الثورة نت:
2025-04-24@10:51:06 GMT

عن شرعية المقاومة وإرهاب أمريكا ..!!

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

 

 

وسط هذا الخضم من الأزمات والتحديات الوطنية، والإقليمية والدولية، وتزامنا مع منظومة السلوكيات والمواقف الثقافية والسياسية النخبوية العربية والإسلامية والدولية ورؤية متبنيها لما يعتمل من أزمات وأحداث على الصعيدين الوطني والقومي، ورد الفعل الدولي لهذه الأحداث، يمكن القول إن فلسطين تبقى وحدها مصدر الإشعاع والتنوير وأيقونة الوعي المعرفي وهي من تحدد لنا وضوح الرؤية وسلامتها، إن فلسطين – وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريح أمتنا – عادت لتكون (البوصلة) التي تدلنا على سلامة المسار وترشدنا نحو الوجهة السليمة التي تبعدنا عن المسارات الزائفة.

.
إذ نعيش في مرحلة حضارية تجرد غالبية المؤثرين فيها عن الكثير من القيم والأخلاقيات حتى يخيل للمراقب أننا نعيش في مرحلة انحطاط حضاري، مرحلة يحاول المؤثرون فيها ( أركسة) المفاهيم والقضايا وأبرز أهدافهم  تجريد شعوب الأمة على الصعيدين الوطني والقومي من كل قيم الحرية والكرامة وحق الدفاع عن سيادتهم وسيادة  أوطانهم والدفاع عن حقوقهم الوطنية والقومية والدينية..
خلال عقود من الصراع العربي _الصهيوني، ورغم الاختراق الأمريكي الصهيوني لمنظومة النظام العربي الرسمي بعد رحيل الزعيم العربي جمال عبد الناصر وتسلم السادات السلطة في أكبر دول المواجهة العربية، هذا الرجل الذي ضرب الهوية القومية لمصر وشعبها وبجرة قلم عمل على تغيير اسم الدولة في مصر واستبدل علمها وحول مسارها الحضاري متخليا عن دور مصر التاريخي والطبيعي، وهذا ما خططت له أمريكا بعد أن تعذر عليها وعلى حلفائها تطويع نظام ناصر رغم المؤامرة التي حاكتها ضده في يونيو 1967م لضرب مشروعه القومي وتوجهاته القومية في مناهضة قوي الاستعمار الصهيوني الإمبريالي، غير أن هذا لم يمكنها من طمس ثقافة المقاومة، فعملت بعد جر مصر السادات الي حضيرتها عبر اتفاق كمب ديفيد الذي تحول إلى مشروع استعماري ونظام سعت واشنطن الي تعميمه ليشمل المنظومة العربية _الإسلامية، غير أن المشروع لم يحقق لواشنطن غايتها فابتكرت فكرة تجريم “مقاومة الاستعمار” من قبل الشعوب المحتلة فعملت ومن خلال أجهزتها الاستخبارية بالتعاون مع أجهزة حلفائها في الغرب وخاصة بريطانيا، على تبني وتنشئة (الجماعات الإسلامية) بمساعدة أنظمة حليفة لها في المنطقة أبرزها مصر والسعودية والأردن والمغرب والسودان وحتى اليمن، وكانت هذه الدول العربية من أكثر الدول الداعمة للجماعات الإسلامية خلال فترة، الحرب الأفغانية، التي كانت بالأساس لا تختلف عن حرب أوكرانيا اليوم من حيث الأهداف والغايات..
بعد انتهاء حرب أفغانستان بتفكك الاتحاد السوفيتي، وجدت أمريكا نفسها مستغنية عن هذه الجماعات وكان لا بد من التخلص منها خاصة بعد أن تنامت قدرات الجماعة وأخذت تشكل بنشاطها ما يمكن اعتباره إزعاجا امنيا لواشنطن وحلفائها، ومع ذلك لم تقطع تواصلها معهم وتوجيههم في خدمتها فوظفتهم للتخلص من حليفها الذي حقق لها أعظم أهدافها في المنطقة وهو (السادات) ثم دفعتهم ليكونوا لها كبش فداء في أحداث 11 سبتمبر، وهي الحادثة التي منحت أمريكا شرعية استباحة سيادة الشعوب العربية والإسلامية بذريعة مكافحة الإرهاب ومنها قررت تشريع العمل المقاوم كعمل إرهابي، والغاية تجريم أي شكل من أشكال المقاومة ضد الكيان الصهيوني القاعدة العسكرية المتقدمة في المنطقة التي تعمل في خدمة هيمنة أمريكا وديمومة نفوذها الجيوسياسي والإبقاء على هيمنتها الدولية باعتبار الوطن العربي هو المصدر الرئيسي للطاقة وبه لا بدونه تبقى أمريكا هيمنتها على العالم.
ما يجري اليوم في المنطقة من حرب إبادة متوحشة في فلسطين، واعتداءات صهيونية تطال كل دول المنطقة الرافضة للهيمنة الأمريكية والداعمة للمقاومة في فلسطين ولبنان، هذه الجرائم التي لم يسبق لها مثيل والتي يخجل منها (المغول، والتتر، والنازيون) وحتى آكلو لحوم البشر، يرتكبها الصهاينة بمشاركة أمريكية ودعم وإسناد ورعاية أمريكية بريطانية غربية وبالتواطؤ مع بعض الأنظمة العربية _الإسلامية الدائرة في فلك أمريكا وبريطانيا والغرب، والهدف من كل ما يجري هو ضرب المقاومة ماديا ومعنويا وطمس حضورها من ثقافة شعوب المنطقة بما في ذلك الشعب الفلسطيني المطلوب منه نسيان وطنه وأرضه وقضيته والقبول بحياة الاستكانة والعبودية للصهاينة الذين بالمناسبة لا علاقة لهم ببني إسرائيل ولا ينتمون لبنى إسرائيل بل هم مجرد رعاع من رعاع أوروبا وعلى أجل أن تتخلص منهم المجتمعات الأوروبية لكي تبقى على نقائها المجتمعي عملت على تجنيدهم وتبني فكرة انتمائهم الكاذب لبني إسرائيل لتجعل منهم قوة عسكرية لحماية المصالح الاستعمارية وهذا ما تؤكده معركة طوفان الأقصى..؟!
إن فكرة المقاومة ماديا ومعنويا وعمليا فكرة مقلقة لأمريكا ولهيمنتها الاستعمارية، لهذا عملت على تطويع أنظمة المنطقة والعالم وأجبرتهم على التسليم على أن المقاومة ظاهرة إرهابية يجب محاربتها ومن لم يفعل بما تريده أمريكا من الأنظمة تصنفه تلقائيا في قائمة دول محور الشر، وتبدأ باتخاذ سلسلة من العقوبات ضده والحصار وشيطنته عبر ماكينة إعلامية جبارة، والمؤسف أن هذا السلوك الأمريكي القبيح استطاع أن يسلب الوعي العربي وانجرت الكثير من النخب العربية الإسلامية خلف هذا المفهوم الاستعماري الكاذب وغير الشرعي وغير القانوني.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المصريين: المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس خط أحمر

