"سوخوي مقابل الباليستي".. تبادل روسي إيراني يثير مخاوف الغرب
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
أثارت تقارير حول اعتزام إيران تزويد حليفتها روسيا بصواريخ باليستية، مقابل مقاتلات سوخوي المتطورة، حالة من المخاوف الأوروبية والأوكرانية، من تغيير مسار الحرب التي تدخل عامها الثالث، في خضم التقدم الملحوظ للقوات الروسية في أقاليم الشمال الشرقي الأوكراني.
وكانت الولايات المتحدة، وحلفاء آخرون في حلف شمال الأطلسي، حذَّروا، مرارًا وتكرارًا، طهران من اتخذ هذه الخطوة.
وبحسب خبراء، فإن الأيام المقبلة قد تشهد تعزيز التعاون العسكري المشترك الروسي الإيراني، وليست صفقة كما وصفها الإعلام الغربي.
وأشاروا إلى أنه في حال إتمام عملية التبادل العسكري بين موسكو وطهران، فإن ذلك لن يغير مسار الحرب، خاصة أنها تأتي في وقتٍ حققت فيه القوات الروسية نجاحات عسكرية متعددة داخل الأراضي الأوكرانية.
وقال مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، آصف ملحم، إن "التعاون العسكري الروسي الإيراني بدأ منذ زمن بعيد، وهناك الكثير من التفاصيل في هذا الملف".
وأضاف ملحم: "لكن ما يتعلق بتقديم طائرات روسية مقاتلة لإيران مقابل الحصول على صواريخ باليستية، فقد بدأ منذ فترة طويلة".
وأشار إلى أن "روسيا ستقدّم طائرات "سوخوي 35" إلى إيران، وهي طائرة تعد من الجيل ما بعد الرابع، وستعزز من قوة سلاح الجو الإيراني لمواجهة أعدائها، وتحديدًا إسرائيل".
وأردف في تصريحات لـ"إرم نيوز"أن إيران طلبت من ورسيا مقاتلات "سوخوي 35"، مطلع العام الماضي، واكتمل توقيع العقد بين الطرفين في مارس 2023.
وفيما يتعلق بالصواريخ الباليستية، قال ملحم، إن إيران لديها مجموعة من الصواريخ يمكن تقديمها إلى روسيا، مثل: صاروخ أبابيل مداه 68 كلم، وصاروخ فاتح 360 مداه 120 كلم، وصاروخ فاتح 110 مداه 300 كلم، وصاروخ (ذو الفقار) 700 كلم.
واستطرد أن "روسيا تحتاج لصاروخ (ذو الفقار)، لأنها لا تستطيع أن تصل لأكثر من 500 كلم في الأراضي الأوكرانية إلا من خلال الطائرات المسيّرة، وصاروخ (ذو الفقار) هو صاروخ أرض - أرض، ويصعب رصده من قبل المضادات الأوكرانية الجوية".
واستكمل حديثه أن صفقة "سوخوي مقابل الباليستي" ستثير حفيظة الدول الغربية، وقد تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، لكن إيران غير معنية بالعقوبات، ولن يؤثر عليها ذلك في شيء.
وتابع: "لابد من الإشارة إلى نقطة مهمة، أنه كان هناك حظر مفروض على إيران من قبل الأمم المتحدة لمنع تصدير صواريخها التي يتعدى مداها 500 كلم، إلا أن هذا الحظر انتهى، في 18 أكتوبر من العام الماضي، وبالتالي يمكن لإيران تصدير صواريخها الباليستية إلى أي دولة الآن".
من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، محمود الأفندي إن الصفقة العسكرية المحتملة بين موسكو وطهران تأتي في إطار اتفاقية إستراتيجية بين البلدين، والتي بمقتضاها يتم تبادل أسلحة بشكل طبيعي جدًا، ولكن الغرب يرسم هذا الأمر على أنه صفقة.
وأكد الأفندي في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن العسكريين الإيرانيين يتدربون، حاليًا، على طائرات سوخوي في روسيا، وهو يُشير إلى اقتراب تواجد طائرات سوخوي 34 و35 في إيران.
وأضاف أن "روسيا، فعليًا، بحاجة لصواريخ باليستية بعيدة المدى، فلا تملك موسكو صواريخ بعيدة المدى، وأكبر صاروخ لديها هو صاروخ إسكندر ومداه 500 كلم فقط، ومن ثم فإن موسكو بحاجة لصواريخ مداها 1500 كم من إيران وكوريا الشمالية، ولكن تلك الصواريخ بحاجة لمنصة وتدريب".
وأوضح أنه لا يستبعد إجراء صفقة "سوخوي مقابل الباليستي" لكنها لن تغير من أوراق اللعبة العسكرية بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية؛ لأن كلاً من أوكرانيا وروسيا لديهما صواريخ، ولن تغير الصواريخ الباليستية الواقع على الأرض.
وأشار إلى أن روسيا لديها أنواع من الصواريخ ستستهدف العمق الأوكراني، ومواقع الطاقة من خلال تلك الصواريخ.
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
مصر تصدر بيانا بشأن مشاورات إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
أكدت مصر في بيان لوزارة الخارجية اليوم السبت، أهمية الحلول السياسية للأزمات الدولية، تعليقا على المشاورات التي استضافتها السعودية خلال الأيام الماضية في محاولة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022.
الحرب الروسية الأوكرانيةوقالت وزارة الخارجية "تابعت مصر باهتمام المشاورات التي جرت في المملكة العربية السعودية لمحاولة التوصل لتفاهمات تفضي إلى إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية".
وأضافت الخارجية في بيانها "لطالما ظلت مصر على مدار عقود طويلة تؤكد على ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية والاستناد إلى ميثاق الأمم المتحدة ومختلف مبادئ القانون الدولي، باعتبارها المرجعيات الرئيسية التي يرتكز عليها النظام الدولي والمبادئ الأساسية الراسخة التي تحكم العلاقات الدولية، وإيمانا منها بأن تسوية النزاعات بالطرق السلمية ومعالجة جذورها هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار والسلام".
وتابعت "من هذا المنطلق شاركت جمهورية مصر العربية في المبادرات العربية والأفريقية ومبادرة "أصدقاء السلام"، وتعرب عن دعمها لكل مبادرة وجهد يهدف إلى إنهاء الأزمة، وتؤكد في هذا الصدد على ضرورة ترسيخ الحلول السياسية كقاعدة رئيسية لتسوية الأزمات الدولية، وهو ما انعكس في الانخراط المصري في عدد من المبادرات التي كانت تهدف إلى تسوية الأزمة، ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في نوفمبر ۲۰۲۲ لأهمية إيجاد تسوية سلمية لهذه الأزمة في ظل تداعياتها الإنسانية والاقتصادية والأمنية".
وأوضحت أنه من هنا، فإن التوجهات الحالية، بما في ذلك توجهات الإدارة الأمريكية، الداعية لإنهاء الحروب والصراعات في أنحاء العالم، وبالأخص في الشرق الأوسط، من شأنها أن تعطي قوة دفع وبارقة أمل في إنهاء المواجهات العسكرية المختلفة التي تستشري في مناطق عدة في أنحاء العالم، عبر تسويات سياسية عادلة تحظى بالتوافق الدولي تأخذ في الاعتبار مصالح أطرافها، بما في ذلك اتصالا بالقضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط.
واختتمت الخارجية بيانها بالقول "لقد عانت الانسانية طويلا من ويلات الحروب والصراعات، وقد آن الأوان للبرهنة لشعوب العالم بأننا نعيش بالفعل في عالم تسوده قيم التحضر والتسامح والتفاهم والعدالة، من خلال التغلب على التوجهات الأحادية التي تشعل الخصومات المدمرة، والسمو إلى المبادئ الإنسانية المشتركة بما يعطي الأمل في غد أفضل للبشرية".