برز الإعلام الوطنى كعنصر حاسم فى مكافحة الشائعات التى تهدف إلى تقويض استقرار البلاد فى مواجهة التحديات الجسيمة التى تمر بها مصر، ومن أبرز المؤسسات الإعلامية التى أسهمت فى بناء الوعى المجتمعى، الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، صاحبة الدور الكبير فى بناء الوعى المجتمعى، من خلال تقديمها محتوى إعلامياً ومسلسلات درامية وبرامج ثقافية تناولت قضايا الأمن القومى ومواجهة الشائعات.

ونجحت «المتحدة» فى الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، وأعادت القوة الناعمة للإعلام المصرى واستعادت الريادة عبر تقديم نموذج إعلامى جديد يعتمد على تقديم محتوى هادف ودراما متنوعة تتجاوز الحدود الجغرافية، فضلاً عن دعم القضايا القومية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية المشتعلة منذ أزمة 7 أكتوبر الماضى، حيث قدمت الصورة الحقيقية للاحتلال الغاشم وسط صمت دولى رهيب، فضلاً عن انحياز القوى الدولية للاحتلال مخالفاً جميع الأعراف الإنسانية.

 «الكشكى»: الشركة المتحدة سخّرت منصاتها لنقل الحقائق وتدعيم الاستقرار

وقال الكاتب الصحفى، جمال الكشكى، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، إن الوعى يعد أقوى أسلحة فى مواجهة التحديات الراهنة، حيث لعب الإعلام دوراً رئيسياً فى تعزيز ثقة المواطنين وتوعيتهم بالمخاطر المحيطة، وتفنيد الشائعات وتقديم الحقائق للمواطنين، إذ شهد العقد الأخير جهوداً مكثفة لتوعية المواطنين وتعزيز الروح الوطنية عبر تقديم محتوى هادف ومتعدد الوسائل.

وتابع «الكشكى»، لـ«الوطن»: «فى ظل التطور التكنولوجى وانتشار وسائل التواصل الاجتماعى، أصبح من السهل نشر الشائعات بسرعة واسعة، لكن الإعلام المصرى وفى القلب منه (المتحدة) كان على استعداد لمواجهة هذه التحديات من خلال تطوير أدواتها الإعلامية، بما فى ذلك وسائل الإعلام الرقمى، وتم تفعيل منصات التواصل الاجتماعى الرسمية للدولة لتفنيد الشائعات ونشر الحقائق بشكل سريع وفعال».

وأشار إلى نجاح الإعلام بفضل استراتيجيته القوية فى التصدى لمعظم الشائعات التى كانت تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمع، منوهاً بأن الإعلام الوطنى لعب دوراً أساسياً فى هذا النجاح، حيث جرى توجيه جميع الوسائل الإعلامية لنقل الحقائق وتعزيز الوعى الوطنى، فضلاً عن دور الإعلام المحورى فى تحصين المواطن ضد الشائعات، وهو ما أسهم بشكل مباشر فى استقرار المجتمع.

«عبدالمجيد»: الإعلام يلعب دورا في توعية المواطن بأساليب التحقق من الأخبار

وقالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق، إن الإعلام بمختلف وسائله، كان له دور كبير فى نشر ثقافة الوعى وتحذير المواطنين من المخاطر التى تواجه مصر، بخاصة تلك التى تأتى عبر وسائل التواصل الاجتماعى، مشيرة إلى أن الإعلام الوطنى لم يقتصر على مجرد تصحيح المعلومات، بل توعية المواطنين بأساليب التحقق من الأخبار وتجنب المصادر غير الموثوقة. وأكملت: «فى ظل التحديات المستمرة التى تواجهها مصر، يظل الإعلام الوطنى من أهم الأدوات فى التصدى للشائعات التى تستهدف استقرار البلاد، وقد نجحت الدولة بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية الوطنية وفى القلب منها (المتحدة)، فى بناء وعى مجتمعى متماسك وقوى، قادر على مواجهة التحديات المختلفة»، مشيرة إلى أن بناء الوعى المجتمعى هو السبيل الوحيد للحفاظ على الاستقرار والتصدى للشائعات.

