صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-22@05:20:12 GMT

معارك ذات الكبارى وآخر اليد

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

معارك ذات الكبارى وآخر اليد

الرأى اليوم 

 معارك ذات الكبارى وآخر اليد

✍️صلاح جلال

(١)

???? لقد بلغ المجهود الحربى خلال العام ونصف ذروته فى إزهاق الأرواح التى تجاوزت ال ١٠٠ ألف قتيل وتدمير المعمار الذى يُقدر ب ١٦٠ مليار دولار وشهدت الحرب العبثية عملية إنعاش بتاريخ ٢٦ سبتمبر الماضى بهجوم مباغت شنته القوات المسلحة والحركات المتحالفة معها والمستنفرين وكتائب الكيزان منطلقة من أمدرمان نحو الخرطوم وبحرى وهجوم متزامن على محور الفاو وآخر على محور الجيلى وهجوم واسع على عدد من المواقع فى أقصى شمال دارفور بحوالي ٥٠٠ عربة مسلحة والهجوم بالأمس الخميس ٣ إكتوبر على سلسلة جبال موية من محورين ربك وسنار

كانت نتيجة هذا الهجمات سفك مزيد من دماء أبناء السودان المستعدين للتضحية الذين تمت تعبئتهم تحت شعارات الوطنية والدفاع عن الأعراض والممتلكات من الطرفين مازالت جثثهم على الأرض بجانب الكبارى وفى الصحراء وحول الجبال لم يتم دفنها وشاهدنا تدمير المركبات والمعدات العسكرية وأرتال من الجنود يكبرون الله ويبشرون بالنصر المبين

*هذا النصر الذى ما زال فى الثريا والمتطلعين له فى الأرض يمنون النفس الأمانى*

 

(٢)

???? نصر يتعطش لمزيد من الدماء والموارد ، والجالسون فى غرف التخطيط المكيفة من كبار الجنرالات مازالت شهوتهم مفتوحة لمزيد من الحرب وهم يتحلقون حول أطيب الطعام إستهلكوا كل مفردات اللغة ذات الحواف الحادة وتحولوا للتمثيل الإيحائي بإشارات الجسد، ومازال الساسة الحالمون لقطف ثمار السلطة بالعنف والقوة يتشبثون بأحلامهم التى كشفت فقرها حرب العام ونصف وفضحت ضحالة حِسهم الوطنى والإنسانى وهم يشاهدون المواطن بين نازح ولا جئ وواقف على صف التكايا فى إنتظار وجبة البليلة ، ومريض تتعلق حياته بجرعة دواء لضمان الحياة وجيل كامل خارج التعليم يبشر بضياع المستقبل وهم يعاقرون أوهامهم بأن الحرب هى الحل والخيار هو إستمرارها الذى أصبح هو طلب العنقاء والخل الوفى ، ما يجرى فى البلاد حالة من الجنون وفقدان الرُشد تلبست الكبار فى أروقة السلطة وتعلقت أحلام قياداتها بالسراب الذى تراه ولا تصل إليه وحتى لا نسأل كيف ومتى تنتهى هذه الحرب!! قال لنا كبير الجنرالات سنحارب حتى تفنوا جميعكم المنطق الذى ينطلق من نفس شحيحة ومنطق أعوج .

 

(٣)

???? المشهد منذ معركة ذات الكبارى صوره لنا الإعلام الطبال بأنه ال D-Day الذى أسكت مدافع تافيرونا وأنهى الحرب العالمية الثانية وزفته إحتفالات تملق معاناة وأحلام العالقين بالعودة فى النزوح والمنافى والهجوم على الجيلى لإستعادة المصفاة المدمرة بالكامل بسلاح الطيران!! كما تمت بلا طائل إستعادة مبانى الإذاعة والتلفزيون التى ما زالت صامته بعد إحتفالات صاخبة كشاهد على مسرح العبث والملاهاة ، ومعارك فى محور الفاو وجبل موية ومعارك فى شمال دارفور *كلف الإعداد لهذا المشهد الدرامى تحضير على مدى ستة أشهر مضت* من القوات المسلحة والمستنفرين و من الحركات والكيزان فقد تم رصد أقصى درجة مادية تملكها القوات المسلحة للتحضير لهذه المعارك النتيجة البادية للعيان تكاد تكون كل المعارك أخفقت فى تحقيق أهدافها المرسومة لها ، عدا بعض المظاهر الفقيرة أن يعبر القائد العام كوبرى الحلفايا إلى بضعة كيلومترات فى مدينة بحرى مما عرضنا للمسخرة من محطات التلفزة فى الدول الشقيقة وخلفه الجوغة المصنوعة وبعض أجهزة التلفزة وهرطقة واسعة على الميديا من الأكاذيب أقرب لحلقة الزار بيانات وعواجل وإنتصارات وهمية وتحرير فى الخيال !!!! .

