حرائر اليمن.. نضال يومي من قلب المجتمع مع الاشقاء في لبنان وفلسطين
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
الثورة / خاص
تقف حرائر اليمن موقفا مشرفا دفاعا عن الوطن والأرض والشرف وحصناً منيعاً أمام شائعات الأعداء، وها هن يقفن موقفهن العروبي الإسلامي مع الشعب الفلسطيني واللبناني والدعوة إلى الجهاد ويقدمن دروس النضال والتضحية ليتبوأن المكانة المتميزة طيلة مسيرة الكفاح المسلح ضد العدو وحملاته الدعائية وحروبه.
ومهما حاولت أبواق العدوان النيل من مكانة المرأة اليمنية والتشويش على دورها وجهودها الإيمانية والتاريخية، تبقى حرائر اليمن في مقدمة الصفوف كمدرسة أولى للجهاد والنضال والتضحية والفداء دفاعا عن الشرف والأرض والعرض.
اليوم وبعد أن عجز الأعداء وأدواتهم المحلية الرخيصة عن تحقيق مآربهم وأهدافهم الخبيثة من خلال القوة العسكرية، لم يجدوا أمامهم إلا شن حملات التشويه والتزييف والتضليل للنيل من الشعب اليمني والفلسطيني، وتؤكد النساء اليمنيات أهمية التوعية بالجهاد، لأنه السبيل الوحيد لتحرير المقدسات، والمرأة اليمنية قوية في مواجهة الصعاب والحرب وكل ظروف الحياة الصعبة.
مواجهة العدوان
لقد لعبت المرأة اليمنية دورا عظيما ولا تزال في مجابهة العدوان الغاشم الذي يتعرض له الوطن منذ عشرة أعوام، رغم كل المصاعب والمحن التي تعيشها في ظل العدوان، فكانت في مقدمة الصفوف المنددة بجرائم وانتهاكات العدوان في مختلف الفعاليات الاحتجاجية، مدركة لأهمية دورها ومسؤوليتها في الظرف الحرج الذي يعيشه الوطن، في تعزيز روح الولاء الوطني في نفوس أبنائها والإسهام في ترسيخ قيم ومفاهيم التكافل الاجتماعي وبث روح المحبة والتراحم ووضع بصماتها المشرقة في التأسيس لغد أجمل في حياة اليمن واليمنيين، وها هي المرأة اليمنية اليوم تقف مع الشعب الفلسطيني واللبناني بالدعاء والدعوة للتبرع لهم وغرس روح الجهاد في الأبناء.
مدارس في النضال
المرأة اليمنية هي تلك الأم الصابرة التي أنجبت بطلا قدم روحه فداء للوطن وتحمل في داخلها مزيجا من المشاعر مشاعر افتخار واعتزاز بأن ابنها شهيد ومشاعر حزن بأنها فقدت جزءاً منها ولكن عزاءها الوحيد أنها أم الشهيد وأم صانعة الأبطال، فأمهات الشهداء أجمل الأمهات لأنهن علّمن أولادهن أن النصر لا يأتي بالكلام والشعارات، بل بالدم الفاني وهن أسمي الأمهات لأنهن لقنّ أولادهن أن الأرض لا تتحرر إلا إذا ارتوت بدماء أبنائها، بل بخيرة هؤلاء، لذلك ضحين بأولادهن.
وإذا كانت الأم مدرسة لإعداد الأجيال، فأمهات الشهداء صاحبات مدرسة خاصة في تخريج الأبطال الذين اعزّوا أمتهم ووطنهم وكل من ينتمي إليهم ويسير على دربهم، في وقت بات القابض على سلاحه كالقابض على الجمر.
وتقول أم الشهيد ماجد الذيب: إن المجازر المروعة الذي ارتكبها العدوان وأساليب الدعايات وحملات التشويه التي لجأ إليها مؤخرا، تعكس الإفلاس الأخلاقي والسقوط القيمي لدول العدوان وأدواتها من العملاء والخونة، لكن كل ذلك لن يزيد اليمنيين إلا ثباتا وإصرارا على الدفاع عن أنفسهم وحقهم في الحياة والدفاع عن وطنهم وحريتهم وشرفهم.
وتضيف أم ماجد: دماء اليمنيين والفلسطينيين لن تذهب هدرا ولن تسقط بالتقادم وسيساق القتلة والمجرمون إلى العدالة أجلا أم عاجلا.
لكن الأهم في المرحلة الحالية هو رص الصفوف وتوحيد الطاقات وتفعيل مسارات التعبئة والتحشيد إلى الجبهات ودعم أبطال الجيش واللجان للأخذ بثأر هؤلاء الضحايا الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ.
