رئاسيات تونس.. حملة انتخابية باهتة
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
تنتهي الجمعة الحملة الانتخابية للمترشحين للانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في تونس يوم السادس من أكتوبر الجاري، وسط إجماع على أنها باهتة وضعيفة خلافا للمحطات الانتخابية السابقة.
وانطلقت الحملة الانتخابية الرئاسية داخل البلاد في 14 سبتمبر 2024 لتنتهي يوم 4 أكتوبر الجاري، فيما انطلقت بالخارج في 12 سبتمبر وانتهت في 2 أكتوبر 2024.
ويشارك في السباق الرئاسي، الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد، والأمين العام لحزب "حركة الشعب"، زهير المغزاوي، والأمين العام لحركة "عازمون" الموقوف في السجن بتهم تتعلق بتزوير التزكيات الشعبية.
ويواجه المسار الانتخابي في تونس انتقادات واسعة من جانب أحزاب المعارضة والمنظمات الحقوقية والرقابية، حيث تتهم الهيئة العليا للانتخابات بتعقيد شروط الترشح للرئاسيات بهدف إزاحة خصوم الرئيس من السباق وتعبيد الطريق أمامه لولاية ثانية.
وسبق لهيئة الانتخابات أن رفضت تطبيق قرارات المحكمة الإدارية ـ أعلى هيئة قضائية تنظر في النزاعات الانتخابية ـ القاضية بإعادة ثلاثة مترشحين للسباق الرئاسي، وهم الوزير السابق، منذر الزنايدي، والناشط السياسي، عماد الدايمي، والقيادي السابق بحركة النهضة الأمين العام الحالي لحزب "العمل والإنجاز"، عبد اللطيف المكي.
في غضون ذلك، خلفت حملة الاعتقالات التي شنتها السلطة ضد قياديين بارزين من المعارضة، ومن ضمنهم من قدم ترشحه للانتخابات الرئاسية والزج بهم في السجون، فضلا عن تعديل البرلمان للقانون الانتخابي الأسبوع الماضي، انتقادات لهيئة الانتخابات وللرئيس سعيد واتهامه بخنق المنافسة وترهيب المترشحين بإثارة القضايا ضدهم.
في المقابل، ينفي سعيد الاتهامات، ويؤكد أنه "يخوض معركة تحرير وطني" ويتهم خصومه بالخيانة والفساد.
وامتدت الحملة الانتخابية للرئاسيات على مدى 21 يوما وفق الرزنامة التي وضعتها الهيئة العليا للانتخابات، وسط نقاش حول أسباب ضعفها.
حملة انتخابية باهتةفي هذا الإطار، يقول رئيس جمعية "عتيد" (مختصة في رقابة الانتخابات)، بسام معطر، إن الحملة الانتخابية للرئاسيات كانت ضعيفة وباهتة، حيث كان عدد الأنشطة التي قام بها المترشحون قليل جدا، ولم تكن متنوعة فضلا عن غياب الصور والبيانات في الشوارع، خلافا لما كان يحدث في الاستحقاقات الانتخابية السابقة.
وأرجع معطر، في حديثه لـ "أصوات مغاربية" أسباب هذا الضعف إلى الإطار الذي ينظم الانتخابات الرئاسية، وعلى رأسه تحديد سقف نفقات الحملة الذي لا يغطي تكاليف زيارة المترشح لـ24 محافظة بالبلاد، بالإضافة إلى الدول الأجنبية التي ستجرى فيها عملية الاقتراع.
وكانت الهيئة العليا للانتخابات قد حددت سقف تمويل الحملة الانتخابية الرئاسية في الدور الأول في حدود 50 ألف دولار والدور الثاني بما يناهز 33 ألف دولار.
وإلى جانب المسار الانتخابي الذي ساده التوتر ورافقته موجة تشكيك واسعة في شرعية ونزاهة الاستحقاق الانتخابي، يقول معطر إن اقتصار قائمة المنافسة على ثلاثة مترشحين أحدهم في السجن أثر بشكل سلبي على الحملة الانتخابية الرئاسية في تونس.
ويتفق المحلل السياسي، صلاح الدين الجورشي، مع الآراء القائلة إن الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ سنوات ألقت بظلالها على المناخ الانتخابي في تونس.
غياب مؤثر للأحزابويقول الجورشي لـ"أصوات مغاربية" إن غياب الأحزاب السياسية الفاعلة في المشهد السياسي في البلاد أثر بشكل لافت في الحملة الانتخابية للرئاسيات، وجعلها تبدو بطيئة وضعيفة ولا تعكس أهمية الاستحقاق الانتخابي المرتقب.
