بوابة الوفد:
2025-03-17@14:47:57 GMT

رحلة مزمل للتحرر من الخرافة

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

اعتاد علماء الاجتماع النظر إلى الموت باعتباره ظاهرة، تعكس اتجاها معينا نحو الحياة ورؤية لمعانيها. وعلى عكس كثيرين ممن يرون أن من الحكمة أن نتخذ من الموت ذريعة للتفكير الدائم فى الفناء، فإن علماء الاجتماع يقولون إننا يجب أن نتخذ منه ذريعة للتفكير فى الحياة، لماذا؟ لأن الحياة لا ينبغى أن تقاس بالطول وحده، إذ إن لها عرضا وعمقا، لا يتحققان، إلا بأن ننغمس فيها، ونقتحم عبابها، حتى لو تعرضنا بذلك للموت المبكر، لأن الوقوف على ساحلها متفرجين، هو موت من نوع آخر، لا يصيب الفرد وحده بالأذى يل يشل قدرات المجتمعات على التطور والتقدم والازدهار.

قبل سنوات قرأت دراسة مهمة لعالم الاجتماع الرائد «سيد عويس» عن ظاهرة الموت، أشار فيها إلى أنها ظاهرة تعكس تحكم الموتى فى الأحياء فى مجتمعنا. وبينت الدراسة الاتجاهات السلبية الناجمة عن ذلك، بينها الإيمان المطلق لكثيرين بكرامات أولياء الله والقديسين والاعتقاد الراسخ بوجود الأشباح والحياة فى القبر، وإرسال الرسائل إلى الموتى طلبا للشفاء، أو منعا لحسد، أو شكوى من ظلم، بما يعنى أن الأحياء لا يعيشون حياتهم كما ينبغى عليهم أن يفعلوا، وما ترتب على استثمار ذلك فى أعمال تجارية تمثلت فى انتشار جمعيات دفن الموتى، وظهور دور الندابات، بجانب النظم الاجتماعية التى نشأت فى العزاء فى الأقرباء والغرباء، وهى نظم تقول الدراسة لا يقرها لا عقل ولا دين. هذا فضلا عن الجانب الثقافى واللغوى، وهو ما جعلنا، برغم محبتنا للدعابة، والتفنن فى صناعتها، وعشقنا للغناء والطرب، نبكى إذا حزنا وإذا فرحنا، ونعود عن فرحنا إذا بدا لنا زائدا عن الحد بالقول «اللهم اجعله خير» بما يعنى العلاقة الوثيقة التى تربط بين تراثنا فى الحزن بنظرتنا إلى الموت.

يستخدم المصريون فى تعبيراتهم اللغوية كلمة الموت مرتبطا حتى بسلوكهم فى الحياة، بما يؤكد أن الموت يشغلنا أكثر من الحياة. ويدلل دكتور عويس على ذلك بقوله إن الإنسان حين يتدله فى حب آخر يقول بحبه موت، ويكره موت، ويصف صنف من الطعام فيقول لذيذ موت، فالموت لا يغيب عنا حين نكره وحين نحب، وحين نحدث الموتى فى صفحات الوفيات بتعبيرات من الأسى والابتهال والدعوات، وكأنهم أحياء.

تذكرت هذه الدراسة الرائدة أثناء مشاهدتى قبل أيام للفيلم السودانى «ستموت فى العشرين» فى سينما زاوية، التى أصبحت ملاذا ثقافيا ومعرفيا لمحبى السينما غير التجارية. ولأن أشقاءنا وأحبتنا فى السودان لديهم تعبير جميل يقول «مصر والسودان حتة واحدة» فإن الظواهر التى رصدها الدكتور سيد عويس عن تحكم الموتى فى حياة المصريين، تنطبق كذلك على حياة السودانيين، وربما تسود معظم الدول العربية.

