وخلال برنامج "حكم وحكمة"، قال عبد الكافي إن الغرب الذي يدعم الاحتلال الإسرائيلي اليوم هو نفسه الذي قاوم من احتلوا أراضيه من أمثال نابليون بونابارت واعتبروا فعلهم نضالا ثم لما حاول المسلمون مقاومة محتليهم وصفوهم بـ"الإرهابيين".

(الجزيرة)

وعن تغيير المنكر بالطرق التي حددها الشرع (اليد واللسان والقلب)، قال الداعية الإسلامي إن الناس تتعاطى مع هذا الأمر بطريقة غير إيجابية لأنهم يلجؤون للخطب والأحاديث الإعلامية والتحريض والتحشيد واصفا الأمر بأنه "مقاومة تافهة".

وأشار إلى أن بعض الناس "يحاولون تغيير المنكر بمنكر لأن تغيير الإدارات الفاسدة يقوم بالأساس على إيجاد إدارة يمكنها النهوض بالأمر فعلا لا قولا"، مضيفا أن كثيرا من المعارضين فشلوا في إدارة شؤون الناس عندما وصلوا إلى الحكم "كما رأينا في كثير من الدول".

ويرى عبد الكافي أن مقاطعة الفاسد قد تكون سلاحا أمضى من الحديث والضجيج، وقال إن الغرب حاليا أصبح يعبد اليورو والدولار ومن ثم فإن المقاطعة في وقت كالذي نعيش فيه قد تكون من أشد أوجه المقاومة السلمية.

أما المقاومة المسلحة فإنها تكون عندما لا تفلح الطرق السلمية في استعادة الحق ودحر المحتل الذي جاء لسرقة الأرض، كما يقول عبد الكافي، مشيرا إلى أن على الإنسان أن "يضرب في كل غنيمة بسهم" أي أن على كل إنسان أن يقاوم بما يجيده.

وأشار إلى أن الصحابة أنفسهم كانوا يتباينون في قدراتهم الشخصية وكان منهم من يمكنه فعل ما لا يستطيع غيره فعله، فكانوا جميعا يعملون كل فيما يجيده، فضلا عن أن الله سبحانه وتعالى قد أمر بوضوح في قوله "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، وهو أمر يؤكد على ضرورة العمل الجماعي من جهة وعلى الإعداد في حدود المستطاع وليس البحث عن قوة توازي قوة العدو.

وقال عبد الكافي إن التاريخ أثبت في كثير من الحوادث أن النصر لم يكن أبدا على قدر القوة وإنما على قدر الإيمان والصبر بدليل أن المسلمين انتصروا في بدر وهم قلة وهزموا في حنين وهم كثرة وبينهم النبي صلى الله عليه وسلم لما قالوا "لن نغلب اليوم من قلة".

وعن الثقة في الله سبحانه وتعالى بعد إعداد ما في المستطاع، أشار عبد الكافي إلى أن القائد السلجوقي ألب أرسلان لمّا أبيد جيشه ولم يتبق منه إلا القليل دخل خيمته فارتدى كفنه وخرج لجنوده ليخبرهم بأنه سيقاتل فلبسوا جميعا أكفانهم وقاتلوا معه حتى انتصروا.

وبالمثل فعل سيدنا يوشع بن نون الذي سأل الله أن يحبس الشمس عن الغروب حتى ينهي معركته فاستجاب الله لأنه دعاه وهو على يقين بالإجابة، كما يقول عبد الكافي، مؤكدا أن اليقين بالله والتوكل عليه بعد الأخذ بالأسباب الممكنة أمر يختلف تماما عن التحجج بالأسباب والحديث عن قوة العدو وغيرها من الأمور التي لا تجلب نصرا.

الأمة بحاجة للأمهات

وعن دور المرأة في المقاومة، قال عبد الكافي إن المرأة هي أكبر مصنع في التاريخ لأنها تصنع الرجال على مدار التاريخ، لافتا إلى أن خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه خاض 100 معركة؛ وهذا يعني أن زوجته هي التي قامت على تربية أولاده وصنعهم.

وأكد أن الأمة بحاجة لأمهات يصنعن الرجال ويزرعن الثقة والطموح في نفوس أولادهن لا أن يغرسن فيهم بذور الإحباط وعدم الثقة بالنفس والتقليل من قدرته على فعل شيء في هذه الحياة.

وضرب عبد الكافي مثالا بأم محمد الفاتح التي أخذته طفلا إلى حدود القسطنطينية وذكرته بأنه هو من سيفتح هذه البلاد لتزرع فيه بذرة هذا الحلم لكي يكبر بداخله.

كما روي أن هند بنت عتبة التي كانت تسير وإلى جوارها ابنها معاوية وهو في السادسة من عمره فرآه الوليد بن المغيرة فقال: "يا ويح هذا الصبي إن كبر فسيصبح سيد قومه"، فأجابته: "عدمته إن لم يحكم الدنيا كلها"، وهذا يعكس كيف كانت تغرس فيه الثقة منذ طفولته.

ولفت أيضا إلى أهمية تربية الأولاد على سير الأبطال المسلمين وتعريفهم بما صنعوه من أجل الدين والبلاد على مدار التاريخ، قائلا إن المرأة في الغرب تفتح لابنها الكتاب وهو طفل لا يعرف القراءة لكنها تريد زرع حب القراءة بداخله مما يؤكد أهمية تربية الرجال على بعض الأمور منذ طفولتهم.

وعن دور الشباب تجاه القضية الفلسطينية، قال عبد الكافي إن الشباب هم من سيجلبون النصر وإن دورهم ليس المقاطعة فقط وإنما التعامل مع القضية على أنها قضيتهم والدفاع عن فلسطين على أنها أرضهم.

