عربي21:
2024-11-22@16:30:02 GMT

فاستخف قومه فأطاعوه

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

لفظ استخف في اللغة العربية يدور في فلك الاستهانة أو الإهانة أو التوجيه نحو الطيش والخفة والسطحية وعدم إدراك العواقب، والآية تشير إلى ما يفعله الطاغية بجمهوره عن طريق الإعلام، إنه يُجري عمليات غسيل للعقول والأدمغة حتى تستهين بالخطير وتخشى البطش وتقنع بالذل وتعيش على الفتات، ويجعلها ترى الأمور بمنظاره هو ولا تستطيع التفرقة بين العدو والصديق ولا بين من هو عدو في مرحلة ومن هو عدو في كل المراحل، أو من هو العدو الأخطر ومن هو العدو الذي يمكن أن يتعامل معه بل ويجعلها تفرق بين الأعداء على أسس فاسدة لا يجوز البناء عليها.



للأسف هذا ما يعيشه عدد كبير من المسلمين الآن. ولنزيد الأمور توضيحا:

- نظام السلم والحرب في الإسلام يقوم على رد العدوان وإرهاب العدو وعدم الاعتداء على الغير أيا كان دينه وأيا كانت عقيدته، فطالما كان مسالما غير محارب ولا يساعد في حرب المسلمين فليس لأحد عليه سبيل، فلا نحارب اليهود ليهوديتهم ولا النصارى لنصرانيتهم وإنما يحارَبون لعدوانهم، ومن باب أولى الشيعة في إيران وغيرها ينطبق عليهم نفس الشيء.

تخيلوا أن يقوم البعض باستدعاء الخلافات بين السنة والشيعة وينبش الكتب في هذا الوقت الذي يباد فيه أهلنا في غزة ويجوعون ويعطشون ويقتلون ويهجرون، فهناك 2.5 مليون مسلم سني في غزة قتل منهم حتى الآن في عام واحد نحو 50 ألفا وأصيب أضعافهم وأكثر من 3.5 مليون مسلم سني في الضفة يقتلون ويشردون ويفرض عليهم الحصار من الشقيق قبل العدو، وعندما يمد لهم الشيعة في إيران المساعدة تجد البعض يهاجم الشيعة ولا يهاجم المحاصرين لإخوانهم، وعندما يقتل الصهاينة أمين عام حزب الله يضج البعض بالتهليل.

- في طوفان الأقصى بدأت حماس المعركة بسرية كبيرة ولم تنسق مع أحد (وكان هذا من ضرورات المعركة وأهم أسباب نجاحها) وكان حزب الله وغيره يستطيعون أن يقولوا: هذه ليست معركتنا ولم تتم مشورتنا ولا التنسيق معنا ونحن غير جاهزين الآن، كانوا يستطيعون هذا وكان العدو يمنّي نفسه بهذا، ولكنهم دخلوا في اليوم الثاني للمعركة وأعلنوا حدود دعمهم. قالوا لن ندع العدو يستفرد بأهلنا في غزة ولن نجعله يحقق عليهم نصرا وسنستنزف قواه في الشمال، وهذا ما فعلوه بل وحاصروا موانئ العدو في البحرين الأحمر والمتوسط، ولولا الجسر البري الذي يمد العدو باحتياجاته من الغذاء عن طريق المتعاونين العرب لجاع العدو.

- معركة الطوفان بقدر ما هي وجودية على الكيان يراها (وكذلك داعموه) خطرا حقيقيا على وجوده، قد تؤدي إلى انهيار هذا المشروع بكامله، هي خطر ماحق على كل دول المنطقة إذا استطاع العدو أن يحقق نصرا، عندها لن تسلم منه القاهرة ولا بغداد ولا دمشق ولا حتى إسطنبول وطهران، فالموضوع يتردد بين نصر مبين أو خسارة مذلة وخضوع للسيطرة الغربية الأمريكية.

