بعد 18 شهراً.. كيف تغير شكل الحرب في أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
شهدت الأسابيع الأخيرة من عمر الحرب الروسية الأوكرانية تغيراً كبيراً في استراتيجيات الحرب لدى الجانبين بعد نحو 18 شهراً على بدئها في فبراير (شباط) من العام الماضي.
وبعد أن بدأت الحرب بشكل الغزو التقليدي، ونجحت القوات الروسية خلال الأيام الأولى منها في الوصول إلى مشارف العاصمة كييف، تحولت الحرب بعد عام ونصف للسيطرة على المناطق التي تحمل أهمية استراتيجية، على حساب السيطرة على مناطق واسعة.وبحسب محللين عسكريين فإن الخطوط الحمراء للحرب أصبحت أقل بالنسبة للجانبين، مع استهداف كييف أكثر من مرة للعاصمة الروسية موسكو، وضرب أهداف مهمة مثل جسر القرم، وكذلك استمرار روسيا في ضرب منشآت حساسة استراتيجية أوكرانية. تكتيكات عسكرية وقال معهد دراسات الحرب (ISW) إن القوات الأوكرانية تحرز تقدماً في هجومها المضاد حتى لو كانت المكاسب العامة محدودة، مشيراً إلى أن القوات الروسية أخذت وضعية الدفاع في بعض المناطق ونشرت تحصينات كبيرة على طول خط المواجهة.
وفي حين تركز روسيا على شن هجمات تستهدف السيطرة على مقاطعة خاركيف، وتحديداً مدينة كوبيانسك، انسحبت القوات الأوكرانية من أجزاء واسعة من مناطق القتال وأخلت 37 بلدة بسبب عمليات القصف.
الحرب الروسية – الأوكرانية.. لماذا التركيز على #خاركيف مؤخراً؟ https://t.co/H22bIg5Veq pic.twitter.com/JNQ7N06Yow
— 24.ae (@20fourMedia) August 11, 2023 لكن مركز الأبحاث الأمريكي يشير إلى أن القوات الأوكرانية تحقق "تقدماً مهماً من الناحية التكتيكية" في غرب إقليم زابوريجيا، حيث استمرت العمليات الهجومية المضادة على ثلاثة قطاعات على الأقل من الجبهة، وفق ما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.وتشير المعطيات الميدانية إلى أن القوات الأوكرانية بدأت عمليات لاستنزاف القوات الروسية في أكثر من محور، وتجنبت القتال في بعض المناطق التي حصنتها القوات الروسية بشكل مكثف مثل باخموت، مقابل محاولة فتح جبهات جديدة.
ويشير الخبير العسكري يوسف الشرقاوي إلى أن الجانبين تخليا عن فكرة السيطرة على مناطق واسعة من خط الجبهة، وتحولا إلى السيطرة المكثفة على بعض المناطق، ومحاولة شن هجمات في الخاصرة الأضعف لكل طرف.
ويقول في حديث لـ24 إن القوات الأوكرانية تزيد وتقلل من سخونة بعض مناطق خط الجبهة بشكل متكرر، لاستنزاف القوات الروسية، ومحاولة البحث عن أهداف سهلة مثل قوافل الإمداد والدعم اللوجيستي التي يمكن استهدافها بسهولة أكبر من القوات في الخطوط الأمامية التي غالباً ما تكون مدعومة بغطاء جوي ومدفعي كبير.
ويشير إلى أن روسيا في المقابل بدأت تعتمد على حقول الألغام كخط دفاعي متقدم أمام قواتها في المناطق التي تسيطر عليها، لإعاقة تقدم القوات الأوكرانية، لافتاً إلى أن نجاح هذا التكتيك مرهون بالقدرة على منع الجيش الأوكراني من استخدام قدراته الصاروخية لاستهداف القوات الروسية.
وأكد أن الجيش الأوكراني استفاد بشكل كبير من إمدادات الأسلحة الغربية مثل الصواريخ والمدفعية، إلا أن بعض الأسلحة خاصة الذخائر العنقودية التي تسلمتها كييف من واشنطن مؤخراً لم يتضح تأثيرها بعد على سير المعارك على الأرض.
