الأسبوع:
2024-10-04@16:18:10 GMT

انتصارات أكتوبر والخداع الاستراتيجي

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

انتصارات أكتوبر والخداع الاستراتيجي

تعد الدولة المصرية هي صاحبة التجربة الأولى في تاريخ الحروب المعلوماتية والتكنولوجية في حرب العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر عام 1973 في الخداع الاستراتيجي

بدأت القوات المصرية في الفترة التي سبقت حرب العاشر من رمضان (حرب أكتوبر) العمل على تجهيز مسرح العمليات مستغلة طاقات وإمكانيات الشركات المدنية الحكومية والخاصة، وقد اشتملت هذه التجهيزات: على جمع البيانات والمعلومات.

تتمثل الخطوة المصرية في مجموعة الخطط العسكرية التي اعتمدت عليها في تنفيذ العبور في حرب العاشر من رمضان، وقد اعتمدت مصر في حربها ضد إسرائيل على الخداع الاستراتيجي. وقد اهتمت بوضع خطة خداع استراتيجي متكاملة لكي تستطيع التغلب على الفارق الكبير في التقدم التكنولوجي والتسليحي للجيش الإسرائيلي آنذاك.

وقد اعتمدت خطة الخداع الاستراتيجي في التجهيز لحرب العاشر من رمضان على ستة محاور رئيسية، التي تمثل في إجراءات تتعلق بالجبهة الداخلية، و إجراءات تتعلق بنقل المعدات للجبهة، وإجراءات خداع ميدانية، وتوفير معلومات عن القوات الإسرائيلية، وتوصيل معلومات هدفها تضليل إسرائيل، وإجراءات خداع سيادية.وتأمين تحركات واستعدادات القوات المسلحة.

وحددت القيادة المصرية ساعة الصفر لانطلاق الحرب في الثانية بعد ظهر يوم السادس من أكتوبر عام 1973، والذى وافق يوم عيد الغفران اليهودي، ونظرًا لأهمية هذا العيد اليهودي تتعطل أغلبية الخدمات الجماهيرية الإسرائيلية بما في ذلك وسائل الإعلام ووسائل النقل الجوي والبحري.

كما وافق هذا التاريخ العاشر من رمضان، حيث يصوم المسلمون ومن وجهة نظر الإسرائيليين هو وقت غير مناسب للهجوم والحرب، وهذا ضمن خطة الخداع.

ليبدأ عبور الطائرات المصرية، وبدأتِ المدفعية المصرية بقصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكلٍ مكثف، تحضيرًا وتأمينًا لعبور الجنود المشاة. وبدأ المهندسون في تعطيل الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل المستخدم في إشعال سطح مياه القناة، في الوقت نفسه فتح ثغرات في الساتر الترابى خط بارليف باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع.

واكتمل بناء سبعة جسورٍ ثقيله، لتنطلق الدبابات والأسلحة الثقيلة، والضباط والجنود نحو الشرق مستخدمةً الجسورَ السبعَ وإحدى وثلاثين معدية. في العبور الى القناة بجانب سلاح المشاة.

ثم توالت موجتا العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى 60، 000 جندي مصري.

تعرضت إسرائيل لمفاجأة استراتيجية وتكتيكية أفقدتها ثقتها في جيشها وجهاز مخابراتها.

قلبت حرب أكتوبر موازين القوة في الشرق الأوسط على أسس العقيدة القتالية لإسرائيل، حيث فقدت قدرتها على السرعة ومرونة الحركة وتحقيق السيادة على سلاح الجو. بظهور كفاءة المقاتل المصري وارتفاع مستواه.

وببداية الحرب وحتى انتهائها قدمت القوات المسلحة المصرية أعظم صور البسالة والإقدام في معارك متتالية خاضتها ضد إسرائيل بدأتها بعبور القنال، وهدم الأسطورة الكاذبة التي روج لها الجيش الإسرائيلي وهو خط بارليف الحصين.

