بوابة الوفد:
2024-11-08@06:05:56 GMT

روح أكتوبر المجيد.. أين أنتى؟

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

بالرغم من مرور  «٥١» عاما على نصر أكتوبر المجيد فما زال في ذكراها حضور يتحدى الزمن، وكل زمن وكل العهود، فهي المعجزة العسكرية التى ما زال العالم فى السلم قبل الحرب يستمد منها روح العبقرية والصمود والثقة بالله.. دروس وعبر لكل الأجيال، إنشودة الحب والسلام لتلاحم الشعب العظيم وجيشه، وتتجدد هذه الذكرى لتأكد أن الجيش المصري هو رمانة الميزان لقوة الدولة.

. وأنه روح مصر على مدى الثورات العظيمة التي قام بها الشعب عبر تاريخه.. معلنة عظمة هذا الشعب وقواته المسلحة، لحظة العبور كانت القفزة الأولى في طريق بلا نهاية ونقطة النهاية لتحديات كثيرة كادت أن تنذر بسقوط الأمه.. ورغم مرور كل هذه الأعوام على نصر أكتوبر إلا أن ما حققه فيها الجيش المصري مازال موضع تقدير وتدريس في الأكاديميات العسكرية العالمية.. وعزف الجيش والشعب سيمفونية وطنية تدرس حتى الآن في جامعات العالم ومحل اهتمام وتقدير الجنرالات والجيوش وكل ألوان الأنظمة العسكرية، رحم الله الرئيس الراحل أنور السادات «الاسطورة» العسكرية الفذة والقيادة السياسية المحنكة التي امتلكت خبرة قراءة الموقف المحيط وملابسات تكتيك الحرب عن بعد وكافة الأطراف الأخرى بكل دقة وذكاء ودهاء الساسة.

ومازال الجيش المصري يسير على خطى الانتصارات، فخر الجيوش العربية يفيض عزة وشموخ وبالتزامن مع العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة لدحر الإرهاب في سيناء، لا زال يقدم التضحيات الجليلة لينعم المصريون فى ربوع البلاد بحياة آمنة ومستقرة، وبالتوازي معها تأتى مشروعات التنمية الضخمة التى تعتبر بوابة العبور الجديد نحو مستقبل مشرق، كأحد المشروعات القومية التي تتبناها الدولة عقب ثورة ٣٠ يونيو التى انتصر فيها الشعب وحدد مصيره بالقضاء على خفافيش الظلام «الإخوان المتأسلمين».. فبدأت الدولة في ظل قيادة سياسية حكيمة بمرحلة جديدة جادة من البناء والتنمية ومشروعات عملاقة.. تحظى  بعناية كبيرة من القيادة السياسية لتكون «الجمهورية الجديدة» مرحلة فارقة في تاريخ مصر على خريطة التطور الحضاري، حفظ الله مصر وجيشها الباسل وسدد خطاه على طريق الحق والثبات.

روائع انتصارات أكتوبر في قلب كل مصري عبر كل الأجيال، مخزون من الرجولة والعزة والشرف والكرامة، دروس وعبر ومفاهيم أصابتها للأسف «الشيخوخة» مع مرور الايام والسنين، قيم ومبادئ راسخة لكنها مهدرة.. تعلمنا من ذكرى حرب 73 أن الرجولة وصف يمس الروح والنفس والخلق.. أكثر مما يمس البدن والظاهر، فرب إنسان أوتى بسطة فى الجسم وصحة في البدن يطيش عقله فيغدو كالهباء.. ورب عبد معاق الجسد قعيد البدن لكنه حاضر الروح وهو مع ذلك يعيش بهمة الرجال.. فالرجولة مضمون وعقيدة ونخوة قبل أن تكون مظهرًا.. فأين أنتى يا روووح أكتوبر؟.. عاش أبطال الكرامة.. عاش الجيش المصري.. تحية لرجال أكتوبر العظماء.. تحية «للأسطورة» بطل الحرب والسلام.. رحم الله «السادات» الذي حافظ على كرامة الأمم عبر أجيال وقرون، وحفظ الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها، وعاشت مصر حرة قوية، عاشت أم الدنيا.

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

‏[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ماجدة صالح روح أكتوبر المجيد نصر أكتوبر المجيد العهود الجيش المصرى روح مصر الجیش المصری

إقرأ أيضاً:

ثورة أكتوبر وتوق الشعب السوداني إلى حركة حقوق مدنية (5-6)

مجتزأ من ورقة: عبد الله الفكي البشير، "ثورة أكتوبر ومناخ الستينيات: الانجاز والكبوات (قراءة أولية)‎"، نُشرت ضمن كتاب: حيدر إبراهيم وآخرون (تحرير)، خمسون عاماً على ثورة أكتوبر السودانية (1964- 2014): نهوض السودان المبكر، مركز الدراسات السودانية، القاهرة، 2014.

