الجزيرة:
2025-03-20@04:16:12 GMT

ماذا تحمل زيارة وزير الخارجية الإيراني للبنان؟

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

ماذا تحمل زيارة وزير الخارجية الإيراني للبنان؟

بيروت- وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى لبنان اليوم الجمعة في زيارة رسمية قصيرة التقى خلالها عددا من المسؤولين، أبرزهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، حاملا رسالة حاسمة وحازمة مفادها أن الجمهورية الإسلامية تقف إلى جانب لبنان وحزب الله.

وأبعد من رسالة الدعم كرر الوزير عراقجي ومن بيروت التي كانت يسمع فيها دوي وأصداء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية أنه "لا توجد لدينا خطط لمواصلة الهجوم على الكيان الصهيوني، ولكن إذا اتخذ الكيان أي خطوة فإن ردنا سيكون أقوى، وسنرد عليه بشكل متناسب ومدروس".

وتُعتبر هذه الزيارة الثانية لدبلوماسي رفيع المستوى إلى لبنان بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو مساء الأحد الماضي، لكنها تكتسب أهمية خاصة كونها جاءت وسط ظروف شديدة التعقيد السياسي والتصعيد العسكري الإسرائيلي، وبعد أيام قليلة من قصف الحرس الثوري إسرائيل ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعدد من القيادات الأخرى، ومن قبلهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

عراقجي اعتبر أن زيارته ليست عادية أو بروتوكولية بل تأتي في ظروف صعبة يشهدها لبنان (الفرنسية) أهمية الزيارة

ورغم التهديد الإسرائيلي برد واسع قد يدفع المنطقة إلى شفا حرب إقليمية واسعة فإن الزيارة تزامنت مع قيام المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بتأبين نصر الله خلال صلاة الجمعة، مؤكدا أن من واجب حزب الله الدفاع عن غزة، مع تسريب معلومات عن دفن نصر الله مؤقتا في مكان سري كوديعة.

وتأتي الزيارة في ظل الجهود السياسية اللبنانية الداخلية المكثفة وفق مبادرة من بري وميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط من أجل وقف العدوان على لبنان والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية يحظى بدعم جميع القوى، وذلك بعد شغور المنصب لمدة تقارب العامين.

وأوضح عراقجي أن إيران تدعم بشكل كامل مساعي اللبنانيين للتصدي لجرائم "الكيان الصهيوني"، قائلا "أجريت محادثات جيدة جدا مع الرئيسين ميقاتي وبري، وتبادلنا وجهات النظر بشأن الأحداث الأخيرة في لبنان، وأكدنا خلالها وقوف إيران إلى جانب لبنان وستبقى إلى جانبه".

ولم يُعرف ما إذا كان الوزير عراقجي قد التقى قادة من حزب الله لبحث خارطة طريق المرحلة المقبلة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتوسيع نطاقه جغرافيا ليشمل الضاحية الجنوبية لبيروت، واستخدام آلاف الأطنان من المتفجرات لتدميرها، إذ بقيت بعض جوانب محادثاته بعيدة عن الأضواء والإعلام.

وشدد عراقجي على أن إيران ستبقى داعمة للمقاومة، قائلا "إننا واثقون من أن جرائم الكيان الصهيوني ستبوء بالفشل كما فشلت سابقا وأن الشعب اللبناني سيخرج منتصرا"، معتبرا أن زيارته ليست عادية أو بروتوكولية، بل تأتي في ظروف صعبة وبيروت تتعرض للقصف في كل لحظة "وهذا خير دليل على وقوف إيران -كما كانت في السابق- دائما إلى جانب حزب الله".

وتناول الوزير عراقجي الهجوم الإيراني على إسرائيل، ووصفه بأنه مشروع وفق مبادئ الأمم المتحدة، وجاء ردا على قصف الأراضي الإيرانية والسفارة في دمشق ومصالح وأهداف إيرانية، مشيرا إلى أنه "لا توجد لدينا خطط لمواصلة الهجوم على الكيان الصهيوني، ولكن إذا اتخذ الكيان أي خطوة فإن ردنا سيكون أقوى، وسنرد عليه بشكل متناسب ومدروس".

