تقرير: غزة تسجل أكبر عدد من القتلى بين النساء والأطفال منذ عقدين
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف تقرير حديث صادر عن منظمة "أوكسفام"، عن أن عدد النساء والأطفال الذين قُتلوا فى غزة على يد الجيش الإسرائيلى خلال العام الماضى يُعد الأكبر مقارنةً بأى صراع آخر خلال العقدين الماضيين.
وبين التقرير أن أكثر من ٦٠٠٠ امرأة و١١٠٠٠ طفل قد لقوا حتفهم فى غزة خلال الأشهر الإثني عشر الماضية، مما دفع إلى مطالبات عاجلة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار مع استمرار تصاعد العنف فى لبنان والضفة الغربية المحتلة، بما فى ذلك القدس الشرقية.
من ناحيتها؛ وصفت سالى أبى خليل، مديرة منظمة أوكسفام فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الوضع الحالى بـ"المروع والمحزن"، مشددة على أن المجتمع الدولى فشل فى محاسبة إسرائيل.
وأكدت "أبى خليل"، أن "الأرقام المأساوية تفطر القلوب"، وأن المجتمع الدولى لم يكتفِ فقط بالتقاعس عن محاسبة إسرائيل، بل أيضًا أسهم فى استمرار الفظائع من خلال تزويدها بالأسلحة دون أى شروط. وأضافت أن التعافى من الآثار المدمرة لهذه الحرب سيستغرق أجيالًا، فى ظل استمرار غياب وضوح بشأن وقف إطلاق النار.
وتوضح مصادر أخرى أن عدد النساء والأطفال الذين قتلتهم إسرائيل قد يكون أعلى بكثير مما هو مذكور فى التقرير. فقد أفادت مصادر فى أغسطس الماضى بأن "أكثر من ٤٠ ألف فلسطينى قتلوا، من بينهم ١٦٤٥٦ طفلًا على الأقل، وأكثر من ١١ ألف امرأة".
وسلط تقرير أوكسفام الضوء أيضًا على بيانات من منظمة "كل ضحية لها قيمتها"، والتى أظهرت أن غزة شهدت وفاة أكثر من خمسة أضعاف عدد الأطفال خلال العام الماضى مقارنة بالفترة من ٢٠٠٥ إلى ٢٠٢٢ مجتمعة.
إلى جانب الخسائر الفادحة فى الأرواح؛ كشف التقرير أن الدمار الذى لحق بالبنية التحتية فى غزة كان كارثيًا. فقد تم تدمير أكثر من ٦٨٪ من الأراضى الزراعية والطرق الحيوية أو تعرضت لأضرار كبيرة.
وأشار التقرير إلى أن ١٧ مستشفى فقط من أصل ٣٦ مستشفى تعمل بشكل جزئي، وتعانى جميعها من نقص حاد فى الوقود والإمدادات الطبية والمياه النظيفة.
كما أوضح أن المدنيين الفلسطينيين قد تم تهجيرهم قسرًا عدة مرات، حيث انتقلوا بين "مناطق آمنة" غالبًا ما تفشل فى تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية، وغالبًا ما تتعرض للهجمات الإسرائيلية.
علاوة على ذلك؛ أفادت منظمة العمل ضد العنف المسلح أن القوات الإسرائيلية شنت هجمات متكررة على البنية التحتية المدنية باستخدام أسلحة متفجرة كل ثلاث ساعات منذ بدء الصراع، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن أكثر من ٢٥ ألف طفل فقدوا أحد والديهم أو أصبحوا أيتامًا، مما ترك العديد منهم يعانون من إصابات جسدية خطيرة وقلق نفسى وصدمات عميقة.
وقال الدكتور أمية خماش، مدير منظمة جذور الشريكة لمنظمة أوكسفام، إن الآلاف من الأشخاص يبحثون الآن عن مأوى فى أكثر من ٩٠ نقطة صحية وملاجئ فى جميع أنحاء غزة؛ موضحًا أن حجم الكارثة الإنسانية "مدمر"، وكان له تأثير مدمر على النساء.
وأشار إلى أن العديد منهن أصبحن ربات أسرهن بشكل مفاجئ، ويحاولن الصمود فى مواجهة الدمار وتوفير الرعاية لعائلاتهن؛ موضحًا أن الأمهات الحوامل والمرضعات واجهن صعوبات هائلة نتيجة انهيار الخدمات الصحية.
وأضافت أوكسفام أن الصدمات التى لحقت بالأطفال كانت عميقة، حيث فقد أكثر من ٢٥ ألف طفل أحد والديهم أو أصبحوا أيتامًا، مما تركهم فى حالة ضائقة عاطفية شديدة. وأشارت إلى أن معظم الأطفال يعانون من القلق والإصابات الجسدية، وفقد الكثير منهم أطرافهم. وفى الختام، دعت منظمة أوكسفام إلى وقف فورى ودائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، ووقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل. وطالبت بالوصول الإنسانى الكامل إلى غزة، وحثت المجتمع الدولى على فرض المساءلة من خلال معالجة الاحتلال الإسرائيلى غير القانوني، وإزالة المستوطنات فى الضفة الغربية المحتلة، وتقديم التعويضات للمجتمعات الفلسطينية المتضررة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي النساء الأطفال غزة فلسطين أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تشهد أكبر هجرة منذ عقود.. هل بدأ انهيار الحلم الصهيوني؟
بمرور أكثر من عام على حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر، نجحت "صواريخ" المقاومة التي وصلت لعمق الأراضي المحتلة، في هزّ استقرار دولة الاحتلال المزعومة وإفشال مخطّط تجميع اليهود حول العالم، والهجرة للأراضي المحتلة.
ومنذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شهدت دولة الاحتلال الإسرائيلي حالات هجرة غير مسبوقة. وعلى مدار عام من "طوفان الأقصى" غادر نحو 700.00 مستوطن نحو الخارج بشكل دائم، وفق معطيات إسرائيلية، ما يعكس زيادة هائلة بلغت 285 في المئة، من معدلات الهجرة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.
وفقًا لبيانات غير رسمية، غادر حوالي 40,400 إسرائيلي البلاد في النصف الأول من عام 2024، ما يعكس زيادة ملحوظة مقارنة بالأعوام السابقة، وهناك تزايد في هجرة المهنيين، بما في ذلك الأطباء والمبرمجين والعلماء، بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الناجمة عن الحرب والتوترات الداخلية في دولة الاحتلال الإسرائيلي.
الاحتلال يعود للخلف
في الوقت الذي يفتح فيه الأبواب على مصراعيها لهجرة اليهود حول العالم، لموازنة عدد اليهود داخل الأراضي المحتلة مع أعداد الفلسطينيين، أعادت عملية "طوفان الأقصى" دولة الاحتلال، خطوات إلى الخلف، حيث قدّرت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، عدد السكان بنحو 9.9 ملايين نسمة، بينهم أكثر من مليوني عربي.
وأعلن جهاز الإحصاء الفلسطيني، أن عدد الفلسطينيين في فلسطين قد بلغ نحو 7 ملايين و300 ألف، في حين يقدّر عدد اليهود بنحو 7 ملايين و200 ألف مع نهاية عام 2023، ما يعني أن عدد الفلسطينيين يزيد على عدد اليهود في فلسطين التاريخية.
الوطن الآمن
تعكس هذه الأرقام شعورًا متزايدًا بعدم الأمان والفوضى التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي، في وقت تواصل فيه المقاومة الفلسطينية توجيه ضربات موجعة للآلة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، وهذه الحالة من عدم الاستقرار تدفع العديد من الإسرائيليين للبحث عن ملاذات آمنة في دول أخرى، مما يؤثر سلبًا على الاستقرار الديموغرافي في دولة الاحتلال.
في حين أن الاحتلال الإسرائيلي دائمًا ما يصور نفسه كـ"الوطن الآمن" لليهود من جميع أنحاء العالم، إلا أن الأوضاع الحالية تُظهر أن تلك الفكرة أصبحت موضع شك، وتضع حكومة الاحتلال الإسرائيلية في أزمة لاستعادة ثقة المهاجرين.
