جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
تساهم عشرات القطع الأثرية المستخرجة من أرض غزة في إبراز هوية القطاع الذي يعاني الحرب منذ نحو سنة، من خلال معرض في سويسرا بعنوان "تراث في خطر".
ويستضيف متحف جنيف للفنون والتاريخ معرضا يضم 44 قطعة من غزة، مملوكة للسلطة الفلسطينية، من بينها جِرار وتماثيل صغيرة وشواهد مقابر ومصابيح زيت، إلى جانب بضع عشرات من القطع الأثرية الأخرى من السودان وسوريا وليبيا.
ورأت أمينة المعرض -الذي يقام في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى التاسع من فبراير/شباط المقبل- بياتريس بلاندان أن هذه المعروضات "جزء من روح غزة، إنها الهوية"، معتبرة أن التراث "هو في الواقع تاريخ هذا القطاع (…)، وتاريخ الناس الذين يسكنونه".
وتشكّل القطع الـ44 جزءا من مجموعة واسعة تضم أكثر من 530 قطعة محفوظة داخل صناديق في حظيرة آمنة في جنيف منذ عام 2007.
ويُقام المعرض بمناسبة الذكرى الـ70 لتوقيع معاهدة لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، ويركّز المعرض على مسؤولية المتاحف في حماية الممتلكات الثقافية في مواجهة التدمير والنهب والصراعات، ويذكّر بأن التدمير المتعمد للتراث يُعَدُّ جريمة حرب.
ولاحظ عضو السلطة التنفيذية لمدينة جنيف ألفونسو غوميز أن "القوى الظلامية أدركت أن الممتلكات الثقافية هي مسألة حضارية، لأنها لم تتوقف يوما عن الرغبة في تدمير هذا التراث، كما هو الحال في الموصل".
أما مدير متحف جنيف للفنون والتاريخ مارك أوليفييه والر، فأسف لكون "معتدين كثر يعمدون في حالات النزاعات (…) إلى المسّ بالتراث الثقافي، لأن ذلك يعني طبعا محو هوية شعب وتاريخه". لكنه شدّد على أن "ثمة متاحف وقواعد واتفاقات تحمي هذا التراث لحسن الحظ".
ودفعت المواقع الثقافية ثمنا باهظا منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي تكمل هذا الأسبوع عاما كاملا، وأسفرت عن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين.
ورصدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أضرارا لحقت بـ69 موقعا ثقافيا منذ بداية الحرب حتى 17 سبتمبر/أيلول الماضي، استنادا إلى صور الأقمار الاصطناعية، من بينها 10 مواقع دينية و7 أثرية، و43 مبنى ذا أهمية تاريخية و/أو فنية، و6 نصب، ومستودعان للأغراض الثقافية ومتحف واحد.
وشدّد المتحف على أن "القيمة التراثية لقطع غزة المحفوظة في جنيف تبدو أكبر" نظرا إلى أن التراث الثقافي الفلسطيني أصبح راهنا "ضحية للتدمير أكثر من أي وقت مضى".
الحياة اليومية المدنية والدينيةوكانت هذه الآثار التي توضح جوانب من الحياة اليومية المدنية والدينية من العصر البرونزي إلى العصر العثماني، أُحضرت إلى جنيف عام 2006 لعرضها في معرض بعنوان "غزة على مفترق طرق الحضارات" افتتحه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وكانت هذه القطع ملكا للسلطة الفلسطينية ولرجل الأعمال الفلسطيني جودت الخضري الذي باعها -تلك العائدة إليه- عام 2018. لكن هذه القطع التي كان من المقرر أن تشكل في المستقبل مجموعة المتحف الأثري في غزة، بقيت لمدة 17 عاما عالقة في جنيف، إذ لم يتسنَ يوما توفير الظروف الملائمة لإعادتها إلى القطاع بأمان.
وقالت بلاندان "في الوقت الذي كان مقررا فيه نقل هذه القطع مجددا إلى غزة، طرأت سيطرة حماس على قطاع غزة، وحصلت توترات جيوسياسية بين فلسطين وإسرائيل".
