنشء" والذي يتضمن نتاج ورش العمل الفنية التي تقيمها المدرسة على مدار العام والتي تتنوع ما بين الفنون التشكيلية والفنون المسرحية والموسيقى.
كما أقيم معرض "الأتيليه.. مساحة حرة للتعبير" في دورته الرابعة ويتضمن نتاج دورات الرسم التي تقام على مدار العام، وتضم فصول الرسم ما يقرب من 300 طالب.