أوجاع لبنان وفلسطين في الدورة الـ40 لمهرجان الإسكندرية السينمائي
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
- "الموت في جنين" يرصد حياة الفلسطينيين ما بعد 7 أكتوبر و"أمي المحبة" كوميديا سوداء لواقع لبنان المرير
- أفلام ببصمة إنسانية من مصر وسوريا وتونس والمغرب
- الأمير أباظة: إقامة المهرجان تحدي وتأكيد على دور الفن البارز في المقاومة
الفن والإبداع لغة مقاومة.. من خلال الكاميرا يرصد صناع الأفلام التجارب الملهمة والأوجاع والتفاصيل الإنسانية، حتى البسيطة منها، وفي الدورة الأربعين لمهرجان الإسكندرية السينمائي التي بدأت في الأول من أكتوبر وتختتم فعالياتها في الخامس من نفس الشهر يشارك العديد من الصناع في الوطن العربي في مصر وتونس ولبنان والجزائر والمغرب وفلسطين والسعودية وسوريا تجاربهم المختلفة عبر أقسام المهرجان، الذي يقام في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها الوطن العربي، ويقول الأمير أباظة رئيس المهرجان أن إقامته هو تحدي وتأكيدا على دور الفن البارز في المقاومة.
(1)
"يومين" افتتاح سوري
افتتح المهرجان الفيلم السوري "يومين" للمخرج باسل الخطيب، وهو تجربته الثالثة من بطل الفيلم الفنان السوري دريد لحام، ويشاركه البطولة كل من رنا شميس ومحسن غازي وأسامة الروماني.
واختار صناع الفيلم التعبير عن الأوجاع في سوريا لكن في قالب إنساني من خلال البطل غيث وابنته سلمى حيث يعيشان في قرية بعيدة، ويصل إليهما طفلان غريبان يدعيان أن جدهما تخلى عنهما، ومع الوقت ينشران شائعات يصدقها أهل القرية البسطاء، ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻳﺨﻔﻴﺎﻧﻬﺎ لمعرفة أﺳﺮة اﻟﻄﻔﻠينواﻋﺎدﺗﻬﻤﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﺳﺎلمين. إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺤين ﻳﻌﻴﺶ أﻫﺎﻟﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﻔﻘﺮاءﻋﻠﻰ ﺷﺎﺋﻌﺎت ﺗﺤﻤﻞ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ آﻣﺎﻻ ً وأﺣﻼﻣًا ﺑﺎﻧﻔﺮاج ﻣﺮﺗﻘﺐ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﻢ وأزﻣﺎﺗﻬﻢ. ﺧﻼل اﻟﻴﻮﻣين اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻤﻀﻴﺎﻧﻬﻤﺎ اﻟﻄﻔﻼن ﻓﻲ دارﻏﻴﺚ،ﺗﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ أﻣﻮر ﻣﺜﻴﺮة، وﻳﺘﻐﻴﺮاﻟﻜﺜﻴﺮ.
(2)
حكايات عربية
يتنافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة العديد من الأفلام العربية، ويترأس لجنة تحكيم المسابقة المخرج المصري يسري نصر الله، وتضم اللجنة كل من الممثلة والمخرجة اليونانية ﺗﺎﻣﻴﻼ ﻛﻮﻟﻴﻔﺎ والمؤرخ السينمائي مهدي عباس، وخالد الزدجالي.
تحمل الأفلام العربية المتنافسة لغة سينمائية إنسانية، يعرض الفيلم التونسي "وراء الجبل" للمخرج محمد بن عطية، بعد مشاركة الفيلم في مهرجان البحر الأحمر.
يستمر بن عطية في مساره الذي يركز على قضايا الرجل والأبوة في فيلمي "نحبك هادي، ولدي" فرصد في فيلمه الجديد الأزمات والضغوط التي يرزح تحتها الرجل في المجتمع العربي وآثارها عليه.
وتدور قصة فيلم "وراء الجبل" حول شخص يائس يطلق سراحه من سجن تونسي، حيث قضى 4 سنوات بسبب تخريبه للمكتب الذي كان يعمل فيه سابقًا، ويصبح مقتنعا فجأة أن بإمكانه أن يطير، ويصمم على تحدي شك عائلته في قدراته، بل ويحاول أن يثبت لابنه الصّغير ياسين أنه قادر على كسب التحدي.
بطل العمل هو "رفيق" -الذي جسد دوره الفنان التونسي مجد مستورة- يحاول أن يتحرر من السيطرة المجتمعية في الفيلم بأي شكل وأن يصنع من الوهم إنجازا، يثبت من خلاله قدرته على فعل مخالف، و"وراء الجبل" ليس التجربة الأولى لمستورة مع بن عطية، فقد خاض تجربة سينمائية ناجحة من قبل مع المخرج من خلال فيلم "نحبك هادي" ونال عن دوره فيه جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين في العام 2016.
فيلم تونسي آخر في المسابقة وهو "ما بين" الذي اختارت مخرجته ندى المازني حفيظ أن تكسر التابوهات وتناقش قضية جدلية "ثنائية الجنس" أو "الما بين"، البطلة شمس في الفيلم ولدت بأعضاء تناسلية مزوجة، فتجد نفسها في أزمة حياتية منبوذة ممن حولها، وتجبر على ترك قريتها لتذهب إلى مكان آخر على أمل أن تبدأ من جديد..لكن ينتظرها ألم جديد.
ومن تونس إلى المغرب تشارك المخرجة جيهان البحار بفيلم "على الهامش" الذي تعبر من خلاله عن المهمشين في ثلاث قصص حب لأشخاص تتقاطع مصائرهم، تقدم البحار رؤية فنية حول قضية التهميش الاجتماعي والاقتصادي وكيف يسعى الأبطال للهروب من الظروف القاسية وتحقيق طموحاتهم رغم التحديات والصعوبات.
وفي المسابقة فيلم مصري "المعزة" إخراج إﻳﻼرﻳﺎ ﺑﻮرﻳﻠلي، ويشارك في بطولته نيللي كريم وعمرو سعد وسيد رجب وفتحي عبد الوهاب، تدور أحداثه عن فتاة مراهقة "هادية" تهرب إلى الصحراء بعد إجبارها على الزواج برجل أكبر منها في العمر وتقرر البحث عن حياة جديدة ومختلفة.
(3)
أوجاع لبنان وفلسطين
وفي مسابقة الفيلم القصير ينافس الفيلم اللبناني "أمي المحبة" إخراج ريبال أبي رعد، والفيلم عبارة عن كوميديا سوداء لما يعيشه اللبنانين من حياة قاسية نقص الكهرباء وغيرها من التحديات اليومية القاسية. حيث ﻳُﺒﺮز ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﺎﺧﺮة ﻣﺸﻜﻠﺔﻧﻘﺺ المﻴﺎه واﻹﻧﺘﺮﻧﺖ واﻟﻘﻤﺎﻣﺔ، وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ”اﻷم“ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺠﺪ
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻧﻘﻄﺎع اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ.
فيلم آخر من لبنان يشارك في مسابقة الأفلام القصيرة "روح" إخراج تيا أزار، والفيلم عن امرأة تراقب جارها الذي يجمع متعلقاته للهرب في صمت. وفي المسابقة الفيلم اللبناني "أتيت من البحر" إخراج فيروز سرحال، و"لو غرقت الشمس في محيط من السحب" إخراج وسام شرف.
ومن فلسطين يشارك فيلم "الموت في جنين" الفيلم للمخرج كريس جيامو، الذي يسجل لمحة عن حياة مخيم جنين للاجئين في ظل قربه ﻣﻦ ﻫﺠﻮﻣين داﻣﻴين ﺷﻨﻬﻤﺎ اﻟﺠﻴﺶ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم 2023. لطالما ﻛﺎن ﺟﻨين ﻣﺮﻛﺰًا رئيسيا للمقاومة الفلسطينية المسلحة التي تسعى للإطاحة بالاحتلال العسكري الإسرائيلي غير الشرعي لعقود، حيث شنت القوات الإسرائيلية غارات مستمرة على المخيم مما أدى إلى ﻗﺘﻞ وﺟﺮح اﻟﻼﺟﺌين اﻷﺑﺮﻳﺎء ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﺧﻤﺎد اﻟﺘﻤﺮد المتزايد. ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ ﻏﺰة ﻓﻲ 7 أﻛﺘﻮﺑﺮ 2023،ﺗﺼﺎﻋﺪت أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ المﺤﺘﻠﺔ.
المخرج الفلسطيني رامي عباس في "خلاويص" وعبر الرسوم المتحركة يقدم قصة طفل وسمكة في رحلتهما للمجهول بعد الهجوم على بلدته خلال الحرب المستمرة التي تعصف بلده.
ومن فلسطين أيضا "سأعود إليك" إخراج عدى جبة، عن فلسطيني يقرر العودة إلى بلده.
المخرجة التونسية سناء جازيزي تقدم لمحة إنسانية عن امرأة في الأربعينات من عمرها من خلال فيلمها "مرحبا بالأربعينات" حيث تعيش البطلة فاطمة غارقة بين دورها كأم وبين مهامها كصحفية والسؤال هل لها مكانا في يومها؟.
وفي المسابقة الفيلم التونسي "حالمون" إخراج زينب بوزيد، ومن مصر ينافس في المسابقة فيلم "بحر" من إخراج بلال أبو سمرة، ومن الجزائر فيلم "بوسة" إخراج عز الدين قسري.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: فی المسابقة من خلال
إقرأ أيضاً:
تعيين أعضاء جدد للجنة دعم الإنتاج السينمائي لتعزيز صناعة السينما الوطنية
زنقة20| علي التومي
أشرف وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أمس الجمعة بالرباط، على تعيين الأعضاء الجدد للجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية، وذلك بحضور الكاتب العام لقطاع التواصل ومدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة، عبد العزيز البوجدايني.
ووفقًا لبلاغ صادر عن الوزارة، فقد تم تعيين أمين ناسور رئيسًا للجنة، إلى جانب عضوية كل من بيسان خيرات، كريم الدويشي، بشرى مازيه، محمد السعودي، فؤاد شالة، وجدان خالد، وسيدي محمد الإدريسي.
كما ضمت اللجنة شناز العكريشي ممثلة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع التواصل، وعبد الله صادق ممثلًا للوزارة – قطاع الثقافة، بالإضافة إلى خديجة فضي ممثلة للمركز السينمائي المغربي.
وفي هذا السياق، استعرض الوزير الجهود المبذولة لتطوير الصناعة السينمائية الوطنية، مشددًا على أهمية العمل المشترك مع المنظمات المهنية والمتدخلين في القطاع من أجل تفعيل مقتضيات القانون الجديد رقم 18.23، الذي يعيد تنظيم المركز السينمائي المغربي ويدخل حيز التنفيذ في أكتوبر المقبل.
وأكد بنسعيد أن الرؤية المستقبلية للقطاع السينمائي ترتكز على تشجيع الاستثمار الوطني والانفتاح على الخبرات الأجنبية، إضافة إلى دعم الإنتاج المشترك، وخلق بيئة ملائمة لعمل التقنيين المغاربة والأجانب. كما شدد على ضرورة تعزيز حضور السينما المغربية على الصعيد الدولي، وفتح أسواق جديدة خصوصًا في آسيا ودول إقامة الجالية المغربية، بما يضمن إشعاع الثقافة والهوية الوطنية عالميًا.
وفي هذا الإطار، سجلت اللجنة السابقة نجاحا ملحوظا في تدبير الشأن السينمائي، خاصة على مستوى الأقاليم الجنوبية، حيث ساهمت السينما الصحراوية في تقديم صورة راقية تعكس التوجهات العامة للمركز السينمائي المغربي.
كما قد لعب عضو اللجنة السينمائية سعيد زريبيع دورا بارزا في هذا النجاح الأول من نوعه، من خلال دعمه للإنتاجات المحلية وتعزيز حضور الأعمال السينمائية الصحراوية في المشهد الوطني والدولي، بما يساهم في إبراز التنوع الثقافي المغربي وتقوية الصناعة السينمائية في الأقاليم الجنوبية.
وفي ختام اللقاء، عبّر الوزير عن شكره لرئيس وأعضاء اللجنة الجدد على التزامهم بالمساهمة في تطوير الصناعة السينمائية الوطنية، بما يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز مكانة المغرب كوجهة سينمائية رائدة.