- "الموت في جنين" يرصد حياة الفلسطينيين ما بعد 7 أكتوبر و"أمي المحبة" كوميديا سوداء لواقع لبنان المرير

- أفلام ببصمة إنسانية من مصر وسوريا وتونس والمغرب
- الأمير أباظة: إقامة المهرجان تحدي وتأكيد على دور الفن البارز في المقاومة


الفن والإبداع لغة مقاومة.. من خلال الكاميرا يرصد صناع الأفلام التجارب الملهمة والأوجاع والتفاصيل الإنسانية، حتى البسيطة منها، وفي الدورة الأربعين لمهرجان الإسكندرية السينمائي التي بدأت في الأول من أكتوبر وتختتم فعالياتها في الخامس من نفس الشهر يشارك العديد من الصناع في الوطن العربي في مصر وتونس ولبنان والجزائر والمغرب وفلسطين والسعودية وسوريا تجاربهم المختلفة عبر أقسام المهرجان، الذي يقام في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها الوطن العربي، ويقول الأمير أباظة رئيس المهرجان أن إقامته هو تحدي وتأكيدا على دور الفن البارز في المقاومة.


(1)
"يومين" افتتاح سوري
افتتح المهرجان الفيلم السوري "يومين" للمخرج باسل الخطيب، وهو تجربته الثالثة من بطل الفيلم الفنان السوري دريد لحام، ويشاركه البطولة كل من رنا شميس ومحسن غازي وأسامة الروماني.
واختار صناع الفيلم التعبير عن الأوجاع في سوريا لكن في قالب إنساني من خلال البطل غيث وابنته سلمى حيث يعيشان في قرية بعيدة، ويصل إليهما طفلان غريبان يدعيان أن جدهما تخلى عنهما، ومع الوقت ينشران شائعات يصدقها أهل القرية البسطاء، ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻳﺨﻔﻴﺎﻧﻬﺎ لمعرفة أﺳﺮة اﻟﻄﻔﻠينواﻋﺎدﺗﻬﻤﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﺳﺎلمين. إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺤين ﻳﻌﻴﺶ أﻫﺎﻟﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﻔﻘﺮاءﻋﻠﻰ ﺷﺎﺋﻌﺎت ﺗﺤﻤﻞ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ آﻣﺎﻻ ً وأﺣﻼﻣًا ﺑﺎﻧﻔﺮاج ﻣﺮﺗﻘﺐ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﻢ وأزﻣﺎﺗﻬﻢ. ﺧﻼل اﻟﻴﻮﻣين اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻤﻀﻴﺎﻧﻬﻤﺎ اﻟﻄﻔﻼن ﻓﻲ دارﻏﻴﺚ،ﺗﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ أﻣﻮر ﻣﺜﻴﺮة، وﻳﺘﻐﻴﺮاﻟﻜﺜﻴﺮ.

(2)
حكايات عربية
يتنافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة العديد من الأفلام العربية، ويترأس لجنة تحكيم المسابقة المخرج المصري يسري نصر الله، وتضم اللجنة كل من الممثلة والمخرجة اليونانية ﺗﺎﻣﻴﻼ ﻛﻮﻟﻴﻔﺎ والمؤرخ السينمائي مهدي عباس، وخالد الزدجالي.
تحمل الأفلام العربية المتنافسة لغة سينمائية إنسانية، يعرض الفيلم التونسي "وراء الجبل" للمخرج محمد بن عطية، بعد مشاركة الفيلم في مهرجان البحر الأحمر.


يستمر بن عطية في مساره الذي يركز على قضايا الرجل والأبوة في فيلمي "نحبك هادي، ولدي" فرصد في فيلمه الجديد الأزمات والضغوط التي يرزح تحتها الرجل في المجتمع العربي وآثارها عليه.

وتدور قصة فيلم "وراء الجبل" حول شخص يائس يطلق سراحه من سجن تونسي، حيث قضى 4 سنوات بسبب تخريبه للمكتب الذي كان يعمل فيه سابقًا، ويصبح مقتنعا فجأة أن بإمكانه أن يطير، ويصمم على تحدي شك عائلته في قدراته، بل ويحاول أن يثبت لابنه الصّغير ياسين أنه قادر على كسب التحدي.