المسيّرات..تغيير المعادلة وزاد اعتماد الجانبين، خاصة أوكرانيا على الطائرات المسيّرة في تنفيذ هجمات ضد أهداف خارج الحدود، أو ضد أهداف بحرية روسية، وكذلك منطقة القرم التي احتلتها روسيا عام 2014، في حين كانت روسيا وما زالت تعتمد على المسيرات في شن هجمات مكثفة على أوكرانيا لتشتيت الدفاعات الجوية الأوكرانية.
ويقول تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن "أوكرانيا غيرت ميزان القوة العسكرية في البحر الأسود في الأشهر الأخيرة، باستخدام طائرات بدون طيار للرد على البحرية الروسية الأكثر قوة، وتهديد خطوط الإمداد العسكرية الروسية وممرات الشحن".
وتضيف "سمحت الطائرات بدون طيار محلية الصنع، الصغيرة وغير المكلفة والتي يصعب التصدي لها، لأوكرانيا بفتح جبهة جديدة في الحرب، ومهاجمة أهداف عسكرية استراتيجية في البحر الأسود، بما في ذلك مقر أسطول موسكو في شبه جزيرة القرم والجسر الذي يربط شبه الجزيرة بروسيا".
زيلينسكي اعتبره هدفاً مشروعاً.. لماذا تستمر #أوكرانيا باستهداف جسر #القرم؟ https://t.co/FAl6b4kZGS
— 24.ae (@20fourMedia) July 22, 2023 وتابعت "منذ انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب، أثبتت الطائرات بدون طيار الأوكرانية قدرتها على الضرب في البحر الأسود، واستهدفت بسفينة إنزال روسية في حوض بناء السفن التابع للبحرية في مدينة نوفوروسيسك الساحلية، على بعد أكثر، وناقلة نفط، وسفينة استطلاع روسية في وسط البحر الأسود".ومن شأن ذلك دفع روسيا لتخصيص المزيد من الموارد لحماية موانئها وسفنها الحربية وسفن الشحن التي تستخدمها لنقل الأسلحة والوقود والإمدادات الأخرى لجيشها، وزيادة تكاليف الشحن والتأمين على السفن المتجهة إلى موانئ روسيا الحيوية على البحر الأسود.
كيف أصبح البحر الأسود جبهة ساخنة في حرب أوكرانيا؟ https://t.co/auD3lRGrDg pic.twitter.com/oY8TxKjr1Z
— 24.ae (@20fourMedia) August 9, 2023 وتشير الصحيفة إلى أن هجمات الطائرات بدون طيار الأخيرة التي ضربت موسكو، أظهرت قدرة كييف على الضرب خارج مسرح الحرب داخل أوكرانيا، وفتح جبهات جديدة في الحرب بينما يتحرك القتال ببطء في ساحات القتال الرئيسية.ومنحت هذه الهجمات، أوكرانيا إمكانية التأثير على الاقتصاد الروسي، الذي يعتمد بشكل متزايد على موانئها المطلة على البحر الأسود لتصدير النفط والحبوب والسلع الأخرى. لا خطوط حمراء وبعد أن بدأت روسيا الحرب بقصف محطات توليد الكهرباء في أوكرانيا، لجأت مؤخراً لضرب موانئ أوكرانية رئيسية لتصدير الحبوب في أوديسا، خاصة بعد الانسحاب من اتفاق الحبوب بين الجانبين والذي كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وبحسب "نيوزويك" تهدف روسيا لرفع تكلفة الحرب على أوكرانيا من جهة، ومنعها من البحث عن بديل لتصدير الحبوب عبر موانئ الدانوب الأوكرانية بعد أن اكتسب أهمية أكبر في سلسلة إمداد الحبوب منذ أن فرضت روسيا حصارها الفعلي على الموانئ الأكبر حول مدينة أوديسا.
بعد قصف روسيا ميناء "إسماعيل" الأوكراني.. كيف ستتأثر تجارة الحبوب عالمياً وما درجة اعتماد الدول العربية عليها؟#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSw15u pic.twitter.com/XRWibgi0FT
وتستخدم أوكرانيا طريق الدانوب لشحن الحبوب على متن سفن أصغر، غالباً إلى رومانيا، حيث يتم تحميلها على سفن أكبر تنقلها إلى السوق العالمية، ويمثل النهر الآن حوالي ربع إجمالي صادرات أوكرانيا وسعى المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون إلى دعم شحنات أوكرانيا عبر النهر.