 

(٤)

???? *السؤال ماذا مابعد كل ذلك ؟؟؟؟* هل هذا كل ما يرجوه الشعب السودانى ليعود لحياته الطبيعية التى دخلت ساحة المزايدة والدغدغة بالإحتفالات الكذوبة ، هل يجب علينا أن ننتظر ستة أشهر أخرى حتى يتم إعداد موجة أخرى من المتحركات مطابقة للفاشلة الآن لنعلق عليها آمال النصر أو *إفتراع طريق جاد جديد مختلف للإنتصار بالسلام ووقف القتال بالتفاوض* ، لقد شاهدنا مبادرة القوات المسلحة وحلفائها وطلعت بيضة ديك لا تنتج كتاكيت ولا نصر ولايحزنون ، لم نشهد إستسلام قوات الدعم السريع التى ستبدأ هجومها الصيفى هى الأخرى بنهاية شهر إكتوبر مع الوعد بمزيد من القنابل والرصاص على رؤوس الشعب المغلوب.

(٥)

???? على قيادة القوات المسلحة وعلى رأسها الفريق عبدالفتاح البرهان الذى يتحمل مسئولية كل هذا العبث والدمار ، قراءة حقائق الواقع العسكرى بمهنية بعيداً عن السياسيين الحالمين وقيادات الحركات المغامرة والكتائب الداعشية المتطرفة والإعلام المضلل الرداح ، لكى ندفع فى إتجاه أن تَقبِل القوات المسلحة وتسرع لوقف إطلاق النار لإستباق السيناريوهات الدولية التى تضغط من أجلها مأساة المدنيين لقد نفد صبر الإقليم والعالم على إستمرار حرب السودان العبثية على قيادة القوات المسلحة أن تدفع لوقف الحرب فوراً من أى منبر ممكن جدة- جنيف – الإتحاد الأفريقى وإلا ستدفع الثمن وتزيد الخسائر و الضغوط والتدهور المحتمل لوضع الجيش الميداني خلال الأسابيع القليلة القادمة لإستنزاف خططه ومورادة فى الهجوم الراهن .

 

(٦)

???? رسالة للمعوقين للحلول السلمية المتعلقين بأوهام تحقيق النصر العسكرى وتجار وسماسرة الحروب لهم هذه القصة لعل وعسى نحن صغار كنا نلعب البِلى عندما تتم هزيمتك (تنخرت) تطلب من خصمك واحد من الإثنين يدينك على الضراب أو يمنحك ما يعرف بيننا [آخر يدك] يعنى بليه واحدة عطية تبدأ بها حظك لمرة أخرى ، *آخر يدكم البداية الصحيحة للخروج من عنق الزجاجة ومواجهة مأزق الحرب الراهنة هو ترجيح الحلول التفاوضية فوراً دون لكن أو لو* والإقبال نحوها بحسن نية وواقعية هذه الحرب يجب أن تقف فوراً.

 

(٧)

????????ختامة

هذه حرب خاسره

(نقارة دنقست) لايجب تشجيع إستمرارها بدعوى تحقيق إنتصارات لتغيير إحداثيات التفاوض فهى متدحرجة لأسفل من يوم لآخر وبكلفه باهظة

*نقول لقيادة القوات المسلحة* كما تحتاج الحرب لشجاعة الفرسان يحتاج السلام لشجاعة الحكماء عليكم بالإقبال على التفاوض فوراً *وسندعم موقفكم بأن تنتهى الحرب لسلام شامل يحقق عودة كاملة للحكم المدنى* *وإعادة تأسيس قوات مسلحة موحدة ومهنية ودمج كل المليشيات فيها وفق ترتيبات أمنية وبرنامج دمج وتسريح DDR واضح وملزم* *بآجال زمنية مشهودة وبضمانات محلية ودولية* اللهم قد بلغت فأشهد .

