لعل سائل يسأل ما حقيقة هذا العنوان، وما الذى يريد أن يبينه كاتبه.
نقول لقد أثارت حفيظتى الأرقام الفلكية لتذاكر بعض الحفلات فى الساحل الشمالى والعلمين وغيرهما، فضلا عن ما نراه من سفه البعض، زواج الكلاب ومن ينفق آلاف الجنيهات كمصروف يومى له.
أو من يطل علينا بوجهه الكالح قائلا من الممكن أن تشترى فيلا بمبلغ بسيط عشرة ملايين من الجنيهات أو من يقضى ثلاث ليال بمئات الآلاف من الجنيهات، ما هذا العبث، ما هذا السفه، ما هذه الفوضى؟
أليس كل ذلك مدعاة إلى التساؤل، إلى أين نحن ذاهبون، ولماذا اللعب على دغدغة مشاعر الناس.
لا شك أننا نعيش الآن حالة من الفوضى العارمة، وحالة من التخبط والتناقض، فلم نستطع التمييز بين الصواب والخطأ، بين الحق والباطل، بين الخير والشر.
وللأسف الشديد نفنى أعمارنا لاهثين خلف مآربنا، قد تكون هذه المآرب حسنة عند بعض الناس، وقد تكون خبيثة عند البعض الآخر.
فهناك من يقضى حياته باحثا محققا مدققا منظرا وهذه مآرب طيبة وهذه مساعى العلماء الذين يعملون فى صمت دون كلل ولا ملل راضين بما حققوه لا تحركهم نزعات مادية، غير مبالين بما يشاهدونه من بهرجات وزخارف الحياة المادية من سيارات فارهة وقصور ورفاهية عيش مقتنعين أن رسالتهم هى رسالة الأنبياء عليهم السلام.
وهناك من يفنى عمره لهاثا بحاثا، لكن لهاثه وبحثه من نوع آخر، دنيا يصيبها، وامرأة يتزوجها يقضى متعته معها ثم يبحث عن لذاته مع أخرى محاولا أن يشبع نهمه وغرائزه وشهواته، مقتنعا أن هذه هى الحياة وأننا يجب أن نعيشها كما هى، فالشهوة مباحة ولا ينبغى علينا ألا نستحى فى إشباعها وهذا قول الابيقورية ومن قبلها القورينائية، فاللذات الحسية مباحة ومرغوب فيها ظنا من هؤلاء وأولئك أن اللذة تحقق السعادة للإنسان طالما نمتلك مقوماتها وبأيدينا مفاتيحها من مال أو جاه أو سلطان.
وهذا الجمع يصدق عليه قول الله تعالى (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل)
وقوله تعالى (أولئك كالأنعام بل هم اضل)، وإذا ما حاورت أحدهم فى أى موضوع حتى فى لماذا أنت كذلك ولماذا تفعل ذلك تجد ردود مقززة لا ترقى حتى إلى أدنى درجات الحوار اللهم إلا تمتمات وكلمات هزلية تستشعر معها أنك تتحدث مع إنسان مغيب فاقد الإحساس، فاقد الهوية، نهاره ليله وليله نهار، كثرة المال اصابتهم بالتخمة فصاروا طغمة ضآلين مضلين غير نافعين لا لأنفسهم ولا لأسرهم ولا لمجتمعهم، اللامبالاة منهجهم فى الحياة، ينظر إليهم صاحب الأفق الضيق الذى يصب جم غضبه على واقعه وحياته لفآقة أصابته أو لضيق فى الرزق، ينظر إليهم نظرة حسد ظنا منه أن هؤلاء هم السعداء فى حياتهم، لا والله لو تدبرت حالك وحالهم لتيقنت أنك أنت السعيد الحقيقى أنت من صدق فيك قول النبى صل الله عليه وسلم، من بات آمنا فى سربه معافى فى بدنه، يجد قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصواب والخطأ الحق والباطل
إقرأ أيضاً:
لقاء لمناقشة تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع شرطة مرور الطرق
الثورة نت/..
ناقش لقاء بصنعاء اليوم، خطة التجهيز لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع توسيع عمل شرطة مرور الطرق، التي تشمل طريق “صنعاء – ذمار – إب – تعز”، وطريق “صنعاء – عمران – صعدة”.
وتطرق اللقاء الذي ضم مدير عام شرطة المرور اللواء الدكتور بكيل البراشي، وممثل وزارة النقل والأشغال العامة المهندس نبيل الحيفي، إلى موجهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وتوجيهات قيادة وزارة الداخلية، بتنفيذ المشروع بناءً على النتائج الإيجابية التي حققتها شرطة مرور الطرق على طريق صنعاء – الحديدة من تقديم خدمات إنسانية وإحسان وإسعاف وإنقاذ للمواطنين.
واستعرض اللقاء بحضور مساعد مدير عام شرطة المرور العميد علي الوشلي، ومدير شرطة مرور الأمانة العقيد نجيب الأسدي، تقارير نزول قيادة شرطة المرور إلى طريق صنعاء – تعز وطريق صنعاء – صعدة، والسبل الكفيلة بتنفيذ المشروع خلال الفترة المقبلة لتقديم خدمات الإحسان لمستخدمي الطرق من السائقين والمواطنين.
وأقر اللقاء نزول فريق مشترك من الجهتين للمواقع التي تم تحديدها لاستحداث أربعة مراكز لشرطة مرور الطرق في طريق صنعاء – تعز وأربعة مراكز في طريق صنعاء – صعدة، والرفع بالاحتياجات والتجهيزات التي يتطلبها تنفيذ المشروع.
وأكد المشاركون في اللقاء أهمية تضافر جهود جميع الجهات المعنية وذات العلاقة في تنفيذ أعمال السلامة المرورية على الطرق الطويلة بنطاق مراكز تقديم الخدمات في ضوء خطة شرطة المرور التطويرية وآليتها التنفيذية.
وثمنوا جهود وزارة الداخلية في خدمة المجتمع وتقديم الواجب لمستخدمي الطريق وإعادة الانضباط المروري، مؤكدين الحرص على دعم الخطوات والإجراءات الكفيلة بتعزيز السلامة المرورية.