ذكر تقريرٌ نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن إسرائيل وجهت سلسلة من الضربات في حربها المتصاعدة مع حزب الله، الأمر الذي تركه في حالة صدمة، ووضع إيران الداعمة له في مأزق، مشيرة إلى أن الأمر الأقل وضوحاً هو ما إذا كان لدى إسرائيل استراتيجية قابلة للتطبيق لتحقيق هدفها الحربي المعلن، وهو جعل شمال إسرائيل آمناً للعيش فيه مرة أخرى.



وقال ووكر إنه بالرغم من أن إسرائيل قتلت معظم كبار قادة حزب الله ودمرت جزءاً كبيراً من مخزونه من الصواريخ، لا يزال الحزبُ يمتلك ترسانة كبيرة وعشرات الآلاف من المقاتلين المدربين، كما إنه يُواصل إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل ويرفض التفكير في وقف إطلاق النار حتى تنهي إسرائيل حربها في غزة مع حركة "حماس". وأظهر الهجوم الصاروخي الإيراني الواسع النطاق على إسرائيل، يوم الثلاثاء، والذي تعهدت إسرائيل بالرد عليه بقوة، أن الحروب حول حدود إسرائيل تتجه بالفعل إلى معركة إقليمية أكبر، حيث تحاول طهران الإشارة إلى أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، بينما يتعرض حلفاؤها ووكلاؤها للقصف. لكن شهية القيادة الإيرانية على إشعال فتيل حرب شاملة لا تزال محدودة حتى الآن، ولا تظهر إسرائيل أي إشارة إلى أن التهديد الصاروخي الإيراني يردعها عن استغلال الفرصة الحالية لإلحاق الضرر بحزب الله.   كذلك، ما زالت إسرائيل بعيدة كل البعد عن استعادة الأمن الذي فقدته قبل عام، عندما بدأت الجولة الأخيرة من الحرب في الشرق الأوسط.

مع هذا، فإن غزو القوات الإسرائيلية لأجزاء من منطقة الحدود الجنوبية للبنان هذا الأسبوع يضع إسرائيل على أعتاب معضلة، فمن غير المرجح أن تكون الضربات الجوية والغارات البرية المحدودة على القرى الحدودية كافية لإنهاء التهديد من حزب الله، واستعادة شعور السكان الإسرائيليين بالأمن. يمنحونه ما يريد من خلال احتلال منطقة عازلة داخل لبنان، يمكن لإسرائيل أن تمنح حزب الله الفرصة لخوض حرب تمردية طويلة الأمد ضد الجيش الإسرائيلي، مع حشد الدعم في لبنان، وإعادة بناء صفوفه. وقال الجيش الإسرائيلي، يوم الأربعاء، إن القتال العنيف في جنوب لبنان أدى إلى مقتل 8 جنود إسرائيليين، من ضمنهم العديد من أعضاء وحدة إيغوز النخبوية، التي تأسست لمكافحة حرب العصابات التي يخوضها حزب الله.

وقال حسين إبيش، زميل مقيم في معهد دول الخليج العربية ومقره واشنطن، إن "الحرب الجوية التي خاضها الإسرائيليون كانت ناجحة للغاية. وإذا ظلوا على الأرض، فسوف يمنحون حزب الله الحرب التي يريدها".

الضربة الثقيلة ممكنة وخلال الشهر الماضي، ذهبت إسرائيل إلى استهداف حزب الله بقوة أكبر، فأصابت أعداداً كبيرة من الأعضاء القياديين في الحزب بتفجير أجهزة النداء واللاسلكي، واغتالت أمينه العام الشهيد السيد حسن نصرالله وغيره من كبار المسؤولين في غارة جوية الجمعة الماضي، كما قصفت العديد من صواريخ الحزب وقاذفاته. ولم يرد حزب الله حتى الآن بمهاجمة المدن الإسرائيلية بأعداد كبيرة من الصواريخ البعيدة المدى، لكن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن عناصر الحزب ما زالوا قادرين على إعادة تجميع صفوفهم وشن ضربة ثقيلة.

