بعد 17 عاما على إطلاقه.. مسبار "ناسا" يقترب من هدفه الشمسي
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
يمر السبت المسبار "ستيريو إيه"، الذي أطلقته إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، بين الأرض والشمس، للمرة الأولى منذ إطلاقه قبل 17 عاما.
كانت "ناسا" أطلقت "ستيريو إيه" لمراقبة التفاعلات بين الأرض والشمس عام 2006، إلى جانب المسبار "ستيريو بي"، والهدف من الاثنين الحصول على صور ثلاثية أبعاد للشمس.
وتمكن المسباران معا من إنتاج صورة ثلاثية الأبعاد عندما كانا يسيران في مدار حول الشمس، مشابها للمسار الذي تسير عليه الأرض، وفقا لوكالة أنباء "يونايتد برس إنترناشونال".
وفي عام 2011، وصل المسباران إلى تباعد بينهما بواقع 180 درجة في مداريهما، وللمرة الأولى تمكنت البشرية من رؤية الشمس كروية بشكل كامل.
وقال العلماء في برنامج "ستيريو" بوكالة "ناسا"، إن "هذا الأمر مهم، لأنه قبل ذلك كنا مقيدين بخط الأرض والشمس، وكنا نرى جانبا واحدا من الشمس في الوقت نفسه. كسر ستيريو الأمر ومنحنا رؤية الشمس كجسم ثلاثي الأبعاد".
وفي عام 2014، فقدت "ناسا" الاتصال بالمسبار "ستيريو بي"، لكن شقيقه "ستيريو إيه" ظل مستمرا في مهمته حتى الآن.
وتأمل وكالة الفضاء الأميركية في توظيف اقتراب "ستيريو إيه" من الأرض، في إنشاء صورة ثلاثية الأبعاد مفصلة للشمس، تكتمل بتجميع معلومات من مصادر أخرى، مثل مرصد "ديناميكا الشمس"، التابع لـ"ناسا" أيضا، ومن مرصد "سوهو" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.
وكانت المسافة بين "ستيريو إيه" والأرض تختلف من مرحلة لأخرى طوال الرحلة وفقا لـ"ناسا"، وهو ما أدى إلى تحسين فهم الطاقة النابعة من الشمس.
وتأمل "ناسا" أن تساعد رحلة المسبار في تقديم نظرة فاحصة لظاهرة "الحلقات الهالة" التي تنتج عن البلازما الشمسية، وتظهر في الغلاف الجوي لهذا النجم العملاق.
ويفترض علماء أن هذه الظاهرة مجرد وهم بصري، ينتج عن مراقبة الشمس من اتجاه واحد.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ناسا الأرض الشمس ناسا الشمس الفضاء ناسا الأرض الشمس فضاء
إقرأ أيضاً:
"ما معنى الغوث" وحكم إطلاقه على الولي الصالح
قالت دار الإفتاء إن الغوث هو اسم مصدر من الإغاثة لُقِّب به بعض من اشتهروا بالنجدة والفتوة من باب إطلاق الحدث على الذات لتمكُّن الشخص في المعنى كأنه تجسد فيه، ويُقصَد به أنه سببٌ للإغاثة، أما الله سبحانه وتعالى فإنه المغيث على الحقيقة أي المُؤَثِّرُ الخالق، والاشتراك في لفظ الوصف لا يقتضي الاشتراك في تَمَام المعنى بين الخالق والمخلوق؛
وأوضحت الإفتاء أن تلقيب الولي الصالح بالغوث سواء كان حيًّا أو ميتًا، ليس فيه معنًى سوى أنه سببٌ في إغاثة الخلق، والإغاثة مندوب إليها شرعًا، سواء في مصالح الدنيا أو في مصالح الدين.
وأضافت أنه لا يوجد مانع في الشرع من إطلاق لقب "الغوث" على بعض الأولياء الصالحين الذين اشتُهر في الناس تسبُّبُهم في الإغاثة واستجابة الدعاء، وقد أسند اللهُ إلى عيسى عليه السلام الخلقَ والإحياءَ وإبراءَ الأكمه والأبرص باعتبار أنه تعالى قد أجرى هذه الأمور والتصرفات على يديه فجعله سببًا فيها؛ فقال تعالى: ﴿وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [المائدة: 110].
وأكدت الإفتاء أن هذا الإطلاق باعتبار هؤلاء الأولياء سببًا، والفاعل على الحقيقة والمؤثر هو الله تعالى، وهو الذي أجرى على يد بعض عباده مِن الأحياء والأموات أسبابًا لإغاثة الخلق، يؤكد هذا المعنى قولُه صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَضَلَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا أَوْ أَرَادَ أَحَدُكُمْ عَوْنًا وَهُوَ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسٌ، فَلْيَقُلْ: يَا عِبَادَ اللهِ أَغِيثُونِي، يَا عِبَادَ اللهِ أَغِيثُونِي، فَإِنَّ للهِ عِبَادًا لا نَرَاهُمْ» أخرجه الطبراني من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
حكم إطلاق لقب "الغوث" على الولي الصالحوقالت الإفتاء إن العقيدة الإسلامية ناطِقةٌ بأمرين على السواء، وهم:
الأول: أن الخلق والتأثير في الإغاثة على الحقيقة إنما هو لله تعالى وحده دون أحدٍ مِن خَلقِه؛ حيًّا كان هذا المخلوق أو ميتًا؛ وقد ورد وصف الله تعالى "بالمغيث" كما ورد ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في عد الأسماء الحسنى عند الحاكم في "المستدرك على الصحيحين".
الثاني: أنه قد يُسنَد إلى بعض الخلائق شيءٌ أُسند للذات الإلهية مِن باب أن الله تعالى أقام هذا المخلوق سببًا في هذا الأمر على سبيل المجاز المرسل أو العقلي؛ كما أسند إلى عيسى عليه السلام الخلق والإحياء وإبراء الأكمه والأبرص باعتبار أن الله تعالى أجرى هذه الأمور والتصرفات على يديه فجعله سببًا فيها؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 49].
وفي قوله: ﴿وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [المائدة: 110]؛ ولذا قيدت هذه الأمور في الآيات بقوله: ﴿بِإِذْنِ اللهِ﴾ و﴿بِإِذْنِي﴾، ولذلك جاز طلب الغوث من الخلق على جهة التسبب لا على جهة التأثير؛ كما في قوله تعالى حكاية عن سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾ [القصص: 15].