أوكرانيا تتحدى التهديدات الروسية وتسجل سفناً لعبور البحر الأسود https://t.co/ftRpSOrH0P
— 24.ae (@20fourMedia) August 12, 2023 ورغم إعلان أوكرانيا عن سعيها لتحريك سفن حبوب عبر البحر الأسود رغم التهديدات الروسية باعتبار مثل هذه السفن أهدافاً عسكرية، إلا أن فرض حصار بحري في البحر الأسود يحتوي مخاطرة كبيرة خاصة في غرب البحر الأسود، الذي يشمل المياه الإقليمية لأعضاء في حلف شمال الأطلسي هي رومانيا وبلغاريا وتركيا.المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية القوات الأوکرانیة فی البحر الأسود القوات الروسیة بدون طیار إلى أن
إقرأ أيضاً:
روسيا تعلن عن تقدمات ميدانية في مقاطعة كورسك ضد قوات أوكرانيا
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، أن قواتها تمكنت من تحرير بلدات سودجا وميلوفوي وبودول في مقاطعة كورسك، وذلك في إطار العمليات العسكرية المستمرة في المنطقة.
ووفقًا لبيان صادر عن الوزارة، نشرته وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، فإن وحدات من قوات مجموعة "الشمال" الروسية نجحت خلال العمليات الهجومية في فرض سيطرتها على مدينة سودجا وبلدتي ميلوفوي وبودول، بعد معارك مع القوات الأوكرانية.
وأشار البيان إلى أن القوات الروسية استهدفت مواقع تابعة لتشكيلات مختلفة من الجيش الأوكراني، بما في ذلك لواءان مشاة ميكانيكيان، ولواءان هجوميان محمولان جوًا، ولواءان للدفاع الإقليمي، بالإضافة إلى فوج هجومي في مناطق متعددة، من بينها جوجوليفكا، وجونشاروفكا، وجويفو، وزاوليشينكا، وزابسيلي، وأوليشنيا، وروبانشينا، وسودجا.
كما شنت القوات الروسية ضربات جوية ومدفعية على تجمعات للقوات الأوكرانية والمعدات العسكرية في عدة مواقع بمقاطعة سومي، بما في ذلك جورنال، وأوليشنيا، وباسوفكا، وبيلوفودي، وفاراتشينو، وفودولاجي، وزورافكا، وميروبولي، ونوفينكويه، وسادكي، ويوناكوفكا، ويابلونوفكا.
وذكر البيان أن الاشتباكات خلال الـ24 ساعة الماضية أسفرت عن خسائر فادحة في صفوف القوات الأوكرانية، حيث قُتل أكثر من 340 جنديًا، وتم تدمير عدد من الآليات، من بينها آليتان قتاليتان للمشاة، وثلاث ناقلات جند مدرعة، وخمس آليات قتالية مدرعة، و17 مركبة، وأربع قطع مدفعية، ومدفعي هاون، ونقطتا سيطرة للطائرات المسيرة.
وفي سياق العمليات العسكرية الأوسع على محور كورسك، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن “إجمالي خسائر القوات الأوكرانية منذ بدء القتال بلغ أكثر من 67,150 عسكريًا، إلى جانب تدمير 392 دبابة، و316 مركبة قتال مشاة، و278 ناقلة جنود مدرعة، و2,196 مركبة قتالية مدرعة، و2,428 مركبة، و549 قطعة مدفعية، و52 راجمة صواريخ”.
وأوضحت أن ذلك يشمل "13 قاذفة صواريخ "هيمارس"، وسبع قاذفات "إم إل أر إس"، و26 قاذفة صواريخ مضادة للطائرات، ومدفع مضاد للطائرات ذاتي الحركة. كما تم تدمير عشر مركبات نقل وتحميل، و120 محطة حرب إلكترونية، و16 رادارًا مضادًا للبطاريات، وعشر رادارات للدفاع الجوي، بالإضافة إلى 56 وحدة من المعدات الهندسية، منها 23 مركبة لإزالة العوائق، ووحدة لإزالة الألغام "يو أر-77"، وخمس عبارات جسرية، ومركبة استطلاع هندسية، فضلًا عن 15 مركبة مدرعة للإصلاح ومركبة قيادة وأركان".