هنا، يقول ووكر إن هدف التوغل البري الإسرائيلي حتى الآن هو تدمير الأنفاق والأسلحة التي أعدها حزب الله بالقرب من الحدود الإسرائيلية - اللبنانية لهجوم محتمل، وفق عدة مسؤولين إسرائيليين مطلعين على العملية.   كذلك، قال المسؤولون إن الجيش الإسرائيلي لم يكن ينوي أن يتحول التوغل إلى حرب برية واسعة النطاق في لبنان.

دينامية خاصة واعترف أحد المسؤولين الإسرائيليين، أن الأحداث في الحرب يمكن أن تطور ديناميتها الخاصة.   وعن الغزو المتوسع قال المسؤول: "هذا ليس في أذهاننا، لكن بالطبع يمكن جرنا إلى مثل هذا السيناريو". وكان من المفترض أيضاً أن يكون أكبر غزو إسرائيلي للبنان سنة 1982 محدود النطاق، لكنّ الأمر انتهى بالقوات الإسرائيلية إلى محاصرة بيروت بينما كانت تطارد عدوها، منظمة التحرير الفلسطينية، في عمق البلاد.   وفي نهاية المطاف، انسحبت القوات الإسرائيلية إلى منطقة عازلة في جنوب لبنان، حيث خاض حزب الله حرب عصابات طويلة ضدها، حتى انسحبت إسرائيل من لبنان عام 2000. وقد ألحق غزوان إسرائيليان آخران لجنوب لبنان، عامي 1978 و2006، أضراراً جسيمة بلبنان، لكنها لم تحقق مكاسب أمنية دائمة لإسرائيل. أداة مساومة بدلاً من تكرار تلك التجارب، من المرجح أن تشبه حرب إسرائيل الأخيرة في لبنان حملتها ضد حماس في غزة، كما تقول صنم وكيل، رئيسة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية ومقرها لندن. وفي غزة، استخدم الجيش الإسرائيلي الغارات والضربات الجوية لتدمير أكبر قدر ممكن من قوة حماس القتالية وأسلحتها ونظام الأنفاق، في حين احتفظت بممرين عبر القطاع. وفي سياق حديثها، قالت وكيل: "كما هو الحال في غزة، أتوقع أنهم سيستخدمون تهديد الوجود الطويل الأمد كأداة مساومة في المفاوضات". وأضافت أن التوغل من شأنه أن يتحول بسهولة إلى احتلال ممتد لمنطقة عازلة، وهو ما سيساعد حزب الله على حشد صفوفه. مشاكل في الهدف النهائي يقول بعض المسؤولين الإسرائيليين إن الهدف النهائي هو الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان يشمل انسحاب حزب الله من جنوب لبنان ونزع سلاحه، في حين تتولى قوات الحكومة اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة السيطرة على منطقة الحدود بين لبنان وإسرائيل.   ومن شأن هذا أن يجنب إسرائيل احتلالاً مطولاً أو غارات لا تنتهي، لكن هناك عقبات كبيرة تحول دون التوصل إلى مثل هذا الاتفاق. وتحدى حزب الله حتى الآن كل الضغوط الإسرائيلية لفصل إطلاق الصواريخ عن الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، فيما فشلت المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، بالرغم من أشهر من جهود وساطة أميركية وعربية، بعد أن تشبث كل من زعيم حماس يحيى السنوار ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بموقفيهما من الشروط. وثمة مشكلة أخرى تواجه أي وقف لإطلاق النار في لبنان، وهي من الذي قد تبرم معه إسرائيل صفقة محتملة. مع هذا، فإنّ القضاء الإسرائيلي على نصرالله والعديد من كبار القادة الآخرين وضع الجماعة بلا دفة، وفي حالة من الفوضى حالياً.   إلى ذلك، يقول أوفر فريدمان، وهو باحث في دراسات الحرب في كلية الملك بلندن: "سيتطلب أي اتفاق وجود أمين عام لحزب الله يتمتع بالصدقية ــ بالنسبة إلى الإسرائيليين، وحزب الله، والإيرانيين". (24)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی إطلاق النار حزب الله حتى الآن فی لبنان فی غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: القتال ضارٍ بغزة وأهداف سرية للحرب تنفذ فعليا