وأكد أهمية دور الشباب في الدفاع عن القضية عبر الإنترنت ومن خلال وسائل الاتصال الحديثة التي أثبتت قدرتها على تغيير الرأي العام العالمي خلال الحرب الحالية على قطاع غزة حتى بدأ أبناء أثرياء الغرب يدافعون عن فلسطين.

فقه المقاومة

وخلال الحلقة نفسها، قال الدكتور ونيس المبروك رئيس أكاديمية الإمام مالك للدراسات الإسلامية إن الأصل في الإسلام هو السلم في التعامل مع الآخر وليس الحرب، حتى لو كان كافرا. لكنه أشار إلى أن لكل قاعدة استثناء، ومن هنا فقد سن الله للناس سنة التدافع وأذن للذين ظلموا بالقتال.

وأشار المبروك إلى أن الله سبحانه وتعالى حدد موجبات القتال ومنها الدفاع عن المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين تسيطر عليهم جماعة وتجبرهم على عيش بعينه، وكذلك دفع الفتنة التي قال البعض إنها "الشرك بالله" وقال آخرون إنها "الظلم".

وقال المبروك إن الله سبحانه وتعالى خاطب الناس كبشر يعرف أن لديهم نزعة التسلط والجبروت ومن ثم شرع القتال والمقاومة بالقوة وفق شروط محددة بينما جعل السلم هو الأصل في المعاملات.

وختم بأن المقاومة ليست ثورة أو غضبة وإنما هي فقه كبير ومتكامل له أصول وأسباب يجب توافرها وموانع يجب الالتزام بها حتى لا يقع الناس في مفسدة، مشيرا إلى أن الالتزام بالدولة القُطرية هو جزء من التعامل مع الواقع الذي حضَّ عليه الإسلام لكنه في الوقت نفسه لا يعني أن يقول المسلم في بلد أنه لا شأن له بمسلم آخر مثل ما يحدث في فلسطين وغزة أو غيرها من الدول التي يتعرض فيها المسلمون للبغي والعدوان.

وأكد أن وقوع البغي على مسلم في بلد يجعل على المسلمين حق نصرته بالقوة فإن لم يكن -بسبب موانع الدولة الحديثة- فليبحث عن طريقة لنصرته بالمال أو القول أو أي فعل من أفعال التعاضد الحقيقية إن لم يتمكن من نصرته بنفسه.

4/10/2024من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الله سبحانه وتعالى إلى أن

إقرأ أيضاً:

رابطة علماء اليمن تبارك الرد الإيراني على مواقع العدو الصهيوني

وأشار بيان صادر عن الرابطة - إلى أن هذه الضربة القوية تعبر عن العزة الإسلامية التي ظن العدو الصهيوني أنه قد قضى عليها، مؤكدا بأن دماء الشهداء القادة وكل الشهداء ستغرق الكيان الصهيوني في بحر من الذل والخوف والرعب، وستفقدهم الأمن وستلاحقهم حتى في أحلامهم.

ولفت البيان إلى أن هذه الضربة المباركة أصابت غطرسة نتيناهو وحكومته قبل أن تصل إلى أهدافها الميدانية وقضت على نشوة الكيان الصهيوني باغتيال شهيد الأمة إسماعيل هنية وشهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله سلام الله عليهما، بأصوات انفجاراتها وشعاع لهيبها.. مبينا أن الجمهورية الإسلامية في إيران بتلك الضربة أثبتت من جديد صدقها وجهادها، وأرست وحدة الساحات وتماسك محور القدس والجهاد والمقاومة".

ودعت رابطة علماء اليمن الجماهير والشعوب العربية والإسلامية إلى هبة شعبية لنصرة الأقصى وغزة ولبنان، وإلى ضرب الكيان الصهيوني معنوياً بالمواقف والمظاهرات والمسيرات والنشاطات المؤيدة، واغتنام الفرصة السانحة لتوطيد مبدأ وحدة الأمة في صراعها ضد عدوها المشترك الكيان الصهيوني وداعميه.

وأكدت الرابطة أن المعركة المحتدمة اليوم هي فوق المذاهب وعابرة للطوائف وأوسع من الانتماءات الضيقة، وهي معركة بين الإسلام ككتلة واحدة وجبهة موحدة ضد عدو الأمة، لا تقبل الحياد والتثبيط ولا الصمت والتخاذل، معتبرة أن المشاركة فيها واجب ديني كوجوب الصلاة والصيام وتكليف شرعي وفريضة إسلامية لا تبرأ الذمة إلا بأدائها ويُحرم تركها والحياد فيها.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. إيران تعرض الصواريخ التي قصفت إسرائيل وخامنئي: ما قمنا به الحدّ الأدنى من العقاب
  • إدارة تنمية المرأة بصنعاء تنظم وقفة تأبينية لشهيد الأمة سماحة السيد حسن نصر الله
  • صنعاء تشهد فعالية تأبينية لشهيد الأمة السيد حسن نصر الله
  • الجزيرة نت ترصد حجم الدمار في الضاحية الجنوبية لبيروت
  • لجنة نصرة الأقصى تبارك عملية الوعد الصادق “2” وتقر البرنامج الخاص بالمسيرة الأسبوعية
  • لجنة نصرة الأقصى تبارك عملية الوعد الصادق الإيرانية ضد العدو الصهيوني
  • لجنة نصرة الأقصى تبارك عملية الوعد الصادق (2) في عمق الكيان
  • الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها الأمة الإسلامية
  • رابطة علماء اليمن تبارك الرد الإيراني على مواقع العدو الصهيوني