محللون: صواريخ إيران شكلت تحديا أمام الدفاعات الإسرائيلية في بعض المواقع
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
تجاوز الهجوم الصاروخي الكثيف الذي شنته إيران هذا الأسبوع على إسرائيل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في بعض المناطق، رغم أنه تسبب بأضرار محدودة فقط، وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن باحثين مستقلين فحصوا صورا للأقمار الصناعية تخص الهجمات.
هذا التقييم يعني أن أي هجمات إيرانية جديدة ضد إسرائيل، إذا تم تنفيذها، قد تكون لها عواقب أكثر خطورة إذا استهدفت البنية التحتية المدنية أو المناطق السكنية المكتظة بالسكان، وفق الصحيفة.
وتابعت الصحيفة "هذه مسألة هامة تنظر فيها إسرائيل وهي تفكر في ردها العسكري".
وقد هددت طهران بشن ضربات على محطات الطاقة ومصافي النفط الإسرائيلية إذا ضربت إسرائيل الأراضي الإيرانية في الهجوم المضاد المتوقع خلال الأيام القادمة.
وعلى عكس هجوم 13 أبريل، عندما أطلقت إيران عددا كبيرا من صواريخ كروز البطيئة نسبيا والطائرات المسيرة، كان الهجوم الصاروخي، الثلاثاء، يتكون حصريا من حوالي 180 صاروخا باليستيا أسرع بكثير، وهو "واحد من أكبر الهجمات من نوعها في تاريخ الحروب"، وفق تقرير الصحيفة الأميركية.
ويقول المحللون إن معظم هذه القذائف كانت من أحدث الصواريخ الباليستية الإيرانية، مثل صواريخ "فتاح-1" و"خيبر شكن".
وقال أولريش كوهن، رئيس قسم الأبحاث للحد من التسلح في معهد أبحاث السلام والسياسات الأمنية في هامبورغ بألمانيا: "كلما كان الصاروخ أسرع، كان اعتراضه أصعب، هذا أمر بسيط فيزيائيا".
وأضاف: "بالتأكيد، من الأصعب الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، وخاصة إذا كان هناك عدد كبير منها يستهدف مكانا محددا، لأن ذلك يتيح القدرة على إرباك الدفاعات المضادة للصواريخ، وهو ما حدث بالضبط في إسرائيل".
أظهرت صور الأقمار الصناعية، الثلاثاء، أن قاعدة نيفاتيم الجوية في جنوب إسرائيل، وهي مقر طائراتها المقاتلة من طراز F-35، تلقت ما يصل إلى 32 صاروخا إيرانيا، أغلبها تمكن من الوصول إلى محيط القاعدة، وفقا لتحليل أجراه جيفري لويس من معهد ميدلبيري للدراسات الدولية في مونتيري، كاليفورنيا.
وقال لويس: "ثلاثون صاروخا هو عدد كبير من الصواريخ".
وأضاف: "لدينا أفكار مبالغ فيها حول فعالية الدفاعات الجوية. لدينا هذا التصور الشعبي بأن الدفاعات الصاروخية أكثر فعالية أو متاحة أكثر مما هي عليه في الواقع".
رغم أن إسرائيل تشغل أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة مثل "آرو 2" و"آرو 3" التي تم إنتاجها بالتعاون مع الولايات المتحدة، فإن عدد الاعتراضات المتاحة محدود وهي أكثر تكلفة من الصواريخ الإيرانية القادمة، وفقًا للويس.
وأضاف أنه غالبا ما يتطلب الأمر استخدام عدة اعتراضات لمحاولة إيقاف هدف باليستي واحد.
ولم تتوفر حتى الآن صور عالية الدقة لقاعدة "تل نوف" الجوية، التي كانت هدفا رئيسيا آخر، الثلاثاء.
وأظهرت لقطات فيديو من المنطقة ما بدا أنه انفجارات ثانوية، ما يشير إلى أن الذخائر أو الدفاعات الجوية هناك قد تعرضت للإصابة.