- بعد أن اغتال الصهاينة الشهيد أبو العبد في طهران كان من المثير للشفقة اتهام البعض لإيران بالتآمر على قتله، وبعد هجومهم على جنوب لبنان ثم اغتيال حسن نصر الله ضجت المواقع إما بالسخرية من الحزب أو الشماتة في أمينه العام، ولم يفطن هؤلاء إلى اغتيال قائد حماس في لبنان ولا اغتيال ثلاثة من قادة الجبهة الشعبية ولا الهجوم على مخيمات الفلسطينيين في جنوب لبنان في اليوم التالي مباشرة لاغتيال نصر الله.

كان من الخفة أن لا يدرك البعض أن حسابات الدول والاستعداد للتبعات والتجهيز للاحتمالات تختلف عن حسابات الأفراد، فكانت السخرية من إيران واتهامها بأنها لم تبع الفلسطينيين فقط وإنما باعت أذرعها الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان. ولكن الأعجب أن البعض بعد الهجوم الصاروخي من إيران ما زال يسخر من الرد ويردد مقولات العدو بأن لا خسائر، وهو ينسى أن العدو لم يعترف إلا بأقل من 350 قتيلا من جيشه منذ بدء حربه على غزة، وأن بايدن احتاج للتقليل من الخسائر حتى يبث الطمأنينة في نفوس المستوطنين المرعوبين.

أخطر ما يواجه الأمة أن تقعد في أماكن المتفرجين تنتظر مصيرها بعد أن ينتهي الصراع، وأخطر من هذا أن تكون مقاعدها داعمة للعدو مقللة من فعل الصديق أو حتى الذي هو أقل عداوة، إنها نتاج عقود من الاستخفاف الذي قاد إليه الخضوع للفاسدين والطغاة من الحكام.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات إيران غزة لبنان إيران لبنان غزة المقاومة مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة صحافة اقتصاد سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تقرير لـForeign Affairs: كيف يمكن لحملة ضد حزب الله أن تخفف من القيود المفروضة على إيران؟