وأوضح الجورشي أن الحملة الانتخابية تحتاج إلى رأس مال بشري وهيكل تنظيمي قادر على التعبئة، وتمثيل القوى الشعبية دون إغفال أهمية عنصر التمويل الذي يساعد على إضفاء حركية وديناميكية في الأوساط الشعبية التونسية.
ولفت إلى أن أحزابا بارزة كحركة النهضة (إسلامي/معارض) والحزب الدستوري الحر (يميني/معارض) تغيب عن المشهد الانتخابي بسبب الملاحقات القضائية لقياداتها، إضافة إلى تواتر التحركات الاحتجاجية المناهضة للمسار الانتخابي الحالي جعل المحطة الانتخابية تبدو بلا أهمية، وفق تعبيره.
وتعد الانتخابات الرئاسية التونسية ثالث استحقاق انتخابي تعيشه البلاد عقب ثورة 2011، وذلك بعد أول انتخابات رئاسية في 2014 والتي شهدت مشاركة 27 مترشحا تلتها رئاسيات 2019 بمشاركة 26 مترشحا.
مخالفات انتخابية بسيطةوحول مسار الحملة الانتخابية الرئاسية، قالت عضو الهيئة العليا للانتخابات، نجلاء العبروقي، إن الهيئة سجلت بعض المخالفات الانتخابية البسيطة بالداخل وهي لا ترتقي إلى جرائم انتخابية، من بينها عدم احترام التوقيت المعلم به قبل إقامة نشاط انتخابي بـ8 ساعة واستعمال علم البلاد أو شعار الجمهورية التونسية وغيرها وقد تم توجيه تنبيهات في الغرض لتجاوز الإخلالات.
وأضافت، في تصريح لـ "أصوات مغاربية"، أنه تم رصد قرابة 1200 نشاط للمترشحين ما بين اتصالات مباشرة وتنظيم ندوات صحفية وتوزيع مطويات ومناشير، لافتة إلى أن الحملة الانتخابية عرفت نسقا تصاعديا في الأيام الأخيرة.
وبخصوص انطلاق عمليات الاقتراع بالخارج، أكدت العبروقي أنها انطلقت الجمعة بالخارج وستشمل 59 دولة من ضمنها 10 دول تجرى فيها علمية الاقتراع لأول مرة مثل سوريا وليبيا وإيران.
وشددت عضو هيئة الانتخابات على أن الهيئة خصصت قرابة 42 ألف عون لمتابعة الانتخابات الرئاسية بينهم 2000 بالخارج، مشيرة إلى أنه سيتم السبت 5 أكتوبر توزيع المواد الانتخابية بكافة مراكز الاقتراع بالبلاد وذلك إشراف المؤسستين العسكرية والأمنية.
ووفق إحصائيات رسمية قدمتها هيئة الانتخابات فإن العدد الجملي للناخبين التونسيين المسجلين للإدلاء بأصواتهم في الرئاسيات فاق 9 ملايين و753 ألف ناخب، ينقسمون إلى أكثر من 9 ملايين و110 آلاف بالداخل ونحو 643 ألفا بالخارج.
كما بلغت نسبة الإناث المسجلين في الانتخابات 50.4٪ ونسبة الذكور 49.6 بالمائة، بينما وصلت نسبة الناخبين التي تقل أعمارهم عن 35 سنة حدود 32.6 ٪ تليها الفئة العمرية من 46 إلى 60 سنة بنسبة 25.3 بالمائة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحملة الانتخابیة الرئاسیة الهیئة العلیا للانتخابات فی تونس
إقرأ أيضاً:
عباد يدّشن حملة نظافة لرفع البسطات والمظاهر العشوائية في أمانة العاصمة بالتزامن مع عيد الفطر
يمانيون/ صنعاء دشن أمين العاصمة الدكتور حمود عُباد، مساء أمس، حملة نظافة شاملة لرفع البسطات والمظاهر المشوهة والعشوائية والمخلفات من شوارع وأسواق مديريات الأمانة بالتزامن مع عيد الفطر المبارك 1446هـ.
وانطلقت الحملة التي تنفذها الأمانة وصندوق ومشروع النظافة ومكتب الأشغال، بمشاركة عمال ومشرفي ومسؤولي مناطق النظافة والأشغال والمرور والمديريات والجهات الأمنية، والتوعية البيئية، إلى جانب 350 آلية من المعدات الكبيرة والمتوسطة، من بداية شارع جمال باتجاه ميدان التحرير وصولاً إلى شارع علي عبدالمغني، بمديرية التحرير، وكذا شوارع سوق الملح وباب الزمر بمديرية صنعاء القديمة.
