في خطوةٍ استراتيجية لتعزيز الصحة النفسية في الدولة، أطلقت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية اليوم فعاليات النسخة الثالثة من مؤتمر الصحة النفسية بالتعاون مع مؤسسة “مودسلي هيلث” العالمية، على مدى يومين تحت شعار “الابتكار القائم على التعاطف: نصنع مستقبل الصحة النفسية”، وذلك في جامعة الشارقة.
ويتزامن انعقاد المؤتمر مع إطلاق مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية فعاليات شهر الصحة النفسية، ويهدف إلى التأكيد على أهمية دمج قيم التعاطف الإنساني مع أحدث الابتكارات التكنولوجية لتقديم حلول مبتكرة تعزز الصحة النفسية وجودة الحياة، وذلك بمشاركة نخبة من الأطباء والخبراء النفسيين والمختصين في مجال الصحة النفسية من مختلف أنحاء العالم.


وأكّد سعادة الدكتور عصام الزرعوني، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن دولة الإمارات، وبفضل رؤية قيادتها الرشيدة، تمضي بخطى ثابتة نحو تعزيز الصحة النفسية من خلال سياسات واستراتيجيات متكاملة تهدف إلى توفير رعاية صحية شاملة ومستدامة، حيث يأتي تنظيم هذا المؤتمر تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 ورؤية “نحن الإمارات” 2031 ومئوية الإمارات 2071.
من جانبها، أوضحت الدكتوره نور المهيري، مدير إدارة الصحة النفسية، أن الصحة النفسية تشكل جزءاً لا يتجزأ من الصحة العامة للفرد، ومحوراً أساسياً لتحقيق التوازن المجتمعي، ومن هنا يأتي اهتمام المؤسسة بتطوير الخدمات الصحية النفسية من خلال تبني الابتكارات والتقنيات الحديثة، بما يسهم في توفير حلول استباقية لمواجهة التحديات النفسية، مؤكداً أن المؤتمر يشكل منصة هامة لتبادل الخبرات والتجارب بين المختصين على المستويين المحلي والدولي.
وبدوره، شدد الدكتور عمار البنا، مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية، على الدور الحيوي الذي يلعبه مؤتمر الصحة النفسية في دعم الجهود الوطنية وتحقيق تحول شامل في خدمات الصحة النفسية من خلال مناقشة خطط علاجية وبرامج وقائية تسهم في تعزيز الرفاهية النفسية للأفراد وتحسين مستويات سعادتهم وإيجابيتهم، بما يضمن بناء مجتمعات متوازنة وقادرة على التعامل مع التحديات المختلفة، ويرسخ مكانة دولة الإمارات كوجهة عالمية لتقديم خدمات الصحة النفسية الرائدة والمستدامة.
وبقدّم المؤتمر برنامجاً حافلاً من الجلسات الحوارية وورش العمل، حيث يناقش أبرز القضايا والمجالات المستقبلية في هذا القطاع الحيوي، بما في ذلك “مراحل تطور مرض الذهان” و”الصحة النفسية عند الأطفال الرضّع والنساء قبل وبعد الولادة”، كما يتضمن جلسة حوارية حول موضوع “النهج الحديث في علاج الإدمان عند الشباب”، وندوة خاصة عن “علم النفس الدوائي”، ومناظرة علمية بين الخبراء لمناقشة “إمكانية أن يحلّ الذكاء الاصطناعي محل الاخصائي النفسي “.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

المؤتمر العماني الأول للمدن الصحية يناقش دورها في تحقيق التنمية المستدامة

ناقش المؤتمر العماني الأول للمدن الصحية الذي نظمته وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بصلالة اليوم تجارب المدن والقرى الصحية وأهميتها في تعزيز الصحة العامة والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

كما بحث المؤتمر الذي رعاه صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، الوضع الحالي لبرنامج المدن الصحية في سلطنة عمان ونقاط القوة والضعف، والتحديات والفرص القائمة على قصص النجاح والدروس المستفادة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على آليات إنشاء شبكة وطنية للمدن والقرى الصحية، والاستفادة من منصة المدن الصحية "متعددة القطاعات" في العمل بمكونات مجتمعية أخرى مثل المدن الصديقة لكبار السن والمدارس والجامعات المعززة للصحة، والمجمعات التجارية المعززة للصحة والمدن الصديقة للطفل، وإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة، والمدن والمجتمعات الآمنة.

وألقى سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية كلمة قال فيها: إن القطاع الصحي لا يعنى فقط بتقديم الخدمة الصحية وإنما هو قطاع مبني على الشراكة والتكاملية للرقي بصحة المجتمع، ويسهم في تقدم النهضة التنموية المتجددة التي تشهدها سلطنة عمان، ويسعى لترسيخ فكرة الانتقال بالقطاع الصحي من مُقدِّم للخدمات إلى قِطاع تنموي.

وأضاف اللمكي أن القطاع الصحي يعتمد على عدة إستراتيجيات منها مبدأ العدالة والمساواة في توزيع الخدمات الصحية، مُقاربًا في ذلك ما يطلق عليه المُحدِدات الاجتماعية للصحة، حيث كانت وما زالت تجربة اللجان الصحية وباهتمام مباشر من أصحاب السعادة الولاة، خير نموذج للتعاون القطاعي للوصول إلى تحقيق النتائج الفضلى في مؤشرات الصحة العامة والرعاية الصحية الأولية، بما يحقق التغطية الصحية الشاملة وأهداف التنمية المستدامة.