الفيلم الذى أخرجه «أمجد أبوالعلا» وشارك فى كتابته مع الكاتب الإمارتى «يوسف إبراهيم المأخوذ عن قصة للكاتب السودانى» حمور زيادة من مجموعته القصصية «النوم عند قدمى الجبل». يروى بحساسية شديدة فى التصوير والموسيقى والديكور والتمثيل قصة الفتى «مزمل» الذى يعيش مع أبويه فى قرية فقيرة نائية فى منطقة الجزيرة، التى تحفل بأضرحة الأولياء والجماعات الصوفية. ظل مزمل عشرين عاما يعانق الموت، بعدما أصابته نبوءة عابرة فى طفولته من درويش جاهل أنه سيموت فى العشرين، لكنه عاش ولم يمت، فكيف تعامل البطل مع النبوءة، وكيف يدعو للتحرر منها؟ ذلك حيث آخر.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمينة النقاش على فكرة الاجتماع النظر الحكمة القبر

إقرأ أيضاً:

تتطلب تحركا عاجلا .. تحذيرات برلمانية من مخاطر ظاهرة إعادة تدوير الزيوت المستعملة

تحذيرات برلمانية أطلقها نواب البرلمان بشأن مخاطر ظاهرة إعادة تدوير الزيوت المستعملة، مطالبين بضررة التصدي لها لما تمثله من خطرا داهما على صحة المواطنين.

برلماني يكشف مخاطر استخدام الزيوت المستعملة وإعادة تدويرهابرلمانية: صعيد مصر يشهد طفرة تنموية غير مسبوقة في عهد الرئيس السيسي47 مليار دولار.. برلماني: تسجيل أكبر احتياطى يؤكد صمود الاقتصاد المصريبرلمانية: صرف الشريحة الرابعة من قرض صندوق النقد رسالة ثقة في قوة الاقتصاد المصري

وفي هذا السياق تقدمت النائبة ميرال جلال الهريدي، عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن، وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي  بطلب إحاطة بشأن تفاقم ظاهرة اعادة تدوير الزيوت المستعملة والمخاطر التي تشكلها على الصحة العامة، موجه لرئيس مجلس الوزراء ووزراء التموين والتنمية المحلية والبيئة.

وأكدت الهريدي، في طلبها، أن ظاهرة إعادة تدوير الزيوت المستعملة، باتت تشكل خطرًا داهمًا على صحة المواطنين والاقتصاد الوطني، حيث انتشرت بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة دون رقابة صارمة تحدّ من تداعياتها السلبية .

وأشارت أن إعادة تدوير الزيوت المستعملة بطرق غير مشروعة أصبحت تجارة رائجة في السوق المصري، حيث يتم جمع الزيوت المحروقة من المنازل والمطاعم والمصانع وإعادة تكريرها بطرق بدائية، ثم بيعها بأسعار زهيدة لمصانع الأغذية، أو إعادة استخدامها في طهي الطعام داخل المطاعم الشعبية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة

مخاطر استخدام الزيوت المستعملة

وتابعت: تؤكد الدراسات الطبية أن استخدام الزيوت المعاد تدويرها يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان، وتصلب الشرايين، وأمراض الكبد، بسبب احتوائها على مركبات سامة ومواد متأكسدة، حيث أن العديد من المصانع غير المرخصة تستخدم هذه الزيوت الرخيصة في تصنيع المنتجات الغذائية، مما يؤثر على جودتها ويجعلها غير آمنة للاستهلاك الآدمي

وأوضحت النائبة ميرال الهريدي أن تلك الظاهرة تُشكل أيضًا ضرر بيئي بالغ، حيث أن التخلص العشوائي من الزيوت المستعملة دون معايير بيئية سليمة يؤدي إلى تلوث المياه والتربة، مما يهدد الثروة السمكية والحيوانية بشكل كبير .

وطالبت الهريدى باتخاذ إجراءات حاسمة للحد منها، وذلك من خلال تشديد الرقابة على تداول الزيوت المستعملة، والتأكد من توجيهها لمصانع إنتاج الوقود الحيوي بدلًا من إعادة استخدامها غذائيًا، بجانب تغليظ العقوبات على المخالفين خاصة أصحاب المصانع غير المرخصة الذين يستخدمون هذه الزيوت في تصنيع المنتجات الغذائية، وأيضًا إطلاق حملات توعية للمستهلكين وأصحاب المطاعم، مع تطبيق آليات أكثر صرامة في متابعة المطاعم ومنافذ بيع الأطعمة، لضمان عدم استخدامها لهذه الزيوت الضارة.