​أدان الدكتور محمد هارون، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب ”المصريين“، بأشد العبارات الدعوات الخطيرة التي أطلقتها منظمات استيطانية متطرفة في إسرائيل، والتي تدعو بشكل علني وصادم إلى تفجير المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، معتبرًا تلك التصريحات تحريضًا مباشرًا على ارتكاب جرائم إرهابية ذات طابع ديني خطير يهدد السلام في المنطقة والعالم.

وأكد ”هارون“، في بيان اليوم الاثنين، أن هذه الدعوات لا يمكن أن تُفهم إلا على أنها تصعيد مروع في السياسات العدائية تجاه الشعب الفلسطيني ومقدساته، ومحاولة يائسة لتغيير الواقع الديني والتاريخي في مدينة القدس، داعيًا إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي فورًا لوقف هذا الانفلات المتطرف قبل أن ينفجر الموقف بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

مصر تدين دعوات منظمات استيطانية إسرائيلية لتفجير المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرةصلوات تلمودية ورقصات استفزازية من الإسرائيليين.. ماذا يحدث بالمسجد الأقصى المبارك؟السعوية تدين اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك

وقال أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب ”المصريين“ إن التحريض على تدمير المسجد الأقصى وقبة الصخرة ليس مجرد تجاوز سياسي، بل هو إرهاب ديني منظم تمارسه جماعات تتغذى على الكراهية والتطرف، ومثل هذه الدعوات تمثل إعلانًا صريحًا للحرب الدينية، وهي جريمة دولية تستوجب المحاسبة والعقاب من جميع الجهات القانونية والحقوقية الدولية.

وشدّد على أن المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس هو خط أحمر، لا يمكن تجاوزه دون أن تكون له تبعات وخيمة على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، موضحًا أن القدس ليست مجرد مدينة تحت الاحتلال، بل هي قلب عقائدي وروحي لملايين البشر، وأي مساس بها هو استفزاز متعمد لمشاعر المسلمين والمسيحيين على حد سواء.

ودعا الدكتور ”هارون“ جميع القوى السياسية في العالم العربي، وكذلك المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، إلى التحرك الفوري عبر القنوات الدبلوماسية والمؤسسات الأممية، وعلى رأسها مجلس الأمن، لوقف التحريض المستمر الذي تمارسه تلك المنظمات الاستيطانية المتطرفة، والذي من شأنه إشعال فتيل الفوضى والتوتر في الشرق الأوسط.

وطالب القيادي بحزب ”المصريين“ المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليته القانونية والسياسية تجاه هذه الجماعات التي تتحرك بحرية داخل المجتمع الإسرائيلي، وتنشر خطاب الكراهية والتحريض دون رادع، مؤكدًا أنه إذا لم يتم كبح جماح هذه النزعات العدوانية، فإن المنطقة بأسرها ستكون أمام كارثة محققة.

واختتم الدكتور محمد هارون بالتأكيد على أن مصر قيادة وشعبًا ستظل مدافعة بكل قوة عن القدس ومقدساتها، ولن تسمح بتمرير مخططات التهويد أو التعدي على قدسية المكان والإنسان الفلسطيني، مشددًا على أن الأمة العربية والإسلامية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتوحيد جهودها للدفاع عن الأرض والعقيدة والتاريخ.

مقالات مشابهة

  • المصارف الإسلامية التي أعادت الاعتبار للمال.. ماذا حدث لها؟
  • «الخليج العربي» للنفط تستعرض فرص التعاون مع أمريكا لتعزيز الإنتاج
  • طوق نجاة أم طوق خنق وحصار.. كيف تحولت الأنظمة العربية إلى درعٍ يحمي الاحتلال؟
  • الصين تتوعد الدول التي تسير على خطى أمريكا لعزل بكين
  • إسرائيل تغتال حسين عطوي القيادي بالجماعة الإسلامية في غارة بجبل لبنان
  • وزيرا خارجية مصر والسعودية يبحثان تطورات غزة والخطة العربية الإسلامية للإعمار
  • مباحثات سعودية مصرية حول الخطة العربية الإسلامية لإعمار غزة
  • البرلمان العربي: حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية مفتاح أمن واستقرار المنطقة
  • المصريين: المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس خط أحمر
  • مصدران سياسيان: تشكيل تحالف انتخابي يضم السوداني وأحزاب المقاومة الإسلامية في العراق