من جانبها أوضحت سعادة الدكتورة حـنان بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أن برنامج المدن الصحية يوفر إحدى المنصات متعددة القطاعات التي يتسنى من خلالها اتخاذ إجراءات فعالة في مجال الصحة، ووجود برنامج للمدن الصحية يشكل ضرورة ملحة لمعالجة محددات الصحة والنهوض بها، ففي سلطنة عمان توجد الآن خمس مدن صحية، منها أول جزيرة صحية في إقليم شرق المتوسط، وهي جزيرة مصيرة.

وأضافت: إن هذا المؤتمر يتيح فرصة للاستفادة من التجارب الناجحة، وسيتبادل الخبراء وأصحاب المصلحة من المجتمع المدني الخبرات والأفكار.

وقدم سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي محاضرة بعنوان "الصحة في جميع السياسات: منصة لإنجاح منهجية المدن الصحية"، سلط فيها الضوء على مفهوم منهجية "الصحة في جميع السياسات" ومكوناتها وأهميتها، والتحديات التي تلازمها والطرائق التي تستخدم لتنفيذها مؤكدًا على أهمية استخدام هذه المنهجية في تنفيذ مشروعات المدن والقرى الصحية، من حيث مشاركة جميع القطاعات وأفراد المجتمع لتطبيق السياسة الصحية الوطنية القائمة على أن الصحة مسؤولية الجميع.

كما قدم سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار عرضًا مرئيًا حول التخطيط الحضري للمدن الصحية: بلدية ظفار أنموذجًا، وقدمت الدكتورة هـدى بنت خلفان السيابية مديرة دائرة المبادرات المجتمعية الصحية بوزارة الصحة رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر عرضا مرئيا حول المدن والقرى الصحية في سلطنة عمان.

تضمن المؤتمر جلسات علمية جاءت الجلسة الأولى بعنوان "المدن الصحية منصة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة"، كما عقدت جلسات فرعية شملت عدة موضوعات أهمها القرى الصحية أداة لمجتمع أكثر صحة، ودور القرية الصحية في تعزيز الصحة بين أفراد المجتمع، ودور المدن والقرى الصحية في تعزيز مبدأ التعاون بين المجتمع والمؤسسات الخدمية في القطاعين العام والخاص، وتجربة شمال الشرقية في تطبيق القرى الصحية، والقرى الصحية في جنوب الباطنة ودورها في تعزيز الصحة.

وتم التطرق خلال الجلسات إلى التدخلات المجتمعية الناجحة في تعزيز الصحة، والمدن والمجتمعات الصديقة لكبار السن.

تضمن حفل الافتتاح تقديم فيلم ترويجي عن محافظة ظفار، وفيلم عن الرحلة إلى المدن الصحية، إضافة إلى فقرة شعبية عن محافظة ظفار وعقد جلسات علمية، بحضور خبراء طبيين ومجموعات طبية من منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط ومن عدد من الدول الخليجية والعربية إضافة إلى عقد جلسات فرعية شملت عدة موضوعات أهمها القرى الصحية وإسهامها في تعزيز الصحة بين أفراد المجتمع، ودور المدن والقرى الصحية في تعزيز مبدأ التعاون بين المجتمع والمؤسسات الخدمية في القطاعين العام والخاص، إضافة إلى معرض اشتمل على الملصقات العلمية للمشاركين.

كما تم على هامش المؤتمر توقيع مذكرات تفاهم وتعاون بين مدينة صلالة الصحية وكل من مكتب منظمة الصحة العالمية بسلطنة عُمان وجامعة ظفار وأوكيو للصناعات الأساسية وشركة آي ماكس للدعاية والإعلان.

حضر أعمال المؤتمر معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة وعدد من أصحاب السعادة وعدد من مسؤولي وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.

مقالات مشابهة

  • وزير الشباب يشهد انطلاق المعسكر الأول لـ"أطفالنا حياة" لدعم الصحة النفسية للأطفال
  • وزير الرياضة يشهد انطلاق المعسكر الأول لمبادرة "أطفالنا حياة" لدعم الصحة النفسية للأطفال
  • 23 فريقاً في النسخة الثالثة من بطولة الاتحاد لهوكي الجليد
  • مؤتمر المدن الصحية بصلالة يوصي بإنشاء مركز للمبادرات المجتمعية
  • "الإمارات الصحية" تبدأ تنفيذ خطتها لمكافحة الإنفلونزا الموسمية
  • «الإمارات الصحية» تبدأ تنفيذ خطتها لمكافحة الإنفلونزا الموسمية
  • الثالثة بعد الظهر... مؤتمر صحافي لوزير الصحة في مستشفى بعبدا الحكومي
  • المؤتمر العماني الأول للمدن الصحية يناقش دورها في تحقيق التنمية المستدامة
  • 9089 متعاملاً من كبار السن استفادوا من خدمات الصحة النفسية خلال 2023