وختم بأن "ظروف لبنان الحالية ليست عادية أو روتينية، ونحن ندعم المساعي لوقف إطلاق النار، ونتحدث مع المسؤولين ونجري المشاورات مع بعض الدول بشرط مراعاة حقوق الشعب اللبناني".

تأكيد على الدعم

بدوره، يشير الكاتب السياسي محمد شمس الدين للجزيرة نت إلى أن زيارة الوزير الإيراني تأتي في إطار التأكيد الإيراني المستمر على الوقوف إلى جانب لبنان وحلفائهم فيه.

وبشأن وصوله عبر طائرة إيرانية رغم التهديدات الإسرائيلية، يقول إن "الطائرة دبلوماسية، واستهداف الطيران المدني يعد انتهاكا للقوانين الدولية في جميع أنحاء العالم".

ويضيف شمس الدين أنه من المؤكد أن الإسرائيليين لن يستهدفوا طائرة دبلوماسية، وأن ما يهددونه فعليا هو طائرات الشحن الإيرانية التي يدّعون أنها قد تحمل معدات أو أسلحة لحزب الله، موضحا أن "إسرائيل تحاول فرض حصار بري وجوي وبحري شامل على حزب الله لمنعه من تلقي أي دعم أو إمدادات".

وفيما يتعلق بالتصريحات الإيرانية الأخيرة، يرى شمس الدين أن إيران ليست بصدد تنفيذ رد فعل مباشر في الوقت الحالي، ويقول "منذ أن بدأت إسرائيل تستهدف القيادات في قلب الضاحية الجنوبية بات واضحا جدا أن هناك نية لشن حرب تسعى إلى تغيير وجه الشرق الأوسط"، ويتساءل "هل الهدف هو تقليص نفوذ إيران وقطع أذرعها؟ أم إنهاء وجودها في المنطقة بالكامل؟".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الکیان الصهیونی حزب الله إلى جانب

إقرأ أيضاً:

تقرير: صمت المجتمع الدولي يمنح الكيان الصهيوني تفويضا مطلقا لتصعيد الإبادة في غزة

 

الثورة نت/..

