صحيفة الاتحاد:
2025-02-02@16:54:00 GMT

ريشة لودفيغ دويتش.. تجسّد سحر الشرق

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

محمد نجيم (الرباط)

أخبار ذات صلة «الحرية المستحيلة».. رؤية نقدية وتفكيك المفهوم لوحات سلامة الرميثي.. تتغنى بالتراث

ضمن مشروع «مائة كتاب وكتاب»، الذي يرعاه معهد العالم العربي في باريس، وجائزة الملك فيصل والمركز الثقافي للكتاب، أصدرت الكاتبة المغربية لطيفة لبصير كتاب «لودفيغ دويتش»، الذي يسبر أغوار حياة وفن الفنان النمساوي الفرنسي لودفيغ دويتش، العلامة المميزة في الفن الاستشراقي، والتي تُبرز أهمية فنّه.



تفاصيل عميقة
تقول لطيفة لبصير: «حين شرعتُ في الاشتغال عليه، لم أجد أي مكتوب شخصي عن نفسه وعن طريقته في الصوغ الفني، خاصة وأنه لم يكن من الفنانين الذين يتحدثون عن فنّهم وذواتهم، فما عُرف عن عوالمه الفنّية أو اشتغاله كان من اجتهاد الباحثين والمفكرين والأكاديميين الذين استهوتهم تقنياته وتفاصيله العميقة في نقل الحياة العربية الإسلامية إلى الفنّ، ورغم ذلك، لا نجد كتاباً خاصاً بأعماله الفنّية، أو تأويلاً لما جاد به إبداعه، بل أغلب ما كتب عنه كان ضمن أعمال أخرى، مع فنانين آخرين يمثلون الاستشراق الفنّي.

حالة غموض
وتمثل حياة هذا الفنان حالة غموض وقف عليها بعض الباحثين، حيث صوّر لودفيغ دويتش الإنسان العربي في جل مناحي الحياة الدينية والمعرفية، في ظل غموض آسر، كذلك سر عزلته، ظل نقطة غامضة في حياته، غير أن أعماله الفنية جعلته يحظى الآن بمنافسة قوية في العديد من المقتنيات والمبيعات، وذلك لقدرته البالغة على إدهاش المتلقي الذي كشف أسرار الإنسان العربي من خلال أعمال هذا الفنان. ودويتش، رغم حصوله على الجنسية الفرنسية، فإن العديد من الأبحاث لا تضعه على قدم المساواة مع الفنانين الفرنسيين.
والفنان المستشرق لودفيغ دويتش أثار دوماً اختلاف بعض الباحثين، لكن رغم ذلك، جلّهم يؤكد على أنه قدم رؤية مختلفة وعوالم توثيقية للشرق، برؤية واضحة، إذ تُبرز النساء في أعماله مكافحات في حياتهن اليومية، أما العاصمة المصرية القاهرة فلها عنده اهتمام خاص، جعله يحظى بالكثير من الألقاب، لعل أهمها أنه «ملك التفاصيل وأسير القاهرة».

سحر الشرق
إن هجرة الكثير من الأسماء الأدبية والفنية اللامعة إلى الشرق، أمثال جوتييه ونرفال وفلوبير وديلاكروا ولودفيغ دويتش، تعود إلى الرغبة في اكتشاف سحره أولاً، وإلى تزامن القرن التاسع عشر مع ظهور الرومانسية وتصاعدها، ثانياً، وكان الشرق بما يحمله من تمثلات لدى المبدع حقلاً خصباً لهذا النزوع وهذه المغامرة.

«عائلة أمام الباب»
أما في لوحة «عائلة أمام الباب» فنلاحظ امرأتين، واحدة تمسك بيدها جرة، والأخرى جالسة القرفصاء، وقد حملت بذراعها طفلاً صغيراً، أما الرجل فهو يقف أمام باب المنزل الذي يحمل رقم (44) بالحروف العربية، وبابه خشبي يميزه نقش عربي، وجداره تميّزه هندسة أصيلة، أما المرأة الواقفة، فهي شبيهة بتمثال قوي وجميل، فهي تبدو كمنحوتة غارقة في التأمل، وهي أشبه بأسطورة إغريقية.
ومن الواضح أن لوحات دويتش تصور حياة المصريين والشرق، وعاداتهم في حمل أطفالهم، أو الجرار التي يملؤونها بالماء، أو الوقوف أو الجلوس أمام باب البيت بتلك الصيغة التي تُبرز عاداتهم في الحياة، والتي تبدو كأنها مظهر من مظاهر العيش لدى المصريين في تلك الفترة».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اللوحات الفنية معهد العالم العربي جائزة الملك فيصل المركز الثقافي للكتاب

إقرأ أيضاً:

إدانة رئيس جماعة اتهمته عائلة شاب بالتسبب في موت ابنها الذي أحرق نفسه أمام باب البلدية

أدانت المحكمة الابتدائية أمس الخميس، رئيس جماعة الكنتور بإقليم اليوسفية بـ 10 أشهر حبسا نافذا، و50 ألف درهم غرامة مالية، لفائدة أم شاب توفي بعد أن أحرق نفسه أمام مقر البلدية، وأدائه لاثنين مطالبين بالحق المدني تعويضا ماديا قدره 10 آلاف درهم لكل واحد منهما.

وتعود أطوار القضية، إلى أكتوبر السنة الماضية، حيث أقدم الشاب المسمى « أيوب لحدود » الذي كان يبلغ 33 سنة من عمره قيد حياته، على إضرام النار في جسده أمام مقر البلدية.

