التعامل مع الناجين من تيارات التطرف يمثل تحديًا كبيرًا لكل مَن حولهم، إذ يتطلب جهودًا مضنية ومتكاملة لإعادة دمج هؤلاء الأفراد في المجتمع وتأهيلهم ليكونوا أعضاء منتجين فيه؛ إذ بعد الخروج من دائرة التطرف، يواجهون العديد من الصعوبات والعقبات التي قد تدفعهم للعودة إلى التطرف مرة أخرى.. فما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع الناجين من تيارات التطرف لحمايتهم من الانتكاسة؟

أهمية التعامل مع الناجين بطريقة صحيحة

وتتمثل أهمية التعامل مع الناجين من التطرف بطريقة صحيحة ومحددة في حمايتهم من الانتكاسة ولمنعهم من الانزلاق مرة أخرى إلى عالم العنف والتطرف، وأيضًا في إعادة دمجهم بنجاح؛ إذ يسهم ذلك في تعزيز الأمن والاستقرار المجتمعي، ويقلل من خطر وقوع هجمات إرهابية، إلى جانب منحهم الحق في الحياة؛ إذ أن كل فرد يستحق فرصة ثانية، وحق في عيش حياة طبيعية بعيدًا عن العنف والتطرف.

وفي إطار حملة توعوية أطلقتها «الوطن» بعنوان «تعزيز قيم الهوية الوطنية»، وتحت شعار «اختر طريقك.. في الوطن النجاة والآمان»، والتي تهدف إلى التصدي للفكر المتطرف، نوضح الطريقة الصحيحة للتعامل مع الناجين من تيارات التطرف لإعادة دمجهم في المجتمع مرة أخرى، وجاءت هذه الحملة ضمن 3 أخريات لمواجهة الانحراف والتطرف الاجتماعي والفكري والديني، تحت شعار «مجتمع صحي آمن.. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية».

الطريقة الصحيحة للتعامل مع الناجين من التطرف

وحول الطريقة الصحيحة للتعامل مع الناجين من التطرف لاحتواءهم وإعادة دمجهم في المجتمع، فإنها تتمثل في اتباع مجموعة من الخطوات والنصائح، منها تنفيذ برامج إعادة التأهيل الشاملة، والتي يجب أن تشمل جوانب متعددة، مثل التأهيل النفسي لمساعدة الأفراد في التخلص من الأفكار المتطرفة والتطرف، وبناء شخصية قوية ومتوازنة، والتأهيل الاجتماعي لتعليمهم المهارات الاجتماعية اللازمة للتفاعل مع الآخرين، وبناء علاقات إيجابية، وأيضًا التأهيل المهني لتزويدهم بالمهارات اللازمة للاندماج في سوق العمل، وتحقيق الاستقلال المادي، حسب توضيح الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي بطب الأزهر، خلال حديثها لـ«الوطن».

كما يمثل الدعم الأسري والمجتمعي أهمية كبيرة في التعامل مع الناجين من تيارات التطرف؛ إذ يجب حشد الدعم الأسري والمجتمعي للناجين، وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية، كما يجب توفير فرص عمل مناسبة لتمكينهم من بناء حياة مستقرة، فضلًا عن متابعتهم بشكل مستمر، وتقديم الدعم اللازم لهم، للتأكد من استقرارهم وعدم عودتهم إلى التطرف: «مهم جدًا نعزز قيم الانتماء لدى هؤلاء الأشخاص، علشان نسد الفراغ اللي جواهم وكمان علشان نضمن ولائهم الكامل وعدم انسياقهم وراء أفكار متطرفة مرة تاني»، وفقًا لـ«حمودة».

تحديات تواجه عملية إعادة التأهيل

وهناك بعض التحديات خلال مرحلة إعادة تأهيل الناجين من التطرف، أهمها الوصمة الاجتماعية؛ إذ يواجه الناجون وصمة اجتماعية كبيرة، مما يجعل اندماجهم في المجتمع صعبًا، ولكن من الضروري عدم الاستسلام أمام هذه العقبة، بل تخطيها وإقناع الناجين أن ما حدث معهم مجرد صفحة في حياتهم وأُغلقت ولا يجب إعادة النظر لها أو الاهتمام بكل ما فيها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تيارات التطرف حملة توعوية التطرف الفكري أفكار متطرفة فی المجتمع

إقرأ أيضاً:

أكبر النقابات المغربية تذكّر بمعاناة فلسطين عبر هذه الطريقة

خرج المغاربة في المئات من المظاهرات الشعبية، منذ بداية معركة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بمختلف مدن المغرب، وذلك تأكيدا على رفض عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على كامل قطاع غزة المحاصر، ودعما لكل من المقاومتين الفلسطينية واللبنانية.

