الحفل التنكري.. حكاية الملك الذي عاش صراعا بين الحب والسلطة
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
لقد جسّد عرض "الحفل التنكري" ببراعة عالم الملك السويدي جوستاف الثالث، الذي عاش صراعًا بين الحب والسلطة والخيانة، ليصل في النهاية إلى مصير مأساوي. كان العرض مستوحى من أحداث حقيقية، لكن فيردي قدّمها بأسلوب درامي ساحر، يعكس عمق شخصياته وتعقيد علاقاتهم. ارتكزت القصة على مثلث الحب بين الملك وأميليا، زوجة صديقه المقرب الكونت أنكارستروم، والذي يتحول من أقرب المخلصين إلى عدو متآمر بفعل غيرته وحقده.
أخذ العرض شكله الفني الكامل على مدار ثلاث ساعات، وتم تقسيمه إلى ثلاثة فصول، حيث ضم كل فصل تناميًا تدريجيًا في تصاعد الأحداث والصراع الدرامي، بدءًا من الفصل الأول الذي أظهر الحبكة والتوتر السياسي، مرورًا بالفصل الثاني الذي سلّط الضوء على العلاقة العاطفية والشكوك، وانتهاءً بالفصل الثالث الذي شهد النهاية المأساوية للملك. وبين هذه الفصول كانت هناك استراحات للجمهور لاستيعاب الأحداث والاستمتاع بالأجواء الفنية المحيطة بالعرض.
تميزت قيادة الأوركسترا تحت إشراف المايسترو جيامباولو بيزانتي، الذي استطاع بإبداعه أن ينقل نبضات الموسيقى بكل دقة، محققًا توازنًا رائعًا بين الأداء الموسيقي والأداء التمثيلي. بيزانتي ليس غريبًا على هذا النوع من الأوبرات الكبرى، فقد سبق له قيادة العديد من الأعمال العالمية على أكبر مسارح الأوبرا. رافقته في هذا النجاح أوركسترا المسرح الغنائي في كالياري التي قدمت أداءً موسيقيًا متكاملاً، إلى جانب كورال المركز الوطني للفنون الأدائية في الصين الذي أضفى على العرض عمقًا صوتيًا هائلًا.
ومن الناحية البصرية، جاء العرض استثنائيًا بتصاميم ديكور وأزياء راقية من إبداع هوجو دي آنا، الذي اشتهر بإبداعاته البصرية المبهرة. صمم دي آنا مشاهد غنية بالتفاصيل، حيث استخدم الإضاءة والظلال بشكل متقن ليعزز الأبعاد الدرامية للأحداث. كما أضافت عروض الفيديو التي تم استخدامها خلال الأوبرا عنصرًا حديثًا للتجربة المسرحية، مما جعل المشاهد يغوص في عالم القصص القديمة من منظور فني حديث. كانت الأزياء التي ظهرت على المسرح تعكس الطابع الملكي والترف الذي ساد البلاط السويدي في ذلك الوقت، مما ساهم في تعزيز الأجواء التاريخية والدرامية.
أما على مستوى الأداء التمثيلي والغنائي، فقد تألق نجوم الأوبرا العالمية في تقديم أدوارهم ببراعة استثنائية. لعب بيوتر بيكشافا دور الملك جوستاف الثالث، وقد أبدع في تجسيد شخصيته التي تمزج بين القوة والضعف، وبين الحب والخيانة. كان أداءه الصوتي متناغمًا مع المشاعر الدرامية للشخصية، ليُظهر التوتر الداخلي الذي عاشه الملك. أما لياو تشانجيانج، الذي لعب دور الكونت أنكارستروم، فقد أبدع في تقديم شخصية الصديق المخلص الذي ينقلب على ملكه بدافع الغيرة والخيانة. وقد جاء أداؤه العميق مؤثرًا للغاية، حيث تفاعل الجمهور مع هذا الصراع النفسي الذي عايشته الشخصية. أبدعت إيلينا ستيخينا في دور أميليا، حيث جسدت المرأة التي وقعت في حب محرم، وتمزقت بين واجبها تجاه زوجها وحبها للملك. كان صوتها العذب وأداؤها التمثيلي العاطفي من أبرز محاور العرض.
كما لم تكن الأدوار الثانوية أقل أهمية، حيث تألق كل من أجنيشكا ريخليس في دور العرافة مدام أرفيدسون، وإنكيليدا كاماني في دور أوسكار، خادم الملك، الذين قدما أداءً ساهم في تعميق الحبكة وإضفاء بعدٍ أكبر على الأحداث.
على مستوى التفاعل الجماهيري، فقد لوحظ تفاعل الجمهور وشد انتباهه إلى آخر العمل، فما كانت الاستراحات إلا فرصة للحديث عن تفاصيل الفصل الأول والثاني، حيث قدم عرض "الحفل التنكري" تجربة فريدة جمعت بين الجمال الموسيقي والإبداع الفني، ليؤكد مرة أخرى على قدرة الأوبرا في مسقط على تقديم عروض من الطراز العالمي، وهذا نهج اعتمدت عليه الدار في استقطاب العروض العالمية المختلفة والتي تلبي مختلف الأذواق والأمزجة للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
ساهم هذا العرض في إبراز التعاون الفني الدولي بين المؤسسات الفنية الكبرى، حيث كان الإنتاج المشترك بين الصين وسلطنة عمان نموذجًا للتبادل الثقافي الناجح، الذي يعزز التفاهم بين الشعوب عبر الفن.
