مستوطنان يقتحمان المسجد الأقصى وينفخان في البوق
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
القدس المحتلة- اقتحم مستوطنان إسرائيليان اليوم الجمعة المسجد الأقصى، وقاما بنفخ البوق بالمصلى المرواني، قبل اعتقالهما من قبل الشرطة الإسرائيلية.
ووفق بيان مقتضب لدائرة الأوقاف الإسلامية بعد انتهاء صلاة الجمعة، فإن "اثنين من المتطرفين اليهود قاما بدفع شرطي (إسرائيلي) وأحد حراس المسجد (يتبع الأوقاف) الموجودين في باب القطانين (أحد أبواب المسجد الأقصى)، وذهبا بسرعة باتجاه المصلى المرواني مع ملاحقة الشرطة والحراس لهما".
وأضافت أن المستوطنيْن "انبطحا أرضا ونفخا بالبوق وتم اعتقالهما من قبل شرطة الاحتلال".
والنفخ في البوق طقس يرمز للتفوق والسيادة وفق ما صرح به سابقا للجزيرة نت الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، مضيفا أن المتطرفين يعتبرونه أيضا فصلا بين زمانين "زمان هويته الإسلامية الذي يتوهمون أنه انتهى، وزمان تهويده الذي يظنون أنه بدأ".
وشارك 460 مستوطنا أمس الخميس في اقتحام المسجد استجابة لدعواته اقتحام بعيد رأس السنة العبرية، وقام بعضهم خلال الاقتحام "بالرقص والتصفيق وأداء طقس السجود الملحمي (الانبطاح أرضا) بشكل جماعي في الساحات الشرقية للمسجد بحماية شرطة الاحتلال"، وفق ما أكده شاهد عيان للجزيرة نت.
ومن المتوقع خلال الأسابيع القادمة حدوث مزيد من الاقتحامات للمسجد مع حلول يوم الغفران وعيد العُرش وما تسمى "ختمة التوراة".
ووفق مختصين بشؤون القدس والمسجد الأقصى، فإن موسم الأعياد اليهودية -الذي بدأ برأس السنة العبرية- من أخطر المواسم على المسجد الأقصى، وتأتي هذا العام في ظل حكومة متطرفة يشارك مسؤولون فيها في اقتحامات المسجد.
وفي غضون ذلك، منعت قوات الاحتلال مئات المصلين من دخول المسجد لأداء صلاة الجمعة، واندلعت بينها وبين المصلين مواجهات عند باب الأسباط اعتدت خلالها عليهم.
وبدعوة من خطيب الجمعة ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين أدى المصلون صلاة الغائب "على أرواح كل الشهداء هنا في أرضنا الطاهرة المباركة أرض فلسطين، وهناك في أرض لبنان وفي ديار المسلمين"، وفق ما جاء في الخطبة.
وانتقد خطيب الأقصى "صمت الأمة الإسلامية" إزاء ما يجري من قتل وتدمير في فلسطين ولبنان، متسائلا "إلى متى تتخاذلون وتترددون عن نصرة القدس وأقصاها ومقدساتها وعن نصرة شعبها الصابر الثابت المرابط رغم كل التحديات ورغم كل المؤامرات؟! أين إسلامكم؟! وأين إيمانكم؟!".
وقال إن "هذه الأرض (فلسطين) مهما غلب فيها الكفر والطغيان فستبقى بحول الله وقدرته أرضا للرباط أرضا للثبات أرضا لأبناء هذا الشعب الذي افتداها ويفتديها بالدماء والأرواح".
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 يفرض الاحتلال قيودا مشددة على فلسطينيي القدس، بما في ذلك وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، في حين تدعم الحكومة الإسرائيلية اقتحامات المستوطنين للمسجد 5 أيام في الأسبوع.
ومنذ عام يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا واسعا على قطاع غزة أسفر عن أكثر 138 ألف شهيد وجريح، أتبعه بعدوان واسع على لبنان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي أسفر عن مئات الشهداء والجرحى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
هل نجح الاحتلال في إلغاء تأثير المصلين والأقصى في شهر رمضان؟
#سواليف
رغم التحذيرات السنوية الصادرة عن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي ” #شاباك “، الذي وصف #المسجد_الأقصى بأنه ” #برميل_بارود ” على وشك #الانفجار، فرضت سلطات #الاحتلال الإسرائيلي قيودًا مشددة على #الاعتكاف في المسجد، ومنعت المكوث فيه طوال شهر #رمضان، باستثناء العشر الأواخر فقط.
وفي هذا السياق، صرّح الشيخ #عكرمة_صبري، خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، بأن “الاحتلال منع الاعتكاف أيام الخميس والجمعة السابقة للعشر الأواخر، وأباحه بصلاحيات محدودة لأهالي الضفة تحت شروط أمنية مشددة”.
وفي خطوة غير مسبوقة منذ عام 1967، حدّد الاحتلال عدد #المصلين القادمين من #الضفة_الغربية لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بعشرة آلاف فقط. وترافقت هذه الخطوة مع سلسلة من #الإجراءات_القمعية، شملت إجبار المصلين على مغادرة المسجد قبل غروب الشمس لمنع الاعتكاف، وتنفيذ حملات اعتقال واسعة، وتركيب مئات الكاميرات بتقنية 360 درجة في أزقة البلدة القديمة لرصد كل حركة، ومنع دخول الأسرى المحررين وإبعاد العشرات منهم عن القدس.
