قالت صحيفة الجاريان البريطانية، إن ثمة أسباب خاصة هي التي دفعت الصين؛ للمشاركة في قمة السلام الأوكرانية التي احتضنتها مدينة جدة السعودية في 5و6 أغسطس/آب.  

وأوضحت الصحيفة أن الصين حليف روسيا القوى قاطعت مباحثات أوروبية مماثلة بشأن الحرب الأوكرانية الروسية عقدت في كوبنهاجن بشهر يونيو/ حزيران.

وعلى الرغم من ذلك شاركت الصين في قمة جدة التي تروج لرؤية الزعيم الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإنهاء الحرب على حساب روسيا وزعيمها فلاديمير بوتين حليف بكين.

ووفقا لتلك المعطيات، فإن السيناريو الأفضل بالنسبة لأوكرانيا لنهاية هذه الحرب هو أيضًا السيناريو الأسوأ بالنسبة للصين، إذ تخشى بكين تغيير النظام في موسكو وما يعقب ذلك من تداعيات أمنية محتملة على الصين.

وبشكل عام لا تريد الصين أن ترى أي مكاسب أوكرانية كبيرة، لأنها ستعزز مصالح الولايات المتحدة وقدرة حلف شمال الأطلسي (الناتو) على استقرار الوضع في أوروبا، من خلال إضعاف روسيا.

لكن وفق خبراء السياسة الخارجية فإن ممثل الصين بالقمة السعودية هو مسؤول متوسط المستوى لا يتمتع بسلطات صنع السياسة، لم يكن موجودًا لدعم هذا مشروع زيلينسكي أو حتى استكشاف خيارات مماثلة.

وبدلاً من ذلك، أتاحت القمة في جدة فرصة لبكين لتعزيز العلاقات مع الحلفاء في جنوب الكرة الأرضية، ومحاولة الحد من الإضرار بسمعة الصين في الغرب، حيث كانت هناك انتقادات متزايدة لعلاقتها الوثيقة مع موسكو.

اقرأ أيضاً

خبراء: قمة السلام الأوكرانية بجدة شكلية وتخدم فقط أجندة بن سلمان والسعودية  

كما أن العلاقة مع السعودية، الدولة المستضيفة للقمة، تعتبر ذات أهمية خاصة وكبيرة بالنسبة لبكين، وقد تعطي الرياض فرصة للادعاء بامتلاك القدرة على القيام بانقلاب دبلوماسي بعد تجاهل بكين القمة الأوروبية، وحضورها قمة جدة.

وذكرت الصحيفة أن الحرب الأوكرانية يدفع ثمنها الفقراء بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، إذ أدت المعارك المحتدمة والحصار الروسي لصادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهو مصدر قلق مهم لكثير من حلفاء بكين.

وقال مدير معهد سواس الصيني، ستيف تسانج إن الدبلوماسيين الصينيين حضروا قمة جدة لأنهم يريدون التعامل مع الدول الواقعة في جنوب العالم.

وأضاف أنه إلى جانب ذلك لا تريد الصين أن "تبدو داعمة لبوتين لدرجة تسمح لجنوب العالم بالجوع".

كما أن المشاركة في قمة جدة تسمح للدبلوماسيين الصينيين بتقديم بلادهم على أنها صاحب مصلحة مسؤول في الجهود الدولية لإيجاد نهاية للصراع الدموي، حتى في الوقت الذي تدعم فيه بقوة المعتدي.

اقرأ أيضاً

صحيفة أمريكية: هكذا تفوقت قمة السلام الأوكرانية بجدة على اجتماعات كوبنهاجن

المصدر | الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قمة جدة الحرب الروسية الأوكرانية الصين قمة جدة

إقرأ أيضاً:

الجارديان: بوتين يعلن لأول مرة استعداده لمحادثات ثنائية مع أوكرانيا لإنهاء الحرب

سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على التحول المفاجئ في موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي أبدى استعداده لأول مرة لعقد مباحثات ثنائية مع أوكرانيا من أجل التوصل لحل سياسي لإنهاء الحرب بين الطرفين.