منظومة أخلاقية متكاملة
عاشت المرأة اليمنية دور المناضلة الحقيقية في جميع المستويات الأسرية والاجتماعية وكانت عبارة عن منظومة أخلاقية، رغم المعاناة التي عاشتها على مدى سنين طويلة، فانتقلت من المرأة الضعيفة إلى القوية والقادرة على التحمل، فكانت المحامي والمدافع عن العرض والشرف وهو ما أثبتته من خلال مواقفها القوية في التصدي لشائعات الأعداء وحروبهم الخشنة والناعمة على حد سواء، وأصبحت قادرة على التعامل مع الواقع المعاش بقوة ومسؤولية واكتسبت الخبرة والقوة وبرز تيار نسائي قوي يمتاز بقدر كبير من المسؤولية الوطنية والوعي، وبالإضافة إلى ذلك قامت المرأة بدروها الأسري على أكمل وجه وتحملت المسؤولية في الإنجاب والتربية وتحمل الأعباء المادية والمعنوية والتربية النضالية لأبنائها، فكانت جزءاً من المجتمع الذي تعيش فيه مستوعبة بصورة عميقة لمسؤوليتها في حماية وحدته وصونه وتحمل النضال والتضحية، لتتبوأ المكانة المتميزة طيلة مسيرة الكفاح المسلح والمواجهة الفكرية ضد العدو وحملاته وحروبه الدعائية والنفسية المتواصلة.
وتقول- الناشطة زينب الشهاري: لأول مرة تلألأت نجومٌ في سماء ليلنا الأدهم، نجومٌ سطعت لتنير دياجير القلوب الغارقة في الأسى الذي نشر سخم سواده بالإكراه رغم كل محاولات الانكار حين أفل نور شمسنا الحسن، مشهد لم نعهده من قبل في سمائنا المطبقة لعقود في الظلام، وحين دققنا النظر رأيناها شهبا ونيازك تمضي بعين الله لوجهة محددة، كانت غيثا لجدب قلوبنا المتعطشة للثأر، وكانت حمما من جحيم على الأبالسة والمردة، نيازك وشهب حملت معها أرواح شهدائنا ممتشقين بنادقهم وسالين سيوفهم نحو معاقل شيدها الشيطان وبؤرة شره في العالم، فتناثرت قطعا، كم طربت آذاننا لسماع دوي الانفجارات الضخمة، وكم ارتوت عيوننا سعادة لرؤية حمرة اللهب وألسنة الدخان، كان نفخا في الصور وصاخة على المجرمين الذين قامت قيامتهم واستفاقوا على لظى سعير جنهم يبتلعهم.
وتابعت: نصال سلمان الفارسي هوت على أعناقهم، أقدام قاسم سليماني داست على نحورهم، بأس الحرس الثوري دك عروشهم، ووعيد مرشد الثورة وقائدها الخامنئي تحقق وأذاقهم كؤوس المنون وأصناف الهوان.
مقاومة ولدت ليس إلا لتنتصر ولتنتصر ولتنتصر، بعراقها المجيد ويمنها القوي وإيرانها الحرة وسوريتها البطلة ولبنانها الشامخ، ليغرق العالم المنافق في سباته، فهو ليس إلا في عداد الموتى ولا يفتح عينيه إلا ليلملم عفن الجُبن والعار ويدسه في فمه ويعود لذله وسباته، أما نحن فو الله لا يرانا الفجار إلا حيث يكرهون، نحن قيامة أذنت ليوم نشور وحشر الظالمين إلى السعير، نحن قوة من المعية الإلهية، ووعد الآخرة المنفذ، وفتح معقود موسوم محقق.
ليعلم الطغاة أنا أحفاد الكرار، وثورة الحسين المتجددة وآيات الله تتلى على الأرض.
ليعلم المجرمون أنا قلق يقض مضاجعهم ورعب يلاحقهم وموت يحل بهم.
ليعلم المعتدون أن أيامهم قد ولت، فليجهزوا أنفسهم ويعدوا عدتهم فنحن خنجر مغروس لا ينزع، وحرب مستعرة لا تتوقف.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ترامب يعترف .. العمليات اليمنية فعّالة وقوية
شهدت ساعات الليل الفائت في صنعاء عدواناً أمريكياً انتقامياً لعودة الإسناد اليمني لغزة، هكذا اعترف ترامب في بيانه الذي ألقاه بنفسه حول هذا العدوان الهمجي الذي استهدف مبنى سكنيًا في مديرية شعوب شمال العاصمة صنعاء.
لم يحمل العدوان الجديد على صنعاء جديداً أكثر من تثبيت الرواية اليمنية، عن اهداف العمليات العسكرية البحرية اليمنية وفعاليتها، وهذه المرة على لسان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وليس بعناوين تقارير مراكز الأبحاث المختصة، ولا مانشيتات الصحف الصادرة من واشنطن ونيويورك، ولم يترك المهمة حتى لمسؤول عسكري أو بيان البنتاغون كما كان بايدن، بل اختار أن يدلي هو بأول بيان عن هذا العدوان، ويتصدى كناطق عسكري، مخالفاً بذلك سلفه بايدن أيضاً.
وعلى ذكر بايدن، فقد كذب ترامب حينما ادعى أنه لم يفعل شيئًا، وأنه اكتفى بالفرجة، رغم أن بايدن أرسل أربع حاملات طائرات، استُخدمت فيها القاذفات الإستراتيجية الشبحية، وصواريخ توماهوك وغيرها، وشنت أكثر من ألف غارة، بمعدل تقريبي ثلاث غارات يوميًا، منذ بدء العدوان وتحالف الشر الأمريكي البريطاني حتى وقف النار في غزة، ولم يوفر بايدن شيئاً لفعله، لكن الكذب الترامبي في هذه النقطة تحديدًا، هو محاولة للتصويب على الإدارة الأمريكية السابقة، تصويبًا ثأريًا شأنه في ذلك شأن كل القضايا التي يخالف فيها ترامب سلفه بايدن، وأيضاً وهو الأهم، القول إن هناك شيئاً مختلفًا، كجزء من الحرب النفسية والتهويل الذي استخدم فيه ترامب لفظ الجحيم، وانتهاء الوقت، والحسم، وغيرها من المفردات التي قد تفيد في مكان آخر غير اليمن، وعلى ترامب أن يعرف هذا جيداً.
الكذبة الأخرى، هو ما تضمنه بيان ترامب، من استهداف قواعد ورادارات يمنية، بينما كان الضحايا مدنيين شهداء وجرحى، بقصف استهدف حيًا سكنيًا في مديرية شعوب شمال العاصمة، وهذا يشير إلى مدى التهويل والتخبط الذي تتبعه الإدارة الأمريكية.
نقول، إن كلام ترامب الذي حمل في طياته الكثير من التشنج، والانفعال، والتهويل والشطحات الزائدة عن الحاجة، قد حفل أيضاً باعترافات مهمة، لا سيما لجهة الاعتراف بأن عاماً كاملاً مر لم تتتمكن أي سفينة أمريكية من الإبحار في البحر الأحمر من باب المندب حتى قناة السويس، وهذا اعتراف بنجاعة العمليات اليمنية، وعجز السفن الأمريكية الحربية عن فتح الطريق أمام سفنها التجارية وكسر قرار الحظر اليمني طوال عام كامل، تحالفت فيه أقوى الأساطيل البحرية في العالم، على رأسها أمريكا وبريطانيا، وإلى جانبها التحالف الأوروبي المسمى أسبيدس.
وفي إطار نجاعة العمليات اليمنية، اعترف ترامب أيضًا، بانها كانت فعالة لدرجة التأثير في قطاعات واسعة في التجارة التي وصفها بالدولية، لا يعنينا الوصف الآن، بقدر ما يعنينا الاعتراف بتوقف قطاعات واسعة من تلك التجارة التي بالتأكيد هي أمريكية، هذا، وإن كانت تقارير أمريكية ومراكز متخصصة قد نشرت عدة تقارير تؤكد هذه الحقائق، فإن صدورها اليوم عن الرئيس الأمريكي يمثل تأكيداً مهماً في هذا السياق، حتى لو كان ترامب يحاول أن يقدم هذا النجاح، ليبرر به عدوانه.
وعوداً على بدء، فإن هذا العدوان الأمريكي، ليس بمنفصل عن سياق العدوان الذي بدأه بايدن، بغرض حماية الملاحة الإسرائيلية في باب المندب والبحرين الأحمر والعربي، ولا علاقة له بالتجارة الدولية، ولا الملاحة الدولية كما يحاول ترامب تصويرها.
ما يجب أن يعلمه ترامب، هو أن أي عدوان مهما كان، حتى لو سماه المعتوه الساكن في البيت الابيض جحيمًا، فإنه لن يوقف العمليات اليمنية، بقدر ما يؤججها ويدفع إلى توسيعها لاستهداف المصالح الأمريكية، بدءًا من البحار وتشديد الحصار وحظر مرور السفن في المياه مسرح عمليات الإسناد والتي امتدت حتى وصلت البحر المتوسط شمالًا، والمحيط الهندي جنوبًا.
يجب أن يعلم ترامب أيضاً، أن اليمن خاض تجربة مفيدة جداً بالتصدي للعدوان السعودي المدعوم من أمريكا، وتعاقبت على ذلك ثلاث إدارات أمريكية واحدة منها إدارة ترامب في ولايته الأولى، وقد حقق اليمن في تلك الولاية انتصارات هائلة على تحالف العدوان ومرتزقته، ويتذكر ترامب كيف تم استقباله في الرياض بصاروخ بالستي، هذا ليعلم أن اليمن، لن تكون إلا مقبرة للغزاة، وعليه أن يأخذ تجربة البحرية الأمريكية طول 15 شهراً الماضية من إسناد غزة في الحسبان، ولا يمكن إلا أن يكون قد تلقى تقارير عن تلك المرحلة المهمة.
التجربة اليمنية هذه المرة ستكون مختلفة تماماً، لكن النصر هو الذي ينتظر اليمن وشعبها الأبي والمؤمن والشجاع، بقيادة السيد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله.