أخفوا المخدرات في حلاوة المولد.. ضبط تشكيل عصابي حاول تهريب مليون قرص «كبتاجون»
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
أعلنت وزارة الداخلية أنه استمرارًا للنجاحات الأمنية المتوالية التي حققتها أجهزة الوزارة في مواجهة الجريمة بكافة أشكالها، والتصدي الحاسم وتوجيه الضربات الاستباقية لمتجري المواد المخدرة، تم فرض رقابة حازمة على المنافذ الشرعية للبلاد، نظرًا لما تمثله من خطورة تلقى بظلالها على المجتمع، وذلك حفاظًا على النشء من الوقوع في براثن الإدمان.
وأكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بقطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المعنية، قيام عناصر تشكيل عصابي مكون من 4 أشخاص (3 منهم يحملون جنسية إحدى الدول) بممارسة نشاط إجرامي تخصص في جلب وتهريب المواد المخدرة والاتجار بها، واعتزامهم تهريب كميات كبيرة من أقراص «الكبتاجون» المخدرة عن طريق إخفائها بطريقة مستحدثة داخل شحنات «علب حلوى المولد النبوي الشريف» إلى إحدى الدول.
عقب تقنين الإجراءات، تم ضبطهم وبحوزتهم (1,305,000 مليون وثلاثمائة وخمسة آلاف قرص مخدر من عقار «الكبتاجون» – 3 سيارات). وتقدر القيمة المالية للأقراص المخدرة المضبوطة بحوالي (1.5 مليار جنيه تقريبًا).
تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الداخلية
إقرأ أيضاً:
سلاح الكبتاجون
بقلم: دانيال حنفى
القاهرة (زمان التركية)_خرج الأسد من السلطة هاربا مكروها مطرودا غير مأسوف عليه بالطبع بعد كل هذه العقود الطويلة من التخلف ومن القهر والتسلط والتخريب والتهريب والقتل والاذلال. ولكن الهارب لم يهرب فقط ، وانما ترك خلفه فلول النظام المسلحة بالعتاد ومخدر ” الكبتاجون ” ومصانعه.
وهذه الفلول لا مأوى لها خارج سوريا – على ما يبدو – لولذا، فهى تهاجهم الادارة السورية وتسقط منها قتلى وجرحى كل فينة وفينة، لكى تبقى الفلول على قيد الحياة. فهل هذه الفلول تنازع فى النفس الأخير، أم أنها قوة منظمة ذات منهاج وهدف وتعمل تحت قيادة واعية لصالح نظام الأسد الساقط أو لصالح نفسها وتريد البقاء فقط والاستمرارية، أم تريد الوصول إلى السلطة مستغلة حالة السيولة التى تعيشها سوريا الآن ؟
فر الأسد أو هرب الى حيث هرب، وجاءت ادارة جديدة ولكن السلاح ما زال منتشرا – فى أيد كثيرة وفى أيدى فصائل عدة – وليست الأمور فى يد واحدة وفقا للعديد من التقارير السورية المعلنة. ومن الفصائل المسلحة أو الجماعة المسلحة الطليقة من يعرفون باسم فلول الأسد وفلول النظام المخلوع. فما هو حجم هذه المجموعة وما هو حجم تسليحها وما هى إمكاناتها وما مصادر تمويلها ؟ هل ما زالت تجارة الكبتاجون دائرة بحيث تمول هذه المجموعة من الفلول أم أن ما يظهر من الكبتاجون هو جزء من إنتاج قديم؟
لقد كانت تجارة المخدرات فى ظل نظام الأسد قد وصلت إلى حد غير مسبوق ربما من قبل، إذ وصلت تجارة المخدرات السورية المنظمة الى حوالى ستة مليار دولار سنويا أو أكثر وفقا للتقديرات الرسمية المعلنة بمعرفة الأردن مثلا. فقد اكتوت عدة دول بتجارة المخدرات السورية التى تخطت التجارة الى الاستثمار الكبير. وقد نمت صناعة التغليف والتعبئة – على ما يبدو – مع تجارة المخدرات ومع الاستثمار الكبير فى المخدرات فى سوريا سابقا، كصناعة تكميلية هامة فى عملية التهريب والتحايل على نظم الرقابة فى الدول الأخرى المجاورة وغير المجاورة. ومما قد يشير الى توظيف صناعة تعبئة جيدة الضبطيات الأخيرة التى أعلنت عنها السلطات السورية والتى توضح كيف توظف حلوى الأطفال ولعب الأطفال والأثاث المنزلى والبسكويت – على سبيل المثال – فى التهربب المتقن الشكل والتشطيب لكمية من الحبوب وصلت إلى سبعة ملايين قرصا فى الشحنة الواحدة. سبعة ملايين قرصا مخدرا ربما تكفى لتدمير بعض المدن بكاملها فى رسالة تجارية واحدة، الأمر الذى يصور حجم المخاطر عظيمة الضرر التى تلعبها صناعة التعبئة الجيدة عندما تستغل فى خداع نظم الأمن والجمارك والناس.
ان وصول تجارة المخدرات إلى هذا الحجم الهائل من القوة والتنظيم والدقة قد يضعها فى مصاف الأسلحة الفتاكة الداعمة للجريمة ولانتشار العصابات والمدمرة للاقتصاد وللأسرة وللأهداف الوطنية النبيلة فى الدول المستقبلة لهذه السموم. كما يضع هذا الحجم الهائل لانتاج وتجارة المخدرات فى سوريا مستقبل سوريا فى أرجوحة خطيرة. ولذ، يجب القضاء على سلاح ” الكبتاجون ” فى سوريا الشقيقة بروية وبدقة وبأيد وطنية نظيفة، حتى ترى سوريا النور مجدد، وحتى تظل الحدود آمنة لا تسمح الا بمرور ما ينفع البلاد من التجارة ومن المودة ومن الأشقا.