واطلّع أمين العاصمة ومعه أمين عام المجلس المحلي بالأمانة أمين جمعان، على سير رفع البسطات وإزالة المخلفات وتنظيم حركة السير خلال ليلة عيد الفطر.
وشارك في تنفيذ الحملة وكلاء الأمانة ومدراء مديريات الأمانة الذين توزعوا على، أسواق وشوارع مديرية التحرير، ومناطق هايل والسنينة ومذبح بمديرية معين، وأسواق المقالح، والأصبحي، وشميلة، بمديرية السبعين، وأسواق مديرية شعوب، مروراً بأسواق الجمهورية والحصبة في مديرية الثورة، وصولاً إلى أسواق الزهراوي في مديرية الصافية، وحدة والزبيري في مديرية الوحدة، وأسواق نقم وخولان بمديرية آزال، وأسواق مديرية بني الحارث.
وأشاد عُباد بالجهود المبذولة وبمستوى الجاهزية والتنسيق مع الجهات والأجهزة المعنية لرفع البسطات، والارتقاء بمستوى النظافة وتنظيم حركة سير المركبات خلال ليلة وإجازة عيد الفطر.
ونوه بدور قيادات الأمانة وعمال ومسؤولي قطاعي النظافة والأشغال وأجهزة المرور والأمن ومدراء المديريات، الذين شاركوا ليلة العيد في الإشراف ميدانياً على سير أعمال النظافة، مشددًا على متابعة سير تثبيت وضع الأسواق والشوارع والأحياء بصورة سليمة خلال أيام العيد وتشديد الرقابة على أصحاب المحال التجارية والأسواق وحثهم على إخراج المخلفات في أوقاتها المحددة، وعدم إخراجها بعد تنظيف الشوارع ومرور سيارات النظافة.
بدوره أعرب أمين عام محلي الأمانة جمعان عن الأمل في تضافر جهود الجميع لمساندة أعمال النظافة، مشيدًا بجهود موظفي ومسؤولي قطاع الأشغال خاصة في الأسواق والمناطق المكتظة بالمحال التجارية والبسطات بحسب طبيعة واحتياج كل منطقة.
ووجه مسؤولي قطاعي النظافة والأشغال والجهات المعنية باستمرار إزالة المخالفات في عدد من الشوارع والأسواق العامة التي أدت إلى عرقلة حركة السير.
فيما أوضح مديرا صندوق ومشروع النظافة محمد شرف الدين وإبراهيم الصرابي، أن الحملة التي تستمر أيام عيد الفطر، تهدف لرفع البسطات والمخلفات من شوارع وأحياء وأسواق مديريات الأمانة العشر ومتابعة تثبيت أوضاع النظافة خلال ليلة وإجازة العيد.
وأشارا إلى أن الحملة يشارك فيها أكثر من ثلاثة آلاف و400 عامل موزعين بين عمال ومشرفين ومراقبين وسائقين، و350 معدة وآلية كبيرة ومتوسطة تعمل على رفع البسطات والمخلفات في جميع الشوارع والأسواق بكافة مديريات الأمانة.
وأشاد شرف الدين والصرابي بجهود عمال ومسؤولي مناطق النظافة وكوادر مكتب الأشغال وفروعه بالمديريات، والإدارة العامة للآليات ومدراء المديريات والمرور، وبمستوى التنسيق لتنفيذ حملة النظافة في ليلة العيد، وتحملهم أعباء إضافية خلال إجازة العيد.
من جهته أوضح مسؤول قطاع الأشغال بأمانة العاصمة المهندس عبدالسلام الجرادي، أن القطاع يشارك في دعم وإسناد الحملة الشاملة للنظافة بأكثر من 24 آلية ومعدة، و12 قلاباً كبيراً و8 قلابات صغيرة و2 شيولات كبار و2 بوكلين.
ولفت إلى أن أكثر من 400 من قيادات وموظفي قطاع الأشغال بالأمانة ونوابهم ومدراء المناطق، ورؤساء أقسام المرافق مع الفنيين، يشاركون بفعالية في الحملة ومتابعة تثبيت أوضاع النظافة خلال أيام العيد.
شارك في التدشين مدير المتابعة والتقييم بالأمانة عبدالحليم السكري، ورئيس لجنة النظافة والتوعية إبراهيم الشامي، ونائب مدير مرور الأمانة العقيد حسين المنحي.