عبد الله الفكي البشير

abdallaelbashir@gmail.com

لقد رسب القادة القانونيون في امتحان محكمة الردة، إذ ليس هناك وضع أمثل للقانونيين والمشغولين بالحقوق، لإسهامهم في بناء دولة القانون وترسيخ الثقافة القانونية وتمكينها ونشرها في المجتمع، من أن يكونوا في مواقع سيادية وفي ظل نظام ديمقراطي، بيد أن هذا لم يحدث.
  أما مواقف زعماء الأحزاب التقليدية من محكمة الردة في نوفمبر عام 1968، فقد عبر عنها كل من الصادق المهدي وحسن الترابي. ففي نوفمبر من عام 1968، علَّق الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة، على آراء الأستاذ محمود محمد طه ومحكمة الردة الأولى، قائلا: "إن أفكار رئيس الحزب الجمهوري خارجة عن نطاق الدين والشريعة الإسلامية وإن التفكك والانحراف الذي تعيشه بلادنا هو الذي سهل من قبل لدعاوي الكفر والإلحاد أن تتفشى وإذا أردنا حقاً القضاء على الردة والإلحاد فيجب أن نسعى جميعاً لإقامة دولة الإسلام الصحيحة".  وأضاف الصادق المهدي وهو يعلق على آراء الأستاذ محمود: "إن الوضع الحالي كله خارج الشريعة الإسلامية وهذا ما مهد قبلاً لإعلان مثل هذه الأفكار والدعاوي الغريبة دون أن تجد من يردعها".  كما كتب حسن الترابي، الأمين العام لجبهة الميثاق الإسلامي، في يوم 29 نوفمبر عام 1968 مقالاً بعنوان: "السياسة الصحيحة نحو محمود محمد طه واضرابه"، يقول فيه: "إن الانحراف الفكري لمحمود يوافق الاتجاه العام للحركات الشاذة في تاريخ الفكر الإٍسلامي وحاضره فهي نزعة للانفساخ من التزامات الدين وواجباته من الصلاة إلى الجهاد وهي جنوح لتحكيم الهوى وجعله فوق الرسالة بإنكار السنة والتصرف بالتفسيرات الذاتية في آيات القرآن. وبها لا يعدو الدين أن يكون أداة لتسخير الاتباع لأهواء القائد وتقديسه بصورة عمياء كما نشاهد". ثم تناول الترابي في نفس المقال حكم المحكمة الشرعية الذي صدر يوم 18 نوفمبر 1968، بردة الأستاذ محمود عن الإسلام، قائلا: "أما حكم المحكمة الشرعية فقد اقتضاه اختصاص المحاكم بالأحوال الشخصية للمسلمين وضرورة الفصل في الصفة الدينية للمواطن لتنبني على ذلك أوضاعه القانونية الشخصية وهو حكم قد صدر في إجراءات قضائية رسمية". وأضاف الترابي قائلا: "ولعل ردة الفعل الهوجاء التي ظهرت من محمود خير دليل على أن الحكم قد كان له آثاره الفعالة في حصر المرض الذي يحاول محمود وأشياعه أن ينشروه. والذين تولوا مع محمود الحملة على القضاء الشرعي لا يقصدون أشخاص القضاة وإنما يهدف أغلبهم للنيل من الإسلام في كل مظهر من مظاهره بصورة منافقة ماكرة".
مثَّلت هذه المواقف أكبر دليل على غياب الورع الأخلاقي والخيانة لمبادئ ثورة أكتوبر. ويكفي أن نلفت انتباه القارئ للاطلاع على رأي الزعيمين المهدي والترابي اليوم بشأن الردة. فالآراء قد تبدلت تماماً، والمواقف قد اختلفت كلية. الشاهد أن في رأي الترابي والمهدي بشأن الردة عام 1968 مقروناً برأيهما اليوم دليل قوي عن أزمة الأخلاق في الفكر الإسلامي ودليل قوي كذلك عن محنة أهل السودان في زعمائهم ومفكريهم. إن تبديل الآراء وتغيير المواقف، كما تجلى في موقفي المهدي والترابي تجاه حكم الردة، يعبر بجلاء عن حالة اليتم الفكري واليتم القيادي التي تعيشها شعوب السودان والإسلام. بيد أن العزاء والمراهنة ستكون على تطور الوعي والذي هو في اندياح الآن، ونمو الحس العدلي لدى الشعوب، الأمر الذي يؤدي إلى بناء الرأي العام الجديد، وبعث المعايير الأخلاقية في قراءة المواقف والوقائع، والمناداة بالحقوق الإنسانية، وتحرير الشعوب من الأوصياء على العقول، عندها سنكون نحن في قلب "الثورة الكبرى، ثورة العقول".
الشاهد أن محكمة الردة في نوفمبر 1968، والتي تمت في عقد الستينيات، عقب ثورة أكتوبر، بتآمر واضح ومكشوف، مثلت سابقة خطيرة أسست لعدم الاستقرار وغياب الحرية في السودان. فقد تم استدعاء تلك المحكمة، في ظل قوانين سبتمبر 1983 (ما سمي بالشريعة الإسلامية) والتي أدت إلى انهيار اتفاقية أديس أبابا 1972، إلى محاكمة يناير 1985 وتنفيذ حكم الإعدام على الأستاذ محمود محمد طه في صبيحة يوم الجمعة 18 يناير 1985. لقد ساهمت تلك السابقة وتنفيذ حكم الاعدام فيما بعد، في أن يخسر السودان وحدته واستقراره منذ ذلك الوقت، وحتى يوم الناس هذا.

