أهم أحداث ربيع الآخر.. الصلاة الرباعية وغزوة بحران
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
يشهد اليوم الجمعة الموافق 4 أكتوبر 2024 بداية شهر ربيع الآخر لعام 1446 كما أعلنت دار الإفتاء المصرية، ويسمى أيضًا ربيع الثاني، هو رابع شهور السنة الهجرية، وقد شهد أحداثًا هامة جرت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ما يلي نذكر أبرز هذه الأحداث:
. دعاء أول جمعة من ربيع الآخر 1- إتمام الصلاة أربع ركعات
في شهر ربيع الآخر من السنة الأولى للهجرة، تمت الصلاة الرباعية في الحضر أربعا، وكانت الصلاة فرضت ركعتين ركعتين في السفر والحضر، فأُقِرت صلاة السفر، وزيدت ركعتان في صلاة الحضر، كما ثبت عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنها.
2- غزوة بحرانفي شهر ربيع الآخر من السنة الثالثة كانت غزوة بحران، وكان سبب هذه الغزوة، أن النبي صلى الله عليه وسلم وصله خبر يفيد بأن جموعا من قبيلة سليم قد اجتمعت في منطقة بحران، فخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وخرج في 300 رجل وأغذوا في السير، لكن سليما تفرقت لما علمت بمسير النبي صلى الله عليه وسلم نحوها، ثم أقام صلى الله عليه وسلم أياما بتلك المنطقة، فلم يلق أحدا من بني سليم، ثم رجع إلى المدينة بعد أن غاب عنها مدة عشر ليال.
3- سرية زيد بن حارثة إلى الجموموفي ربيع الآخر من سادسة سني الهجرة، حدثت سرية زيد بن حارثة رضي الله عنه إلى الجموم، وهو موضع غير بعيد من المدينة المنورة، وكانت تسكنه قبيلة بني سليم التي توالي قريشا، وتناصب المسلمين العداء، وقد شاركت في الأحزاب إلى جانب قريش وهوازن وغيرهما، خلال غزوة الخندق.
4- سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى بني ثعلبة
وفي شهر ربيع الآخر من سادسة سني الهجرة النبوية، كانت سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى بني ثعلبة، وكانت هذه السرية ردا على قيام بني ثعلبة بقتل 9 من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا مع محمد بن مسلمة في سرية، وقد تقدمت تفاصيل ذلك في أحداث ربيع الأول.
وحاصل هذه السرية أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح في 40 رجلا، لتأديب بني ثعلبة والثأر لأصحاب ابن مسلمة، وصبحت السرية بني ثعلبة، ففروا هاربين في كل اتجاه، وتفرقوا في الجبال، ولم يلق ابن مسلمة منهم إلا رجلا واحدا، وقد أسلم، ثم رجعت السرية بغنائمَ كثيرة دون أن يصيبها أذى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ربيع ربيع الآخر شهر ربيع الاخر الصلاة شهر ربيع الآخر ل دار الافتاء المصرية صلى الله علیه وسلم شهر ربیع الآخر ربیع الآخر من
إقرأ أيضاً:
الإعراض عن اللغو.. من صفات «عباد الرحمن»
الإعراض عن اللغو من صفات عباد الرحمن، والخوض فيه من مساوئ الأخلاق التي ينبغي على المسلم أن يربأ بنفسه عنها، فلا يخوض في كلامٍ يعيبه، أو فعلٍ يشينه، خاصةً في شهر رمضان، موسم الطاعة والغفران، فنقبل فيه على طاعة ربنا، وما فيه الخير لنا ولأسرنا ومجتمعنا، عملاً بقوله: «وَاحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ». وقد جعل الله عز وجل الإعراض عن اللغو من صفات المؤمنين، وقَالَ في محكم تنزيله: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ).
واللغو: هو كل ما لا يجمل من القول والفعل، وقد جاء في وصف عباد الرحمن: (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)، ونفى النبي عن المؤمن صفة الخوض في اللغو، فقال: «ليسَ المؤمنُ بالطَّعّانِ ولا اللَّعّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ»، فلا يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَشْغَلَ سَمْعَهُ وَلُبَّهُ بِمَا لَا جَدْوَى لَهُ، وَبِالْأَوْلَى يَتَنَزَّهُ عَنْ أَنْ يَصْدُرَ مِنْهُ ذَلِكَ، خاصةً في شهر رمضان المبارك فلا يضيعه فيمَا لَا فَائِدَةَ فِيهِ مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ، فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «وإذا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ». وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أن الْإِعْرَاض عَنِ اللَّغْوِ يُثاب عليه المسلم مرتين ويضاعف له الأجر والثَّوَاب، قال سبحانه: (أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ *وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) أَيْ: لَا يُخَالِطُونَ أَهْلَ اللغو وَلَا يُعَاشِرُونَهُمْ فإِذَا سَفه عَلَيْهِمْ سَفيه، وَكَلَّمَهُمْ بِمَا لَا يَليقُ بِهِمُ الجوابُ عَنْهُ، أَعْرَضُوا عَنْهُ، وَلَمْ يُقَابِلُوهُ بِمِثْلِهِ مِنَ الْكَلَامِ الْقَبِيحِ، وَلَا يَصْدُرُ عَنْهُمْ إِلَّا كَلَامٌ طَيِّبٌ.
ولنا في رسول الله قدوة حسنة، فعن عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرٍو أنه ذَكَرَ رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: «لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا»، وكان من دعائه: «اللهمَّ اهدني لأحسنِ الأعمالِ وأحسنِ الأخلاقِ لا يهدي لأحسنِها إلا أنتَ وقِني سَيِّئَ الأعمالِ وسَيِّئَ الأخلاقِ لا يقِي سيئَها إلا أنتَ».
اغتنم خمساً قبل خمسٍ:
قال الله جل جلاله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، «سورة الحشر: الآية 18».
وقال سبحانه وتعالى: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)، «سورة البقرة: الآية 197».
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، (صحيح البخاري 5933).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»، (المستدرك على الصحيحين للحاكم، 7846).
أمرنا ديننا الحنيف أن نتزود في هذه الدنيا للآخرة دار القرار، وذلك بالعمل الصالح من نية وقول وفعل، والسعيد منا من وفقه الله تعالى الأوقات قبل فواتها، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل»، (صحيح البخاري، 6416).
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك»، (صحيح البخاري، 6416).
وفرص الخير والعمل الصالح كثيرة دلت النصوص السابقة على اغتنامها وحذرت من تضييع العمر في غير ما ينفع.
وعلى المسلم أن يبادر بأعمال البر والخير.. وأن يتصيد مواطنه، والصحة والفراغ من النعم التي ينبغي للمسلم أن يحسن استثمارها.. وينبغي لمن له مال أن يتقرب به إلى الله تعالى وينفق منه في أوجه الخير.. ونعمة الشباب ينبغي استثمارها وتوجيهها توجيهاً صحيحاً.
قيمة الوقت
ومما يعين على هذا: معرفة قيمة الوقت والنظر في عواقب الأمور، وتجنب التسويف وطول الأمل. فيستفيد المسلم من فراغه ما يستطيع من عمل صالح يتقرَّب به إلى الله تعالى قبل أن تمنعه الموانع. ويتصدق من ماله في أوان يسره، فقد يقدر على أوجه من البر في وقت دون وقت، ويعمل الشاب في شبابه ما يعجز عنه في هرمه، ويزاول من أعمال الخير والطاعات ما لا يقدر عليه عند عجزه ومرضه.