وأكدت الدكتورة هبة شاهين، عميد كلية الإعلام جامعة عين شمس، أن الإعلام يسعى إلى تعزيز روح الوطنية واليقظة بين المواطنين، ما يسهم فى تعزيز استقرار البلاد وبناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة التحديات والأزمات، لافتة إلى أن قنوات الشركة المتحدة تعمل على توعية وتثقيف الجمهور وتقديم محتوى إعلامى يليق بالمشاهدين من مختلف الفئات المجتمعية والأعمار. وأكملت: «لذلك تحولت استراتيجية الإعلام المحلية إلى استراتيجية إقليمية ودولية، من خلال تقديم الخبر والمعلومة والتحليل التفصيلى المجرد من التحيز، من خلال استديوهات تحليلية وخبراء فى المجالات الدولية والأمنية والاقتصادية والعسكرية والسياسية، مع الاهتمام بنقل صورة الواقع، وهو ما لاقى صدى واسعاً فى جميع أنحاء العالم حتى نقلت عنهم وسائل الإعلام العالمى».

وأوضحت أن «المتحدة» نجحت منذ تأسيسها، فى الدخول على خط المنافسة مع وسائل الإعلام العالمى، واتضح ذلك النجاح الكبير فى تغطية أحداث الحرب الأخيرة على غزة، حيث أثبتت قناتا «القاهرة الإخبارية، وإكسترا نيوز» نجاحاً فعالاً ومؤثراً فى نقل الأحداث.

وقالت «شاهين» إن الأدوار المختلفة والمتكاملة التى قدمتها قنوات «المتحدة» للمشاهدين فى تغطية أحداث غزة بما فى ذلك أحداث الهدنة وصفقة الإفراج عن المحتجزين الفلسطينيين، هو ما جعل منها هدفاً موثوقاً للنقل من العديد من المؤسسات الإخبارية العالمية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حروب الشائعات ترويج الأكاذيب قوى الشر مواجهة التحدیات الإعلام الوطنى وسائل الإعلام من خلال

إقرأ أيضاً:

التحديات الإيرانية في المفاوضات النووية مع أمريكا

 

 

أمينة سليماني **

عاد في الآونة الأخيرة، موضوع المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة إلى الواجهة من جديد؛ حيث تتنوع الآراء بشأنه داخل إيران. بدايةً، نجد أنَّ تصريحات قائد الثورة الإسلامية، آية الله خامنئي، قد حددت موقفًا حازمًا من هذه المفاوضات. فأكّد أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يحل أي مشكلة لإيران؛ بل هو جزء من مخطط لخداع الرأي العام وعزل إيران على الصعيد الدولي.

في هذا السياق، يرى خامنئي أن الأمريكيين يسعون منذ انتصار الثورة الإسلامية إلى تدميرها، وبالتالي فإنَّ التفاوض تحت هذه الظروف يعني قبول سياسة الهيمنة والقوة.

من جانبه، شدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة ليست أمرًا جديدًا، إذ قد جرت عدة مرات في التاريخ بين دول كانت ترفض التحدث بشكل مباشر مع بعضها البعض. وفي هذا الصدد، قال عراقجي: "إذا كانت هناك إرادة للتفاوض، يُمكن إجراء مفاوضات غير مباشرة دون مشكلة كبيرة".

ولكن، لا تقتصر الآراء حول المفاوضات على المسؤولين الرسميين فقط. فقد عبّر محسني ايجه اي رئيس السلطة القضائية في إيران عن استيائه من فكرة التفاوض مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الوعود الأمريكية كاذبة ومزيفة، وأن التفاوض مع أمريكا يتناقض مع العقل السليم. وأكد على أنَّ أمريكا ليست شريكًا موثوقًا في المفاوضات، وأن الحديث مع حكومة متغطرسة لا يُمكن أن يكون مفيدًا.