وهذه الهجرة تمثل تهديدًا وجوديًا ليس فقط للاحتلال، بل للمشروع الصهيوني بأسره، في ظل التحديات الديمغرافية والاقتصادية المتزايدة، إذ يشير مراقبون إلى أن تركيبة السكان في دولة الاحتلال الإسرائيلي بدأت تتآكل؛ ما يعكس تغيرًا ديمغرافيًا مقلقًا يؤثر على مستقبل دولة الاحتلال الإسرائيلي المزعومة كدولة يهودية.
فيما أظهرت الأرقام المبكرة أيضا، أن عدد المهاجرين اليهود إلى الاحتلال الإسرائيلي قد انخفض مع الشهر الأول بعد تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بنسبة 50 في المئة مقارنة مع بداية العام، ثم انخفض العدد بنسبة 70 في المئة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، إذ هاجر فقط ألفا شخص إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في تلك الفترة.
أسباب الهجرة من الأراضي المحتلة
قلق أمني: حالة من الخوف وعدم الاستقرار الناجمة عن الأحداث التصعيد العسكري، والقصف المتواصل بين المقاومة في غزة وحزب الله في لبنان، والعديد من المستوطنين يفضلون مغادرة الأراضي المحتلة بحثًا عن الأمان في دول أخرى.
الضغوط الاقتصادية: الوضع الاقتصادي المتأثر بالحرب الدائرة في قطاع غزة وجنوب لبنان وارتفاع تكاليف المعيشة، دفع بعض المستوطنين إلى التفكير في الهجرة كخيار لتحقيق مستوى معيشة أفضل في الخارج.
صور من قاعات الخروج مطار بن غوريون في تل أبيب عن هجرة المستوطنين الصهاينة على نطاق واسع للأراضي المحتلة نتيجة تعزيز احتمالية الصراع بين حزب الله والجيش الإسرائيلي
هذة الأرض لا تتسع لهويتين أما نحن أو نحن #جنوبيّ_لبنان✌️????????#فلسطين_المحتلة ✌️???????? pic.twitter.com/h2DPb1B2Xh — ابو الباسل // A _s_s_i // (@assi_aroq) June 23, 2024
الهجرة إلى دول معينة
وجهات الهجرة: تصدّرت كل من ألمانيا وكندا قائمة الدول التي يسعى المستوطنون للهجرة إليها، حيث تتمتع هذه الدول بسمعة جيدة من حيث الأمان والاستقرار السياسي، والدعم الكامل للاحتلال الإسرائيلي، كما ذهب البعض إلى البرتغال التي أعلنت فتح أبوابها للقادمين من المستوطنين.
مستقبل الاحتلال الإسرائيلي
أكد المختص بالشأن الإسرائيلي، فراس ياغي، في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أنّ: "هجرة المستوطنين التي تسبّبت فيها معركة طوفان الأقصى بالتأكيد لها تأثير على مستقبل إسرائيل ذاتها، ولكن يجب العودة إلى نتائج الانتخابات الأخيرة داخل الاحتلال الإسرائيلي، والتي أسفرت عن حكومة يمينية ذات توجّهات دينية بقيادة نتنياهو، مدعومة بأحزاب الصهيونية الدينية مثل بن غفير وسموتريتش".
وأوضح ياغي، أن: "هذا التغير في الهوية السياسية الإسرائيلية خلق صراعاً داخلياً بين التيار الليبرالي والتيار الديني، مما دفع مئات الآلاف للاحتجاج على السياسات الحكومية"، مضيفا أن "الأزمة تعمّقت مع أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث اهتزت ثقة المستوطن في الأمن، خصوصاً بعد فشل جيش الاحتلال في حماية المستوطنين خلال عملية طوفان الأقصى".
وتابع: "هذا الموقف لم يهدد وجود إسرائيل كدولة بقدر ما ضرب مفهوم "الأمن" الذي تعتمد عليه كدولة الآمن والأمان لليهود حول العالم، فإن العملية شكّلت ضربة قاصمة لثقة المجتمع الإسرائيلي في الجيش وأجهزة الأمن".