وقد سقطت إحدى القذائف أيضا في شمال تل أبيب، على بعد مئات الأمتار من مقر وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد".
وتحتاج الصواريخ الإيرانية إلى السفر حوالي 885 كلم للوصول إلى إسرائيل، وقد أثبتت عدم دقتها نسبيا في هذه المسافات الطويلة، بحسب الصحيفة.
وتظهر صور نيفاتيم أن معظم الصواريخ أصابت مناطق فارغة من القاعدة الشاسعة أو الطرقات.
ويبدو أن صاروخا واحدا فقط أصاب حظيرة طائرات، وليس من الواضح ماذا كان بداخلها.
ولا تُظهر صور الأقمار الصناعية أي أضرار للطائرات.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي قال إن قاعدة نيفاتيم تعمل بشكل طبيعي، حيث أطلقت الطائرات المتمركزة هناك ضربات جوية في جميع أنحاء المنطقة في الأيام الأخيرة.
وكانت إسرائيل أعلنت في الأول من أكتوبر الجاري، أن إيران أطلقت في اتجاهها نحو 200 صاروخ بالستي تمّ اعترض الجزء الأكبر منها بواسطة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وساهمت كذلك القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة في اعتراض الصواريخ، بالإضافة إلى الأردن.
وقبل ذلك، في أبريل الماضي، نفّذت إيران هجوما صاروخيا مماثلا على إسرائيل ردّا على قصف قنصليتها في دمشق الذي اتهمت به الدولة العبرية.
واستخدمت في ذاك الهجوم مسيّرات وصواريخ تمّ اعتراضها على نطاق واسع.
وكانت تلك المرة الأولى على الإطلاق التي تقصف فيها إيران الأراضي الإسرائيلية مباشرة.
وتوعّدت إسرائيل بالردّ على الهجوم الإيراني "في الوقت والتاريخ" اللذين ستختارهما.
في المقابل، حذّرت طهران من "هجمات مدمّرة" على إسرائيل إذا ردّت على الهجوم الإيراني بالصواريخ البالستية.
لكنّ واشنطن أكّدت أن هجوم إيران ستكون له "عواقب". بينما حضّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، إسرائيل على عدم استهداف منشآت نفطية إيرانية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: على إسرائیل
إقرأ أيضاً:
إذا قصفت إسرائيل إيران... هكذا سيكون ردّ حزب الله
يكثر الحديث في تل أبيب عن رغبة الحكومة الإسرائيليّة بتوجيه ضربة إستباقيّة ضدّ إيران، عبر استهداف البرنامج النوويّ وقواعد عسكريّة مهمّة تابعة للحرس الثوريّ، وخصوصاً بعد تلقي إسرائيل شحنة جديدة من قنابل أميركيّة خارقة للتحصينات، سبق وأنّ تمّ قصف لبنان بها، واستخدامها في عمليتيّ إغتيال الأمينين العامين لـ"حزب الله" حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في الضاحية الجنوبيّة لبيروت.
وفي حين يلتزم "الحزب" الهدوء بعدم الردّ على الخروقات الإسرائيليّة، ويُعطي فرصة للحكومة ولرئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون لتكثيف الإتّصالات الديبلوماسيّة للضغط على بنيامين نتنياهو لتطبيق القرار 1701، هناك تساؤلات كثيرة بشأن "حزب الله"، وإذا ما كان سيبقى على الحياد إنّ قصفت إسرائيل النوويّ الإيرانيّ، إذا لم يتمّ التوصّل سريعاً لاتّفاق جديد بين طهران والإدارة الأميركيّة برئاسة دونالد ترامب حول برنامج إيران النوويّ.
وعندما تمّ الإتّفاق بين إيران وأميركا ودولٍ أخرى على البرنامج النوويّ في عام 2015، أشار نصرالله في حينها، إلى أنّ هذا الأمر شكّل انتصاراً كبيراً لطهران و"لمحور المقاومة" في المنطقة، ما يعني أنّ "حزب الله" يُفضّل التوصّل لتوافقٍ جديدٍ بين البلدان المعنيّة، وعدم إنجرار الوضع إلى تصعيد خطيرٍ قد يُقحمه في نزاعٍ آخر لا يُريد الدخول فيه.
