#سواليف

تحدّثت شبكة “سي أن أن” الأميركية، في تقرير، عن تفاقم #التكاليف# الاقتصادية بالنسبة إلى كيان #الاحتلال الإسرائيلي، بينما تواصل “تل أبيب” الحرب على جبهات متعددة بعد مرور ما يقرب من عام على السابع من أكتوبر.

وقالت كارنيت فلوج، محافظة البنك المركزي الإسرائيلي السابقة، لشبكة “سي أن أن” في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، إنّه “إذا تحولت التصعيدات الأخيرة إلى حرب أطول وأكثر كثافة، فإنّ هذا من شأنه أن يفرض ضريبة أثقل على النشاط الاقتصادي والنمو في #إسرائيل”.

وقد ينكمش اقتصاد “إسرائيل” أكثر من ذلك، استناداً إلى أسوأ تقدير من جانب معهد دراسات “الأمن القومي” في جامعة “تل أبيب”.

مقالات ذات صلة ما قامت به قواتنا المسلحة هو الحد الأدنى من العقاب مقابل الجرائم الإسرائيلية 2024/10/04

وحتى في سيناريو أكثر اعتدالاً، يرى الباحثون أيضاً أنّ “الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي للفرد سوف يتراجع هذا العام”، مع نمو عدد المستوطنين بسرعة أكبر من نمو الاقتصاد، وانخفاض مستويات المعيشة.

وقبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، توقّع صندوق النقد الدولي أن ينمو اقتصاد “إسرائيل” بنسبة 3.4% هذا العام. أمّا الآن، فتتراوح توقعات خبراء الاقتصاد بين 1% و1.9%.

ومن المتوقع أيضاً أن يكون النمو في العام المقبل أضعف من التوقعات السابقة.

ومع ذلك، فإنّ البنك المركزي الإسرائيلي ليس في وضع يسمح له بخفض أسعار الفائدة لإنعاش الاقتصاد لأنّ التضخم يتسارع، مدفوعاً بارتفاع الأجور والإنفاق الحكومي المتزايد لتمويل الحرب.

الأضرار_الاقتصادية الطويلة الأمد

وفي السياق، قدّر بنك “إسرائيل” في أيار/مايو أنّ التكاليف الناجمة عن الحرب ستبلغ 250 مليار شيكل (66 مليار دولار) حتى نهاية العام المقبل، بما في ذلك النفقات العسكرية والنفقات الحكومية، مثل الإسكان لآلاف المستوطنين الذين فرّوا من منازلهم في الشمال والجنوب. وهذا يعادل نحو 12% من الناتج المحلي الإجمالي لـ”إسرائيل”.

ويبدو أنّ هذه التكاليف سوف ترتفع أكثر مع توسّع الحرب، ممّا يزيد من فاتورة حكومة الاحتلال، ويؤخّر عودة المستوطنين إلى الشمال.

وفيما يعرب بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية في حكومة الاحتلال، عن ثقته في أنّ اقتصاد “إسرائيل” سوف ينتعش بمجرد انتهاء الحرب، يعرب خبراء الاقتصاد عن قلقهم من أنّ الضرر سوف يستمر لفترة أطول بكثير من الصراع، كما يشعر الباحثون في معهد دراسات “الأمن القومي” بالتشاؤم على نحو مماثل، بحسب “سي أن أن”.

وقالوا في تقرير في آب/أغسطس الماضي، إنّ الانسحاب من غزة والهدوء على الحدود مع لبنان من شأنه أن يترك اقتصاد “إسرائيل” في وضع أضعف ممّا كان عليه قبل الحرب.

وكتبوا: “من المتوقّع أن تعاني إسرائيل من أضرار اقتصادية طويلة الأجل بغض النظر عن النتيجة”، فيما “الانخفاض المتوقّع في معدلات النمو في جميع السيناريوهات مقارنةً بالتوقّعات الاقتصادية قبل الحرب وزيادة الإنفاق الدفاعي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم خطر الركود الذي يذكّرنا بالعقد الضائع بعد حرب يوم الغفران”.

