هكذا أثبتت وما زالت تثبت أنها عنصر فاعل ومحرك ومؤثر فى المجتمع منذ أزمنة عدة وحتى يومنا هذا، فلم تكن المرأة المصرية أبدا خصما من أدوار بارزة، بل إضافة يُحترم جانبها، وربما كانت جذور مشروعها الأهم فى التمكين المجتمعى والسياسى والاقتصادى بما يتوافق وخطة الرئيس 2030، والتى بدأت تتبدى ملامحها على أرض الواقع منذ إقرارها فى عام المرأة 2017، إلا أنها استطاعت منذ زمن أن تحقق لنفسها بعضا من عناصر ذاك المشروع بشكل أو بآخر فى العصر الحديث وبالتحديد انطلاقا من تبعات ثورة 19 ودعوتها للتحرر من أى قيدٍ ظالم، بدءًا من هدى شعراوى وصفية زغلول، مرورا بسهير القلماوى وجهود لطيفة الزيات وغيرهن، ممن كانت جهودهن تعتمد إما على توجهات فردية أو مؤسسات وروابط وجمعيات تهتم لشأن المرأة، إلا أن الأمر الآن اختلف كلية، وكأننا نستدعى روح 19 ليصبح تمكين المرأة مشروعا قوميا وتوجها للدولة ورئيسها وليس مؤسسيا فحسب.
لذا كان من الطبيعى أن نرى ثمار ذلك الدعم فى خروج عناصر أنثوية مبهرة، استطاعت أن تقف باحترام أمام مجتمعها وتفرض عليه صوتها ليصل فى النهاية للحظة الاعتراف بها مؤثرة وصانعة للقرار، نماذج عدة كان أكثرها لفتًا لنظرى ما قدمته الدكتورة ناهد عبدالحميد، من خلال ملتقى الهناجر للثقافة منذ أيام، حيث استضافت عضوات منتدى فتيات الصعيد، والذى انطلق تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة منذ فترة تحت عنوان «صوتهن قوة»، بإشراف د. نورا حنا، وضم مجموعة من النساء والفتيات الصعيديات اللائى استطعن أن يبرزن فى مجالاتهن ويحققن إنجازات لم تستطع قرية بأهلها تحقيقها، فتلك يوستينا سمير التى استطاعت بفنها أن تواجه مجتمعها الصعيدى بعيوبه وتصرخ فى وجه ظالميها وتتحمل هى وفرقتها التى جابت الشوارع تمثل، محاولة إيصال صوتها وأصوات صديقاتها عبر الفن، حتى وصلت أصواتهن ليس لمجتمعهن المحدود بل لينافس ما قدمنه من فن فى مهرجان «كان»، من خلال فيلمهن «رفعت عينى للسما»، فتتحول صرخات الاستنكار فى وجوههن إلى عبارات فخر وبسمات رضا، وتلك د. إسراء عبدالحميد التى أسست 18 فصلا لمحو الأمية بقنا، لتقود مسيرة التنوير فى محافظتها وحدها تماما، وتعبر إلى عقول نساء قريتها فتضيئها، وتلك د. رانيا يوسف، من بنى سويف، لم تخضع لعبارات الاستهجان والسخرية التى تسدَّد لفنها، واستطاعت أن تصل بقدرتها على إعادة التشكيل لمواد البيئة للحصول على جوائز عدة وتنتزع صيحات الإعجاب من حناجر طالما صرخت فى وجهها، بينما تقف الجميلة سمية بهاء من المنيا، كواسطة العقد، بما حققته من مراكز رياضية متقدمة، والأهم ما استطاعت أن تفعله من تحويل مسار نظرات المجتمع المتعاطفة أو المقللة تجاه ذوى القدرات الخاصة إلى نظرات إعجاب بل وانبهار.
نماذج لنساء وفتيات أصبحن قدوات يحتذَى بها لمجتمع بأكمله، وصارت أصواتهن قوة فاعلة فى مجتمع صعيدى ينظر للمرأة نظرة ظالمة، ويرى فيها عنصرا أقل مرتبة من الرجل، رغم الواقع الذى يرصد سنويا مكانة الصعيديات علميا وتعليميا.. لكنها الأزمة الأبدية.
فى ذلك المجتمع الذى يعد خروج المرأة على عاداته جريمة، وتمردها فى وجه جهله كارثة، استطاعت تلك الفتيات أن يحجزن لأنفسهن مكانة فى المقدمة، لذلك فقد استحققن أن ننحنى لهن تقديرا، وأن تعمم تجاربهن ويسلط الضوء أكثر على تلك التجارب التى يمكنها أن تغير مجتمعا بأسره.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سمية عبدالمنعم نبضات عنصر فاعل المرأة المصرية العصر الحديث
إقرأ أيضاً:
برلمانية: أمهات وزوجات الشهداء لهم كل التقدير والتكريم من الدولة
قالت النائبة الدكتورة أمل سلامة، عضو مجلس النواب، إن المرأة المصرية صاحبة تاريخ مشرف من العطاء والنجاح والإبداع على مختلف المستويات، وهي رمز العطاء والقوة والإرادة، لافتة إلى أن تزامن يوم المرأة العالمي مع يوم الشهيد المصري له معاني كبيرة أهمها أن الأم والزوجة التي فقدت ابنها مازالت داعمة لأسرتها مستكملة لمسيرته البطولية في بناء أسرة مصرية أصيلة.
وأوضحت «سلامة» خلال كلمتها في احتفالية يوم المرأة بحضور ومشاركة العديد من سيدات المجتمع وأمهات وزوجات الشهداء وسيدات حققن نجاحات في مختلف المجالات، إن يوم المرأة العالمي ليس مجرد احتفال، بل هو تأكيد على دور المرأة المحوري في بناء المجتمع ودفعه للأمام، ويجب أن نؤكد أن المرأة المصرية ليست فقط نصف المجتمع، بل هي قوته الحقيقية، فعلى على مر التاريخ، كانت المرأة في الصفوف الأولى، من النضال السياسي والاجتماعي، بجانب دورها العظيم في بناء الأسرة والوطن.
وأشارت النائبة الدكتورة أمل سلامة إلى أن شهر رمضان المبارك يحمل في طياته معاني التضحية والصبر والإيمان، نتذكر أيضًا أن ذكرى العاشر من رمضان، يوم العبور والنصر، مؤكدة أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أولت اهتمامًا كبيرًا برعاية أسر الشهداء وكذلك قضايا المرأة، سواء من خلال التشريعات التي تحمي الحقوق، أو الفرص التي تُفتح أمامها في مختلف المجالات.
جدير بالذكر أن النائبة امل سلامة كرمت زوجات وأمهات الشهداء وعدد كبير من سيدات المجتمع والمؤثرات والشخصيات العامة والسيدات اللاتي حققن نجاحات في مختلف مجالات عملهن وتمكن من تحدي الظروف وإثبات ذاتهن.