 

# لاللحرب

#لازم_تقيف

٤ إكتوبر ٢٠٢٤م

الوسومالكباري المجهود الحربي صلاح جلال معارك

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الكباري المجهود الحربي صلاح جلال معارك القوات المسلحة

إقرأ أيضاً:

نوازع السيطرة عند بريطانيا وإنكارها مسؤوليات ودور الحكومة السودانية

من أحاجي الحرب( ٨٦٩٥ ):
○ كتب: السفير عبدالمحمود عبدالحليم
□□ استخدم وفد الاتحاد الروسي بمجلس الأمن صباح الاثنين بنيويورك حق النقض فاحبط مشروع قرار قدمته بريطانيا وسيراليون حول موضوع “حماية المدنيين ” بالسودان، وكان القرار الذى نال موافقة ١٤ وفدا قد شمل ١٥ فقرة عاملة و ٨ فقرات تمهيدية، وجاء تركيزه على الترتيبات المتصلة بحماية المدنيين تحديدا خلافا للقرارات السابقة للمجلس حول السودان التى شملت عدة موضوعات متنوعة amorphous. ، كما أعاد الفيتو الذى يحدث لأول مرة منذ امد بعيد إلى الأذهان الفيتو المزدوج الذى استخدمته روسيا والصين ضد مشروع قرار خاص بزمبابوى عام ٢٠٠٨م ….اذا كانت بريطانيا كما هو معلوم هى حامل القلم ورئيس مجلس الأمن لشهر نوفمبر فان استصحاب سيراليون جاء لإظهار وإعطاء انطباع بتوافق افريقى حول المشروع، بهدف احراج الدول التى قد يكون رايها سالبا حوله، وتحديدا روسيا والصين، فتمتنع عن معارضته حتى لا توصم بالوقوف ضد الإجماع الأفريقي.. من باب التذكر نشير إلى أن بريطانيا كانت قد تدخلت عسكريا في الحرب الاهلية في سيراليون فى مايو ٢٠٠٠ عبر الكتيبة البريطانية التي كانت هناك لأغراض الإجلاء وتمكنت من الحاق الهزيمة”بالحركة الثوريه المتحدة ” المتمردة بقيادة فودى سانكوح على مشارف العاصمة فريتاون والتى كانت مدعومة مقابل الماس السيراليوني من قبل تشارلز تايلور رئيس ليبيريا المجاورة.. وكانت بريطانيا قد استخدمت ايضاً مواقع بسيراليون فى عملياتها العسكرية ضد الأرجنتين إبان حرب الفوكلاند.. وللتذكير أيضا ترأست سيراليون فى أواخر سبعينيات القرن الماضى على عهد رئيسها سياكا استيفنز لجنة الوساطة السودانية الأثيوبية بعد توتر علاقات البلدين إبان حكم الرئيسين جعفر نميري ومنقستو هايلى مريام…
□ بدأ وكأن القرار قد شرع من جديد في رسم بناء معمارى لمسالة حماية المدنيين في السودان فى أعقاب تحشيد وترويج كبير حفلت به الفترة الماضية وتصريحات من عدة جهات دولية وعلى رأسها المبعوث الأمريكي بريللو مبشره بتدخل عسكري وخطة ب وتم إنشاء تحالف فى اجتماع جنيف ” لإنقاذ الأرواح “كما دخلت في خط ذلك التحشيد لجنه تقصى الحقائق لمجلس حقوق ألأنسان، والاجتماعات رفيعه المستوى التي عقدت على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك إلا ان إقرار الامين العام للأمم المتحدة قوتيريش امام مجلس ألأمن مؤخرا بعدم توفر الظروف المتصلة بنشر قوة عسكرية صب ماءا باردا على ذلك التحشيد لتنطلق بعده عدة مسارات هادئة من بينها زيارة وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي الذى أكد فى بيانه الصادر عقب الزيارة ضرورة الحوار مع السودان بمافى ذلك الأفكار التى طرحها على الوفد السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان كما تقرر اعادة فتح مكتب الاتحاد الأفريقي بالسودان تسهيلا للحوار المبتغى حيث يأمل السودان أن يتم فك تجميد عضويته بالاتحاد الإفريقي دون إبطاء، وجاء كذلك الى السودان وزير خارجية جيبوتي مبعوثا من الرئيس الجيبوتي رئيس الإيقاد برسالة حول عوده السودان لموقعه بالهيئه، وتم كذلك تأجيل اجتماع اللجنة الأفريقية الرئاسية برئاسة الرئيس اليوغندى يورى موسفيني.. ويبدو ان كافة هذه التطورات قد القت بظلالها على نبرة ومحتوى المشروع البريطاني وهو يعاود الكرة ويدخل المباراة المسماة حماية المدنيين بخطه جديدة قوامها إظهار احترام الخصم وتقليل اللعب على الأجسام فيسمى مجلس السيادة الانتقالي باسمه ويطلب منّ الامين العام التشاور معه حول آليات التحقق، ويسجل ادانته المباشرة في فقرات عاملة وتمهيدية للدعم السريع، ويطالب بلجم تدخلات الدول وتوريدات السلاح لدارفور مهددا بعقوبات ومسترجعا منطوق قرارى مجلس الأمن ١٥٩١ و١٥٥٦ لعام ٢٠٠٤ ( وهو القرار الذي كان قد طالب وقتها حكومة السودان بنزع سلاح الجنجويد ) ويكرر القرار المطالبة بوقف أطلاق النار ووقف التصعيد وتعزيز المرور الآمن للمساعدات الإنسانية عبر الحدود والخطوط ويرحب في هذآ الإطار بقرار السيادى بشأن معبر أدرى…وسعى المشروع في سبيل هدفه لخلق ظروف ووقائع على الأرض توفر الشروط المفضية لنشر قوات عسكرية عبر تقرير كلف الامين العام بتقديمه الى أعطاء الشعور بمرونة رغم التفخيخ الذي استوطن بعض الفقرات مثل الفقرة العاملة ١٥ وصياغتها التى تبيح وتشرعن للعمل خارج إطار مجلس ألأمن بما يعرف بتحالفات الراغبين، ولم يكن صعبا للوفد الروسي بحاسه الشم القوية
التى عرف بها إزاء محاولات التدخل الخارجية عبر تلك الصياغات ان يقف عند ذلك بل افاض فتحدث عن روح الاستعمار الجديد ونوازع السيطرة عند بريطانيا وإنكارها مسؤوليات ودور الحكومة السودانية وضرورة تجنب فرض مؤسسات العدالة..لم تغادر ذاكرة المندوب الروسي غضب بلاده وتصريحات الرئيس بوتين في ذات اليوم
المنددة بمنح الدول الغربية الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام الصواريخ بعيدة
المدى ضد روسيا …. فى الوقت الذي يتوقع أن تنشغل الأوساط الدبلوماسية بتبعات الفيتو الروسي وسيناريوهات اليوم التالى فإننا نأمل ان تستجمع بلادنا قواها ومواردها لحماية مدنييها .. فما حك جلد مواطنيها مثل ظفرها…..
#من_أحاجي_الحرب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «جمال الغيطانى»
  • «الغيطانى» حكاء الماضى.. سردية الوجع الإنسانى
  • العراق يعتزم المطالبة باصدار قرار تحت البند السابع لإيقاف الحرب فوراً على غزة ولبنان
  • رجل كوريا الشمالية الغامض.. كيف يؤثر في معارك أوكرانيا؟
  • محافظ أسوان يلتقى بالأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.. شاهد
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل: لا شىء اسمه فلسطين
  • نوازع السيطرة عند بريطانيا وإنكارها مسؤوليات ودور الحكومة السودانية
  • عبقرية سعد!!
  • عبقرية صلاح جاهين
  • أيّها الكذابون : الحرب لم توحد الشعب بل مزقته