عربي21:
2025-01-31@13:37:04 GMT

العراق ولبنان واغتيال نصر الله!

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

لا شكّ أنّ غالبيّة العراقيّين بمختلف هويّاتهم الدينيّة والقوميّة والعرقيّة يحبّون السلام والأمن لبلادهم ولبقيّة الدول، وهم متعاطفون بقوّة مع معاناة أهلهم في غزّة ولبنان والسودان واليمن.

وبالتزامن مع الضربات "الإسرائيليّة" للجنوب اللبنانيّ، منتصف أيلول/ سبتمبر 2024، تنوّعت المواقف العراقيّة الرسميّة، والمسلّحة المتعاطية مع الحدث!

وتوافق التصعيد "الإسرائيليّ" في جنوب لبنان وبيروت مع زيارة رئيس الوزراء العراقيّ محمد شياع السوداني إلى نيويورك، والذي دعا من هناك إلى عقد "اجتماع طارئ" لرؤساء الوفود العربيّة في الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة "لوقف سلوك إسرائيل الإجراميّ في لبنان".

وبعد أقلّ من (24) ساعة أصدر السوداني توجيهاته بتسهيل إجراءات التأشيرة والإقامة لمواطني لبنان.

ومقابل المواقف الرسميّة العاجلة توعّدت بعض "فصائل المقاومة الإسلاميّة" يوم 26 أيلول/ سبتمبر 2024 "إسرائيل" بالمشاركة في أيّ حرب مفتوحة!

وبعد ثبوت اغتيال زعيم حزب الله اللبنانيّ حسن نصر الله، كان العراق الدولة الأولى التي أعلنت الحداد الرسميّ لثلاثة أيّام! وبعدها بساعات حاول المئات من عناصر الجماعات المسلّحة عبور الجسر المعلّق ببغداد باتّجاه السفارة الأمريكيّة، وهذا الفعل أحرج حكومة السوداني، التي طالبتها السفيرة الأمريكيّة في بغداد إلينا رومانسكي "بحماية موظّفينا الدبلوماسيّين وضرورة إيقاف الهجمات"! والسفيرة، قبل غيرها، تعلم بأنّ الحكومة عاجزة عن ضبط تلك الجماعات!

أُعلن الموقف الرسميّ عبر بيان للداخليّة العراقيّة، التي أكّدت بأنّ "عناصر خارجة عن القانون تحاول تعكير صفو الأمن بعد قصف المطار"!
والموقف الآخر الذي أحرج السوداني تمثّل بإقامة المرجع الشّيعيّ الأعلى "علي السيستاني" مجلس عزاء لنصر الله، وبهذا لا يمكن للحكومة بعدها أن تعترض على هجمات الفصائل المسلّحة لأنّها مدعومة بموقف السيستاني!

ولا يمكن نكران مشاركة بعض الفصائل العراقيّة في توجيه ضربات صاروخيّة وهجمات بطائرات مسيّرة لقاعدة فيكتوريا الأمريكيّة في بغداد وأهداف "إسرائيليّة" بصواريخ "كروز مطوّر"!

وفي المقابل، أُعلن الموقف الرسميّ عبر بيان للداخليّة العراقيّة، التي أكّدت بأنّ "عناصر خارجة عن القانون تحاول تعكير صفو الأمن بعد قصف المطار"!

وفي تهديد هو الأوّل من نوعه، قال المتحدّث باسم الجيش "الإسرائيليّ"، دانيال هاغاري: "نراقب بدقّة التهديدات التي تأتينا من العراق وسوف نفعل ما يلزم"! وقتل، ليلة السبت الماضي، أكثر من (18) مسلحا عراقيّا في قصف جوّيّ مجهول على منطقة البوكمال عند الحدود العراقيّة السوريّة!

ومع ذلك لم تكف تلك الفصائل عن تهديداتها، وقد كشف الأمين العامّ لكتائب "سيّد الشهداء" أبو آلاء الولائي استعداده لإرسال "سيل بشريّ عراقيّ تكتظ به حدود لبنان"!

وهكذا يبدو أنّ المنطقة عموما، والعراق خصوصا، تتّجه نحو حرب ساحقة، وبالذات مع الضربات الإيرانيّة إلى العمق "الإسرائيليّ" ليلة الثلاثاء الماضي، وربّما، بعضها نُفِّذ بجهود بعض الفصائل العراقيّة، والتي يبدو أنّها تتحرّك خلافا لتوجّهات حكومة السوداني!