واختلفت الروايات حول أسباب حادثة وفاة الضحية. والدة الضحية من خلال شكايتها إلى وكيل الملك، حملت مسؤولية وفاة ابنها لرئيس الجماعة. وقالت إنه سبق أن اشترى بقعة أرضية سنة 2021، وقام ببناء منزل دون توفره على الوثائق اللازمة، من تصميم ورخص إدارية، مما جعل السلطة المحلية تتدخل لهدمه. فتوجه نحو رئيس الجماعة لمساعدته في إنجاز وثائق إدارية تخص البقعة، فرفض استقباله وتقديم المساعدة له.

روايات أخرى تؤكد أن ما جعل الشاب يتردد على الجماعة هو فقط طلبه للشغل والسكن بالكنتور التي تعتبر من أهم المواقع الفوسفاطية بالمغرب.

وفي صباح يوم الجمعة من شهر أكتوبر الماضي، قرر الضحية « أيوب » حضور أشغال دورة أكتوبر العادية التي كانت تجري أطوارها بمقر الجماعة. وتزامن ذلك مع احتجاج للساكنة أمام باب مقر البلدية، مطالبين برفع التهميش عن منطقتهم.

لكن قبل انتهاء أشغال الدورة، عاد « أيوب » إلى بيت أمه في حالة هستيرية حسب شكايتها لوكيل الملك. وطلب منها مبلغ 10 دراهم، ثم غادر المنزل متجها نحو البلدية. وبعد ساعات جاءها خبر إضرام النار  بجسده مما تسبب له في حروق بليغة.

وتم نقله على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، وقال وهو يعاني من الاحتراق، إن « الرئيس هدده بالتصفية الجسدية »، وطالب بتدخل ملكي لأجل إنصافه وأسرته. ووثقت أمه تصريحاته عبر تسجيل مصور، وقدمته ضمن شكاية تتهم بواسطتها الرئيس بالمسؤولية في وفاة ابنها.

وأكد واحد من ضمن سبعة شهود خلال الاستماع إليهم من طرف الدرك الملكي واقعة التهديد، بينما أكد الأخرون رفض الرئيس تقديم المساعدة للهالك.

وقال شهود من المعارضة إنهم طالبوا بتوقيف أشغال الدورة، لكن الرئيس فضل استمرار أشغالها.

وبعد 7 أيام من الحادثة توفي « أيوب » يوم الاثنين 13 أكتوبر متأثرا بجروحه وتاركا وراءه عشرات المواطنين يطالبون بحقهم في الشغل والكرامة.

من جهته يحكي الرئيس المدان بالحبس والغرامة، رواية أخرى، حيث يحمل المسؤولية للذين يعتبرهم حرضوا الضحية ومن معه، وشحنوه ضد الرئيس، واستغلوا ظروفه النفسية والاجتماعية لتصفية حساباتهم الشخصية. نافيا أن يكون الهالك قد زاره في مكتبه، أو طلب لقاءه، أو أنه قام هو بتهديده. مؤكدا أنه خلال أشغال الدورة بلغ إلى علمه أن مواطنا من المنطقة أضرم النار في جسده لأسباب يجهلها. وأنه أرسل سيارة إسعاف تابعة للجماعة لنقله إلى المستشفى باليوسفية ثم إلى مراكش، لكن العائلة رفضت مطلبه.

وقال إن من ضمن نقط الدورة « كتابة ملتمس إلى مدير موقع الكنتور للفوسفاط، لأجل مساعدتهم للتأهيل الحضري لأحياء بجماعة الكنتور القروية، لكن أعضاء من المعارضة أوهموا الساكنة أن الجماعة ستتسلم منهم المنازل التابعة للفوسفاط، وستفرض عليهم مبالغ رسم كراء شهري جديد واستخلاص مبالغ مالية كبيرة تخص الماء والكهرباء، ونظرا للظروف الاجتماعية ومخلفات الجفاف خرجت الساكنة تحتج بتحريض من آخرين طرقوا أبوابهم ليلا لحضور أشغال الدورة.

وتسببت وفاة « أيوب » في احتقان شديد باليوسفية، وخرجت الساكنة من النساء والرجال والأطفال لاستقبال جثمانه ودفنه، تحت هتافات التهليل والتكبير.

ونظمت مسيرة نحو العمالة، رددت فيها شعارات قوية مثل »ولادكم قريتوهم وولادنا حرقتوهم ». وطالب المحتجون بمعاقبة من تسبب في هذه المأساة الإنسانية. وحملت الشعارات المسؤولية لعامل الإقليم، وطالبوه برفع التهميش عنهم وتوفير فرص الشغل لأبنائهم.

كلمات دلالية إضرام النار احتحاج الكنتور المجلس البلدي المحكمة اليوسفية انتحار

مقالات مشابهة

  • مستقبل الزخرفة الإسلامية بين الأصالة والتطور في ظل التكنولوجيا
  • انطلاق ندوة محمود حميدة بمعرض الكتاب
  • كريم زيدان…الرجل الذي يواجه معادلة الاستثمار والتنمية في مغرب لا ينتظر
  • بحضور سميرة عبد العزيز.. تفاصيل احتفالية ذكرى رحيل أم كلثوم الـ 50 بمركز الطفل
  • نجوم الفن يساندون مصطفى شعبان في وداع شقيقه!
  • "قضايا الفن التشكيلي المصري" .. مائدة مستديرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  • "قضايا الفن التشكيلي المصري" مائدة مستديرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  • في عيد ميلاد شهيرة .. تزوجت من محمود ياسين وإعتزلت الفن
  • إدانة رئيس جماعة اتهمته عائلة شاب بالتسبب في موت ابنها الذي أحرق نفسه أمام باب البلدية
  • الفن غدار.. علاء زينهم: أعمل على تاكسي بعد خروجي على المعاش