مرورًا بمعارك ضارية في منطقة شرق القناة، وفي مدينتي بورسعيد والسويس والإسماعيلية غرب القناة. وفي يوم 24 من أكتوبر صدر قرار بوقف إطلاق النار، طبقًا لقرار مجلس الأمن رقم 339، كما أصدر مجلس الأمن قراره رقم 340 الذي قضى بإنشاء قوة طوارئ دولية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، إلا أن القوات الإسرائيلية استمرت في عملياتها خلال أيام 25 و26 و27 أكتوبر ولم يتوقفِ القتال فعليًا حتى يوم 28 أكتوبر حين تقرر عقد مباحثات الكيلو 101 بين الطرفين برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.

انتهت الحرب رسميًا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 حيث وافقت مصر وإسرائيل على اتفاقية السلام وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.

التخطيط الذكي والمتكامل لأي حرب يأتي بنتائج عظيمة، وليس فقط الاعتماد على القوة العسكرية بمفردها.اجيال ورا اجيال.. .الماضى نتعلم منه للحاضر.. ومن يقول إننا نكتب عن الماضى ولا علاقة بالحاضر.. .فهذا خطأ كبير وقع فيه الكثيريين.. .حتى الأن دول لم تتعلم من اكتوبر ١٩٧٣ شيئا.

ستظل حرب أكتوبر 1973، هي أغلى انتصارات الشعب المصري، وقواته المسلحة العظيمة، وبرغم مرور واحد وخمسون عام عليها، إلا أنها لازلنا نفتخر بها ونحتفل بذكراها أجيال ورا أجيال (حفظ الله الوطن )

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حرب العاشر من رمضان الخداع الاستراتیجی

إقرأ أيضاً:

وكيل «الشيوخ» يهنئ الرئيس السيسي ووزير الدفاع بذكرى انتصارات حرب أكتوبر

أرسل المستشار بهاء أبو شقة، وكيل مجلس الشيوخ، برقية تهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولوزير الدفاع والقوات المسلحة وجميع ضباط وجنود الجيش المصري، بمناسبة عيد القوات المسلحة والذكرى الـ51 بمناسبة انتصارات أكتوبر المجيدة، مؤكداً أنها حرب غيرت مجرى التاريخ وموازين القوى، ورسمت صورة مضيئة لتلاحم الشعب وقدرة وقوة وعزيمة القوات المسلحة.

أبو شقة: ستظل 6 أكتوبر عيدا للعزة والكرامة

وأضاف وكيل مجلس الشيوخ في برقيته أنّه في ظل هذه التحديات التي تواجه الوطن وما يعصف بالمنطقة من توترات، ما أحوجنا اليوم إلى عبور جديد إلى آفاق المستقبل والاستقرار، مشيرا إلى أنّه وضح للجميع صدق رؤية وتوجهات الرئيس السيسي في دعم القوات المسلحة، على كل المستويات القتالية واللوجستية، حتى باتت ركيزة الاستقرار في المنطقة.

وتابع أبوشقة بأنّه ستظل 6 أكتوبر عيدا للعزة والكرامة ورد الاعتبار ومحفورا في قلوب المصريين وذمة التاريخ بحروف من نور.

واختتم أبوشقة برقيته بتوجيه تحيه وتقدير وإكبار للقوات المسلحة ولكل قائد وجندي مدافعاً مرابطاً بعيون ساهرة يقظة، حماية لأمن الوطن وتحيه لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى انتصارات أكتوبر.. منظومة التعليم العالي تشهد تقدمًا غير مسبوق بسيناء ومدن القناة
  • الجالية المصرية وممثلي الاتحاد العام يشاركون في احتفال مكتب الدفاع بذكرى انتصارات أكتوبر ببريطانيا
  • تهنئة الاتحاد العام للمصريين في الخارج بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة
  • وكيل «الشيوخ» يهنئ الرئيس السيسي ووزير الدفاع بذكرى انتصارات حرب أكتوبر
  • نقيب الأشراف مهنئًئا بذكرى انتصارات أكتوبر: ستظل علامة بارزة بتاريخ القوات المسلحة
  • حزب حماة وطن يهنئ الرئيس السيسي بذكرى انتصارات حرب أكتوبر
  • رئيس الوزراء يُهنئ وزير الدفاع بذكرى انتصارات أكتوبر
  • الحكومة توافق على إنشاء خط سكة حديد الروبيكي- العاشر من رمضان- بلبيس
  • الحكومة تقرر إنشاء خط سكة حديد «الروبيكي-بلبيس»