الهجوم البرى يمهد لمزيد من العنف
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
كم عدد القتلى فى لبنان بحلول الوقت الذى تنتهى فيه العملية البرية «المحدودة» الإسرائيلية والضربات المرافقة لها؟ لقد لقى أكثر من ألف شخص مصرعهم فى الأسبوعين الماضيين، بمن فى ذلك النساء والأطفال. وأصبح مليون شخص بلا مأوى فى بلد كان يكافح بالفعل من أجل العمل. وبعيداً عن منع المزيد من الصراع، فإن الهجوم البرى الإسرائيلى يمهد الطريق لمزيد من العنف.
لقد بدت العملية الإسرائيلية، فى البداية على الأقل، على نطاق أصغر مما توقعه كثيرون. ولكن التأثير لن يقتصر على مقاتلى حزب الله الذين تستهدفهم. إن إصدار الأوامر للمدنيين بالمغادرة لا يعفى الجيش من التزاماته تجاههم بموجب القانون الدولى. لقد استخدمت إسرائيل مصطلح «محدود» أثناء عمليات رفح، ولكن النتيجة هناك لم تكن مختلفة عن الدمار الذى شهدته غزة. إن العمليات «المحدودة»، عندما تتكرر، تصبح شيئاً أكبر. والعمليات «المحدودة» تخضع لتوسع فى المهام، سواء عن قصد أو بغير قصد ولا تحدد إسرائيل وحدها نتائجها.
إن هذه لحظة جديدة وخطيرة بالنسبة للبنان والشرق الأوسط، ولكنها تذكرنا بما حدث فى لبنان. ويبدو أن بنيامين نتنياهو لا يملك خطة طويلة الأجل فى ذهنه، ولا استراتيجية واضحة للخروج. وربما تكون عودة السكان الإسرائيليين إلى منازلهم فى الشمال، مع دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطانى كما نص على ذلك قرار الأمم المتحدة رقم 1701، كافية لكسبه انتخابات أخرى. أما ما إذا كان هذا الوضع قابلاً للاستمرار من دون احتلال إسرائيلى، فهذه مسألة أخرى.
أن خطر التورط فى لبنان لا يزال قائما. وربما تعتقد أن اختراقها الاستخبارى الاستثنائى للجماعة ومراقبتها قد أزال خطر المفاجآت العسكرية غير المرغوب فيها. ومع ذلك، لا تزال قوات الدفاع الإسرائيلية تقاتل فى غزة، وقد كثفت غاراتها فى الضفة الغربية، وضربت أهدافا للحوثيين فى اليمن بما فى ذلك الحديدة، الميناء الضرورى لواردات المساعدات. ويبدو أن الحوثيين استأنفوا بالفعل هجماتهم على الشحن فى البحر الأحمر.
إن الشىء الوحيد الذى قد يحد من هذه العملية هو وقف شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل. ولكن واشنطن تبرر استمرار تدفق الأسلحة بالتظاهر بدعم عملية تعرف أنها متهورة وأنها كانت تعتقد أنها نجحت فى تجنبها.
فى الأسبوع الماضى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى للجمعية العامة للأمم المتحدة إن بلاده ستعيد تشكيل الشرق الأوسط، وبناء شراكة سلام مع جيرانها. لكن المملكة العربية السعودية ودول أخرى أوضحت أنها لا تستطيع ولن تسعى إلى التطبيع فى ظل هذه الظروف. إنهم ليسوا حريصين على مساعدة إسرائيل ضد الصواريخ الإيرانية مرة أخرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د مصطفى محمود لبنان المحدودة العملية البرية النساء والأطفال الصواريخ على إسرائيل
إقرأ أيضاً:
غوتيريش: على إسرائيل احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أمله في أن يعود النازحون على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل إلى ديارهم، داعيا إلى احترام إسرائيل لسيادة لبنان وسلامة أراضيه. وأكد على ضرورة سيطرة الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية، مشددا على أهمية التنسيق مع الأمم المتحدة لضمان عدم نهب المساعدات الإنسانية.
وفي سياق آخر، تحدث غوتيريش عن عدة نقاط مهمة تتعلق بالأوضاع في غزة والضفة الغربية. وأشار إلى أن أي محاولة من إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية ستشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي. كما شدد على ضرورة إزالة الذخائر غير المتفجرة من قطاع غزة لتجنب المزيد من المخاطر على المدنيين.
وأكد غوتيريش على الدور الحيوي لوكالة الأونروا في تقديم الاستجابة الإنسانية في غزة، مشيرًا إلى أنها تشكل حجر الأساس في تقديم المساعدات للسكان في القطاع. كما دعا إلى السماح بإدخال كافة المساعدات الطبية بحرية تامة إلى غزة من أجل إنقاذ حياة المرضى والجرحى.
وفي سياق آخر، حث غوتيريش الأطراف المتنازعة في غزة على ضمان أن يصبح وقف إطلاق النار دائمًا ويؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، مشيدًا بالجهود الحثيثة التي بذلتها مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. كما أشار إلى أن أكثر من 630 شاحنة مساعدات دخلت إلى القطاع، بما في ذلك 300 شاحنة إلى شمال غزة.