ذكرت مجلة "Foreign Affairs" الأميركية أنه "في نيسان الماضي، بدا الأمر وكأن التصعيد بين إسرائيل وإيران قد يدفع الشرق الأوسط بأكمله إلى الصراع، ولكن بعد أن ردت إسرائيل بطريقة صامتة نسبيا، تجاوزت الدولتان المواجهة. كما وضع المراقبون مخاوفهم الأكثر حدة جانبا، مطمئنين إلى حقيقة مفادها أن كلا البلدين أظهرا عدم اهتمامهما بحرب أوسع نطاقا. ولكن هذا الاستنتاج كان سابقاً لأوانه. ففي أيلول كثفت إسرائيل حملتها ضد حزب الله. وكان هذا بمثابة تحول مهم: فهو يشير إلى أن زعماء إسرائيل قرروا أنهم يريدون إعادة تشكيل توازن القوى في الشرق الأوسط بنشاط. والواقع أن حرب إسرائيل ضد حزب الله تهدد قدرة إيران على فرض قوتها، فضلاً عن أفعالها في غزة، وتقلل إلى حد كبير من قدرتها على ردع التدخلات الإسرائيلية في سياساتها الداخلية وبرنامجها النووي. وفي الواقع، سوف يفيد إضعاف موقف إيران الإسرائيليين في الأمد القريب، ولكن في الأمد البعيد، سوف يزيد هذا من خطر اندلاع حرب إقليمية بشكل كبير، بل وربما يزيد من احتمالات حصول إيران على الأسلحة النووية. ولتجنب الانجرار إلى المزيد من الصراعات في الشرق الأوسط، يتعين على الولايات المتحدة أن تعمل على كبح جماح المزيد من التحركات الإسرائيلية وتثبيت توازن القوى".
وبحسب المجلة، "إن الردع، في جوهره، هو قدرة أحد الأطراف على تغيير حسابات التكلفة والفائدة لدى طرف آخر من أجل منع الإجراءات غير المرغوب فيها، عادة في محاولة للحفاظ على الوضع الراهن. ومع ذلك، نادرا ما يكون الردع مرادفا للسلام المطلق، بل يتعلق الأمر بمنع الخصم من تجاوز خطوط حمراء محددة. ولا يقتصر الردع على تشكيل القرارات بشأن ما إذا كان ينبغي اتخاذ إجراء أم لا، بل إنه يلعب أيضا دورا مهما في تشكيل الاستراتيجية العسكرية بمجرد بدء الأعمال العدائية. وقد يكون الردع الناجح ببساطة يتعلق بإدارة التصعيد ومنع أنواع معينة من الضربات التي من شأنها أن تلحق الضرر بالقدرة الأساسية لأي من البلدين على الحفاظ على أمنه. والواقع أن الاستراتيجية العسكرية التي تختارها أي دولة تكون دائما مستنيرة بردود الفعل المتوقعة من جانب خصمها. على سبيل المثال، كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حريصة للغاية على تحديد الكيفية التي يمكن بها للقوات الأوكرانية استخدام الأسلحة الأميركية في حربها ضد روسيا، لأن تهديد روسيا بالتصعيد النووي يتمتع بصدقية، جزئيا على الأقل".
وتابعت المجلة، "قبل أيلول الماضي، بدا الأمر وكأن الحرب في الشرق الأوسط كانت محصورة إلى حد كبير. وكانت تبادلات إسرائيل مع إيران وحزب الله متوافقة في الأغلب مع نمط الردع المتبادل الذي حدد علاقاتها مع جيرانها لما يقرب من عقدين من الزمان. ولكن التصعيد الأخير للأعمال العدائية من جانب إسرائيل في لبنان رداً على التوغلات العدوانية المتزايدة من جانب حزب الله أعاد تعريف ديناميكية الردع التي كانت تمنع في السابق الصراع في الشرق الأوسط من التصعيد. ومع تحول الحملة العسكرية في غزة لصالح إسرائيل، أصبحت العودة إلى الوضع الراهن قبل السابع من تشرين الأول أقل قبولاً لدى القادة الإسرائيليين".
رهان سيء
وبحسب المجلة، "لقد دفعت هذه العوامل إسرائيل إلى رفض الوضع الراهن. فاعتباراً من شهر أيلول، يبدو أن إسرائيل تعمل على القضاء على حزب الله بالكامل وكذلك حماس، وبالتالي تغيير ميزان القوى مع إيران بشكل دائم. إن إزالة حماس وحزب الله من التوازن العسكري في الشرق الأوسط من شأنه أن يزيل جزءاً أساسياً من نفوذ طهران، مما يترك لإيران طرقاً أقل لتعريض الإسرائيليين للخطر وردعهم عن القيام بعمل هجومي. وفي الأمد القريب، ونظراً لأن إيران سوف يكون لديها عدد أقل من الوكلاء الذين يمكنها من خلالهم مضايقة إسرائيل بشكل غير مباشر والرد على الإجراءات الإسرائيلية، فإن قدرة إيران على تهديد المنطقة والرد على تصرفات إسرائيل وغيرها من اللاعبين الإقليميين سوف تكون أقل".
