الإنجازات والمشاريع النوعية التي تحققها الإمارات ومصر بروح التكاتف الأخوي وانطلاقاً من الرؤية المستقبلية المتبادلة تعكس فاعلية وأهمية الشراكة التنموية بين البلدين الشقيقين وما تثمره من مشاريع عملاقة، ولما تمثله من داعم كبير لعلاقات التعاون المشترك كما بيّن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، خلال حضور سموه، وفخامة عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، في محافظة مطروح، إعلان مخطط مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة وتنميتها على الساحل الشمالي الغربي في مصر باستثمارات مباشرة قدرها 35 مليار دولار، وكذلك إعلان القابضة (ADQ) ، الشركة الاستثمارية القابضة التابعة لحكومة أبوظبي، تعيين مجموعة “مُدن القابضة” الإماراتية مطوراً رئيسياً للمشروع، بالإضافة إلى توقيع “المجموعة” اتفاقيات مع شركاء ومستثمرين لتطوير مشروع رأس الحكمة.
كذلك، فإن حضور صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، وفخامة الرئيس المصري، إطلاق “نيو” العالمية و”سايفن” القابضة الإماراتية شراكة لتعزيز مسيرة الابتكار بقطاع المركبات الكهربائية الذكية، يعكس ما تمثله من إضافة قوية إلى المشاريع التي تتسم بتميز معاييرها وجودة مواصفاتها وفاعليتها التنموية، حيث تعد هذه الشراكة بداية دخول “نيو” إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال تقديم حلول مبتكرة في مجال المركبات الكهربائية ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة، وستكون الإمارات أول سوق تبدأ فيه “نيو الشرق الأوسط ” عملياتها ونشاطها التجاري ما يسهم في ترسيخ مكانة الدولة في مجال أنظمة القيادة الذاتية المتقدمة.
بتوجهات طموحة ومستهدفات تواكب التطلعات بالمزيد من التقدم والتطور الازدهار، تعزز الإمارات ومصر مجالات التعاون وتنويع مساراتها لمضاعفة زخم قطار التنمية الذي يعكس الوجه الحضاري للنهضة الشاملة والمتكاملة في البلدين وكل ما فيه خير وصالح الشعبين الشقيقين.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
رئيسة التحالف العالمي للقاحات لـ «الاتحاد»: الإمارات ساهمت بـ 38 مليون درهم لتوفير اللقاحات في 95 دولة
حوار: سامي عبد الرؤوف
أعلنت الدكتورة سانيا نيشتار، الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات «جافي»، أن دولة الإمارات ساهمت بأكثر من 38 مليون دولار استخدمت في تقديم التحصين الروتيني واللقاحات لأكثر من 95 دولة نامية في آسيا وأفريقيا ومناطق أخرى، وذلك منذ عام 2011، مؤكدة في الوقت نفسه أن الإمارات نموذج عالمي في التزامها بالصحة العامة، والمساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية.
وقالت في حوار مع «الاتحاد»: إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من أوائل الدول المانحة لتحالف اللقاحات «جافي»، عالمياً وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأضافت: «باسمي وباسم كافة العاملين في التحالف أتقدّم بالشكر والامتنان لدولة الإمارات على الدعم السخيّ الذي تلقيناه عبر السنين».
جهود إماراتية رائدة
وأشارت نيشتار، إلى أن التبرعات الإماراتية ساهمت في دفع دول المنطقة الأخرى إلى أن تحذو حذوها، الأمر الذي ساعد في توسيع نطاق وصول عمل التحالف وزيادة عدد المستفيدين من اللقاحات الأساسية. وقالت: «تمتدّ العلاقة بين الإمارات العربية المتحدة والتحالف العالمي للقاحات (جافي)، إلى أكثر من عقد ونصف العقد، وتواصل الإمارات تعزيز جهودها الرائدة في دعم مبادرات ومشاريع وبرامج التحالف المختلفة». وأضافت: «الإمارات بصفتها مانحاً طويل الأمد، ساعدت جنباً إلى جنب مع الدول والمنظمات المانحة الأخرى، التحالف في تلقيح مليار طفل حول العالم، كما ساهمت الإمارات بشكل كبير في تطوير سلاسل الإمداد والتوزيع التابعة لمبادرة (كوفاكس)، التي استهدفت الدول ذات الدخل المتوسط والمحدود».
جهود عالمية
وعن دور وجهود تحالف «جافي»، أفادت الرئيس التنفيذي للتحالف، أنه منذ إطلاقه ساهم في توفير التطعيم الروتيني للأطفال، ومنع وفاة أكثر من 18 مليون شخص في الدول ذات الدخل المحدود. وذكرت أن ذلك يشمل منع ما يقرب من 500,000 حالة وفاة في الدول العربية بين عامي 2000 و2022.
وقالت: «بصفتها جهة مانحة لتحالف جافي، تدعم دولة الإمارات العربية المتحدة جميع هذه البرامج، بما في ذلك جهود القضاء على شلل الأطفال، وتوفير لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، الذي سيُمكّننا مستقبلاً من القضاء التام على سرطان عنق الرحم». ولفتت إلى أنه علاوة على الفوائد الصحية الهائلة التي تُقدمها هذه البرامج والمبادرات، فهناك أيضاً فوائد اجتماعية واقتصادية هائلة، ولهذا السبب فإن التحصين يُمثل أفضل استثمار يُمكن القيام به في الصحة العالمية.