كما لفت الباحثون إلى أنّ “رحيل دافعي الضرائب من أصحاب الدخول المرتفعة على نطاق واسع من شأنه أن يزيد من تدهور الوضع المالي لإسرائيل، والذي تضرر بشدة بسبب الحرب”.

وقد تسبب الصراع في مضاعفة عجز ميزانية “إسرائيل” أيضاً، فالفرق بين الإنفاق الحكومي والإيرادات، ومعظمها من الضرائب ارتفع إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي، من 4% قبل الحرب.

كذلك، ارتفعت معدلات الاقتراض الحكومي بشكل كبير وأصبحت أكثر تكلفة، حيث يطالب المستثمرون بعوائد أعلى لشراء السندات الإسرائيلية وغيرها من الأصول.

ومن المرجح أن تؤدي التخفيضات المتعددة للتصنيف الائتماني لـ”إسرائيل” من جانب وكالات “فيتش” و”موديز” و”ستاندرد آند بورز” إلى زيادة تكلفة اقتراض “إسرائيل” بشكل أكبر.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف التكاليف الاحتلال إسرائيل من شأنه أن

إقرأ أيضاً:

اقتصاد لبنان المنهار في قبضة الحرب

على مدار التاريخ الحديث، عانى لبنان من العديد من الحروب والأزمات، مما ترك تأثيراً عميقاً على اقتصاد البلاد ونسيجه الاجتماعي.

وكانت إحدى أكثر الحروب تدميراً هي حرب يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله، والتي استرمت لمدة 33 يوماً، واليوم يواجه لبنان صراعاً مشابهاً بين نفس الأطراف، لكن الظروف الاقتصادية والمؤسساتية الحالية تختلف بشكل كبير عن السابق.

اقتصاد منهك

في عام 2006، كان لدى لبنان حكومة تعمل بكامل طاقتها بالإضافة إلى رئيس قائم، واقتصاد البلاد كان في مسار تصاعدي، مع توقعات نمو بين 4 بالمئة و5 بالمئة.

كانت البنوك مستقرة وتحظى بثقة عالية بسبب ميزان المدفوعات القوي والاستثمارات الكبيرة، خاصة من دول الخليج التي أدى ارتفاع أسعار النفط حينها إلى زيادة استثماراتهم في البلاد، ما عزز الأسواق المالية.

خلال تلك الحرب، استجابت الدول العربية وخاصة الخليجية بسرعة لاحتياجات لبنان، إذ تلقى حوالي 1.2 مليار دولار من المساعدات من المنظمات الدولية والعربية.

حتى مصرف لبنان المركزي في ذلك الوقت، تمكن من التدخل لحماية الليرة اللبنانية، مدعوماً بإيداع بقيمة 1.5 مليار دولار من الكويت والسعودية.

ولعبت المؤتمرات الدولية مثل مؤتمر ستوكهولم في أغسطس 2006 ومؤتمر باريس 3 في 2007 دوراً حيوياً بجذب الدعم المالي، إذ جمعت 7.6 مليار دولار من المنح والقروض الميسرة لدعم القطاع الخاص وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية.

الحرب تدمر ما تبقى من الاقتصاد اللبناني

لكن مع دخول لبنان اليوم في حرب جديدة، فإن الوضع أكثر هشاشة ومختلف بشكل كلي، مع مواجهة البلاد أزمة مالية غير مسبوقة، إذ فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها الشرائية، والتضخم ارتفع بشكل كبير، ولم تعد تحصل بيروت على الدعم المالي من الحلفاء الدوليين أو العرب كما كانت في السابق.

احتياطات مصرف لبنان باتت شبه مستنفدة، بينما خسر القطاع المصرفي أكثر من 70 مليار دولار، وتقلص الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 50 بالمئة، مما أدى إلى دفع 80 بالمئة من السكان إلى ما دون خط الفقر.

لكن لم تبدأ تأثيرات الحرب المباشرة وغير المباشرة على لبنان مؤخراً، لكن منذ 7 أكتوبر، 2023، فقد تضرر قطاعي السياحة والخدمات في البلاد بشكل كبير، مع انخفاض عدد الوافدين لمطار بيروت بنسبة 33 بالمئة وارتفاع عدد المغادرين بنسبة 28 بالمئة. وحتى الآن فقد وصل عدد النازحين بسبب الحرب إلى حوالي مليون نازح، منهم 200 ألف دخلوا الأراضي السورية.