وعقب مرور عام كامل على معركة "طوفان الأقصى"، توالت عدّة دعوات جديدة، لجُملة وقفات احتجاجية ومظاهرات للتذكير باستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة؛ والبداية من الاتحاد المغربي للشغل، الذي يعتبر من أكبر النقابات المهنية في المغرب، دعا للوقوف 15 دقيقة أمام مقرات النقابة بمختلف المناطق المغربية، الاثنين المقبل.

وبحسب بيان الاتحاد، الذي وصل "عربي21" نسخة منه، فإن الدعوة أتت لتذكير المجتمع الدولي بمعاناة عمّال وشعب فلسطين، وكذا بـ"مناسبة اليوم العالمي للعمل اللاّئق وتلبية لنداء الاتحاد الدولي للنقابات، ولنداء الاتحاد العربي للنقابات، وذلك بمناسبة مضي عام على الإبادة".

وأبرز البيان نفسه، أنه تمّ "تخفيض عدد العمال بأكثر من 65 بالمائة بالمؤسسات الفلسطينية، و500 ألف عامل فقدوا عملهم.. وارتفاع أسعار السلع 600 بالمائة في غزة".


كذلك، تأتي الدعوة بهدف: "ضرب موعد جديد مع وفاء الحركة النقابية العالمية لمبادئها الداعمة لحق الشعوب في الانعتاق والتحرر" مشيرا إلى كون الوقفات ستتم تحت شعار: "لا عدالة اجتماعية ولا عمل لائق تحت نيران الاحتلال".

من جهتها، دعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، لـ"مسيرة شعبية كبرى"، الأحد القادم، بالعاصمة المغربية، الرباط؛ وذلك عقب 8 مسيرات وطنية مليونية، كانت قد نظمتها الجبهة، طيلة عام كامل، منذ بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎راس الخيط ????‎‏ (@‏‎rasslkhite0‎‏)‎‏
وكانت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، قد كشفت، خلال ندوة صحفية، الأسبوع الماضي، أنها سوف تنظّم: "مظاهرات احتجاجية بسائر مناطق المغرب، يوم الإثنين 7 أكتوبر 2024، بمناسبة ذكرى مرور سنة على إطلاق عملية: طوفان الأقصى".

كذلك، أكدّت الجبهة المغربية، أنها تسعى لـ"تخليد عدد من المناسبات الأخرى للتضامن مع فلسطين، بينها اليوم الدولي للمدرّس في 5 أكتوبر، وذكرى وعد بلفور في 2 نونبر، واليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 نونبر، واليوم العالمي لحقوق الإنسان في 10 دجنبر، واليوم الوطني لمناهضة التطبيع 22 دجنبر".


تجدر الإشارة إلى أنه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يتواصل خروج المغاربة في عدد من المظاهرات والمسيرات الشعبية، في العشرات من المدن والقرى، دعما للمقاومة الفلسطينية، وتضامنا مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، الذين يتعرضون لعدوان الاحتلال الإسرائيلي، راح ضحيته عشرات الآلاف بين شهيد ومفقود وجريح.

مقالات مشابهة

  • منها الدينية والنفسية.. 3 أزمات تزيد من فرص تورط الشباب في أفكار متطرفة
  • كيفية التعامل مع الطفل العنيد.. 11 نصيحة تجعله مطيعا
  • 7 أسرار بسيطة لتناول الطعام على الطريقة المتوسطية
  • بعد 22 عامًا انتقم من قاتل والده وتخلص منه بنفس الطريقة
  • صبا مبارك تروج لـ مسلسل وتر حساس بهذه الطريقة (فيديو)
  • تكوين لفائدة أخصائيين نفسيين في مجال محاربة التطرف العنيف بالمؤسسات السجنية
  • أكبر النقابات المغربية تذكّر بمعاناة فلسطين عبر هذه الطريقة
  • خطوات نفسية مهمة للتعامل مع الزوجة بعد الستين
  • أستاذ طب نفسي: التطرف نزعة بشرية فيها غلو وعنف (فيديو)