وأشارت الجارديان في مقال للصحفي وارين موراي إلى أن الرئيس الروسي طالما رفض الانخراط في مباحثات ثنائية مع الجانب الأوكراني قبل إجراء انتخابات في أوكرانيا لتغيير النظام الحاكم هناك.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس بوتين ظل على مدار سنين منذ نشوب الحرب في أوكرانيا يطالب باستبدال الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي قبل البدء في أية مباحثات من أجل إحلال السلام بين الجانبين كما وصفه بأنه رئيس غير شرعي وأنه يطالب بإجراء مباحثات مع "رئيس شرعي يمثل بلاده.

وفي الوقت نفسه أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للاشتراك في أية مباحثات تؤدي إلى توقف الهجمات الروسية على بلاده، مشيرا إلى أنه ينتظر رد من جانب موسكو من أجل البدء في تلك المباحثات.

وأوضح المقال أن الرئيس بوتين أعلن خلال لقاء مع التليفزيون الروسي أنه يؤيد أي اقتراح من أجل إحلال السلام، معبرا عن أمله في أن تتبنى كييف موقفا مماثلا.

وأوضحت الصحيفة أن كلا من بوتين وزيلينسكي يتعرضان لضغوط كبيرة من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث إن الإدارة الأمريكية هددت بالانسحاب من جهود السلام في أوكرانيا إذا لم يحقق الطرفان الروسي والأوكراني أي تقدم من أجل إحلال السلام.

وأشارت الجارديان إلى أنه من المقرر أن يصل وفد أوكراني إلى العاصمة البريطانية لندن غدا الأربعاء لعقد مباحثات تضم ممثلين من المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة، لافتة إلى تصريحات الرئيس الأوكراني أمس الاثنين أن بلاده مستعده للانخراط في أية مفاوضات بناءة من أجل التوصل لحل سلمي.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك تسريبات تشير إلى أن واشنطن تبذل جهودا حثيثة من أجل التوصل لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا يصب في مصلحة موسكو حيث تتضمن مسودة ذلك الاتفاق توقف الصراع بين الطرفين وتثبيت الموقف الراهن على الجبهة التي يبلغ طولها حوالي 1000 كيلومتر والاعتراف بسيادة روسيا على منطقة القرم إلى جانب عدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلنطي (الناتو).

وفي الوقت نفسه أضافت الصحيفة أن تلك التسريبات تتضمن تحويل محطة زابورجيا النووية، التي تقع في الوقت الحالي تحت السيطرة الروسية، إلى جزء من منطقة تخضع لسيادة محايدة.

اقرأ أيضاًبوتين يمنح زاخاروفا وسام الاستحقاق للوطن

بوتين: التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في مجال الفضاء مستمر

مقالات مشابهة

  • لهذه الأسباب... الرئيس عون مصرٌّ على نزع سلاح حزب الله
  • ديفيد هيرست: حماس لن تأخذ الأموال وتهرب من غزة لهذه الأسباب
  • لا تذهب للعراق.. وسم جزائري يحذر تبون من زيارة بغداد لهذه الأسباب
  • الصين تتوعد الدول التي تسير على خطى أمريكا لعزل بكين
  • الجارديان: بوتين يعلن لأول مرة استعداده لمحادثات ثنائية مع أوكرانيا لإنهاء الحرب
  • الجارديان: بوتين يعلن "لأول مرة" استعداده لمحادثات ثنائية مع أوكرانيا لإنهاء الحرب
  • محلل إسرائيلي: لهذه الأسباب لن تكون المنطقة العازلة آمنة لجيش الاحتلال
  • "الجارديان": البابا فرنسيس أشاع السلام وكان نصيرًا للمهمشين حول العالم
  • «الجارديان»: البابا فرنسيس أشاع السلام في العالم وكان نصير المهمشين
  • الحرب الروسية الأوكرانية ولحظة البحث عن السلام