هذا وحذرت وكالة S&P Global للتصنيف الائتماني من أن خسائر السياحة وحدها قد تقلص ما يصل إلى 23 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبنان.

كما قام البنك الدولي بتعديل توقعاته لاقتصاد البلاد من نمو طفيف بنسبة 0.2 بالمئة إلى الركود، بالإضافة إلى تحذير الأمم المتحدة في ديسمبر أن البلاد قد تفقد ما بين 2 بالمئة و4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بسبب النزاع المستمر.

تأثر القطاع الخاص بشدة، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات الرئيسي في لبنان (PMI) إلى 47.9 في أغسطس الماضي، مما يعكس انكماشاً اقتصادياً. أما معاملات العقارات فقد انخفضت بنسبة 60 بالمئة اعتباراً من أكتوبر 2023، مقارنة مع العام الذي سبقه.

وقد عدلت شركة BMI Research، التابعة لوكالة فيتش للتصنيفات، توقعاتها لانكماش الاقتصاد اللبناني إلى 1.5 بالمئة، مسلطة الضوء على الانخفاض الكبير في عائدات السياحة. وإذا ما قارنا بحرب 2006، فقد وصلت خسائر السياحة حينها إلى 3 مليارات دولار.

وبالنسبة لقطاعي الزراعة والصناعة، فقد تكبد كلاهما خسائر فادحة. فاعتباراً من أغسطس 2024، لم يتمكن المزارعون من زراعة 17 مليون متر مربع من الأراضي نتيجة للصراع، بينما من المتوقع أن ينكمش القطاع الصناعي بنسبة تزيد عن 50 بالمئة، مما يؤدي إلى خسائر بحوالي 2 مليار دولار.

وأدت اضطرابات الموانئ اللبنانية لتفاقم الأزمة، مما أضاف حوالي 1.5 مليار دولار إلى الأضرار الاقتصادية المقدرة.

وصرح كبير الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، أحمد مختار، لسكاي نيوز عربية، أنه تم التخلي عما يقارب من 12 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في جنوب لبنان عند بدء الصراع المباشر مع إسرائيل مما يشكل خطر كبير على النظام الغذائي المحلي والذي من الممكن أن يؤدي لتدمير النسيج الاجتماعي وسبل العيش، و أنه منذ أكتوبر 2023، فقد نفق أكثر من 340 ألف رأس من الماشية.

على الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة ورسمية بشأن إجمالي الأضرار الاقتصادية الحالية والمستمرة في لبنان، إلا أنه من المؤكد أن الخسائر تجاوزت التقديرات الحالية، مما يهدد بشلل القطاعات الرئيسية وانهيار كامل للبنية التحتة في لبنان.

كما تشير التقديرات الأولية إلى أن الخسائر تجاوزت بالفعل 10 مليارات دولار، وهو مبلغ يمثل حوالي نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

 

مقالات مشابهة

  • أستاذ اقتصاد: «حياة كريمة» تعطي دروسًا مستفادة في الحماية الاجتماعية
  • أستاذ اقتصاد: «حياة كريمة» تعطي دروسا في الحماية الاجتماعية على مستوى العالم
  • أستاذ اقتصاد: «حياة كريمة» برنامج شامل للحماية الاجتماعية في مصر
  • عاجل | "الشيكل يصل القاع".. سيناريوهات تأثير استمرار الحرب على اقتصاد إسرائيل
  • اقتصاد لبنان المنهار في قبضة الحرب
  • غوتيريش: المدنيون في لبنان يدفعون ثمنا باهظا
  • أستاذ اقتصاد: الدولة تحفز القطاع الخاص على المشاركة في الاستثمار الحكومي
  • غالانت: إيران لم تتعلم الدرس ومن يهاجمنا سيدفع ثمناً باهظاً
  • اقرأ غدًا في "البوابة".. إسرائيل تُشعل الحرب على 4 جبهات