عربي21:
2025-02-08@20:00:29 GMT

مصارحة قبل المصالحة!

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

مرة أخرى نعود لوهم المصالحة في أجواء القتل والاعتقال ونهب الممتلكات والتهديد والتحريض في مربع الانقلاب الآثم في مصر، على الطرف الآخر -في مربع المعارضة- ما زال الانقسام والتشرذم سيد الموقف بين الأحزاب والكيانات بل داخل الكيان الواحد، انقسام بسبب الاختراق الأمني أو بسبب الاختراق الذاتي في اختلاف أنماط الإدارة ومناهج التغيير والتعاطي، وعلى طول الخط الفاصل بينهما يعاني المجتمع المصري المزيد من الانقسام والتشتت بل والتيه الذي كُتب على بني إسرائيل لسنوات طوال، عندما اجتمع على المصريين كل ألوان البلاء المادي والمعنوي من نظام حكم عسكري فاسد وفاشل وقاتل، ومعاناة معيشية يومية مقصودة، حتى أصبح الشعب يعيش في نفق مظلم ومغلق.



المصالحة في هذه الأجواء لن تكون إلا صورة من صور الاستسلام، بل ورفع الراية البيضاء، ومن يصالح في هذه الأجواء سيكون جزءا من المشروع الصهيوخليجي شاء أم أبى (حزب النور السلفي نموذجا)، حتى ولو ساق المبررات الواقعية والأسانيد الشرعية، وما أسهل أن تجعل الدين مطية.

إن كان هناك من مصالحة وهي فريضة شرعية وضرورة إنسانية وحقوق دستورية، فلتكن بهذا الترتيب المتدرج، وإن طال الوقت ليكون البناء على أساس وليس على وهْم فيكون بيت العنكبوت.

أولا: المصالحة داخل الأحزاب والجماعات والكيانات، لوحدة الصف ولم الشمل وتمكين البناء، وإدارة الحوارات والنقاشات لتكون رؤى الكيانات رؤى جماعية مؤسسية وليست رؤى شخصية.

ثانيا: المصالحة الشعبية والمجتمعية، حين تقوم المعارضة بمشروع استعادة الوعي مقاومة لتطييب الوعي الحالي، وهذا يتطلب كفاءات لها قبول ولغة خطاب تناسب المرحلة وخطورتها، وتناسب قطاعات الشعب ومتطلباته.

ثالثا: التواصل مع المؤسسات الأهلية، والقطاعات الشبابية، بلغة خطاب تعبر عن همومهم وقضاياهم وحقوقهم وأدوارهم ومسؤولياتهم، مع تعزيز الرهان عليهم في التغيير المنشود وإنقاذ الوطن.

رابعا: فتح قنوات تواصل على المستوى الإقليمي والدولي لكسب الدعم المصري والعربي في الخارج، وعرض القضية على الإدارات والمنظمات ذات التأثير صاحبة المصالح، لتوضيح الرؤية بأن استمرار السيسي ونظامه خطر على مصالحهم في المنطقة وعلى علاقاتهم بمصر، فالشعب الدائم وليس السيسي الزائل، وقتها لن تحتاج لمصالحة النظام لأنه سيكون في خبر كان.

خامسا: مصالحة لم الصف وإعادة اللحمة.

1- الاعتراف بالخطأ من شيم الرجال وسجية من سجايا آدم عليه السلام.. والعناد ضعف ولمز من الشيطان.

(أ) الاعتذار عن القرارات والتصرفات والانفعالات التي صدرت من هنا ومن هناك في حق الأحياء والأموات.

(ب) تشكيل لجنة محبة وليس لجنة تحقيق لإزالة ما علق في النفوس من رواسب.

(ج) رصد وزيارة كل القامات والكفاءات والتخصصات والخبرات الفكرية والإدارية لكل الشخصيات التي غادرت المشهد لأي سبب من الأسباب، ودعوتهم للالتحام بصف الجماعة.

2- التفريط في أخ واحد في الصف انفراط في عقد الأخوّة، والتفريط في عقد الأخوة انفراط في عقد الصف، وهذه آداب يجب الحفاظ عليها والعض عليها بالنواجذ.