فبينما ينصبّ تركيز "الحزب" حاليّاً على إعادة بناء قدراته وإعمار المناطق المُدمّرة ودفع التعويضات لمناصريه لترميم منازلهم، فإنّ أيّ تطوّر للنزاع الإسرائيليّ – الإيرانيّ قد يُشعل المنطقة من جديد، لأنّ "حزب الله" مُرتبط بشكل مباشر بالنظام في طهران.
ويقول مرجع عسكريّ في هذا الإطار، إنّ "حزب الله" لديه إلتزام تجاه إيران بعد نجاح الثورة في طهران عام 1979، فالحرس الثوريّ هو الراعي الرسميّ لـ"الحزب" وينقل الأسحلة والصواريخ والأموال له. ويُشير إلى أنّ استهداف إسرائيل لإيران أخطر بالنسبة لـ"المقاومة الإسلاميّة" في لبنان من حرب غزة، فإذا تمّ توجيه ضربات مُؤلمة بقيادة الولايات المتّحدة الأميركيّة ضدّ المنشآت النوويّة والبرنامج الصاروخيّ الإيرانيّ، فإنّ "حزب الله" أقوى ذراع لنظام الخامنئي في الشرق الأوسط سيكون أبرز المتضرّرين، وخصوصاً بعد سقوط بشار الأسد في سوريا.
ورغم خسائر "الحزب" في الحرب الإسرائيليّة الأخيرة على لبنان، فإنّه لن يجد سبيلاً أمامه سوى الإنخراط في أيّ مُواجهة إيرانيّة – إسرائيليّة، إنّ أقدمت حكومة نتنياهو على التصعيد كثيراً ضدّ طهران. أمّا إذا وجّه الجيش الإسرائيليّ ضربات كتلك التي حصلت في العام الماضي، فإنّ هذا الأمر لن يستلزم تدخّلاً من الفصائل المواليّة لنظام الخامنئي، مثل "حزب الله" و"الحوثيين" والمجموعات المسلّحة في العراق.
ويُشير المرجع العسكريّ إلى أنّ المنطقة هي فعلاً أمام مُفترق طرقٍ خطيرٍ، لأنّ إسرائيل تعمل في عدّة محاور على إنهاء الفصائل التي تُهدّد أمنها، وهناك مخاوف جديّة من إستئناف الحرب في غزة بعد الإنتهاء من تبادل الرهائن وجثث الإسرائيليين لدى "حماس" بالأسرى الفلسطينيين. كذلك، هناك أيضاً خشية من أنّ تُقدم تل أبيب كما تلفت عدّة تقارير غربيّة وإسرائيليّة على استهداف البرنامج النوويّ الإيرانيّ. ويقول المرجع العسكريّ إنّ نتنياهو وفريق عمله الأمنيّ يعتقدان أنّه إذا تمّ وضع حدٍّ للخطر الآتي من طهران، فإنّ كافة الفصائل المُقرّبة من إيران ستكون في موقعٍ ضعيفٍ جدّاً، وسينتهي تدفق السلاح والمال لها.
وإذا وجدت إيران نفسها أمام سيناريو إستهداف برنامجها النوويّ، فإنّ آخر ورقة ستلعبها هي تحريك "حزب الله" وأذرعها في المنطقة بحسب المرجع عينه، لأنّها إذا تلقّت ضربة كبيرة، فإنّها لا تستطيع الردّ على إسرائيل سوى بالإيعاز من حلفائها القريبين من الحدود الإسرائيليّة، بتوجيه ضربات إنتقاميّة، وحتماً سيكون "الحزب" الذي لا يزال يمتلك صواريخ قويّة وبعيدة المدى وطائرات مسيّرة رغم قطع طريق الإمداد بالسلاح عنه، على رأس الفصائل التي ستقود الهجوم المضاد ضدّ تل أبيب. المصدر: خاص "لبنان 24"