شراكة مستدامة
ووصفت نيشتار، دولة الإمارات بأنها «أكثر من دولة مانحة للتحالف»، فالشراكة بين الطرفين تتجاوز مجرد الدعم المالي، فمثلاً في عام 2018 استضافت الإمارات فعاليات اجتماع مراجعة منتصف المدة للتحالف، وهو اجتماعٌ مهمٌّ يجمع قادة الدول المانحة والمساعدة للتحالف، إلى جانب عدد من الشركاء الآخرين من المنظمات الدولية والقطاع الخاص وقطاع العمل الخيري.
وتطرقت إلى دور الإمارات العربية المتحدة كشريك تمويلي أولي لمبادرة «انفيوز» التابعة للتحالف، التي أُطلقت عام 2017 بفضل تعهدٍ وقتها بلغت قيمته 5 ملايين دولار، بهدف توسيع نطاق الابتكارات الرائدة في القطاع الخاص، على سبيل المثال في مجال استخدام الطائرات من دون طيار لتوصيل اللقاحات إلى المجتمعات النائية.
وبينت أنه إلى جانب دعم الإمارات تحالف «جافي» الأساسي في مجال التحصين الروتيني، تدعم الدولة أيضاً التحالف خلال حالات الطوارئ الصحية، فعلى سبيل المثال خلال جائحة «كوفيد-19» عملت الإمارات للشحن الجوي على نقل أكثر من 50 مليون جرعة من اللقاحات ضمن مبادرة «كوفاكس»، التي قادها التحالف لتأمين وصول لقاحات «كوفيد-19» إلى الدول ذات الدخل المحدود. وقد ساهمت مبادرة «كوفاكس» في إنقاذ حوالي 3 ملايين شخص.
وأعلنت أن الخطة الاستراتيجية الخمسية المقبلة للتحالف، تهدف إلى حماية المزيد من الأطفال من المزيد من الأمراض، وبشكل أسرع من أي وقت مضى، مضيفة: «إننا نتطلّع لاستمرارية التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق هذا الهدف».
برنامج الزيارة
حول زيارة الدكتورة سانيا نيشتار، الرئيس التنفيذي لتحالف اللقاحات «جافي» إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بينت أنها تتواجد في الوقت الحالي في الإمارات لإنجاز برنامج عمل رسمي مكثف، يتضمن المشاركة بفعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية، وهو فرصة نادرة تسمح للتحالف بالتواصل مع الجهات المعنية بالصحة العامة العالمية والمحلية في الإمارات بشأن تعزيز أطر التعاون. وقالت: «يُعد أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية، منصة مهمة تجمع شركاء الصحة العامة لمناقشة قضايا الرعاية الصحية العالمية الناشئة، وتبادل الأفكار، وأفضل الممارسات. وأضافت: «أتطلع إلى إشراك أصحاب المصلحة في مجال التحصين، وفي قضايا الصحة والتنمية الأوسع نطاقاً أيضاً». وأشارت إلى أن زيارتها للدولة تتضمن لقاءات خاصة مع الجهات القيادية في دولة الإمارات العربية المتحدة لمناقشة أولوياتنا المشتركة، التي تشمل تعزيز مرونة الصحة العالمية، ولاسيما في الدول المهمّشة وذات الدخل المحدود، والمتضررة من النزاعات، مؤكدة أن دولة الإمارات تظهر في هذا المجال قيادة رائدة.
مستقبل التعاون
ورداً على سؤال عن التعاون المستقبلي بين تحالف اللقاحات «جافي» ودولة الإمارات العربية المتحدة، أجابت: «تُجسّد دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً عالمياً في التزامها بالصحة العامة، والمساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية، والابتكار في دعم الأمن الصحي العالمي». وأضافت: «هذا الالتزام ينسجم بشكل مباشر مع رؤية وأهداف تحالف اللقاحات جافي، الذي يسعى إلى تعزيز التحصين العادل والمنصف». وتابعت: «الإمارات تستضيف عدداً كبيراً من الوافدين وتمتع بمكانة عالمية رئيسية كمركز للتجارة والخدمات اللوجستية، وهذه المقومات تعزز من دورها ومصلحتها الاستراتيجية في تعزيز التأهب للأوبئة وضمان الوصول العادل والسريع إلى اللقاحات».
وقالت: «نرى فرصاً عديدة لتعميق شراكتنا من خلال المساهمات في تجديد موارد تحالف اللقاحات جافي، والجهود المشتركة في تصنيع وتوزيع اللقاحات، وتبادل المعرفة والتعاون التقني، بما يرسّخ ريادة الإمارات في مجال المرونة الصحية والدبلوماسية الإنسانية».
إن استشراف المستقبل والعمل على بناء أنظمة صحية مستدامة لا يقتصر فقط على الاستجابة للأزمات، بل يشمل كذلك الاستثمار الاستباقي في صحة المجتمعات الأكثر هشاشة. ومن خلال الخطة الاستراتيجية الخمسية المقبلة، يطمح تحالف اللقاحات «جافي» إلى جمع ما لا يقل عن 9 مليارات دولار لتوسيع نطاق تأثيره، والوصول إلى مزيد من الأطفال بوتيرة أسرع من أي وقت مضى.
وفي هذا السياق، فإن استمرار التعاون بين دولة الإمارات وتحالف اللقاحات «جافي» يُعد ركيزة محورية لتحقيق هذا الطموح، وتجسيداً حياً للدور الريادي الذي تلعبه الإمارات على الساحة الدولية في مجالات العمل الإنساني والصحي، بما يعزز من قدرتنا الجماعية على بناء مستقبل صحي أكثر عدلاً واستدامة.