يبدو أنّ العراق سيكون مجدّدا ساحة لتصفية الحسابات الإيرانيّة الإسرائيليّة والأمريكيّة، وربّما ستجد واشنطن "وإسرائيل" هذه التهديدات مناسبة للتخلّص من القيادات الفاعلة للفصائل العراقيّة!
وتحاول تلك الفصائل تركيز عملها العسكريّ، وربّما السياسيّ، على التواجد الأمريكيّ في العراق لدفع واشنطن للضغط على حكومة نتنياهو لوقف الضربات القاسية على لبنان، ولكن هذا الأسلوب أثبت، وخلال معارك طوفان الأقصى في غزّة، عجزه عن تحقيق أيّ أهداف؛ وبالتالي لا يمكنهم أن يُحرجوا واشنطن، التي تتعامل بسياسة ردود الفعل العسكريّة الدقيقة والمدروسة التي طالت بعض قيادات الفصائل، وكذلك قد تجد تلك الفصائل نفسها منفردة في الميدان بسبب تراجع المواقف "المتشنّجة" لبعض القيادات العراقيّة السياسيّة والقريبة من الفصائل لعدم رغبتهم في "إزعاج" واشنطن!

ولا أظنّ أنّ "إسرائيل" أو واشنطن ستغضّ الطرف عن الانتقام من الضربات الصاروخيّة والطائرات المسيّرة التي نفذتها الجماعات العراقيّة، وبالتالي فإنّ أرض الرافدين يمكن أن تسير لمنعطفات خطيرة وستُستهدف الفصائل المسلّحة التي اعترفت صراحة بتلك العمليّات وقد تُدْخِل العراق "المتراخي أمنيّا" في دهاليز مظلمة!

وهذا الكلام لا يعني بالضرورة أن تُوجّه الطائرات المسيّرة "الإسرائيليّة" ضرباتها داخل العراق، ولكن ربّما ستُوكل هذه المهمّة للطائرات المسيّرة الأمريكيّة المتحكّمة بالأجواء العراقيّة بوضوح!

وهكذا يبدو أنّ العراق سيكون مجدّدا ساحة لتصفية الحسابات الإيرانيّة الإسرائيليّة والأمريكيّة، وربّما ستجد واشنطن "وإسرائيل" هذه التهديدات مناسبة للتخلّص من القيادات الفاعلة للفصائل العراقيّة!

ورغم ذلك شدّد المسؤول في كتائب "حزب الله العراقيّ" أبو علي العسكري على أنّه "إذا بدأت حرب الطاقة سيخسر العالم 12 مليون برميل نفط يوميّا، إما ينعم الجميع بالخيرات أو يحرم الجميع"!

العراق سيكون ضمن معادلة حرب الطائرات المسيّرة المرتقبة لضرب كبار قادة الفصائل المتعاطفة مع الأجندات الخارجيّة والمستهدفة للتواجد الأمريكيّ في العراق!
وهذه ربّما تهديدات مبطّنة باحتمالية التصعيد ضدّ بعض الدول العربية، وقد تكون داعمة لتهديدات القياديّ "أبو آلاء الولائي"، يوم 27 أيلول/ سبتمبر 2024، "بضرب الإمارات في حال اندلاع حرب شاملة في المنطقة"!

وقبل ساعات أعلنت فصائل عراقيّة مهاجمة ثلاثة أهداف في الجولان وطبريا بطائرات مسيّرة! ورغم هذه الهجمات أرى أنّ المشهد العراقيّ، وخلال الأسبوع الماضي، شهد حالة من "التراخي العملياتيّ"، وربّما هنالك تهديدات حقيقيّة بالتصفية وصلت لبعض قيادات الفصائل!

يبدو أنّ العراق سيكون ضمن معادلة حرب الطائرات المسيّرة المرتقبة لضرب كبار قادة الفصائل المتعاطفة مع الأجندات الخارجيّة والمستهدفة للتواجد الأمريكيّ في العراق!

هي الحرب، والفوضى، وهي صفحة جديدة لا نعرف متى، وكيف ستطوى؟ الأيّام المقبلة مليئة بأحداث قد تعيد العراق إلى المربّع الأوّل، مربّع الفوضى والاغتيالات والتهجير والرعب!

x.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل العراق الهجمات العراق إيران إسرائيل هجمات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العراق سیکون الإسرائیلی ة الأمریکی ة العراقی ة ل العراق یبدو أن

إقرأ أيضاً:

مستشار أمريكي: الرئيس ترامب يعرف العراق شارعا شارعا!

الولايات المتحدة – أوضح عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن سيد البيت الأبيض بصدد وضع حد للنفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط الذي يشهد اليوم تغييرا جذريا، بعد أحداث 7 أكتوبر 2023.

و أكد غابرييل صوما أن خبرة ترامب في الشرق الأوسط، وتوفر مستشارين في فريقه من كل البلدان، يجعله الأكثر إلماما بوضعها من أي رئيس سابق.

ونوه: “مستشارو الرئيس ترامب يعرفون على سبيل المثال، العراق شارعا شارعا”.
وعلى خلفية سقوط نظام الأسد في سوريا، وانحسار القوة العسكرية لـلفصائل اللبنانية، وتعرض الحوثيين في اليمن لضغوط كبيرة، تأتي تهديدات المستشار القومي الأمريكي مايك والتز ضد “الميلشيات في العراق”، حيث يقول المستشار صوما إن” هذه المنظمات التي أدرجتها واشنطن على قائمة الإرهاب، تتعامل معها إدارة ترامب بطريقة مختلفة بعكس الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، الذي في عهده تعرضت القوات الأمريكية في سوريا والعراق لأكثر من 100 ضربة منذ أكتوبر 2023، فترامب يريد ردع هذه المنظمات التي يجب أن تأخذ تحذيراته على محمل الجد”.

