بوابة الوفد:
2025-03-16@20:28:42 GMT

رحلة مزمل للتحرر من الخرافة

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

اعتاد علماء الاجتماع النظر إلى الموت باعتباره ظاهرة، تعكس اتجاها معينا نحو الحياة ورؤية لمعانيها. وعلى عكس كثيرين ممن يرون أن من الحكمة أن نتخذ من الموت ذريعة للتفكير الدائم فى الفناء، فإن علماء الاجتماع يقولون إننا يجب أن نتخذ منه ذريعة للتفكير فى الحياة، لماذا؟ لأن الحياة لا ينبغى أن تقاس بالطول وحده، إذ إن لها عرضا وعمقا، لا يتحققان، إلا بأن ننغمس فيها، ونقتحم عبابها، حتى لو تعرضنا بذلك للموت المبكر، لأن الوقوف على ساحلها متفرجين، هو موت من نوع آخر، لا يصيب الفرد وحده بالأذى يل يشل قدرات المجتمعات على التطور والتقدم والازدهار.

قبل سنوات قرأت دراسة مهمة لعالم الاجتماع الرائد «سيد عويس» عن ظاهرة الموت، أشار فيها إلى أنها ظاهرة تعكس تحكم الموتى فى الأحياء فى مجتمعنا. وبينت الدراسة الاتجاهات السلبية الناجمة عن ذلك، بينها الإيمان المطلق لكثيرين بكرامات أولياء الله والقديسين والاعتقاد الراسخ بوجود الأشباح والحياة فى القبر، وإرسال الرسائل إلى الموتى طلبا للشفاء، أو منعا لحسد، أو شكوى من ظلم، بما يعنى أن الأحياء لا يعيشون حياتهم كما ينبغى عليهم أن يفعلوا، وما ترتب على استثمار ذلك فى أعمال تجارية تمثلت فى انتشار جمعيات دفن الموتى، وظهور دور الندابات، بجانب النظم الاجتماعية التى نشأت فى العزاء فى الأقرباء والغرباء، وهى نظم تقول الدراسة لا يقرها لا عقل ولا دين. هذا فضلا عن الجانب الثقافى واللغوى، وهو ما جعلنا، برغم محبتنا للدعابة، والتفنن فى صناعتها، وعشقنا للغناء والطرب، نبكى إذا حزنا وإذا فرحنا، ونعود عن فرحنا إذا بدا لنا زائدا عن الحد بالقول «اللهم اجعله خير» بما يعنى العلاقة الوثيقة التى تربط بين تراثنا فى الحزن بنظرتنا إلى الموت.

يستخدم المصريون فى تعبيراتهم اللغوية كلمة الموت مرتبطا حتى بسلوكهم فى الحياة، بما يؤكد أن الموت يشغلنا أكثر من الحياة. ويدلل دكتور عويس على ذلك بقوله إن الإنسان حين يتدله فى حب آخر يقول بحبه موت، ويكره موت، ويصف صنف من الطعام فيقول لذيذ موت، فالموت لا يغيب عنا حين نكره وحين نحب، وحين نحدث الموتى فى صفحات الوفيات بتعبيرات من الأسى والابتهال والدعوات، وكأنهم أحياء.

تذكرت هذه الدراسة الرائدة أثناء مشاهدتى قبل أيام للفيلم السودانى «ستموت فى العشرين» فى سينما زاوية، التى أصبحت ملاذا ثقافيا ومعرفيا لمحبى السينما غير التجارية. ولأن أشقاءنا وأحبتنا فى السودان لديهم تعبير جميل يقول «مصر والسودان حتة واحدة» فإن الظواهر التى رصدها الدكتور سيد عويس عن تحكم الموتى فى حياة المصريين، تنطبق كذلك على حياة السودانيين، وربما تسود معظم الدول العربية.

الفيلم الذى أخرجه «أمجد أبوالعلا» وشارك فى كتابته مع الكاتب الإمارتى «يوسف إبراهيم المأخوذ عن قصة للكاتب السودانى» حمور زيادة من مجموعته القصصية «النوم عند قدمى الجبل». يروى بحساسية شديدة فى التصوير والموسيقى والديكور والتمثيل قصة الفتى «مزمل» الذى يعيش مع أبويه فى قرية فقيرة نائية فى منطقة الجزيرة، التى تحفل بأضرحة الأولياء والجماعات الصوفية. ظل مزمل عشرين عاما يعانق الموت، بعدما أصابته نبوءة عابرة فى طفولته من درويش جاهل أنه سيموت فى العشرين، لكنه عاش ولم يمت، فكيف تعامل البطل مع النبوءة، وكيف يدعو للتحرر منها؟ ذلك حيث آخر.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمينة النقاش على فكرة الاجتماع النظر الحكمة القبر

إقرأ أيضاً:

ظاهرة نقص العمالة الماهرة في أوروبا.. كيف يمكن الاستجابة لهذه المعضلة؟

حددت المفوضية الأوروبية 42 مهنة تعاني من نقص في المهارات، لا سيما في مجالات البناء والنقل والصحة.