وحذر النائب أحمد البلشي، عضو مجلس الشيوخ، من تفاقم ظاهرة إعادة تدوير الزيوت المستعملة بطرق غير مشروعة، مؤكدا أنها باتت تهدد صحة المواطنين بشكل مباشر، فضلا عن تأثيرها السلبي على الاقتصاد الوطني والبيئة.

وأشار لـ صدى البلد إلى أن هذه الممارسات غير القانونية انتشرت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مستغلين غياب الرقابة الفعالة، مما يستوجب اتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتشارها.

وأكد النائب أن بعض الجهات غير المرخصة تجمع الزيوت المحروقة من المنازل والمطاعم والمصانع، ثم تعيد تكريرها بوسائل بدائية قبل بيعها بأسعار زهيدة إلى مصانع الأغذية والمطاعم الشعبية، دون أي مراعاة للمواصفات الصحية، مما يشكل تهديد خطير لصحة المواطنين.

وأضاف أن هذه الزيوت تحتوي على مواد سامة ومؤكسدة تسبب أمراض خطيرة مثل السرطان، وتصلب الشرايين وأمراض الكبد، مما يجعل التصدي لهذه الظاهرة ضرورة ملحة.

وأوضح أبو زيد أن خطورة الأمر لا تقتصر فقط على الأضرار الصحية، بل تمتد إلى التأثير البيئي الخطير، حيث يؤدي التخلص العشوائي من الزيوت المستعملة إلى تلوث المياه والتربة مما يؤثر بشكل سلبي على الثروة السمكية والحيوانية.

وحذرت النائبة سارة النحاس، عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب، من تفاقم ظاهرة إعادة تدوير الزيوت المستعملة، مؤكدة أنها تمثل تهديدا خطيرا للصحة العامة والبيئة بسبب سوء التعامل معها.

وأوضحت في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن غياب الوعي بطرق التخلص الآمن من هذه الزيوت يؤدي إلى استخدامها بطرق غير صحيحة، مما يتسبب في انتشار مواد سامة وملوثات تهدد صحة الإنسان، وتزيد من مخاطر الإصابة بأمراض تنفسية، ومشاكل جلدية، بل وقد تصل إلى أمراض خطيرة مثل السرطان.

 استهلاك الزيوت المكررة

وأضافت النحاس أن استهلاك الزيوت المكررة بطريقة غير آمنة قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة عند استخدامها في الطهي، مما يستدعي إصدار تشريعات واضحة وصارمة لتنظيم التخلص منها بشكل آمن، إلى جانب تكثيف حملات التوعية حول طرق إعادة التدوير الصحيحة.

وأكدت النائبة أن التثقيف حول هذه القضية ضرورة ملحة، مشددة على أهمية تضافر جهود الحكومة والمجتمع المدني لحماية صحة المواطنين والحد من المخاطر البيئية المحتملة.

مقالات مشابهة

  • التصريح بدفن جثة طالب لقى مصرعه في حادث بالشرقية
  • ظاهرة فلكية تتكرر كل 33 عاما.. رمضان مرتين في هذه السنة
  • ظاهرة النوم القصوى رائجة على الإنترنت.. ما رأي الخبراء بها؟
  • العلاج الجنائزي في كوريا الجنوبية.. الموت 10 دقائق لتخفيف ضغوط الحياة
  • مصرع طفل غرقا بمياه ترعة فى الشرقية
  •  الأمن يحذر من ظاهرة (النوم المؤقت) خلال القيادة!
  • في ذكراه: ظاهرة عباس محمود العقاد!
  • من براميل الموت إلى زهور الحياة .. مروحية تلقي الورد والمناشير في ذكرى الثورة السورية الـ14 .. فيديو
  • طلب إحاطة لمواجهة ظاهرة إعادة تدوير الزيوت المستعملة بطرق غير مشروعة
  • تتطلب تحركا عاجلا .. تحذيرات برلمانية من مخاطر ظاهرة إعادة تدوير الزيوت المستعملة