بطل العمل هو "رفيق" -الذي جسد دوره الفنان التونسي مجد مستورة- يحاول أن يتحرر من السيطرة المجتمعية في الفيلم بأي شكل وأن يصنع من الوهم إنجازا، يثبت من خلاله قدرته على فعل مخالف، و"وراء الجبل" ليس التجربة الأولى لمستورة مع بن عطية، فقد خاض تجربة سينمائية ناجحة من قبل مع المخرج من خلال فيلم "نحبك هادي" ونال عن دوره فيه جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين في العام 2016.

فيلم تونسي آخر في المسابقة وهو "ما بين" الذي اختارت مخرجته ندى المازني حفيظ أن تكسر التابوهات وتناقش قضية جدلية "ثنائية الجنس" أو "الما بين"، البطلة شمس في الفيلم ولدت بأعضاء تناسلية مزوجة، فتجد نفسها في أزمة حياتية منبوذة ممن حولها، وتجبر على ترك قريتها لتذهب إلى مكان آخر على أمل أن تبدأ من جديد..لكن ينتظرها ألم جديد.


ومن تونس إلى المغرب تشارك المخرجة جيهان البحار بفيلم "على الهامش" الذي تعبر من خلاله عن المهمشين في ثلاث قصص حب لأشخاص تتقاطع مصائرهم، تقدم البحار رؤية فنية حول قضية التهميش الاجتماعي والاقتصادي وكيف يسعى الأبطال للهروب من الظروف القاسية وتحقيق طموحاتهم رغم التحديات والصعوبات.

وفي المسابقة فيلم مصري "المعزة" إخراج إﻳﻼرﻳﺎ ﺑﻮرﻳﻠلي، ويشارك في بطولته نيللي كريم وعمرو سعد وسيد رجب وفتحي عبد الوهاب، تدور أحداثه عن فتاة مراهقة "هادية" تهرب إلى الصحراء بعد إجبارها على الزواج برجل أكبر منها في العمر وتقرر البحث عن حياة جديدة ومختلفة.

(3)
أوجاع لبنان وفلسطين
وفي مسابقة الفيلم القصير ينافس الفيلم اللبناني "أمي المحبة" إخراج ريبال أبي رعد، والفيلم عبارة عن كوميديا سوداء لما يعيشه اللبنانين من حياة قاسية نقص الكهرباء وغيرها من التحديات اليومية القاسية. حيث ﻳُﺒﺮز ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﺎﺧﺮة ﻣﺸﻜﻠﺔﻧﻘﺺ المﻴﺎه واﻹﻧﺘﺮﻧﺖ واﻟﻘﻤﺎﻣﺔ، وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ”اﻷم“ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺠﺪ
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻧﻘﻄﺎع اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ.
فيلم آخر من لبنان يشارك في مسابقة الأفلام القصيرة "روح" إخراج تيا أزار، والفيلم عن امرأة تراقب جارها الذي يجمع متعلقاته للهرب في صمت. وفي المسابقة الفيلم اللبناني "أتيت من البحر" إخراج فيروز سرحال، و"لو غرقت الشمس في محيط من السحب" إخراج وسام شرف.

ومن فلسطين يشارك فيلم "الموت في جنين" الفيلم للمخرج كريس جيامو، الذي يسجل لمحة عن حياة مخيم جنين للاجئين في ظل قربه ﻣﻦ ﻫﺠﻮﻣين داﻣﻴين ﺷﻨﻬﻤﺎ اﻟﺠﻴﺶ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم 2023. لطالما ﻛﺎن ﺟﻨين ﻣﺮﻛﺰًا رئيسيا للمقاومة الفلسطينية المسلحة التي تسعى للإطاحة بالاحتلال العسكري الإسرائيلي غير الشرعي لعقود، حيث شنت القوات الإسرائيلية غارات مستمرة على المخيم مما أدى إلى ﻗﺘﻞ وﺟﺮح اﻟﻼﺟﺌين اﻷﺑﺮﻳﺎء ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﺧﻤﺎد اﻟﺘﻤﺮد المتزايد. ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ ﻏﺰة ﻓﻲ 7 أﻛﺘﻮﺑﺮ 2023،ﺗﺼﺎﻋﺪت أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ المﺤﺘﻠﺔ.

المخرج الفلسطيني رامي عباس في "خلاويص" وعبر الرسوم المتحركة يقدم قصة طفل وسمكة في رحلتهما للمجهول بعد الهجوم على بلدته خلال الحرب المستمرة التي تعصف بلده.

ومن فلسطين أيضا "سأعود إليك" إخراج عدى جبة، عن فلسطيني يقرر العودة إلى بلده.

المخرجة التونسية سناء جازيزي تقدم لمحة إنسانية عن امرأة في الأربعينات من عمرها من خلال فيلمها "مرحبا بالأربعينات" حيث تعيش البطلة فاطمة غارقة بين دورها كأم وبين مهامها كصحفية والسؤال هل لها مكانا في يومها؟.


وفي المسابقة الفيلم التونسي "حالمون" إخراج زينب بوزيد، ومن مصر ينافس في المسابقة فيلم "بحر" من إخراج بلال أبو سمرة، ومن الجزائر فيلم "بوسة" إخراج عز الدين قسري.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فی المسابقة من خلال

إقرأ أيضاً:

الحسين حنين: المصادقة على القانون 18.23 نقطة تحول مهمة في المشهد السينمائي المغربي

عقد المكتب التنفيذي للغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، السبت، اجتماعا استثنائيا خصص لتدارس العديد من القضايا، التي تهم المجال السينمائي بالمغرب، وانتظارات المهنيين، بعد المصادقة على مشروع قانون رقم 18.23 المتعلق بالصناعة السينمائية، وإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي.

وخص الحسين حنين رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام « اليوم 24 » بحوار يكشف من خلاله القضايا والمستجدات المتعلقة بالمشهد السينمائي الوطني، وأهمية القانون الجديد.

ما الذي يجعل هذا القانون نقطة تحول في المشهد السينمائي الوطني؟

 

« القانون 18.23 يشكل نقطة تحول مهمة في المشهد السينمائي المغربي، لأنه يجيب عن العديد من الإشكاليات التي يعاني منها المنتجون والمهنيون في القطاع.

• أولاً، تعزيز الشفافية: القانون يتضمن آليات جديدة لضمان توزيع الدعم العمومي بشكل عادل وشفاف، وسيكون المنتجون على دراية بالمعايير التي على أساسها يتوزع الدعم.

• ثانياً، تقوية المركز السينمائي المغربي (CCM): المركز السينمائي سيلعب دورا أكبر، ليس كجهة إدارية فقط، بل كمرافق حقيقي للمنتجين، يراقب الجودة ويساعد في تنفيذ المشاريع.

• ثالثاً، تبسيط المساطر الإدارية: الإجراءات للحصول على التراخيص ستكون بشكل أسرع، لتوفير الوقت والجهد، خصوصا الوقت الذي يتعلق بالإنتاجات الدولية التي يتم تصويرها في المغرب.

• رابعاً، تشجيع الإنتاج الوطني والدولي: القانون يشجع الإنتاجات الوطنية من خلال الدعم، في الوقت ذاته، سيزيد من جاذبية المغرب كوجهة لتصوير الأفلام العالمية.

 

كيف سيساهم القانون في تحسين جودة الإنتاج السينمائي؟

 

سيساهم القانون في التحسين من جودة الإنتاج السينمائي المغربي بطرق متعددة:

• الدعم المبني على الجودة: لن يُمنح الدعم بشكل عشوائي، بل للمشاريع ذات الرؤية الواضحة وسيناريو قوي، وكفاءات متميزة، الشيء الذي سيرفع من جودة الأفلام.

• تشجيع الإنتاج المشترك: ستوفر الشراكات مع شركات إنتاج أجنبية تقنيات حديثة وخبرات عالمية، الشيء الذي سيرفع من مستوى التصوير، المونتاج، والإخراج.

• تكوين التقنيين المحليين: المركز السينمائي سيدعم تكوين الكفاءات المغربية استعدادا لخدمة الإنتاجات الكبرى، مما سيساهم في رفع جودة الأعمال.

 

ماهي الإكراهات التي تواجهونها كمنتجين عند الاشتغال على الأفلام التاريخية؟

 

الأفلام التاريخية لها خصوصيات، وإنتاجها يعرف العديد من الإكراهات، منها:

• التكلفة العالية: الأفلام التاريخية تتطلب ديكورات كبيرة، ملابس تقليدية، وإعادة بناء مواقع تاريخية، تحتاج لتمويل مالي ضخم.

• صعوبة التصوير في المواقع التاريخية: أحيانا، المواقع التاريخية تحمل قيمة ثقافية وأثرية، ولا يمكننا التصوير فيها مباشرة دون الحصول على تراخيص، مما يؤخر الإنتاج.

• الدقة التاريخية: ضرورة الالتزام بالدقة التاريخية، من حيث الأزياء، الديكور، واللهجات، ما يتطلب خبراء ومؤرخين يواكبون الإنتاج.

• تحديات التقنيات الحديثة: اليوم الجمهور يود أفلاما بجودة بصرية عالية، مثل المؤثرات البصرية (VFX)، مما يتطلب خبراء في هذا المجال، حيث تزيد تكلفة الإنتاج.

كيف يمكن لإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي أن تعزز دوره في تنظيم القطاع؟

 

إعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي (CCM) ستقدم دورا أكبر وأقوى في تنظيم القطاع ويتجلى ذلك في:

• دور تنظيمي ومراقبة الجودة: المركز السينمائي سيراقب جودة المشاريع من مرحلة التصوير إلى مرحلة الإنتاج، ما سيضمن أن الدعم لن يستفيد منه سوى المشاريع التي تستحق.

• مواكبة المنتجين: المركز يواكب المنتجين تقنيا وإداريا، ما يساهم في تسهيل إجراءات التراخيص، خصوصا مع الإنتاجات الدولية التي تحتاج سرعة في التنفيذ.

 

ما هي تطلعاتكم كمهنيين لإنجاح هذا الورش الثقافي؟

 

هناك العديد من التطلعات أهمها:

• تنزيل النصوص التطبيقية بشكل عادل: القانون وحده لا يكفي، يجب أن تكون مراسيم تطبيقية واضحة، دقيقة، وقابلة للتطبيق ليفهم المنتجون أدوارهم ومسؤولياتهم.

• تحقيق الشفافية في الدعم: نريد أن يكون الدعم موجه للمشاريع الجادة ذات رؤية، وأن يكون التقييم موضوعيا ومعايير الاختيار واضحة.

• تطوير البنية التحتية: نريد كمنتجين الاشتغال في بيئة تحتوي على استوديوهات حديثة، معدات تصوير متطورة، وتقنيين مؤهلين، الشيء الذي  سيخدم المشاريع المغربية والدولية.

• فتح المجال للشراكات الدولية: القانون يشجع الإنتاج المشترك، وهنا نريد أن يكون المغرب وجهة عالمية للإنتاجات السينمائية، ونستقطب شركات إنتاج عالمية.

 

مقالات مشابهة

  • حصاد 2024| تكريم محمود حميدة بالدورة الـ 7 لمهرجان الجونة السينمائي
  • اليوم.. ختام الدورة السادسة لمهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير
  • إطلاق اسم نور الشريف على الدورة 14 لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية
  • تكريم نور الشريف وشكري سرحان.. 35 دولة تشارك فى مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية
  • مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يعلن تفاصيل دورته الـ14
  • دورة نور الشريف.. التفاصيل الكاملة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية
  • لجان تحكيم مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الدورة الـ14 والأفلام المشاركة
  • توزيع جوائز مهرجان دهوك السينمائي الدولي
  • الحسين حنين: المصادقة على القانون 18.23 نقطة تحول مهمة في المشهد السينمائي المغربي
  • أفلام عربية مشاركة في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي