الاحتفاء بالإبل في الشعر العربي بين الفصيح والشعبي في معرض الرياض للكتاب
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب ٢٠٢٤م، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت شعار "الرياض تقرأ"؛ عقدت ندوة حوارية بعنوان "الاحتفاء بالإبل في الشعر العربي بين الفصيح والشعبي"، تحدث فيها عضو هيئة التدريس في قسم البلاغة والنقد التابع لجامعة أم القرى الدكتور سعود بن حامد الصاعدي، والناقد الأستاذ فايز ذياب الشمري.
وناقش ضيوف الندوة العلاقة العميقة بين الثقافة العربية والإبل، وارتباطها برموز تتداخل في الشعر العربي لتشكل صورة شاملة عن العلاقة بين الإنسان والإبل، وتعكس القيم الثقافية والاجتماعية في المجتمع العربي.
تأثير الإبل
وتحدث الدكتور سعود الصاعدي عن تأثير الإبل في الشعر العربي، مشيرًا إلى أن الإبل ليست مجرد حيوانات، بل تمثل رمزًا ثقافيًّا عميقًا في التراث العربي، لارتباط وجودها بحياة البدو وصمودهم في الصحراء، متناولاً كيف أن الإبل كانت موضوعًا شائعًا في الشعر العربي القديم، مع كثير من الأسماء والصفات التي تنسب إليها، وهذا يعكس العلاقة الوثيقة بين الشاعر ورفيقه من الإبل.
وقدم الصاعدي نموذجًا تحليليًّا لفهم العلاقة بين الشعر والإبل، يتكون من عناصر مثل الاسم، والوسم، والقاموس، والناموس، موضحًا كيف يمكن لهذه العناصر أن تساعد في فهم الشعر العربي، مناقشًا أهمية الأفق الشفاهي في الشعر القديم والشعبي، وكيف أن الإبل تمثل جزءًا من هذا الأفق، مما يعزز من استمرارية الشعر وتطوره، متطرقًا إلى كيفية استخدام الشعراء للوسم علامةً على الهوية والقبيلة، وكيف أن القاموس اللغوي المتعلق بالإبل يوجد في كثير من قصائد الشعراء، مما يعكس غنى اللغة العربية.
الإبل والصورة الشعرية
وأشار إلى أن الإبل ساهمت في تشكيل الصور الشعرية، حيث يمكن أن تعكس صفات الإبل جماليات الحياة في الصحراء وتحدياتها، موضحًا أن العديد من الشعراء، مثل امرئ القيس والمتنبي، تناولوا الإبل في قصائدهم، معبرين عن مشاعرهم وتجاربهم من خلال استعارات تتعلق بالإبل.
ونوه الدكتور الصاعدي بأن وجود الإبل كانت له تأثيرات عميقة في حياة الشعراء في الصحراء، حيث كانت الإبل رفيقًا أساسيًّا للشعراء، فاستخدموها في التنقل عبر الصحراء، مما ساهم في تشكيل تجاربهم الشخصية وكتاباتهم، وشكلت الإبل مصدر إلهام شعري، حيث استخدم الشعراء صفاتها ومميزاتها في تصوير جماليات الحياة الصحراوية، مما أضاف عمقًا للصور الشعرية.
الصمود والكرامة
وأضاف: ارتبطت الإبل بالصمود والكرامة، مما جعلها رمزًا للهوية الثقافية والشجاعة في مواجهة تحديات الحياة في الصحراء، وساهمت في تشكيل التراث الثقافي، حيث كانت موضوعًا متكررًا في الشعر العربي القديم، مما يعكس أهمية هذه الحيوانات في حياة البدو، كما أنها أدت إلى تنمية اللغة الشعرية، حيث ابتكر الشعراء مصطلحات وألفاظًا تتعلق بالإبل لتعبر عن تجاربهم ومشاعرهم، مما أثرى القاموس اللغوي العربي.
ولفت إلى أن العلاقة بين الشعراء والإبل عكست القيم الاجتماعية والقبلية، مثل الكرم والوفاء، مما جعلها تبرز في القصائد جزءًا من الهوية الجماعية، وقد استخدم الشعراء الإبل في سرد قصصهم وتجاربهم، مما ساهم في نقل الثقافة والتاريخ الشفهي للأجيال القادمة.
الإبل والثقافة العربية
فيما تناول الأستاذ فايز الشمري في حديثه أهمية الإبل في الثقافة العربية ومدى تأثيرها في الأدب والشعر، مشيرًا إلى أن الإبل رمز للكرامة والصمود في وجه الصحراء، مما جعلها نقطة إشعاع في التراث العربي، حيث ترد في العديد من الأمثال والأشعار، موضحًا أن التشبيهات المرتبطة بالإبل تعكس مكانتها في نفوس العرب، حيث يتم تشبيه الناقة بالنعام في السرعة، وبالبقر الوحشي في القوة.
وتناول الشمري أيضًا مسألة الأسطورة في الثقافة العربية، متسائلًا عن إمكانية تشكيل عقل العرب لصورة أسطورية عن الإبل، مشيرًا إلى تداخل العناصر الأسطورية في الأدب العربي القديم والحديث.