الكبوة الدستورية: الدستور الإسلامي 1968

على الرغم من أن أشواق الجماهير في ثورة أكتوبر، كانت تُعبر عن الخروج من الذات لملاقاة الآخر، وهي تحمل أماني الوحدة من خلال رفضها للحسم العسكري لقضية الجنوب، كانت الأحزاب التقليدية تعمل على النقيض تماماً، حيث العمل على ما يفتت البلاد من خلال الدعوة للدستور الإسلامي. فقد طرح مشروع الدستور الإسلامي وقد أيدته حينها كل الأحزاب الطائفية وجبهة الميثاق (الإخوان المسلمون)، وتحمست له جميعها. فبعد إجراء الانتخابات العامة في أبريل 1968 أقرت الجمعية التأسيسية الجديدة الاقتراح بتكوين لجنة للدستور من أربعين عضوا من أعضاء الجمعية، يترك لها تحديد اختصاصاتها على أن تكون مسودة الدستور التي تم وضعها سنة 1967 هي الأساس للمناقشة.  وإذا ما نظرنا في مداولات اللجنتين كما أوردهما يوسف محمد علي في كتابه: السودان والوحدة الوطنية الغائبة، نجد أن هناك جهوداً كبيرة بذلت من قبل بعض أعضاء اللجنتين في سبيل أن يكون دستور السودان دستورا إسلامياً على النحو الذي أرادته الأحزاب التقليدية. وقد تصدى فيليب عباس غبوش وأبل ألير وعبد الخالق محجوب وغيرهم، لبنود مشروع الدستور الإسلامي وقدموا اقتراحات بتعديل البنود بما يتسق مع مكونات السودان وتركيبته المتنوعة وينسجم مع أشواق الجماهير التي فجرت ثورة أكتوبر، ولكن اقتراحاتهم سقطت، وكان لابد لها أن تسقط أمام الأغلبية التي كانت تمثل الأحزاب التقليدية. أخيرا تم وضع مشروع الدستور الإسلامي، وتم تقديمه للجمعية التأسيسية التي أقرته في القراءة الأولى والثانية. يقول عبد الماجد أبو حسبو، "عندما وُضع مشروع الدستور الدائم وكنت وزيراً للعدل، كانت وزارة العدل بحكم وظيفتها مسئولة عن الصياغة وعن مشروعات القوانين. وقبل تقديم مشروع الدستور للجمعية التأسيسية رأيت أن نعرض ذلك المشروع على العالم الدستوري الأستاذ العلامة السنهوري في مصر، وكونت وفدًا يمثل مختلف وجهات النظر من الأساتذة المختصين، والسياسيين والقضاة، لحمل مشروع الدستور وعرضه على العلامة الأستاذ السنهوري الذي درس المشروع وأبدى عليه ملاحظات قيِّمة. عرض الدستور على الجمعية التأسيسية لدراسته ومناقشته وإقراره وتمت بالفعل القراءة الأولى والثانية وأُجيزتا، وقبل القراءة الثالثة والأخيرة وقع انقلاب 25 مايو سنة 1969".
الشاهد أنه ليس هناك فرصة في مجتمعات التنوع الثقافي كحال السودان سوى اعتماد مبدأ المواطنة، حيث يتساوي جميع المواطنين من حيث هم مواطنون والأخذ في الدستور بالأصول الإنسانية التي يلتقى فيها الناس.
نلتقي في الحلقة السادسة وهي الأخيرة.  

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: الشعب المصري يتصدى لقوى الشر التي تريد النيل من مصر
  • داعياً إلى الخروج المليون يوم غد.. السيد القائد: عملياتنا العسكرية مستمرة ولا خيار للأعداء إلا وقف العدوان على غزة ولبنان
  • طريق الشعب .. المنارة التي لن تخفيها البنايات الشاهقة وناطحات السحاب الجديدة ..!
  • «حزب الله» يستهدف قاعدة زوفولون ‏للصناعات العسكرية ‏‏شمال حيفا المحتلة
  • ولي العهد وقائد الجيش الباكستاني يستعرضان فرص تطوير العلاقات في المجالات العسكرية
  • أهلاً وسهلًا نوفمبر المجيد
  • ثورة أكتوبر وتوق الشعب السوداني إلى حركة حقوق مدنية (5-6)
  • القوات دان الحملة على الجيش: محاولة للانقضاض على آخر المؤسسات التي تعطي أملا للبنانيين
  • عقب مرور 40 يوماً على اغتيال نصر الله.. عراقجي يكشف سراً أمنياً
  • عشية مرور 40 يوماً على اغتياله.. وزير الخارجية الايراني يكشف سرّاً للمرة الاولى عن نصرالله