وفيما يتعلق بأثر هذه التهديدات على زعزعة موقع حكومة محمد شياع السوداني في العراق، باعتبارها حليفة لواشنطن، رأى صوما أنه “إذا لم يكن للسوداني القدرة على وقف الأعمال العدائية لهذه التنظيمات، عندئذ سيكون على ترامب التدخل بشكل عسكري جذري”.

وبالنسبة للرد الإيراني في حال تعرض حلفائها بالمنطقة لهجوم، قال صوما: “بدأت نهاية النظام في إيران منذ سبتمبر 2024 عندما استهدفت إسرائيل مقر الأمين العام السابق حسن نصر الله، وقضت على كامل أجهزة الدفاع الإيرانية، وترامب يريد إخراج نفوذ إيران تماما من المنطقة”.

وفيما يخص منع إسرائيل اللبنانيين في الجنوب من العودة إلى منازلهم بعد تهجيرهم لأشهر، ومع سريان الهدنة بين لبنان وتل أبيب، أوضح المستشار قائلا: “الجنوب اللبناني هو الحاضنة الأساسية لحركة الفصائل اللبنانية، وكون أهله غالبتيهم من الطائفة الشيعية، فيمكن لأبناء هذه المناطق أن يكونوا من عناصر الحزب”.

ورغم وجود قرى من طوائف أخرى في الجنوب، إلا أنهم أيضا منعوا من العودة إلى منازلهم، فهل هذا يعتبر مثابة “عقاب جماعي؟”

“لا” أجاب صوما، مضيفا: “هؤلاء هم مستقلون، لكنهم لا يقدرون على مواجهة الفصائل اللبنانية أو رفض إجراءاته الميدانية. في بعض المناطق تم نصب أسلحة من قبل الفصائل اللبنانية، ووقعت على إثرها اشتباكات بين الأهالي وعناصر من الحزب، حينها تدخلت الحكومة اللبنانية وأمرته بسحب أسلحته من المنطقة”.

وفي ذات السياق، وحول منع إسرائيل أيضا سكان شمال قطاع غزة من الرجوع إلى مناطقهم المنكوبة، واعتبار ذلك خرقا لشروط اتفاق وقف إطلاق النار، علق عضو المجلس الاستشاري لترامب بالقول: “غزة مدمرة تماما والعيش فيها بات مستحيلا، لذلك يجد الرئيس ترامب صعوبة في قابلية عودة سكان الشمال، و يرى أن الحل يكمن في أن تستوعب مصر والأردن المهاجرين، لكن رئيسي البلدين في حالة من التردد لقبول مشروع التهجير”.

وحول اعتباره أن سياسة التهجير تتماشى مع طموح اليمين الإسرائيلي، قال صوما: “ما هو مصير أكثر من مليون شخص؟ أين يعيشون هم وأسرهم؟”

وعند الحديث عن وضع سوريا بعد سقوط نظام الأسد، أشار المستشار صوما إلى “أن الأمور هناك أصعب وأكثر تعقيدا مما هي عليه في بقية الدول العربية، فقبل أحداث 8 سبتمبر كانت البلاد مقسمة، ولذلك يصعب توحيد سوريا وليس بمقدور النظام الجديد فعل ذلك”، مضيفا: “ليس لدينا علم بمستقبل سوريا”.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تشكو: حقائب أموال إيرانية تصل حزب الله عبر بيروت وإسطنبول
  • مستشار أمريكي: الرئيس ترامب يعرف العراق شارعا شارعا!
  • اتحاد نقابات عمال اليمن يدين التصنيف الأمريكي لأنصار الله ويؤكد انحياز واشنطن للعدو الصهيوني
  • بالأسماء.. الفصائل المسلحة التي «حلّت نفسها» وشاركت بـ«مؤتمر النصر» في سوريا
  • بعد الغارة على بلدة يحمر الشقيف في جنوبي لبنان... أدرعي يكشف التفاصيل
  • العراق في عيون الصحافة الإسرائيلية.. تُهم جديدة بدعم الفصائل العراقية لـحزب الله
  • العراق في عيون الصحافة الإسرائيلية.. تُهم جديدة بدعم الفصائل العراقية لـحزب الله- عاجل
  • الرئيس العراقي: قرار الفصائل أصبح بيد الحكومة ولا مبرر لدمج الحشد
  • باعتراف هاليفي.. جيش الاحتلال الإسرائيلي مهدد بنقص حاد في الجنود وأداء متراجع بغزة ولبنان
  • فضل الله: اليمن أثبت أن العروبة الحقيقية هي بالوقوف إلى جانب فلسطين ولبنان