اعلان

لكي يبقى الاتحاد الأوروبي قادراً على المنافسة، يحتاج إلى قوة عاملة ماهرة. حيث تعكف الهيئتان التشريعية والتنفيذية في الأيام الأخيرة.

قالت روكسانا مينزاتو، نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية المسؤولة عن الحقوق الاجتماعية والمهارات والتوظيف الجيد، في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: "تجد أربع شركات من أصل خمس شركات صعوبة في العثور على العمال الذين يحتاجون إلى المهارات المناسبة. هناك أكثر من 40 مهنة تعاني من نقص في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، لا سيما في القطاعات الرئيسية مثل البناء والتجارة والنقل وبعض المهن الصحية"،

ويرجع هذا النقص في العمالة الماهرة إلى مشاكل العرض والطلب وعدم التوافق بين مؤهلات العمال واحتياجات أصحاب العمل.

في هذا الصدد، وفي حديث مع يورونيوز يقول إلياس ليفانوس، الخبير في المهارات وسوق العمل في المركز الأوروبي لتطوير التدريب المهني (سيدفوب): "قد يكون هناك ضغط بسبب الطلب. وبالنسبة لمهن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبالنظر إلى أنها تتطور بسرعة كبيرة، فإننا لا نعرف حقًا ما سيكون عليه الطلب بعد خمس أو عشر سنوات. فكيف يمكننا الاستعداد لهذه المعرفة المحددة؟ من الواضح أن أنظمة التعليم ليست مهيأة لذلك".

نقص في 42 مهنة

من المرجح أن يتفاقم هذا النقص بسبب العوامل الديموغرافية والتحولات الرقمية والبيئية.

وقال بيتر بوش، باحث أول مشارك في معهد إيغمونت، ليورونيوز: "هناك أولاً، العوامل الديموغرافية. إذ سيخسر الاتحاد الأوروبي مليون عامل كل عام حتى عام 2050".

ويضيف الباحث: "ثانيا، ثمة تغير سريع في نوع المهارات التي ستكون مطلوبة بسبب الروبوتات، وبسبب الذكاء الاصطناعي، وبسبب ما يحدث في القطاعات المختلفة."

أما السبب الثالث بحسب المتحدث فيتمثل في :"الانتعاش الاقتصادي في أوروبا، حيث توفر العديد من الدول الأعضاء والاتحاد الأوروبي مبالغ كبيرة من المال".

وبالتالي فإن خطة إعادة التسلح الأوروبية التي اقترحتها المفوضية، والتي تحتوي على ميزانية قدرها 800 مليار يورو، وخطة الاستثمار الضخمة في الدفاع والبنية التحتية التي قدمها المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس، ستتطلب بالتالي توظيفًا في العديد من القطاعات، وفقًا لبيتر بوش.

Relatedالمفوضية الأوروبية تطرح حزمة دفاعية شاملة في يونيو 2025المفوضية الأوروبية تُعيد ترتيب أولوياتها التشريعية: ما هي مقترحات القوانين التي قررت استبعادها؟

وللنظام التعليمي، وكذلك الشركات، دور في ذلك.

يقول إلياس ليفانوس:* "لا يوجد مالك واحد لنظام المهارات" .

وبينما يلعب نظام التعليم الرسمي دورًا مهمًا في تطوير المهارات، فإن التدريب المستمر هو أيضًا "مسؤولية الأفراد وأرباب العمل"، كما يقول الخبير.

Related"مطلوب عمال مهرة": صناعة الدفاع في الاتحاد الأوروبي تكافح للعثور على مهارات جديدةأرباب العمل في أوروبا يجدون صعوبة في التوظيف بسبب غياب المهارات والمؤهلات للمتقدميناتحاد المهارات

خارطةُ الطريق الجديدة للاتحاد الأوروبي هي من يحدد المسار.

في 5 مارس، أطلقت السلطة التنفيذية الأوروبية مبادرة جديدة - اتحاد المهارات - لتعزيز التدريب من أجل تعزيز القدرة التنافسية الأوروبية.