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ صمت المجتمع الدولي على الجرائم الدامية التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية في قطاع غزة لم يكن مجرد فشل مشين، بل تفويض فعلي لها لمواصلة مجازرها وتصعيد جريمة الإبادة الجماعية عبر العودة إلى القتل الواسع النطاق للفلسطينيين، والاستمرار في التدمير الممنهج لمقومات حياتهم، في سعيٍ واضحٍ لإبادتهم بالكامل هناك.
وحذّر المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي اليوم الثلاثاء من أنه، بغض النظر عن الذرائع التي يروج لها الكيان الإسرائيلي، فإن الأنماط المنهجية للقتل الجماعي، والتجويع القسري المتواصل، والحرمان المتعمد من المواد الأساسية اللازمة للبقاء، والتدمير الشامل للبنية التحتية في غزة، لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف، منبها أن هذه الأفعال تشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتعد أفعال إبادة جماعية وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
وأكّد أنّ محاولات تصوير هذه الجرائم كضرورات عسكرية أو اعتبارات أمنية ليست سوى تضليل مكشوف للتغطية على جريمة الإبادة الجماعية. غير أن هذه التبريرات لا تغيّر الواقع القانوني، إذ تُنفَّذ هذه الأفعال بنية واضحة للقضاء على السكان الفلسطينيين في قطاع غزة. وحذّر المجتمع الدولي من التعاطي مع هذه التبريرات بأي شكل، مؤكدًا أن عليه اتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة المسؤولين ومنع استمرار هذه الجريمة ضد سكان قطاع غزة.
وذكر المرصد الأورومتوسطي في البيان الصحافي أنّه وثّق شن جيش العدو الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء 18 مارس مئات الغارات الجوية على مختلف محافظات القطاع الخمس، استهدفت معظمها منازل مدنية مأهولة ومراكز لإيواء النازحين وخيامًا للنازحين، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 420 شخصًا، بينهم نحو 150 طفلًا وعدد كبير من النساء، إلى جانب إصابة مئات آخرين.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّ الغارات الجوية كانت متتالية ومتزامنة، واستمرت على هذا النسق العنيف لنحو خمس ساعات (من الثانية صباحًا وحتى السابعة صباحًا)، ما يعني استشهاد شخص كل دقيقة في هذه المدة خلال اليوم في قطاع غزة.
وأشار إلى أنّ الهجمات الإسرائيلية حملت نيّة واضحة لارتكاب عمليات قتل جماعي مقصودة، إذ وثّق الفريق الميداني للمرصد الأورومتوسطي استشهاد نحو 30 شخصًا في استهداف منزل لعائلة “قريقع” بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، واستشهاد 25 شخصًا باستهداف مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين بحي الدرج وسط مدينة غزة، إلى جانب 7 عمليات قتل جماعي أخرى في محافظتي رفح وخانيونس جنوبي القطاع، راح ضحيتها نحو 60 شخصًا من عائلات “أبو طير” و”الحمايدة” و”اصليح” و”أبو سلطان” و”جرغون” و”غبون”.
وأكّد أنّه وفقًا لتحليل بيانات الضحايا، فإنّه في أكثر من حالة، قضت الغارات الإسرائيلية على عائلات بأكملها مكونة من الأب والأم والأبناء، أو حتى عائلات ممتدة، بما يشمل الأجداد والأبناء والأحفاد.
ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ الجرائم التي ارتكبها جيش العدو الإسرائيلي اليوم جاءت بعد أكثر من أسبوعين على إغلاقه المعابر مع قطاع غزة، ومنع دخول جميع أشكال السلع الأساسية والمساعدات الغذائية، بما فيها تلك المنقذة للحياة، إلى جانب الوقود والمستلزمات الطبية الأساسية، ما ترك جميع القطاعات الخدمية والحيوية في حالة من الانهيار، على النحو الذي سيعقّد من جهود الاستجابة الإنسانية، لا سيما تقديم خدمات الرعاية الطبية.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن النظام الصحي في غزة انهار بالكامل، حيث يعمل الآن بقدرة شبه معدومة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المنهجي للمستشفيات والمرافق الصحية، والقصف المباشر لسيارات الإسعاف والفرق الطبية، إلى جانب الحصار الخانق الذي منع إدخال الإمدادات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات. وأكد أن هذا التدمير المتعمد للقطاع الصحي سيؤدي إلى ارتفاع أعداد القتلى بشكل كارثي، إذ يُترك الجرحى ينزفون حتى الموت دون إمكانية تلقي العلاج، ويحوّل كل جريح إلى ضحية محتملة.
ولفت إلى أنّه بعد جولة الغارات الجوية المكثفة على قطاع غزة، أصدر جيش العدو الإسرائيلي أوامر إخلاء فورية لعدة بلدات ومدن على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، ما يعني نزوح عشرات آلاف السكان إلى المجهول، ومفاقمة الأزمة الإنسانية إلى مستويات جديدة.
ونبّه المرصد الأورومتوسطي على أنّ الكيان الإسرائيلي يحاول تبرير جرائم القتل الجماعي التي يرتكبها بالادعاء باستهدافه لمسلحين أو مطلوبين فلسطينيين، غير أنّه في كثير من الحالات، لم يثبت صحة هذه الادعاءات.

كم نبّه المرصد الأورومتوسطي على أنّ الكيان الإسرائيلي لم يتوقف عن ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية منذ السابع من أكتوبر 2023، حتى طوال مدة وقف إطلاق النار الذي نسفه صباح اليوم، حيث تعمد فرض ظروف معيشية كارثية على الفلسطينيين وحرمهم من المقومات الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة، لكنّ عودته إلى استخدام القوة المميتة ضد المدنيين يهدّد بتوسّع جريمة الإبادة، وقد يمثل مقدمة لتنفيذ مخططات وجرائم أكثر خطورة من تلك التي ارتكبها طوال الشهور الطويلة الماضية، خصوصًا في ظل الدعم السياسي والعسكري الأمريكي الكامل، والتعاجز الدولي غير المبرر.
وبيّن أنّ الكيان الإسرائيلي منع خلال وقف إطلاق النار إعادة تأهيل المستشفيات التي دمرها، وحظر إدخال احتياجات هذه المستشفيات الأساسية من أجهزة طبية، وأدوية، ومستهلكات طبية، ومولدات الكهرباء والوقود، ومحطات الأكسجين، ما يؤكد استمراره في عملية تدمير القطاع الصحي، وحرمان المدنيين من الرعاية الصحية في أكثر اللحظات التي يكونون فيها بأمس الحاجة إليها.

ولفت إلى أنّ جيش العدو الإسرائيلي -إلى جانب عودته لارتكاب جرائم القتل الجماعي- ماضٍ في خلق ظروف معيشية قاتلة ترمي إلى إهلاك الفلسطينيين في قطاع غزة، خاصة عند النظر في سياق الفقر والدمار والجوع وسوء التغذية والكوارث الصحية والبيئية التي تسببت فيها الهجمات العسكرية الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023،
ونبّه المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ التصعيد العسكري الإسرائيلي، واستمرار فرض الحصار المطبق على قطاع غزة، يعكسان نهجًا إسرائيليًا واضحًا لتكريس جريمة الإبادة الجماعية، وفقًا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948، التي تحظر فرض ظروف معيشية على جماعة ما بهدف تدميرها كليًا أو جزئيًا.
ودعا المرصد الأورومتوسطي جميع الدول والكيانات ذات العلاقة إلى ممارسة جميع أشكال الضغط الممكنة على الكيان الإسرائيلي لحمله على وقف جميع عملياته العسكرية في قطاع غزة، والعودة للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، والامتناع عن اتخاذ أي إجراء من شأنه توسيع المأساة الإنسانية في القطاع.
وطالب المرصد الأورومتوسطي جميع الدول إلى تنفيذ التزاماتها الدولية، بما يشمل فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على الكيان الإسرائيلي، بما في ذلك حظر تصدير الأسلحة إليه وشرائه منها، ووقف التعاون العسكري معه، وتجميد الأصول المالية للمسؤولين المتورطين في الجرائم ضد الفلسطينيين، وتعليق الامتيازات التجارية والاتفاقيات الثنائية، بالإضافة إلى دعم عمل المحكمة الجنائية الدولية في التحقيقات التجارية حول الحالة في فلسطين وعدم عرقلة عملها بأي شكل من الأشكال.
وحثّ المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي على تحمل مسئولياته القانونية والإنسانية بشأن ضرورة تنفيذ إصدار محكمة العدل الدولية في 28 مارس 2024، تدابير تحفظية تلزم الكيان الإسرائيلي فيها باتخاذ الإجراءات اللازمة والفعّالة، وبالتعاون مع الأمم المتحدة، لضمان دخول المساعدات إلى قطاع غزة من دون معوقات وبلا تأخير، وذلك تنفيذا لالتزاماته بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية.

مقالات مشابهة

  • جيش الكيان الصهيوني يبدأ عملية برية في غزة
  • ملامح الخطط الأمريكية الشيطانية للبنان
  • دعاء لأهل غزة بعد خرق الكيان الصهيوني لاتفاق وقف العدوان.. ردده الآن
  • وزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى تنزانيا في زيارة ثنائية
  • الكيان الصهيوني وحروب المنطقة
  • تقرير: صمت المجتمع الدولي يمنح الكيان الصهيوني تفويضا مطلقا لتصعيد الإبادة في غزة
  • آذار كل الحكاية.. ماذا خسر حزب الله خلال 20 عاماً؟
  • وزير الخارجية الأمريكي: إيران صنعة وحش الحوثيين المرعب وعليها تحمل مسؤولية ذلك
  • الخارجية العراقية: وصلتنا رسائل بنية الكيان الصهيوني شن سلسلة ضربات على بلدنا
  • وزير الدفاع يحذر كل من يُساند الكيان الصهيوني