كما قدمت الدار اليوم الجمعة ليلة موسيقية بعنوان "أمسية موسيقية من الصين"، بقيادة قائد الأوركسترا لو جيا، وبمشاركة كورال وفناني المركز الوطني للفنون الأدائية في الصين، وأوركسترا المسرح الغنائي في كالياري. قدم الحفل مجموعة متنوعة من الأعمال الموسيقية، شملت كونشيرتو الكمان رقم 1 لجاو جيبينج، وأغانٍ تقليدية من تراث سيشوان وكازاخستان، إضافة إلى توزيع أوركسترالي لبعضها. استمرت الأمسية لمدة 60 دقيقة دون استراحة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ثمن الخيانة الزوجية.. حكاية مقتل سائق توك توك علي يد عشيقته بالوراق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
العلاقات غير الشرعية دائمًا ما تحمل في طياتها بذور الأزمات والمآسي، حيث تتعدى حدود الأخلاق والقيم، لتتحول في كثير من الأحيان إلى بؤرة للصراعات وغالبًا ما تنتهي تلك العلاقات بعواقب كارثية، تبدأ بالخيانة والتهديد وتنتهي بجرائم عنف قد تهز المجتمع بأسره.
في واحدة من هذه الحوادث المؤسفة، شهدت منطقة الوراق بمحافظة الجيزة جريمة مأساوية راح ضحيتها سائق توك توك على يد عاملة نظافة، بعد علاقة غير شرعية جمعتهما، بدأت القصة بخطيئة، وتطورت إلى تهديد وابتزاز، وانتهت بجريمة قتل داخل منزل الضحية، عندما اختارت المتهمة إنهاء تلك العلاقة الآثمة بالطعنات القاتلة.
ففي الجريمة التي هزت أرجاء منطقة الوراق بمحافظة الجيزة، حيث قامت عاملة نظافة بقتل سائق توك توك داخل منزله، بعد تهديده لها بفضح أمرها إثر علاقة غير مشروعة جمعتهما، كشفتها الأجهزة الأمنية بعد بلاغ من زوجة المجني عليه حملت تفاصيل مثيرة في طياتها.
بلاغ يكشف الجريمةبدأت القصة عندما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا من سيدة تدعى "كريمة ع"، 42 عامًا، تفيد بالعثور على جثمان زوجها "محمد ع"، 49 عامًا، سائق توك توك، داخل شقته مصابًا بطعنات نافذة في الجسد.
انتقل المقدم محمد طارق، رئيس مباحث قسم شرطة الوراق، إلى مكان الواقعة برفقة فريق من المباحث، حيث تم العثور على جثة المجني عليه غارقة في الدماء داخل غرفة نومه، بدأت الأجهزة الأمنية جمع المعلومات وتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالمنطقة لكشف غموض الحادثة.
تهديد انتهي بالقتلمن خلال التحريات التي أجراها ضباط مباحث قسم الوراق، توصلت الشرطة إلى أن مرتكبة الجريمة هي "هبة ر"، عاملة نظافة تبلغ من العمر 42 عامًا. تم القبض عليها، وخلال التحقيقات، اعترفت بارتكاب الجريمة بدافع الانتقام من المجني عليه بعد تهديده لها بفضح علاقتهما.
علاقة غير شرعية
وفقًا لاعترافات المتهمة، تعرفت على المجني عليه أثناء استقلالها التوك توك الخاص به في إحدى المرات، تطورت العلاقة بينهما لتصبح علاقة غير شرعية، حيث كان المجني عليه يستغل غياب زوجته لإقامة علاقات جنسية معها داخل شقتة التي شهدت الجريمة.
وأضافت المتهمة أن المجني عليه طلب منها الحضور إلى شقته يوم الواقعة، لكنها رفضت، ومع إصراره وتهديده لها بنشر تسجيلات لمكالمات جنسية دارت بينهما، اضطرت للذهاب إلى شقته، وأثناء اللقاء، استلت سلاحًا أبيض (سكينًا) كانت تخبئه، وقامت بتسديد عدة طعنات له، أودت بحياته على الفور، قبل أن تفر هاربة.
كشف تقرير الطب الشرعي أن المجني عليه توفي نتيجة إصابته بعدة طعنات نافذة في منطقتي الصدر والبطن، مما أدى إلى تهتك الأنسجة الداخلية ونزيف حاد أودى بحياته.
وتم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة حيال الواقعة وبالعرض علي النيابة العامة والتي أمرت بانتداب طبيبا شرعيا لتشريح جثمان المجني عليه وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن، مع مراعاة استكمال تحريات المباحث حول الواقعة والاستماع إلى أقوال الشهود وتفريغ محتوى الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه، كما واجهت النيابة المتهمة بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقرت بصحتها وعليه أمرت النيابة بحبسها 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات وجدد قاضي المعارضات حبسها 15 يوما آخرين، واصطحب فريق من النيابة العامة بشمال الجيزة المتهمة إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمتها وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة وجار استكمال التحقيقات.