ويقوم هذا النهج على أربع ركائز. وتوصي بالاستثمار في التعليم والتدريب، وتعزيز إعادة التدريب المهني، وتشجيع تنقل الطلاب والعمال، وجعل الاتحاد الأوروبي أكثر جاذبية للعمال الأجانب.

اعلان

من الناحية العملية، كما توضح روكسانا مينزاتو، تريد المفوضية إطلاق "ضمانات المهارات"، على سبيل المثال، "لمساعدة الشركات على توظيف أو تدريب الأشخاص المعرضين لخطر فقدان وظائفهم"

ويهدف مشروع رائد آخر يسمى "اختر أوروبا" إلى جذب الباحثين من دول ثالثة إلى القارة.

وتريد السلطة التنفيذية الأوروبية أيضًا دعم تأشيرات الدخول للطلاب الأجانب، وتعزيز ميثاق المهارات لدعم رفع مستوى العمال وإعادة تدريبهم، وجعل برنامج التبادل الجامعي "إيراسموس+" أكثر سهولة.

ويحذر بيتر بوش من أن الاتحاد الأوروبي ليس الوحيد في السباق، فيقول: "سيحتاج الاتحاد الأوروبي إلى أشخاص، وكذلك الصين والهند والدول العربية. فالدول العربية تقدم رواتب هائلة للأشخاص الذين يأتون للعمل في بلدانهم" . إن الاتحاد الأوروبي يستيقظ، ولكن عليه أن يفعل ذلك بسرعة كبيرة.

اعلانGo to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ما هي المناطق الأوروبية التي تجذب أكبر عدد من المواهب؟ عودة الأمل: الأطفال الفلسطينيون يعودون إلى المدارس بعد 15 شهرًا من الحرب حرب التعريفات.. كندا تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية ردا على رسوم ترامب تعليمالاتحاد الأوروبياقتصاداعلاناخترنا لكيعرض الآنNext حماس توافق على الإفراج عن رهينة أمريكي-إسرائيلي واحد وجثث 4 آخرين من مزدوجي الجنسية يعرض الآنNext المفوضية الأوروبية تطرح حزمة دفاعية شاملة في يونيو 2025 يعرض الآنNext وأخيرا.. المجر تتخلى عن استعمال حق النقض وتؤيد تمديد العقوبات الأوروبية على روسيا يعرض الآنNext الناطق باسم حماس ليورونيوز: أبدينا مرونة مع الوسطاء ونريد استمرار وقف إطلاق النار يعرض الآنNext سعي أوروبي لتوسيع نطاق العلاقات التجارية مع فيتنام الغنية بالمعادن اعلانالاكثر قراءة كيف تنظر الدول الأوروبية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في محيط العمل؟ مصارع مصري يدخل موسوعة "غينيس" بعد أن سحب بأسنانه قطارا يزن 279 طنّا آخر حلقات مسلسل غرينلاند.. ترامب يقترح ضم الجزيرة إلى حلف الناتو سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الكبرى هل كان دونالد ترامب فعلا عميلا للمخابرات السوفياتية تحت اسم "كراسنوف"؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالاتحاد الأوروبيدونالد ترامبإسرائيلدفاعالسياسة الأوروبيةالذكاء الاصطناعيسوق المواد الأوليةقطاع غزةالصينالمفوضية الأوروبيةأوروباألمانيا- ميزانيةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • يُشاهد بالعين المجردة.. رصد اقتران قمر رمضان بنجم السمّاك الليلة
  • العلاج الجنائزي في كوريا الجنوبية.. الموت 10 دقائق لتخفيف ضغوط الحياة
  • مصرع طفل غرقا بمياه ترعة فى الشرقية
  •  الأمن يحذر من ظاهرة (النوم المؤقت) خلال القيادة!
  • في ذكراه: ظاهرة عباس محمود العقاد!
  • من براميل الموت إلى زهور الحياة .. مروحية تلقي الورد والمناشير في ذكرى الثورة السورية الـ14 .. فيديو
  • طلب إحاطة لمواجهة ظاهرة إعادة تدوير الزيوت المستعملة بطرق غير مشروعة
  • تتطلب تحركا عاجلا .. تحذيرات برلمانية من مخاطر ظاهرة إعادة تدوير الزيوت المستعملة
  • ظاهرة نقص العمالة الماهرة في أوروبا.. كيف يمكن الاستجابة لهذه المعضلة؟
  • صالون بورسعيد الثقافي يناقش ظاهرة التنمر والعنف لطلاب المدارس