وقال ياغي إنّه: "رغم الرد العسكري العنيف من قبل الاحتلال الإسرائيلي على هذه العملية، إلا أن المخاوف الأمنية لم تهدأ، فالشعور بعدم الأمان بات يتزايد بين المستوطنين، خاصة في المناطق القريبة من الحدود مع غزة، مما دفع البعض إلى التفكير في مغادرة البلاد بشكل نهائي".
وأضاف أنّ: "التقارير الإعلامية تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواجه موجة هجرة عكسية غير مسبوقة. فمنذ بداية الحرب الأخيرة، غادر نحو ما يقرب من 700 ألف إسرائيلي البلاد، في ظاهرة تعكس حالة عدم الثقة المتزايدة في قدرة الدولة على توفير الأمن والاستقرار".
هذه اللغة الذي يفهمها العدو
ضربات حيدرية تسبب هجرة عكسية وخوف ورعب في نفوس المستوطنين،
فلسطين ستنتصر والدماء الزكية هي وقود الانتصار بإذن الله
سلمت الايادي #حزب_اللہ pic.twitter.com/L83YO9CsyH — علياء الحسني???????? (@Alia2Hassani) November 18, 2024
وأشار ياغي إلى أن "العملية وضعت إسرائيل أمام واقع جديد، والمفاهيم التوراتية المتطرفة باتت تهيمن على المشهد السياسي، ما أدى إلى تصاعد الهجرة العكسية، وأشارت الاستطلاعات إلى أن 24 في المئة من الإسرائيليين يفكرون في الهجرة".
كذلك، يهاجر شهرياً نحو 2200 شخص، خاصة وأن النخب الاقتصادية والأكاديمية من أهم الشرائح المهاجرة ما يضع الاحتلال الإسرائيلي في موقف حرج، إضافة إلى الأمن، والاقتصاد الذي يعاني من تداعيات الحرب، كما أن هناك أيضاً مخاوف من هيمنة التيار الديني المتطرف على كافة مفاصل الدولة.
وتابع ياغي أن خروج النخب الاقتصادية والعلمية يشكل تهديدًا خطيرًا على اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعتمد على قوة عاملة ماهرة وقطاع تكنولوجي متقدم، وهجرة تلك النخب تعني انخفاض الإنتاجية، وتراجع في الابتكار والتكنولوجيا.
التأثيرات الاجتماعية
ومن ناحية أخرى، أكد فراس ياغي، أنه: "بعد عملية طوفان الأقصى يعاني مجتمع الاحتلال الإسرائيلي من تراجع في التماسك الداخلي، والفجوة تتسع بين الطبقات الاجتماعية وبين العلمانيين والمتدينين، وارتفاع معدلات الهجرة يساهم في تفكك المجتمع، مع زيادة الاستقطاب الاجتماعي بين من يفضل البقاء والتشبث بالدولة الصهيونية ومن يرى أن الحياة خارج الكيان الإسرائيلي أكثر أمانًا واستقرارًا".
تحديات وجودية لـ"إسرائيل"
واختتم ياغى حديثه قائلا إنّ: "الاحتلال الإسرائيلي يواجه الآن تحديات وجودية متعددة قد تهدد بقاءها على المدى الطويل، فمن الهجرة العكسية إلى تراجع الدعم الدولي، ومن تصاعد الصراع الداخلي بين التيارين الديني والعلماني إلى تدهور الأمن الداخلي".
"أيضا، استمرار التيار الديني المتطرف في فرض سيطرته على الحكم قد يزيد من هذه التحديات ويهدد بقاء إسرائيل كدولة علمانية، في ظل هذه التحديات، تواجه إسرائيل مصيرًا مجهولًا، حيث تتزايد التساؤلات حول قدرتها على البقاء في ظل هذه الأزمات المتراكمة".
الكيان الصهيوني والله انه يتألم ويتجرع نفس مرارت اهل غزة وفلسطين ولبنان
آلآف وربما ملايين المستوطنين تعج بهم الملاجأ
عيشتهم اصبحت صعبة ومكلفة للغاية التضخم وصل لمستويات غير مسبوقة هجرة المستوطنين لوطنهم الاصلي زادت بهذه الفترة خوف من قصف المطارات من حزب الله#حيفا_تحت_النار pic.twitter.com/fusne3FQvh — ???????????????????? (@Almamari008800) September 24, 2024