ركزت وسائل إعلام إسرائيلية اهتمامها على أهداف الحرب على قطاع غزة، في ظل حديث وزير إسرائيلي سابق عن "أهداف سرية" يتمسك بها حزب الليكود الحاكم والوزيران المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي السابق غادي آيزنكوت إن هناك أهدافا معلنة للحرب وأخرى سرية "يتمسك بها بن غفير وسموتريتش وجزء رئيسي من الليكود"، مشيرا إلى أن هذا يفسر كثيرا من القرارات المتعلقة بالأسرى و"اليوم التالي للحرب" والمساعدات الإنسانية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ميركل: بوتين استغل خوفي من الكلاب وهذه قصة مصافحة ترامبlist 2 of 2موقع روسي: هل يفجر الاحتباس الحراري حروب المياه بآسيا؟end of list

وأضاف آيزنكوت -وهو وزير سابق بمجلس الحرب- أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في "ازدواجية دائمة"، إذ يستبعد عودة الاستيطان والحكم العسكري إلى قطاع غزة، ولكن ذلك يحدث فعليا.

وفي هذا السياق، طالب بروفيسور إسرائيلي بجامعة مستوطنة أرئيل بضرورة أن يكون قطاع غزة "خاليا من الأعداء"، في إقرار ضمني منه بضرورة تهجير مليوني فلسطيني.

ولم يمانع البروفيسور عاموس عزاريا سقوط مئات آلاف القتلى من الفلسطينيين في سبيل تحقيق عودة الاستيطان في غزة، محملا الفلسطينيين القتلى المسؤولية بسبب عدم قبولهم التهجير القسري من أراضيهم.

وقالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن القتال في مخيم جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع "ضار وصعب"، وقدرت وجود نحو 200 مقاوم من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في جباليا "يقاتلون حتى الموت".

كما قدرت القناة الإسرائيلية أن العملية البرية في شمال غزة -التي بدأت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي- ستستمر عدة أسابيع أخرى.

ووفق صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أمس الخميس، فإن الرقابة العسكرية أعلنت حتى الآن مقتل 29 جنديا في معارك شمال غزة، مؤكدة أن 3 ألوية تابعة للفرقة 162 تقاتل في جباليا منذ 48 يوما.

وعلى الجبهة الشمالية، نقلت القناة الـ13 عن قادة عسكريين -لم تسمهم- تساؤلهم عن هدف العملية البرية في لبنان رغم عثور الجيش على الصواريخ بمختلف أنواعها، مؤكدين أن كل لبنان مليء بهذه الصواريخ، كما أن حزب الله يكثف نيرانه الأيام الأخيرة.

بدوره، يرى مراسل الشؤون العربية في القناة الـ12 الإسرائيلية أوهاد حمو أن حزب الله يعمل في مسارين، أحدهما ميداني والآخر تفاوضي، مشيرا إلى أن الحزب يعمل ميدانيا مثل إسرائيل وما تحاول فرضه.

ولفت إلى أن الحزب يزيد من الضغط ويركز كثيرا على منطقة تل أبيب وسط إسرائيل، مبديا شكوكه في نجاح المفاوضات رغم التفاؤل اللبناني والأميركي، وذكّر بمصير مفاوضات غزة.

ووسّعت إسرائيل، منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، حربها على حزب الله لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة.

كما بدأت توغلا بريا جنوبه معتمدة على 5 فرق عسكرية تعمل على طول الحدود مع لبنان هي: 210، 98، 91، 36، 146، وتضم الفرقة أكثر من لواء عسكري، وتضم وفق المعايير العسكرية أكثر من 10 آلاف جندي.

مقالات مشابهة

  • عاجل. الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة وحزب الله يستهدف تل أبيب بصواريخ
  • وزير الحرب الإسرائيلي: نتعهد بالتحرك ضد حزب الله
  • تفاصيل إصابة جندي في لواء «جولاني» الإسرائيلي بجراح خطيرة جنوب لبنان
  • ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
  • ماذا تريد إسرائيل من روسيا في سوريا؟
  • كيف سيخرج لبنان من الحرب مع إسرائيل؟
  • بشأن الحرب مع لبنان... ماذا يُريد الإسرائيليّون؟
  • إعلام إسرائيلي: القتال ضارٍ بغزة وأهداف سرية للحرب تنفذ فعليا
  • ???? ماذا تريد الإمبراطورية العجوز من السودان
  • خبير سياسي: إسرائيل تريد اقتطاع جزء من لبنان لتأمين نفسها من الصواريخ