3- دعوة كل مؤسسات الجماعة بلا استثناء -أقوال الجميع- لوضع روية جديدة لإدارة المرحلة المقبلة.

4- التطور والتطوير سنة من سنن الله في خلقه، وقد طورت الجماعة نفسها في كثير أو قليل من المراحل السابقة.. والمؤسسة الآن في أمسّ الحاجة لتدشين مشروع جديد للأمة -أقوال الأمة- يعالج السلبيات الفائتة بفكر جديد يواجه تحديات البعد الدولي وكل التحديات بوجه عام.

5- عيوننا وعقولنا وقلوبنا تتجه إلى الشباب حملة الدعوة وأوعية الخير، فهم الحاضر والمستقبل تقديم طوق النجاة وتجنب أزمات 1949، و1954، و1965، و2013.

6- الوقت جزء من العلاج كان زمان.. بات وبان بعد طوفان الأقصى أن الصراع الدائر على الإسلام نفسه كدين، وليس على أبناء المقاومة أو الحركة الإسلامية فحسب، وهذا الصراع ديناميكي وسريع ومتغير ولا يتوقف، وبالتالي كل لحظة تمر دون جهد وبذل وحركة وعطاء غير مبررة وتفقدنا الكثير من اللحظات الفارقة.

حفظ الله مصر أرضا وشعبا وأملا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصالحة مصر السيسي مصر السيسي الإخوان المصالحة مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أستاذ علاقات دولية: منع تمويل أونروا بدأه الكونجرس وليس ترامب

قال جي دويج دافيس أستاذ العلاقات الدولية، إنّ خطوة منع تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" جاءت من الكونجرس في البداية وليس ترامب.

أونروا: مستمرون بتقديم المساعدات للفلسطينيين في غزة والضفة الغربيةأونروا: فتحنا 10 ملاجئ للعائلات العائدة إلى غزة


وأضاف، في تصريحات مع الإعلامية مارينا المصري، مقدمة برنامج "مطروح للنقاش"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "الكونجرس بدأ هذا الأمر في عهد جو بايدن، وترامب استمر في هذا السياق، والولايات المتحدة لن توفر الدعم من أجل فلسطين، ونحن الآن ننظر إلى وكالات أخرى".


وتابع: "السياسة الأمريكية فيما يخص الشرق الأوسط، ستشهد العديد من التغيرات في العلاقات مع الدول المجاورة في عهد ترامب، وحدث ذلك مع دول أمريكا اللاتينية، وفي كل مكان بالعالم يحدث تغيير فيما يخص السياسة الأمريكية، وما رأيناه من الإدارة الأمريكية هو الرغبة القوية في صنع الصفقات، والإدارة الأمريكية ترغب في زيادة الضغوط على الحكومات الأجنبية، وترامب يقوم بتلك الأمور بشكل علني، وهو ما يجعله مختلفا عن بايدن وأوباما، لأن هذه الأمور كانت تتم في العادة من قبل الرؤساء الأمريكيين سرا". 

مقالات مشابهة

  • عضوة كنيست سابقة: يجب على نتنياهو شن حرب على الفلسطينيين وليس حماس فقط
  • عضو كنيست سابقة: يجب على نتنياهو شن حرب على الفلسطينيين وليس حماس فقط
  • جمعة: الإسلام يدعو إلى النجاح والرقي وليس الزهد السلبي
  • استشاري نفسي: التعليم ضرورة وليس خيارًا في العصر الحديث
  • تحركات دبلوماسية إفريقية بشأن المصالحة في ليبيا
  • أستاذ علاقات دولية: منع تمويل أونروا بدأه الكونجرس وليس ترامب
  • «المنفي» يبحث مع رئيس «مفوضية الاتحاد الإفريقي» ملف المصالحة الوطنية
  • لمعلمي الصف الأول الإعدادي.. تفاصيل التدريب على المناهج الجديدة
  • التربية والتعليم تنظم ورشة عمل لتدريب معلمي الصف الأول الإعدادي
  • "التعليم" تنظم ورشة عمل لتدريب معلمي الصف الأول الإعدادي على المناهج الجديدة