وتابعت المجلة، "لكن تعطيل حزب الله وحماس، ولو مؤقتاً، من المرجح أن يخلف آثاراً سلبية كبيرة طويلة الأمد على كل من إسرائيل والشرق الأوسط، وسوف تضطر إيران إلى البحث عن مصادر أخرى للضغط لردع تدخل إسرائيل في برامجها النووية وأنشطتها الأخرى، الأمر الذي يزيد من احتمالات الانخراط في تصعيد أفقي. وفي الأسابيع التي سبقت الضربات الإسرائيلية في الخامس والعشرين من تشرين الأول داخل إيران، ورد أن المسؤولين الإيرانيين هددوا بالرد على الولايات المتحدة وأي دولة عربية تسمح لإسرائيل باستخدام أراضيها أو مجالها الجوي لشن هجوم".
وأضافت المجلة، "لكن التصعيد العمودي يشكل الخطر الأعظم على أمن الشرق الأوسط. ويخوض زعماء إسرائيل مقامرة كبيرة بزيادة تسامحهم مع هذا الخطر، ذلك أن تدمير وكلائهم يرفع من عتبة العمل العسكري الإيراني، ولكنه يحد أيضاً من قدرة إيران على الرد على الإجراءات الإسرائيلية بشكل غير متكافئ. وإذا ثبتت عدم فعالية جهود الزعماء الإيرانيين في التصعيد الأفقي، فسوف يدركون أنهم لا يملكون خياراً سوى التهديد بعمل عسكري جاد ضد إسرائيل باستخدام أسلحة أكبر حجماً وأكثر تدميراً. وإذا قررت إيران التحرك عسكرياً، فإن أفعالها سوف تكون بالتالي أكثر مباشرة وتصعيداً".
العواقب غير المقصودة
بحسب المجلة، "إن ميزان القوى المتغير في الشرق الأوسط ينقل قدراً كبيراً من المخاطر إلى الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين. فإذا سارعت إيران إلى امتلاك سلاح نووي، فسوف تضطر الولايات المتحدة إلى الانخراط بشكل أكبر في حروب إسرائيل حتى مع تضاؤل نفوذها في المنطقة. وعلاوة على ذلك، فإن احتمال وقوع هجمات إيرانية ضد القوات الأميركية والدول الشريكة سوف يتطلب من الولايات المتحدة توجيه المزيد من الموارد نحو الشرق الأوسط تماماً كما ينبغي لها أن تحول تركيزها إلى ردع العدوان الصيني في شرق آسيا البحرية. إن استراتيجية إسرائيل مألوفة، فالشركاء الأضعف في التحالف سوف يسعون دائما إلى نقل خطر التصعيد إلى الشريك الأقوى، وهي الظاهرة التي يطلق عليها علماء السياسة "الخطر الأخلاقي". وبالتالي فإن الأمر متروك لقادة الولايات المتحدة لتحديد حدود استعداد بلادهم لدعم استراتيجية إسرائيل والتواصل بشكل خاص مع نظرائهم الإسرائيليين بأنهم لن يدعموا المزيد من التصعيد".
وختمت المجلة، "يتعين على إدارة الرئيس الأميركي القادم دونالد ترامب أن تعيد النظر في دعمها غير النقدي لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتوضيح وتقييد كيفية ومتى يمكن لهذه الحكومة استخدام الأسلحة والذخائر الأميركية. ويتعين عليها أن تطمئن دبلوماسيا الجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة بأن الولايات المتحدة سوف تكون ذات تأثير معتدل وليس مفاقم. وبدون هذه التغييرات، فإن احتمالات التصعيد في الشرق الأوسط سوف تنمو فقط". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • من هو الصحابي الذي جبر الله خاطره من فوق سبع سماوات؟.. تعرف عليه
  • وزير خارجية إيران: المقاومة في لبنان كيان مستقل
  • جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فرنسا لأجل فلسطين
  • صحف عالمية: إسرائيل فشلت أمام صواريخ حزب الله وترامب قد يقصف منشآت إيران
  • من الذي يعذب يوم القيامة الروح أم النفس.. الإفتاء تجيب
  • صورة لمركز الجيش الذي استهدفه العدوّ في الصرفند.. هكذا أصبح بعد الغارة الإسرائيليّة
  • صواريخ حزب الله أصابت مبنى في إسرائيل... شاهدوا حجم الدمار الذي لحق به (فيديو)
  • حزب الله يكشف تفاصيل الكمين الذي أوقع به “لواء جولاني”
  • تقرير لـForeign Affairs: كيف يمكن لحملة ضد حزب الله أن تخفف من القيود المفروضة على إيران؟
  • أبو شمالة: اليمن هو الوحيد الذي تجرّأ على استهداف حاملات الطائرات ومدمّـرات العدوّ الأمريكي