الإنفاق على نشر التراث المخطوط
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
بلغ اعتزاز العربى بلغته وتراثها العلمى متعدد الوجوه حدًّا فاق أيّ تصوّر، ولم يقتصر هذا الاعتزاز على امتلاك المخطوطات أو المحافظة عليها، أو اقتنائها، أو تخصيص علْم أكاديميّ لها، أو تخصيص أماكن لها. بل تعدى ذلك وغيره إلى التضحية بالمال من أجل علْم المخطوطات، بما تحتويه من كنوز المعرفة الإنسانية، فتصدّى أهل الخير للإنفاق على نشر التراث المخطوط من أموالهم الخاصة.
نفخر حين ننظر ونتذكّر بعض أسماء هؤلاء المنْفقين من أموالهم من أهل العلم، وما أظهروه للنور من كنوز تراثنا العربى الذى كان مطمورا مختفيا، ثم صار منتشرا مشهورا عالميا بلسان عربى مبين من أمثال:
أبى الطيب صديق بن حسن على بن لطف الله الحسينى البخارى المولود بالهند 1248هـ/ 1832م، وأحمد بيك أحمد الحسينى الشافعى المحامى الذى بلغ به حدّ الاعتزاز أنْ باع عزبة يمْتلكها، وذلك للإنفاق على طباعة كتاب (الأمّ) للإمام اشافعى، ومحمد زهران، والخواجا رفائيل عبيد اللذين أنفقا على إخراج كتاب (خطط المقريزى) ببولاق سنة 1370هـ/1853م، ومحمد با عيسى الحضرمى، وجماعة من أهل العلم اللذين أخرجوا كتاب خزانة الأدب للبغدادى 1882م، ومنهم:عمر الخشاب، ومحمد عبدالواحد الطوبى، ومحمد أحمد رمضان المدنى صاحب مكتبة المعاهد العلمية بالصنادقية، الذى أخرج ديوان مسْلم بن الوليد المعروف بلقب «صريع الغوانى»، وأسس الشيخ محمود شاكر مع محمد رشاد سالم، وإسماعيل عبيد مكتبة العروبة لنشر كنوز الشعر العربى من نوادر التراث، ثم حدثتْ ظروف غير مواتية عاقت تنفيذ طموحاتهم وتحقيق أمنياتهم، لتنضم جهود مشكورة للأفراد فى مجال العناية بالمخطوطات ونشرها. بل الإنفاق عليها من أموالهم الخاصة إلى جهود الهيئات والمؤسسات والجماعات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر لجنة التأليف والترجمة والنشر التى أسهمتْ إسهاما واضحا، منذ اجتمع بمدرسة المعلمين العليا بحيّ المنيرة سنة 1914 شباب مستنير، وتعددت لقاءاتهم فى المدرسة والمنزل والمسجد وتبادلوا الزيارات فى البلدان، وتنوعتْ اتجاهاتهم بين الطموح والإصلاح الدينى والاجتماعى، وكانوا أدباء، ونقادا، ومؤرخين، وفلاسفة، ثم انضم إليهم شباب من مدرسة الحقوق وفى زاوية البقلى اجتمعوا وقرروا تكوين لجان إحداها لجنة التأليف والترجمة والنشر، كما سنفصل فى المقال القادم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د يوسف نوفل لغتنا العربية جذور هويتنا العالمية الإسلامية
إقرأ أيضاً:
من كنوز متحف الفن الإسلامي.. قاع إناء خزف يمثل السيد المسيح عليه السلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يقتني متحف الفن الإسلامي قاع إناء من الخزف ذو طلاء زجاجي فيروزى ، من العصر الفاطمي ق٥هجرى / ١١ميلادى " رقم الحفظ ١/ ٥٣٩٧"
وتزينه زخارف ذات بريق معدني زيتوني اللون . ويزين التحفة رسم يمثل السيد المسيح عليه السلام بوجه كامل وذو لحية قصيرة ، والشعر منسدل في ضفيرتين طويلتين علي الكتفين ، والعينان متسعتان والحاجبان مقرونان ، ويحيط بالوجه هالة مجدولة تحيط بها أشرطة ربما كانت ترمز للصليب .
يحمل السيد المسيح عليه السلام كتابا بيده اليسرى يرجح أنه الأنجيل ، بينما ظهر وكأنه يعطى البركة بيده اليمني حيث ترمز أثنين من أصابعه إلي الطبيعة المذدوجة للسيد المسيح ، بينما يعتقد البعض ان الثلاثة أصابع الآخرى تشير إلي علامة " ألألفا والأوميجا " في إشارة إلي مقطع من سفر الرؤيا للقديس يوحنا .
والألفا يمثل الحرف الأول في الأبجدية اليونانية بينما يمثل الأوميجا الحرف الأخير منها وهما من الرموز اللاهوتية والمعني " أنا البداية والنهاية " .
ويظهر السيد المسيح مرتديا رداء يزينه تظليل يشبه قشر السمك ، وفوق الرداء عباءة منسدلة علي الجسم . ويزين الأرضية أوراق نباتيه طويلة رفيعة وأوراق ذات رؤوس مقوسة .
والرسم يتميز بالخشونة ، والزخرفة بطريقة كشط العناصر الزخرفية في طبقة الطلاء المعدني ترجح أن الصانع هو الخزاف المسلم الشهير سعد عمر بن موسي .
ويعد سعد رائد.مدرسة الخزف في زمانه وإن لم تحمل هذه التحفة الخزفية أسمه غير انها تنطق بنسبتها إليه بما وصل إلينا من تحف عديدة تحمل أسم هذا الخزاف الشهير.
ويذهب بالظن أن هذه الكسرة الخزفية لهذا الخزاف المسلم الشهير صنعت لتلبي حاجة التبادل التجارى من القبط والمسيحيين وكان مثيلها يستخدم في أداء الطقوس الكنسية وهى بحالها برهان علي مدى التسامح الديني الذى تمتع به غير المسلمين