كشفت وسائل إعلام غربية عن الأسلوب الذي تمكنت من خلاله إسرائيل من اختراق “حزب الله” استخباراتيًا، وربطت ذلك بدور الحزب في الحرب السورية حيث دعم الحزب النظام السوري في النزاع.

في تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز“، ذكرت أن زعيم “حزب الله”، حسن نصر الله، نجا من ثلاث محاولات اغتيال خلال حرب لبنان عام 2006، ولكنه لم يستطع الإفلات من الضربة التي استهدفت مقر الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل عدد من القادة، أبرزهم قائد منطقة الجنوب علي كركي.

وطرحت الصحيفة تساؤلات حول الفارق بين هذه الحرب وسابقتها.

 

أشارت الصحيفة إلى آراء مسؤولين سابقين وحاليين أكدوا أن الفارق الرئيسي يكمن في التطور الكبير الذي شهدته الاستخبارات الإسرائيلية، التي ظهرت بشكل واضح في عملية اغتيال قائد أركان “حزب الله”، فؤاد شكر، في يوليو الماضي.

 

ووفقاً لتلك المصادر، يُعتبر هذا التطور جزءاً من جهود أوسع للاستخبارات الإسرائيلية في أعقاب حرب لبنان الثانية عام 2006. فقد تمكنت “الوحدة 8200” وجهاز الاستخبارات العسكرية من جمع كميات هائلة من المعلومات حول “حزب الله”، وهو ما كان غائباً عن إسرائيل بعد انسحابها من جنوب لبنان في عام 2000، الذي اعتبر حينها نصراً للحزب.

 

وتقول الضابطة الإسرائيلية أيسن إن “الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اضطرت لتعويض هذا النقص بتوسيع نطاق تصورها لـ”حزب الله” ليشمل طموحاته السياسية وعلاقاته المتنامية مع إيران ونظام الأسد في سوريا، بالإضافة إلى دوره العسكري” . وأشارت إلى أن “إسرائيل بدأت تتعامل مع حزب الله كجيش إرهابي متكامل، بدلاً من التعامل معه كمنظمة عدائية صغيرة”.

 

ووفقًا لـ”فايننشال تايمز”، فإن التدخل العسكري لـ”حزب الله” في سوريا لدعم النظام السوري منذ 2012 منح إسرائيل فرصة لتوسيع عملياتها الاستخباراتية، إذ تمكنت من تتبع نشاطات الحزب ومعرفة المسؤولين عن عملياته، ومن يتم ترقيته ومن يتورط في الفساد.

 

ورغم اكتساب مقاتلي الحزب خبرة قتالية خلال الصراع في سوريا، فإن هذا التوسع الكبير في صفوفه أدى إلى فتح ثغرات أمام الاختراقات الإسرائيلية. فبحسب المحللة راندا سليم من معهد الشرق الأوسط في واشنطن، “كانت الأزمة السورية بداية توسع حزب الله، لكنها أضعفت آليات الرقابة الداخلية، مما أتاح فرصًا للتسلل”.

 

من جانب آخر، أضافت الصحيفة أن الحرب السورية التي بدأت عام 2011 أوجدت كماً هائلاً من المعلومات المتاحة للعامة، والتي استفادت منها الاستخبارات الإسرائيلية. وكان من بين تلك المعلومات “ملصقات الشهداء” لمقاتلي “حزب الله” الذين قتلوا في سوريا، والتي تضمنت تفاصيل دقيقة عنهم، مثل مكان مقتلهم ودوائرهم الاجتماعية، ما سهّل عملية التعرف على هيكلية الحزب.

 

وختمت الصحيفة بتصريح لمسؤول لبناني سابق في بيروت، الذي قال إن انخراط “حزب الله” في سوريا واحتكاكه بأجهزة استخبارات دولية كان له ثمن، حيث اضطر الحزب للتواصل مع تلك الأجهزة بطريقة لم تكن لتحدث لولا مشاركته في الحرب السورية.

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

أزمة.. هذا ما كشفه ملف عملاء حزب الله

ملفات كثيرة باتت تنكشف عن عملاء "خرقوا" جسم "حزب الله" التنظيميَّ قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وخلالها ، الأمر الذي يطرحُ تساؤلاتٍ عن الأمن الوقائي داخل الحزب والقدرة على كشف العملاء لاسيما أولئك الذين كانوا مقربين من القادة البارزين.

في الواقع، يمثل انكشاف عدد من العملاء رسالة جديدة إلى "حزب الله" عنوانها ضرورة إعادة ترميم الواقع الأمنيّ لاسيما أن المتعاونين مع الموساد الإسرائيليّ لم يُساهموا فقط بانكشافِ قادة ميدانيين، بل أيضاً عملوا على فضح أسرارٍ عسكريَّة ترتبط بمخازن أسلحة ومنشآت عسكريّة.

تقولُ مصادر معنية بالشأن العسكريّ إنّ ملف العملاء يدعو "حزب الله" لإعتماد نمط جديدٍ من الرقابة على كافة عناصره، لكن المسألة الأساس تكمن في الجهة الرقابية التي يمكن أن تساهم في كشف المتعاملين مع إسرائيل لتحديدهم وإنتقائهم من بين العشرات.

اليوم، يبحث "حزب الله" عن الحلول لهذا الأمر، فالواقع الأمنيّ بات شديد الدقة والحساسية فيما المسؤولية المرتبطة بذلك قد أُسندت إلى شخصيات قديمة جداً في الحزب ولها باعٌ طويل في العمل العسكريّ وتعتبر من الرعيل الأوّل، وفق ما تكشف المعلومات.

ضُمنياً، فإنَّ الحزب يسعى اليوم لـ"تبييض جبهته الداخلية" خصوصاً مع إستحداث ترتيبات عسكرية جديدة، علماً أنَّ الكثير من منشآته التي لم تتضرر خلال الحرب تُعتبرُ "رصيده" الأساس المُتبقي حتى الآن، وذلك بمعزلٍ عن المُنشآت التي تمَّ قصفها وتدميرها سواء في الجنوب أو البقاع وحتى ضاحية بيروت الجنوبيّة.

لهذا، ومن أجل الحفاظ على المنشآت السليمة غير المُتضررة، فإنّ الحزب قد يُبادر لإنشاء أمكنة سريّة جديدة، علماً أنّ هذا الأمر يدعو إلى اعتماد أساليب أمنيّة مختلفة تساهم في اختبار العاملين في إطارها والسعي لاكتشاف ما إذا كانوا "سالمين أمنياً".

على صعيد أمنيّ آخر، فإنَّ "الحزب" يعيش الآن "أزمة ثقة داخلية"، وتكشف المعلومات إنّ التحقيقات داخله لم تتوقف، فيما لم تُصرّح أي جهة منه بهذا الأمر لاسيما أنَّ الكثير من المعطيات المرتبطة بالنتائج "غير واضحة المعالم". وبسبب ذلك، فإنَّ ما قد تُظهره التحقيقات لاحقاً لن يكون سهلاً أو عادياً على البيئة الحاضنة، فالتساؤلات ستُطرح حول أمور عديدة مثل الأمن الوقائي، مدى نجاح إستخبارات الحزب في اختبار المنتسبين خصوصاً الحاليين منهم.

كل هذه التفاصيل تنتظرُها بيئة الحزب بفارغ الصبر لمعرفة اتجاهات المرحلة المُقبلة، فملفات العمالة لها وقعٌ خطير على المعنويات، فيما يتبين أيضاً أن التسريبات المرتبطة بالتوقيفات لم تأتِ من الحزب بل من أجهزة الدولة، ما يعني أن من أوقفتهم الأجهزة الأمنية قد لا يجري انكشافهم من قبل الحزب بل من قبل تعقب وترصّد الدولة لهم، ما يعني أن ما قد يعلم به الحزب يختلف تماماً عم تعلمُ به الأجهزة الأمنية.
في خلاصة القول، يتضحُ تماماً أن معركة الحزب صعبة "أمنياً"، وهذا الأمر يستدعي الكثير من الخطوات الحاسمة.. فهل ينجح الحزب باختبار الحفاظ على الذات؟ هل سيتمكن من ضمان هيكله التنظيمي بعد الخروقات الخطيرة؟ الأيام المُقبلة كفيلة بكشف الحقائق.
 

مقالات مشابهة

  • القناة 12 الإسرائيلية: ما خفي أعظم كشف فشل الاستخبارات وشجاعة السنوار
  • عقوبة الاتجار في المخدرات.. تقرير الطب الشرعي يكشف تورط عاملي الشروق
  • مفتي الجمهورية: الصلاة فريضة لا تسقط أبدا.. وعلاقة متجددة بين العبد وربه (فيديو)
  • عاجل | القناة 14 الإسرائيلية: إسرائيل لن تنسحب حاليا من جنوب لبنان بسبب عدم تنفيذ الجيش اللبناني التزاماته
  • إسرائيل ترفض الانسحاب من جنوب لبنان.. وتحذر الحزب!
  • بشأن اتفاق وقف النار مع الحزب.. هذا ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية
  • أزمة.. هذا ما كشفه ملف عملاء حزب الله
  • وزارة الخارجية تعرب عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة
  • عاجل المملكة تعرب عن إدانة واستنكار بأشد العبارات الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة جنين
  • الخارجية تعرب عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلية