تسعى هيئة البيئة ممثلة بإدارة البيئة بمحافظة الداخلية إلى تسليط الضوء على أهمية المحافظة على التنوّع الأحيائي والطبيعي بولاية الجبل الأخضر مع دخول موسم السياحة بالولاية ذروته، حيث أطلقت الإدارة خلال الفترة من 22 يوليو حتى 31 أغسطس الفائتين النسخة الثالثة من مبادرة «حماة البيئة» التي تسعى من خلالها الهيئة إلى رفع مستوى الوعي البيئي للمواطنين والسائحين ورصد التعديات من أجل بيئة نظيفة مستدامة بولاية الجبل الأخضر.

وحول هذه المبادرة، قال أحمد بن سالم العميري، مدير إدارة البيئة بمحافظة الداخلية: إن المبادرة جاءت استمرارًا لسعي الإدارة للتوعية بالآثار الناتجة عن السلوكيات والممارسات البيئية الخاطئة من أجل رفع وتعزيز المسؤولية الاجتماعية بضرورة الحفاظ على الحياة الفطرية والأشجار البرية المعمرة مثل العلعلان والعتم، والحد من ظاهرة حرق الأشجار المعمرة من خلال الحد من عمليات الشوي تحت هذه الأشجار، ويأتي ذلك عبر فريق ميداني للمراقبة والتفتيش في عدد من المواقع السياحية بالجبل الأخضر، وحول أثر المبادرة مجتمعيًا ومدى تحقيقها للأهداف، أشار العميري بقوله: إن المبادرة ركّزت على غرس الثقافة البيئية لدى المواطنين والزوار ومكّنتهم من حماية البيئة التي نعيش فيها وعدم الإخلال بالنظم البيئية التي تؤثر على الأشجار المعمرة والحياة الفطرية نتيجة تلك السلوكيات والممارسات الخاطئة، وعن آليات تطبيقها ومراقبة التزام الزوار بعدم المساس بالغطاء الأخضر، أضاف: إن هيئة البيئة بمحافظة الداخلية قامت مؤخرًا بتركيب لوحات تعريفية بالأشجار المعمرة حتى يتمكن الزائر من معرفة التأريخ العريق لهذه الأشجار والقيمة التي تتميز بها، كما أن الإدارة قامت بتشكيل فريق عمل للرقابة البيئية في الجبل الأخضر لتوزيع بعض المطويات التعريفية، وفي الجانب الآخر يقوم الفريق باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية لكل من يحاول العبث بالغطاء الأخضر.من جانبه، قال عبدالله بن سليمان الشقصي رئيس قسم الرقابة البيئية: إن المبادرة ترتكز على جوانب عديدة من بينها توعية المواطنين والسائحين بالآثار الناتجة عن السلوكيات والممارسات البيئية الخاطئة من أجل رفع وتعزيز المسؤولية الاجتماعية ونشر الوعي حول الحفاظ على الحياة الفطرية والأشجار البرية المعمرة وأهمها شجرتا العلعلان والعتم، والحد من ظاهرة حرق الأشجار المعمرة، وكذلك التنبيه على عدم الشواء تحت هذه الأشجار، ويأتي ذلك عبر فريق ميداني للمراقبة والتفتيش في عدد من المواقع السياحية بالجبل الأخضر.

وعن مدى نجاح المبادرة ورصد تجاوزات وسلوكيات خاطئة تجاه البيئة، قال الشقصي: تم رصد القليل من التجاوزات والمخالفات في السنوات الأخيرة بعد إطلاق المبادرة قبل عامين، وجاء استمرارية المبادرة هذا العام لرفع الوعي بحماية التنوع البيئي والأشجار البرية المعمرة والتأكيد على أهمية الحفاظ على البيئة وعدم قطع الأشجار والحرص على عدم رمي المخلفات بشكل عشوائي بالإضافة لعدة إجراءات أخرى تتعلق بإدارة محمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية، والإدارة لن تتهاون مع أي تجاوزات أو عبث بالبيئة بشتى مجالاتها، مُضيفًا: إن مستوى الوعي الذي لمسه الفريق من المواطنين في النسختين الأوليتين من البرنامج كان كبيرًا ومستوى إدراكهم للمسؤولية المشتركة في صون بيئتنا الجميلة والحفاظ على المفردات المميزة الموجودة بولاية الجبل الأخضر يفوق التوقّعات، مُعربًا عن أمله في أن تتكاتف الجهود ويتعاون الجميع للحفاظ على البيئة وصون مواردها الطبيعية حيث لم يتم رصد أي مخالفات أو تجاوزات خلال هذا الموسم وهو دليل على انعكاس الأثر الإيجابي لدى الجميع.

وحول استمرارية المبادرة، قال الشقصي: إن تنفيذ هذه المبادرة يتم في الموسم السياحي الذي يتمتع به صيف الجبل الأخضر، وهذه المبادرة تسعى في المستوى الأول إلى تعزيز مستوى الوعي لدى الأفراد من المواطنين والمقيمين؛ إذ يعد الجبل الأخضر من أكثر الوجهات المحلية للسياحة الداخلية، وهناك شراكة فاعلة بين الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص من أجل استقطاب العديد من الفعاليات والخدمات بهذه الولاية، وتأتي هذه المبادرة لتعزيز هذه الجهود بين الجهات الحكومية للحفاظ على البيئة وصون مواردها الطبيعية؛ علمًا بأن المبادرة يتم تقييمها بشكل سنوي من قبل الفريق القائم على تنفيذها والمسؤولين المشرفين عليهم إضافة إلى تطويرها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأشجار المعمرة الجبل الأخضر هذه المبادرة من أجل

إقرأ أيضاً:

هيئة البيئة – أبوظبي تنظِّم الاجتماع الخامس لرؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة

تستضيف هيئة البيئة – أبوظبي ولجنة بقاء الأنواع، التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، الاجتماع الخامس لرؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع في أبوظبي، في الفترة من 25 إلى 28 أكتوبر 2024، في فندق باب القصر في أبوظبي.

وسيضمُّ الاجتماع أكثر من 300 مشارك من القادة والخبراء في مجال الحفاظ على الأنواع من أكبر شبكة علمية تطوعية للحفاظ على الأنواع في العالم. ويُعقَد الاجتماع كلَّ أربع سنوات، ويهدف إلى الاستفادة من خبرات وتجارب مجموعات لجنة بقاء الأنواع، لتسهيل تبادل المعرفة والعمل الجماعي، بهدف تعزيز مهمة الحفاظ على الأنواع.

ويضمُّ برنامج الاجتماع أكثر من 120 جلسة صُمِّمَت لتعكس دورة حفظ الأنواع (تقييم – تخطيط – عمل)، وهو الإطار الأساسي لأنشطة لجنة حفظ الأنواع، مع تخصيص يوم كامل لكلٍّ من هذه المكوّنات. ويتضمَّن جدول الأعمال أكثر من 20 جلسة عامة، وورش عمل وجلسات نقاشية عدّة، وندوات وفرصاً تدريبية، إضافةً إلى جلسات متنوعة أخرى لتبادل الخبرات والدروس المستفادة من رؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع خلال السنوات الأربع الماضية، على مدى العقود الثمانية منذ تأسيس اللجنة.

وقالت سعادة رزان خليفة المبارك، رئيس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة: «يسعدنا استضافة أبوظبي (الاجتماع الخامس لرؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع) مرة أخرى. سيجتمع هذا العام مئات الخبراء لتسليط الضوء على الأزمة الثلاثية المتشابكة للتنوُّع البيولوجي والمناخ ورفاهية الإنسان، وحقيقة أنَّ حلَّ هذه الأزمات الثلاث يكمن في قدرة الطبيعة على التجدُّد، وقدرة الحيوانات والفطريات والنباتات على تنظيم الغلاف الجوي والحفاظ على النظم البيئية، ووظائفها الحيوية، وضمان سلامتها وصحتها. وسيركِّز المشاركون على أهمية معالجة هذه الأزمات بشكل جماعي من خلال الحفاظ على النظم البيئية واستعادتها، وكيف يمكن أن يسهم هذا بشكل فاعل في إيجاد حلول مستدامة لمستقبل كوكبنا».

وأضافت المبارك: «إنه لمن دواعي فخرنا أن تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، وأبوظبي على وجه الخصوص، تقليدها المتمثّل في استضافة اجتماعات رؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع منذ إنشائها، حيث تستضيف أبوظبي للمرة الخامسة هذا الاجتماع المهم، ما يؤكِّد دور أبوظبي الرائد والمستمر في قيادة جهود المحافظة على الطبيعة. إنَّ اجتماع هذا العام يتميَّز بحضور مئات الخبراء الملتزمين بقضية الحفاظ على الأنواع، لمناقشة سُبُل اتخاذ إجراءات عاجلة ومستقلة في هذا المجال، ويظلُّ تركيزنا على القيمة الجوهرية للحفاظ على الأنواع، التي يؤدي كلٌّ منها دوراً فريداً في استقرار وظائف النظم البيئية في جميع أنحاء العالم».

وتابعت سعادتها: «على الرغم من أنَّ مهمتنا الأساسية هي وقف انقراض الأنواع وعكسه، فمن المهم أن ندرك أن جهود الحفاظ على الطبيعة تسهم بطبيعتها في المرونة البيئية بنطاقها الواسع. لا تحمي هذه الإجراءات تراثنا الطبيعي فحسب، بل تزيد أيضاً من قدرتنا العالمية على التخفيف من آثار تغيُّر المناخ والتكيُّف معه وتعزيز المرونة لمواجهته. ومن خلال التركيز على الحفاظ على الأنواع، فإننا نضع بالفعل أساساً يعود بالنفع على التنوُّع البيولوجي والمجتمع العالمي الذي يواجه تحديات المناخ».

وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «لأكثر من 15 عاماً، عقدت لجنة بقاء الأنواع، التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، اجتماعات مهمة في أبوظبي أحدثت تغييرات إيجابية، وعزَّزت جهود الحفاظ على الأنواع في جميع أنحاء العالم، حيث أصبحت اجتماعات القادة هذه أساساً مهماً للتخطيط الاستراتيجي والتعاون داخل لجنة بقاء الأنواع والاتحاد وخارجها.

وأضافت سعادتها: «من خلال الجمع بين هذه الكوكبة المتخصصة من رؤساء المجموعات، سنكون قادرين على إيجاد حلول عملية وملهمة للحفاظ على الأنواع للأجيال المقبلة والاستمتاع بجمال وتنوُّع الطبيعة».

وقال البروفيسور جون بول رودريغيز، رئيس لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة: «نشعر في أبوظبي وكأننا في وطننا. يعتمد رؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع الآن على هذه التجربة التي تغيِّر الحياة كلَّ أربع سنوات. وستكون هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها بعض المشاركين شخصياً برئيس مشارك لمجموعتهم الخاصة. أمّا للآخرين، فستكون فرصة لإعادة الاتصال ومواصلة الحوار الذي بدأ قبل أربع سنوات. لكن لمعظمهم، ستكون أربعة أيام ملهمة وستشكِّل تحدياً لهم، حيث يشحنون طاقاتهم، ويوسِّعون آفاقهم، ويعزِّزون شعورهم بالانتماء إلى هذه الشبكة الفريدة. وبالنسبة إليَّ، سيكون هذا آخر اجتماع لرؤساء مجموعات اللجنة بصفتي رئيساً لها، وهي التجربة المهنية الأكثر ثراءً التي مررت بها».

يمتاز اجتماع هذا العام بمشاركة رؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع مع المؤسَّسات المحلية، لتبادل الخبرات والمعرفة حول تحديات الحفاظ على الأنواع على المستويات المحلية والعالمية، والإجراءات اللازمة لمعالجة هذه التحديات.

وخلال اجتماع رؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع السابق، الذي عُقِد في أبوظبي عام 2019، أصدر الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة نداءً عاجلاً يؤكِّد فيه أهمية تضافر الجهود العالمية للحفاظ على الأنواع، باعتبارها مسؤولية مشتركة. وكانت دعوة أبوظبي للعمل العالمي للحفاظ على الأنواع رسالة إلى حكومات العالم لاتخاذ تدابير طارئة لإنقاذ الأنواع الأكثر عرضة للانقراض. ونتيجة لذلك، أطلق الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في عام 2023 خطة العمل العالمية للحفاظ على الأنواع.

يُشار إلى أنَّ لجنة بقاء الأنواع، التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، تُعَدُّ أكبر شبكة علمية تطوعية للحفاظ على الطبيعة في العالم، وتتبنّى موضوعات أساسية تشمل تطوير المعرفة بشأن حالة الأنواع من أجل التقييمات العالمية. وتظل القائمة الحمراء للأنواع المهدَّدة بالانقراض معياراً لتحديد فئات التهديدات للأنواع، وتُستخدَم عالمياً مؤشراً على حالة التنوُّع البيولوجي. وتعدُّ القوائم العالمية والوطنية أدوات مهمة وفعّالة في تحفيز العمل للحفاظ على الأنواع وموائلها. وقد قيَّمت لجنة بقاء الأنواع وأعضاء شراكة القائمة الحمراء أكثر من 160,000 نوع على مستوى العالم.

وتتولّى هيئة البيئة – أبوظبي، و«لجنة بقاء الأنواع» تنظيم الاجتماع، بينما يمثِّل أعضاء لجنة بقاء الأنواع المشاركين الأساسيين. وتجتمع اللجنة في أبوظبي للمرة الخامسة لتعزيز مهمة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، التي تتمثَّل في التأثير في المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وتشجيعها ومساعدتها على الحفاظ على سلامة وتنوُّع الطبيعة، وضمان أن يكون أيُّ استخدام للموارد الطبيعية عادلاً ومستداماً بيئياً. وقد استضافت هيئة البيئة – أبوظبي جميع اجتماعات رؤساء المجموعات السابقة منذ عام 2008.


مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة تبحث دعم التنمية السياحية البيئية بالبحر الأحمر وجنوب سيناء
  • «الرياضة والبيئة» تنفذان المبادرة القومية للتوعية البيئية بمراكز الشباب تحت شعار youth saving Earth
  • وزارتا الرياضة والبيئة تنفذان المبادرة القومية للتوعية البيئية بمراكز الشباب
  • هيئة البيئة – أبوظبي تنظِّم الاجتماع الخامس لرؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة
  • «البيئة» ترصد حلول الطاقة المتجددة واستخداماتها في العمليات الزراعية
  • “البيئة” تؤكّد أهمية التوسّع في الزراعة العضوية بدون تربة للتغلب على التحديات البيئية ورفع كفاءة الإنتاج الزراعي
  • "هيئة تنظيم الاتصالات" ترصد 2000 مخالفة تسويق هاتفي
  • «البيئة» ترصد الصعوبات المواجهة للشركات الناشئة في المشروعات الخضراء
  • الخضرة تواجه التصحر: العراق يكتب قصته البيئية