الجزيرة:
2024-10-04@22:24:53 GMT

قصة شاب سوداني يرمم منازل المتضررين من الحرب مجانا

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

قصة شاب سوداني يرمم منازل المتضررين من الحرب مجانا

لم يكن عثمان عوض الله، الشاب السوداني، يتوقع قبل 17 شهرا أن حياته ستتغير بشكل جذري، وأن جميع خططه المستقبلية التي رسم لها العديد من الاحتمالات ستتبدد فجأة.

عثمان الذي يسبق اسمه في عروض العمل بـ"مهندس" يقول إنه درس الهندسة المعمارية، بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، كان يحلم بجمع المزيد من العاملين في مجال المعمار لأجل التوسع، وخوض المزيد من أعمال البناء والتشييد والتشطيب الخارجي والداخلي، لكن فجأة انتهى كل شيء، اندلعت الحرب وصارت الدانات تتطاير فوق الرؤوس، وتخترق المنازل، فقتلت أكثر من 20 ألف سوداني، وهي الأعداد المعلنة حتى الآن، بينما الأعداد الحقيقية بحسب أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أكبر من ذلك بكثير.

وجد عثمان نفسه وسط معاناة وأزمة عاصفة، وحجم دمار لم يره في حياته، فقرر الشاب ذو الـ26 عاما تغيير الخطة، لينتقل من أعمال البناء إلى أعمال "الترميم" والتي قرر أن يكون بعضها مجانيا للأسر غير القادرة، فيما راح يدعو مزيدا من الشباب للانضمام إليه من أجل توفير الخدمة للأسر غير القادرة، وتوفير العمل لمزيد من الشباب حوله.

الدانات هي المشكلة الكبرى

لم تسلم مدينته أم درمان من الدمار، الذي لم يطل فقط المستشفيات الرسمية، ولكنه طال حتى الأحياء القديمة، ومنازل الجيران، ومع بدايات فصل الشتاء بدا أن الخرق يتسع على الراتق في كثير من المنازل التي لا يملك أصحابها كلفة ترميمها، وإن امتلكوا فهم لا يجدون أجرة من يرممها، هكذا حاول عثمان عوض الله الذي تعلم صنعة تركيبات السيراميك والجبس من والده، أن يهب جزءا من جهده للتبرع بإصلاح منازل المواطنين غير القادرين الذين تضررت منازلهم بسبب الحرب، هكذا أعلن عبر مجموعات السودانيين بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن خدماته للراغبين، وأيضا نشاطه لمن يريد الانضمام إليه.

يقول للجزيرة نت "الدنيا كانت صعبة جدا، تحول كل شيء في مدينتي، ورأيت معاناة أهل المنازل التي تهدمت، التضرر الأكبر في معظم البيوت هو من أثر الدانات التي كانت تسقط فوق المنازل بشكل عشوائي، فتصيب من تصيب وتقتل من تقتل لكنها في الوقت نفسه، إن تفعل هذا أو ذاك تترك أثرا ضخما في سقف البيت الذي لا يعود يستر أهله بعد ذلك، لذا أردت استغلال تخصصي ومجال عملي وعرضت مساعدتي للأسر المتضررة التي لا تملك ترميم منازلها".

محاولات لإعادة الإعمار بعد دمار هائل تسببت فيه الحرب في السودان (الجزيرة) 4 منازل والبقية قادمة

وسط أزمة اقتصادية خانقة، نجح عثمان في جمع 12 شابا للعمل معه، حيث قاموا بترميم 4 منازل حتى الآن، بجانب محاولاتهم المستمرة لتوفير قوتهم اليومي. يقول عثمان "المنازل الأربعة تقع في مدينة أم درمان، لكن في مناطق متفرقة؛ اثنان منها في حي الثورة، واحد في الجزيرة إسلانج، وآخر في كرري. هذه المناطق أصبحت آمنة الآن وتحت سيطرة الجيش بعد تحريرها".

تعرضت المنازل الأربعة لأضرار جسيمة بسبب سقوط القذائف والشظايا، خاصة على الأسقف. يوضح عثمان: "القذائف كانت تسقط أحيانا على الأسقف، وأحيانا أخرى على الأسوار مما أدى إلى هدمها. لذلك كان عملنا يركز على إصلاح الأسقف، سواء من الأعلى أو من الأسفل، بالإضافة إلى ترميم الشقوق في الجدران الناتجة عن القصف. كما قمنا بإعادة بناء سور أحد المنازل لعائلة كبيرة كانت في وضع صعب للغاية، حيث اشترينا الطوب وأعدنا بناء السور حتى استعاد شكله الأصلي".

لم تكن أوضاع أصحاب المنازل الأربعة متشابهة، فالبعض كان قادرا على توفير مواد البناء لكنه لم يكن يملك المال اللازم لأجر العمال، في حين لم يكن البعض الآخر يملك أيا منهما. ورغم ذلك، ساهم الجميع بما استطاعوا. يقول عثمان "أكملنا تأمين مواد البناء لبعض الأسر، ولم يبخلوا علينا بالطعام والشراب خلال فترة العمل. لقد أنهينا ترميم المنازل، لكن ما زالت هناك قائمة طويلة من الأسر التي تحتاج إلى ترميم عاجل".

ارتفاع أسعار الخامات والحاجة إلى الشباب

يشير عثمان إلى أنه لن يتمكن من الاستمرار بمفرده، لذا يواصل دعوة الشباب السوداني للتبرع بالجهد والخبرة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. يقول "أسعار الخامات ارتفعت بشكل مخيف، فمثلا قفز سعر طن الأسمنت من 200 ألف جنيه سوداني قبل الحرب إلى 400 ألف جنيه الآن".

وعلى الرغم من التقارير الرسمية التي توثق الخسائر البشرية والمادية، لم يصدر حتى الآن إحصاء دقيق لعدد المنازل المتضررة أو تكلفة إصلاحها وإعادة إعمارها. يحتفظ عثمان على هاتفه القديم بعدد كبير من الصور للمنازل المتضررة، سواء تلك التي انهارت بالكامل أو تعرضت لتلفيات كبيرة أو صغيرة. تختلف تكلفة الإصلاح من منزل لآخر بناء على حجم الأضرار، وكذلك تختلف قدرات الأسر في تغطية التكاليف. وبينما تمكن البعض من إصلاح منازلهم، ما زال آخرون يعانون من موجات البرد القاسية. يعرب عثمان عن أمله في أن تكون هناك جهود أكثر تنظيما لإعادة الإعمار، متمنيا أن يعود السودان أفضل مما كان عليه قبل الحرب

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

ناشطون يهاجمون مقر جامعة الدول العربية في تونس احتجاجا على موقفها من الحرب على فلسطين ولبنان

هاجم ناشطون تونسيون الأربعاء مكاتب جامعة الدول العربية في جهة البحيرة بالعاصمة تونس، وكتبوا شعارات على جدرانها، معبرين عن امتعاضهم واحتجاجهم على موقفها الصامت تجاه الحرب على فلسطين ولبنان.

اعلان

وقال وائل نوّار، وهو أحد المحتجين، ليورونيوز "إنّه هو وعدد من الناشطين في المجتمع المدني التونسي نظموا حركة احتجاجية ضدّ جامعة الدول العربية استهدفت مكاتبها في تونس العاصمة وذلك رفضا لصمتها تجاه العدوان على فلسطين ولبنان"

وأضاف "أنّ الدول العربية تغلق الحدود وتحاصر فلسطين ولبنان ثم تمارس سياسة النعامة" "وقال أيضا "لقد كتبنا على الجدران تحيا فلسطين، ونعرب عن قلقنا ."

جامعة الدول العربية بتونس تعرب عن قلقها

Posted by Wael Naouar on Wednesday, October 2, 2024

وقد توجّه عدد من الناشطين يوم الأربعاء إلى جهة البحيرة التي هي من الأحياء الراقية في العاصمة تونس، حيث تقع مكاتب جامعة الدول العربية، ورفعوا شعارات لنصرة فلسطين ولبنان، ثمّ كتبوا على جدران الواجهة الأمامية لمكاتب الجامعة "نعرب عن قلقنا"، في إشارة إلى مواقف الدول العربية، وهو "نوع من السخرية والتهكم" كما يقول وائل نوار.

كما كتبوا "فلسطين حرّة"، وألقوا القمامة أمام مقر الجامعة العربية في تونس، فيما تدخّل أعوان الحماية محاولين صدّهم.

Relatedشاهد: جلسة لجامعة الدول العربية لبحث التطورات في السودانفيديو: سوريا تحضر أول اجتماع لها بجامعة الدول العربية منذ 2011جامعة الدول العربية تجتمع في القاهرة لحسم عودة سوريا وبحث الإستقرار في السودان

مع الإشارة إلى أنّ هؤلاء الناشطين يقول وائل نوّار نظموا" قرابة 300 تحرك احتجاجي مثل اقتحام مراكز ثقافية وعروض يحضرها سفراء وسياسيون، "حيث نقاطعهم ونرفع علم فلسطين تعبيرا منا عن رفض الحرب على أهلنا في غزّة ولبنان".

وقد بدا الناشط وائل نوار في مقطع فيديو وهو يكتب بلون أحمر على جدران مركز تونس لجامعة الدول العربية مخاطبا أعوان الحماية بأنّ الجامعة "أصبحت أضحوكة".

المصادر الإضافية • أب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الموت يلاحق الغزيين.. الضفة تشييع فلسطينيا من غزة قتل في الغارة الإيرانية على إسرائيل مأساة في لبنان.. شحّ في معدات الدفاع المدني وعمليات الإنقاذ ما زالت مستمرة تحت النيران التونسيون يرفضون مناخ الاستبداد الذي يفرضه الرئيس سعيّد قبل الانتخابات الرئاسية جامعة الدول العربية تونس لبنان فلسطين اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الأمم المتحدة تحذر: كارثة إنسانية في الشرق الأوسط قد تشعل موجة لجوء جديدة نحو أوروبا يعرض الآن Next "أوكرانيا قريبة جدا من الانضمام إلى الناتو".. رئيس حلف شمال الأطسلي الجديد يزور كييف يعرض الآن Next قتلى وجرحى إثر اندلاع حريق بمستشفى في تايوان جراء إعصار كراثون يعرض الآن Next قواعد أكثر صرامة بشأن الهجرة وضرائب أعلى.. ما أهم النقاط في خطة رئيس الوزراء الفرنسي السياسية؟ يعرض الآن Next ألوان من شتى بقاع العالم تزين شوارع شنغهاي في مهرجانها السياحي السنوي الخامس والثلاثين اعلانالاكثر قراءة الأردن يعيد مشهد نيسان ويعترض صواريخ إيران وهي بطريقها إلى إسرائيل.. "موقف مبدئي للمملكة"

مقالات مشابهة

  • ما الذي يدفع مثقفين تقدميين لدعم جيش الحركة الإسلامية ..!!؟؟ محاولات للفهم ..
  • أسامة ربيع: ترميم مبنى القبة التاريخي بهيئة قناة السويس لن يمس بقيمتها التاريخية
  • ناشطون يهاجمون مقر جامعة الدول العربية في تونس احتجاجا على موقفها من الحرب على فلسطين ولبنان
  • الفنان سيف الجامعة: أنا ضد الحرب ومع المتضررين من الانتهاكات والمجاعة
  • المعهد الديمقراطي: ندوب الحرب التي دامت عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في اليمن
  • و أنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب
  • مجلة أمريكية: التماثيل القديمة التي أعيدت مؤخرا إلى اليمن أصبحت الآن معارة لمتحف في نيويورك (ترجمة خاصة)
  • خسائر إسرائيل من الهجوم الإيراني.. حفر وتضرر عدة منازل
  • الحرب و السياسة و المتغيرات التي أحدثتها