مقالات ذات صلةكما كشف الخبير في الشأن المقدسي، عبدالله معروف، أن “الشرطة تعمّدت تفتيش المصليات المسقوفة والساحات بعد صلاة التراويح للتأكد من خلوّها من المصلين، لوأد أي محاولة للاعتكاف منذ بداية الشهر، بادّعاء أن هذه العبادة غير مسموح بها سوى في العشر الأواخر من الشهر الفضيل”.
في المقابل، استمرت الدعوات الفلسطينية للرباط وشد الرحال إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، الذي انتهى في فلسطين المحتلة أمس السبت، في محاولة لكسر الحصار المفروض عليه.
وأكدت هذه الدعوات على ضرورة الدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته من اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين، والاستمرار في الجهود الشعبية لكسر الحصار المفروض عليه منذ عدة أشهر.
وقد رصدت “قدس برس” عشرات الحراكات المقدسية التي دعت إلى الحشد والمشاركة المستمرة طيلة أيام رمضان، لإعمار المسجد وإحياء جميع الصلوات فيه، والتصدي لاقتحامات المستوطنين، مشددة على أهمية كسر الطوق الإسرائيلي المفروض على المسجد من خلال توافد المصلين إليه، لا سيما من كافة مناطق القدس.
ودعا “الحراك الشبابي المقدسي” إلى النفير العام، مطالبًا بإغلاق مساجد القدس كافة والتوجه للصلاة في المسجد الأقصى طيلة أيام الشهر المبارك.
كما طالب الأردن، بصفته صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس المحتلة، بالرد على هذه الإجراءات الاستفزازية، في حين دعت جهات فلسطينية المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وضمان حرية المسلمين في ممارسة شعائرهم داخل المسجد الأقصى.
من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الفلسطينيين إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط والاعتكاف فيه، في ظل تضييقات الاحتلال المتزايدة خلال شهر رمضان. وقالت الحركة في بيان صدر مع بداية الشهر: “ندعو جماهير شعبنا في عموم الضفة والقدس والداخل المحتل إلى حشد كلّ الطاقات عبر شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط والاعتكاف فيه”.
كما دعت حماس الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم حول العالم إلى إطلاق أوسع المبادرات والفعاليات التضامنية مع أهلهم في غزة والضفة والقدس.
ويحذّر الباحث الفلسطيني المختص في شؤون القدس، زياد ابحيص، من خطورة محاولات الاحتلال فصل القدس عن الضفة الغربية باستخدام الحواجز والقيود، بهدف السيطرة على المدينة والتحكم بها، ومحاولة إلغاء حقيقة أن القدس تقع في قلب الضفة الغربية.
إلغاء تأثير المصلين في الأقصى على مشاريع تهويده
يقول هشام يعقوب، رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في “مؤسسة القدس الدولية” (مقرها بيروت)، إن أخطر ما في قيود الاحتلال على الوصول إلى الأقصى هو “تحويله إلى مكان غير ملهم للفلسطينيين لإطلاق الثورات، ويُمنع فيه التعبير عن المواقف أو التضامن أو الهتاف لأهل غزة، بحيث يُفقد الآلاف من الموجودين في الأقصى أي تأثير”.
في السياق ذاته، أشار الباحث في شؤون القدس، علي إبراهيم، إلى أن قوات الاحتلال “تعمّدت التجول بين صفوف المصلين أثناء الصلوات، خصوصًا صلاة التراويح، من دون أن تقابل بردة فعل جماهيرية”.
وفي خضم ذلك، نشرت “جماعات المعبد” الصهيونية المتطرفة رسالة وجهها عدد من وزراء الاحتلال وأعضاء الكنيست (برلمان الاحتلال) إلى نظرائهم في الكونغرس الأمريكي، طالبوا فيها بإقرار تشريع يعترف بما أسموه “الحق الأبدي في جبل المعبد”، في إشارة إلى المسجد الأقصى المبارك.
وعلّق الدكتور عبدالله معروف على ذلك قائلًا: “خلال الحرب على قطاع غزة، يرى أتباع تيار الصهيونية الدينية أن الفرصة التاريخية سانحة لانتزاع اعتراف أمريكي رسمي بحقوق دينية لليهود في المسجد الأقصى المبارك”.
وأضاف: “يخطط الاحتلال منذ سنوات لتحويل المُرابط الفلسطيني في الأقصى إلى مجرد سائح ديني، وتحويل المسجد من رمز للأمة إلى مسجد حارة عادي”.
وفي ظل هذه التحديات، دعت حركة “حماس” في بيان صدر بتاريخ 25 آذار/مارس، جماهير الشعب الفلسطيني وأبناء الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى “النفير العام والشامل”.
وقالت الحركة: “في ظل تصعيد الاحتلال لعدوانه الهمجي وارتكابه المجازر بحق شعبنا في قطاع غزة، واستمراره في جرائمه في الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى، بدعم أميركي كامل وصمت دولي مطبق، فإننا ندعو لتصعيد المسيرات والفعاليات التضامنية في كل المدن والعواصم، وجعل هذه الأيام المباركة من رمضان أيامًا للنفير الشامل”.
كما ناشد الشيخ عكرمة صبري الدول العربية والإسلامية لتكثيف جهودها، وتعزيز مواقفها، وتوحيد صفوفها لحماية المسجد الأقصى من الأخطار المحدقة به.