صحيفة الاتحاد:
2024-10-04@23:27:41 GMT

د. عبدالله الغذامي يكتب: هناك أرض تكفي للجميع

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

«لماذا يتقاتل البشر من أجل الأرض، فهناك أرض تكفي للجميع…!!!»، هذا كلام لسيدة عجوز أوكرانية لم تفهم معنى الحرب في أوكرانيا ولا معنى التدمير للحياة والمكان وتشريد الناس، وجاء ذلك في تغطية من التلفزيون الألماني (DW) في 15 يناير 2024، تظهر فيها السيدة باكيةً على منظر الدمار الذي وقع على بيتها وبيوت جيرانها، ومع وجعها فقد كانت تلوم أوكرانيا وروسيا معاً، ولذا كانت صرختها إنسانيةً وليست انحيازية مما يعزز التعاطف مع وجعها بما أنها تصرخ باسم الأرض وباسم الحياة وباسم البشر وليس باسم السياسة، إنها تبكي من أجل الأرض التي يفسد فيها البشر ويسفكون الدماء باسم الأرض، وهذه فتنة ثقافية يشترك فيها كل البشر بكل أجناسهم، وتاريخ صرخة السيدة الأوكرانية يتوافق مع تواريخ أحداث غزة، حيث الموت والدمار والقتل والتشريد باسم الأرض، أي قتل الأرض باسم الأرض، في حين أن في الأرض ما يكفي لحياة مشتركة بين البشر كلهم من دون حاجة لأن يقتل بعضهم بعضاً.


مسكينةٌ هي الأرض، كلٌ يدّعي أنه يحميها ولكنهم يفسدونها، وكلما وجد البشر فرصةً لسفك الدماء توسلوا لها بأي وسيلة تظهر فسادهم الذي يصورونه بصورة الحق مع أنه باطلٌ مطلق، ومن هنا تكون الحرب مقدسةً حيناً وتكون من أجل الأرض حيناً آخر وتكون من أجل شعار أيديولوجي ببعد سياسي أو بعد عقدي، وكلا البعدين مضادان للسياسة وللدين معاً لأن السياسة تفاوضيةٌ بالضرورة المعنوية لها، والدين تصالحي بالضرورة الإنسانية للتعبد. 
ولكن يجري خطف المعاني للمتاجرة فتأتي الحروب ويعم الإفساد في الأرض بدل عمران الأرض الذي هو لب معنى الدين ومعنى التحضر، ونرى المفارقات الخطيرة من حيث إن أهم الديمقراطيات هي التي صنعت أخطر الحروب العالمية، وهي التي ألقت قنبلةً ذريةً مدمرةً على هيروشيما، وكل ذلك باسم التحضر والسلام، وكانت دعوى الحرية والسلام هي أيضاً دعوى الاستعمار وهي دعوى حروب أوروبا كلها مذ تقوت أوروبا ومذ حركت نظرياتها الفلسفية الإنساني منها والحربي، وكذلك حوّل الإنسان الاقتصاد إلى حروب طاحنة، وفي ذلك كانت الحرب بين الرأسمالية والاشتراكية، ومثلها حروب الثقافات والحضارات والديانات، وكل ذلك يقف وراءه الإنسان وتأويلاته للمعاني وتسخير المفاهيم للقيم لخدمة شروره، حتى إن الإعلام نفسه الذي هو أداة إخبار وتثقيف أصبح أداةَ برمجةٍ ذهنية لمصلحة المهيمن الذي بيده صناعة المنتج الأعلى قدرة وتأثيراً فسخّر مهاراته العلمية والتقنية لكي يزين القُبحيات ويشوه الجماليات، مادام ذلك يدرّ عليه المصلحة والمال.
وفي النهاية فليس لذوي الضمائر إلا أن يبكوا مع العجوز الأوكرانية ومع الفلسطينيين، ففي الأرض ما يكفي لأن يعتاش عليها الجميع، إذاً لماذا نتحارب على مكان يكفي لكل البشر ويزيد عليهم، ولماذا نلوث مكاناً نعيش فوقه ونتنسم نسماته وسنموت فيه، ولكن بعد أن نلوثه.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: عصر القارئ د. عبدالله الغذامي يكتب: المشاكلة والاختلاف

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الغذامي عبدالله الغذامي باسم الأرض من أجل

إقرأ أيضاً:

وزير الزراعة : المخزون الغذائي يكفي لشهرين

أكد وزير الزراعة عباس الحاج حسن "التزام لبنان  الثابت وصموده في مواجهة إسرائيل"، مشددا على أن "حزب الله يقاتل حتى آخر شبر من أرضنا اللبنانية".

وأشار في حديث لـ إذاعة "سبوتنيك" إلى أنّ "التعزية باستشهاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله  تأتي من كل اللبنانيين والشرفاء في العالم، واصفا "اغتيال هذه  القامة الوطنية  بأنه "عملية همجية لا يمكن وصفها بغير ذلك".

وفيما يتعلق بالأمن الغذائي، طمأن الحاج حسن بأنّ "الوضع غير مهتز"، وقال :"نواجه عدوا لا يأبه لأي قانون أو معيار في الحروب".

وأوضح أنّ "اجتماعا مع الهيئات الغذائية اليوم كان يهدف للاطلاع على واقع المواد الغذائية في البلاد"، لافتا إلى أنّ "الأمور إيجابية وجيدة، لكن هناك عقبة تتمثل في نزوح نحو 10 آلاف مزارع بسبب العدو، مما قد يؤثر على الإنتاجية والتصدير".

وشدد الحاج حسن على "ضرورة  التفكير في سيناريو حصار محتمل"، مؤكدا "أهمية استدامة سلاسل الإنتاج". وطمأن المواطنين بأن "لدينا مخزونا من الإنتاج اللبناني أو المستورد يكفي لمدة شهرين، وعلينا التفكير في ما بعد الشهرين".

وأعلن الحاج حسن "إطلاق حملة الدعم الدولية برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وفي حضور الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، مؤكدا أن "هذا يعكس أننا وضعنا القطار على سكته".

وفي ما يتعلق بسعر صرف العملة الوطنية، أوضح  أن "هذا الموضوع محسوم، حيث يديره حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، وهو رجل قانوني قادر على تثبيت سعر العملة". وأكد "التواصل المستمر مع وزارة الاقتصاد لمنع احتكار التجار".

ولفت الوزير الحاج حسن إلى أن "اللجنة التي تم تشكيلها قدرت أن 300 ألف مواطن قد هجروا، لكن خلال ساعات تم تهجير 800 ألف مواطن"، مبينا أنّ "هناك مراكز إيواء في الشمال، إلا أن بعض العائلات ترفض الانتقال، والعمل الجاد لضمان عدم وجود أي عائلة في الشارع، مع خشية من انتشار الأوبئة".

ودعا إلى "ضرورة البحث عن حلول مع القوى الكبرى مثل روسيا والصين"، مشيرا إلى أن "إسرائيل تضرب بعرض الحائط كل القوانين وتريد قتل المدنيين". وأكد "أن الكرة في ملعب الإسرائيليين".

مقالات مشابهة

  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: الغراب والقوة الشيطانية
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • د.حماد عبدالله يكتب: (الروشتة) المؤجل تفعيلها !!
  • وزير الزراعة : المخزون الغذائي يكفي لشهرين
  • «حزب الله»: لدينا ما يكفي من المقاتلين والأسلحة والذخيرة لهزيمة وكسر إسرائيل
  • نيوزويك: اغتيال حسن نصر الله لا يكفي
  • “قادربوه” يبحث التحديات التي تواجه الرقابة على صندوق الإنماء الاقتصادي
  • قرار مفاجئ لمسلسل نسخة واحدة لا تكفي لهنا الزاهد