وأعرب الشمري عن اعتزازه بمكانة الإبل في الثقافة العربية، وضرورة استمرار البحث في هذا الموضوع لفهمٍ أعمق للعلاقة بين الإنسان والإبل عبر العصور، لافتًا إلى أن الإبل تحمل في الشعر العربي العديد من الرموز والدلالات المهمة، منها الصمود والكرامة، حيث ترمز الإبل إلى قدرة الإنسان العربي على التكيف والبقاء في ظروف الصحراء القاسية، مما يعكس صمودهم، إلى جانب الثراء والرفاهية، إذ تُعتبر الإبل رمزًا للغنى، حيث كانت تُستخدم في التجارة والتنقل، مما يدل على مكانة صاحبها الاجتماعية.
ولفت إلى أن الإبل في الشعر ترمز إلى الحرية والانطلاق، حيث تمثل حرية التنقل عبر الصحراء، ووسيلة السفر الأساسية في حياة البدو، كما أنها ترمز للولاء والوفاء، فهي تُظهر ولاءها لصاحبها، مما يجعلها رمزًا للوفاء في العلاقات الإنسانية، وتُعد رمزًا للفخر، حيث يُشاد بشجاعتها في المعارك وتحمّلها للمصاعب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التراث العربي البرنامج الثقافي معرض الرياض الدولى للكتاب معرض الرياض هيئة الأدب والنشر والترجمة البلاغة البقر الرياض تقرأ الشعر العربي الثقافة العربیة فی الشعر العربی فی الصحراء العربی ا
إقرأ أيضاً:
375 ألف زائر في اليوم الحادي عشر من معرض القاهرة للكتاب
سجل معرض القاهرة الدُولي للكتاب 56، والذي تُنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، حضورًا جماهيريًا كبيرًا، اليوم، الإثنين 3 فبراير 2025م، بلغ نحو (375.454) زائرًا، ليصل بذلك إجمالي عدد زائريه حتى الآن، خلال أحد عشر يومًا متتاليًا، إلى (4.770.684)، أي ما يقترب من الخمسة ملايين زائر، منذ فتح أبواب المعرض للجمهور، وهو ما يُجسد مدى الإقبال الجماهيري الكبير الذي تحظى به فعاليات هذه الدورة منذ انطلاقها.
حيث شهد المعرض، اليوم، مجموعة متنوعة من الفعاليات المُهمة، والتي حققت رواجًا جماهيريًا كبيرًا؛ منها: أقيمت حيث أقيمت ندوة بعنوان "أحمد مستجير شاعر العلم والإبداع"؛ ألقت الضوء على قيمة -العالم أحمد مستجير- "شخصية معرض الكتاب"؛ كشاعر متفرد؛ وندوة بعنوان "جامعة القاهرة 100 عام من العطاء" وهي مائدة فكرية غنية، ناقشت تاريخ مصر الحديث والمعاصر، مع إلقاء الضوء على فكرة إنشاء جامعة القاهرة، ودورها البناء في خدمة الوطن؛ كما أقيمت ندوة لمناقشة "مستقبل الثقافة الرقمية في مصر"؛ والتطور الذي شهدته مصر على صعيد التحول الرقمي؛ إضافة إلى العديد من الندوات التفاعلية في مجالات متعددة كالتاريخ، والفلسفة؛ والأدب؛ والترجمة؛ وغيرها؛ كما شهد مسرحا "بلازا 1"؛ و"بلازا 2"؛ إقبالًا جماهيريًا كبيرًا من الأطفال والكبار؛ لمشاهدة العروض الرياضية الاستعراضية التي قدمها أطفال إحدى مدارس القاهرة، بالإضافة إلى عروض "عرائس الماريونت"؛ و"الأراجوز"؛ التي نظمها المركز القومي لثقافة الطفل؛ وكذلك استعراض "الليلة الكبيرة"؛ لقطاع الإنتاج الثقافي؛ بالإضافة إلى الرقصات التراثية؛ التي قدمتها فرقة المنيا للفنون الشعبية؛ التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، حيث قدموا عددًا من الأغنيات التراثية المرتبطة بالبيئة المنياوية، والتي توثق الاحتفالات والمناسبات المختلفة.
الجدير بالذكر أن فعاليات الدورة الـ 56 لمعرض القاهرة الدُولي للكتاب، تأتي برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ رئيس الجمهورية؛ تحت شعار: "اقرأ… في البدء كان الكلمة"، وتستمر حتى 5 فبراير المُقبل، وذلك بمركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس، وتحل عليه "سلطنة عُمان" ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار اسم الدكتور أحمد مستجير، العالم والأديب المصري، شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، ويأتي المعرض بمشاركة 1345 دار نشر من 80 دولة و 6150 عارضًا للإصدرات الأدبية والفكرية، وتشارك فيه 80 دولة، تمثل قارات العالم، ومن بينهم أكثر من 10 دول تشارك لأول مرة وهي: تشيلي، بلجيكا، الكونغو، رومانيا، بلغاريا، النمسا، بليز، بيرو، هولندا، سورنام، كولومبيا، فيتنام، تنزانيا، سنغافورة، وبوليفيا، ويشتمل المعرض برنامجًا ثقافيًا ثريًا يضم أكثر من 600 فعالية متنوعة.