وفي المقابل، توجد آراء أخرى أكثر تفاؤلًا، مثل تلك التي عبر عنها الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني؛ ففي تصريحاته الأخيرة، أكد روحاني أن قائد الثورة الإسلامية لا يعارض المفاوضات من حيث المبدأ؛ بل هو معارض للمفاوضات في الظروف الحالية التي يتم فيها فرض شروط غير متساوية. من وجهة نظره، يمكن لإيران أن تفتح أبواب المفاوضات في حال كانت الظروف ملائمة، ولكن بشرط أن تكون تلك المفاوضات قائمة على الاحترام المتبادل وعدم فرض الشروط المسبقة.

في هذا السياق، يرى بعض المراقبين السياسيين أن المفاوضات مع الولايات المتحدة في هذه اللحظة قد تؤدي إلى نتائج سلبية، لا سيما إذا كانت تقتصر على تبادل التصريحات دون أن تتمكن من تحقيق أي تغيير جوهري. وفي تحليل مثير، يعتقد أحد المصادر الأمنية البارزة في إيران أن المفاوضات مع أمريكا، في حال استمرت على نفس المنوال، قد تفضي إلى تكرار الأخطاء التاريخية التي ارتكبها قادة مثل معمر القذافي وصدام حسين، اللذين كانت محاولاتهما للمصالحة مع الغرب سببًا في نهايتهما المأساوية. هذه التجارب، كما يراها بعض المحللين، تبرز خطورة الانسياق وراء الوعود الأمريكية، التي قد تؤدي إلى تقويض القوة الإقليمية الإيرانية.

ويضيف المصدر أن إيران ستظل حذرة في تعاطيها مع أي مفاوضات قد تشمل الولايات المتحدة، خاصة وأن بعض المحللين الأمريكيين والإقليميين يرون أن الوضع الحالي، بعد استشهاد حسن نصرالله وعدد من قادة المقاومة في المنطقة، هو وقت مُناسب لتوجيه ضغوط أكبر على إيران بهدف إضعافها واستسلامها.

ومع ذلك، يرى البعض أن المفاوضات مع الولايات المتحدة قد تكون خطوة ضرورية إذا كانت الشروط متساوية وإذا كانت إيران قادرة على حماية مصالحها الاستراتيجية، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها. في هذا الصدد، يرى هؤلاء أن سياسة "تقليل التكاليف" التي تحدث عنها عباس عراقجي قد تكون بمثابة فرصة لتقليص التوترات، ولكن بشرط أن تكون المفاوضات غير مرتبطة بشروط مُسبقة تضر بسيادة إيران ومواقفها السياسية.

يبدو أن المفاوضات مع الولايات المتحدة ستكون مسألة معقدة للغاية بالنسبة لإيران، خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية الحالية. ولكن من الواضح أن القيادة الإيرانية تظل ثابتة على موقفها الرافض لأي نوع من المساومة على مبادئها، وعلى ضرورة الحفاظ على المقاومة كجزء من استراتيجية الأمن القومي الإيراني.

** باحثة إيرانية، يُنشر بالتعاون مع مركز الدراسات الآسيوية والصينية في لبنان

مقالات مشابهة

  • برلماني سابق: الإعلام المصري تصدى لمحاولات ضرب الاستقرار.. وتيك توك أخطر التحديات
  • رئيس وكالة الفضاء يكشف دور الاستشعار عن بعد لمواجهة التحديات البيئية
  • التوترات الجيوسياسية والتغيرات العالمية تضغط على قطاع النقل الدولي واللوجستيات.. وخطط لمواجهة التحديات
  • محافظ أسوان يشيد بمشاركة بنك الطعام في توفير 500 وجبة رمضانية بإدفو
  • رشاد عبد الغني: الرئيس السيسي أكد أهمية الوعي كسلاح لمواجهة التحديات والأزمات
  • دونجا برفقة نجوم الأهلي استعدادا لمواجهة إثيوبيا
  • تدريب أخير عصر اليوم لمنتخب مصر قبل السفر لمواجهة إثيوبيا
  • المنتخب الوطنى يتوجه إلى المغرب لمواجهة إثيوبيا فى تصفيات كأس العالم
  • التحديات الإيرانية في المفاوضات النووية مع أمريكا
  • محاضرات توعوية وجولات ثقافية.. معهد إعداد القادة يواصل فعاليات ملتقى إدراك لتعميق الوعى الوطنى لدى الشباب