ولاحظت بلاندان أن هذه العرقلة التي شاءتها الظروف أتاحت في الواقع إنقاذ قطع "ذات أهمية كبرى"، بينما "دُمِّرَت كامل مجموعة الخضري الخاصة التي بقيت في غزة".
وتعهدت سلطات جنيف بموجب اتفاق تعاون جديد وقعته في أيلول/سبتمبر الماضي مع السلطة الفلسطينية الاعتناء بهذا التراث لأطول مدة ممكنة.
وسبق لمتحف جنيف للفنون والتاريخ أن استُخدم عام 1939 ملجأ لأهم كنوز متحف برادو وعدد من المجموعات الكبرى الأخرى في إسبانيا التي أخرجها الجمهوريون الإسبان من بلدهم بالقطار.
واستضافت جنيف العام الماضي معرضا للأعمال الأوكرانية. كذلك تمكنت سويسرا، بالتعاون مع دول أخرى، من دعم أكثر من 200 متحف في أوكرانيا، لمساعدتها في الحفاظ على مجموعاتها بعد الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی جنیف
إقرأ أيضاً:
دار الكتب تحصد جائزة تحقيق التراث في معرض الكتاب
فاز كتاب "نزهة النفوس والأفكار في خواص الحيوان والنبات والأحجار" بجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين في مجال تحقيق التراث.
الكتاب صادر عن مركز تحقيق التراث التابع للإدارة المركزية للمراكز العلمية بدار الكتب والوثائق القومية. وهو من تأليف ابن داود الدمشقي أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي بكر( المتوفى سنة ٨٥٦ هـ )، و تحقيق د . أشرف غنام و إكرامي عشري، وراجعه أ.د. عامر النجار.
وورد في مقدمة التحقيق
أن هذا هو الجزء الثالث من كتاب نزهة النفوس والأفكار في خواص الحيوان والنبات والأحجار) ، لعبد الرحمن بن أبي بكر بن داود الصالحي؛ ويشمل أنواعاً من النباتات والأعشاب والحيوانات والمعادن والأحجار ، وذكر فوائدها المتعددة وطرائق الانتفاع بها ، وقدر رتبها المصنف ، كعادته في الجزأين السابقين ، على حروف المعجم مقسما كل حرف إلى أنواع : الحيوان ، والطير ، والنبات ، والمعادن والأحجار .
يبدأ هذا الجزء بـ (باب حرف الفاء) ، وينتهي إلى آخر (باب حرف الياء) .
واعتمد تحقيق هذا الجزء على نسختين غير التي اعتمدت في تحقيق الجزء الأول من الكتاب ، وهما :
النسخة الأولى (أ) :
نسخة خطية تامة محفوظة في مكتبة كوبريلي - تركيا ، تحت رقم (۱۹۷) (۱). تقع في مجلد واحد يحتوي الجزأين : الثاني ، والثالث - وهو آخر الكتاب -
والنسخة الثانية (ب) :
نسخة خطية تامة محفوظة أيضاً في مكتبة كوبريلي - تركيا تحت رقم (۹۸۸) .
أولها : باب حرف القاء ....
وآخرها ... فهذا ما أخبرت به الرواة في الآفاق وما حوته الدفاتر والأوراق .
تقع في مجلد واحد ، (۲۰۲) ورقة ، مكتوبة بخط نسخ ، بالمداد الأسود ،
والعناوين بالحمرة . وصفحة العنوان مذهبة وملونة ومزخرفة ومؤطرة . هي ذاتها النسخة المعتمدة في تحقيق الجزء الثاني للكتاب .
ومن بين ما اشتمل الكتاب في باب حرفي الفاء والقاف وغيرهما خواص الحيوانات من ( الدواب من الأهلي والوحشي، الطير، الهوام والحشرات، حيوان الماء) و
( خواص الأشجار والنبات والأحجار ، النبات الذي ليس له ساق يتخشب، المعادن والأحجار)